170ـ النضوج وحـياة الألم (4)
حلقة الاثنين 8/6/2015م
(تقديم: عبد الله)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (170) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي. [3] وأسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي.
5ـ خدمة النفوس.
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: "النضوج الروحى وحـياة الألم" وناقشت:
1ـ حتمية الألم: "لأنه قد وُهِبَ لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله" (في1: 29)
2ـ وأنـواع الآلام: [الآلام الجسدية. آلام الإفتراء والظلم. آلام البغضة والإضطهاد.]
3ـ وفوائــد الألـم وبركاته: [التنقـــــية. التوعــــية. التقــــوية. الترقــــية. التنمــــية. التزكية.]
4ـ دور الله وقت الألم: [يُحجِّم التجربة. يُعطى المنفذ. يمنح العزاء. يُعين المجربين. يمتع المتألم بحضوره]
(5) المضيف: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن النقطة الأخيرة بخصوص الألم في حياة المؤمن الناضج وهي: دور المؤمن فى احتمال الألم. ويتركز في الآتي:
1) روح الصــــلاة.
2) حياة التسليم والصمت.
3) احتمال المشـــقات.
4) الشكر والتســبـيح.
5) إدراك الخير فى الآلام.
6) رؤية الله فى المشـهد.
(6) المضيف: حدثنا عن روح الصلاة التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في مواجهة الآلام.
أبونا: (1) المؤمن الناضج يتدرب على أن يمارس الصلاة الدائمة، ولا سيما فى ليل الظروف الحالك، فيضئ له المسيح كما قال يعقوب الرسول: "أعلى أحد بينـكم مشـقات فليصـل" (يع5 :13)
(2) إن ممارسة الصلاة تدخل المؤمن في حضرة الله، فيجد نفسه أنه ليس وحيدا في مقابل الشدائد والآلام، بل يرى الرب معه، فيردد بثقة قائلا: "ان كان الله معنا فمن علينا" (رو8: 31)
(3) ويردد ما جاء في (ار20: 11): "الرب معي كجبار قدير من اجل ذلك يعثر مضطهدي ولا يقدرون خزوا جدا لانهم لم ينجحوا خزيا ابديا لا ينسى"
(7) المضيف: وماذا عن حياة التسليم والصمت؟
أبونا: (1) المؤمن الناضج يقتدى بسيده الذى قيل عنه: "الذي إذ شُتِمَ لم يكن يَشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل" (1بط2: 23)
(2) فيترك الأمر لقاضى المسكونة العادل حتى يقضى لشكواه. فقد قال داود النبي في (مز9: 8) "وهو يقضي للمسكونة بالعدل يدين الشعوب بالاستقامة" وأيضا "يقضي لمساكين الشعب يخلص بني البائسين ويسحق الظالم" (مز72: 4)
(3) ويقول القديس نيلس: [صلِّ ألا تأتيك البلايا، فإن أتتك فأصبر لها. اصبر للأحزان، لأن بها يأخذ المجاهدون الأكاليل. إن شُتمتَ فكِّر إذا كنت قد فعلت ما تستأهل بسببه الشتيمة، فإن كنت قد عملت، فاحتسب الشتيمة بمنزلة المجازاة التي تستحقها. وإن كنت لم تعمل، فلتكن عندك شبه الدخان، واذكر السيد المسيح أنه من أجلك عُلِّقَ على خشبة، وشُتِمَ، وسُقِىَ خلاً، وسُمِرَ بالمسامير، وقَبلَ اللعنة. فعليك باحتمال كل شئ يلم بكَ بطيبة نفس].
(4) ويقول القديس الأنبا تيموثاوس: [من احتمل عدوه عند شتمه إياه، فهو قوى حكيم. أما من لا يحتمل الشتيمة، فلن يحتمل الكرامة كذلك. لأن الشتيمة أقل ضرراً من الكرامة].
(8) المضيف: حدثنا أيضا عن إحتمال المؤمن للمشقات وهو يواجه الآلام.
أبونا: (1) تعلمنا كلمة الله أن المؤمن هو جندى ليسوع المسيح، فالرسول بولس ينصح تلميذه تيموثاوس قائلاً: "اشترك أنت في إحتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح" (2تى2: 3).
(2) وقال يعقوب الرسول: "خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات والاناة الانبياء الذين تكلموا باسم الرب، ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة ورؤوف". (يع5: 10 و11)
(9) المضيف: وماذا عن حياة الشكر والتسبيح وسط الآلام؟
أبونا: (1) الواقع أن الصلاة لأجل الألم هو بمثابة دوران الإنسان حول مشكلة الآلام نفسها، أما التسبيح وتقديم الشكر لله، فهو الدوران في فلك الله.
(2) لذلك تقول كلمة الله: "اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم" (1تس5: 18)
(3) الشكر هو قبول ما يسمح الله به لنا من آلام.
(4) جاء فى بستان الرهبان: [إن لم تهز الريح الشجرة، فلن تنشأ لها أغصان، ولا تنمو فروعها، هكذا المؤمن إن لم تنله المحن ويشكر، فلن يصير متجلداً ولا شجاعاً].
(5) إذن فلا نصرة على التجارب، ولا فرح فى المشقات، إلا حين نشكر الله عليها.
(10) المضيف: على المؤمن أيضا أن يدرك الخير فى الآلام التي يواجهها هل يمكن أن توضح لنا ذلك؟
أبونا: (1) يقول بولس الرسول: "ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده (رو8: 28)
(2) لاحظ كلمة ٌ[مـعاً] فى الآية السابقة "كل الاشياء تعمل معا للخير".
(3) نعطي لذلك مثلا: تركيب الأدوية بالصيدلية، تضاف نسبة معينة من السموم إلى المواد الأخرى ليعطي الشفاء. ولكن إذا أخذت السموم وحدها كان الموت محققا.
(4) هكذا لابد من إضافة نسبة معينة من الآلام مع بقية هبات النعمة لتحقق الشفاء الروحي للمؤمن.
(5) ولنا فى حياة يوسف الصديق أروع المثل. فإن الآلام التى عاناها على طول حياته من إلقاء في البئر، وبيعه لفوطيفار، ثم إلقائه فى السجن ظلماً، هذه جميعها استخدمها الله فعملت معاً لتوصيله إلى القصر ليصير ثانياً بعد فرعون متحكما في أرض مصر.
(6) قال القديس مقاريوس الكبير: [اصبروا للتجارب التى تأتى عليكم من العدو، واثبتوا فى قتاله ومقاومته، فإن الله يعينكم ويهبكم النصرة. فقد كُتِبَ للرجل الذى يصبر مجرباً أنه ينال أكاليل الحياة، فلا غلبة بلا قتال، ولا إكليل بدون غلبة]
(7) ويقول المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث فى هذا الصدد: [صدقونى حتى الشوك يمكن أن يخرج منه خيرٌ، فحين نحرقه يصلح بعد ذلك سماداً للزرع]
(11) المضيف: حدثنا عن مواجهة الآلام برؤية الله فى المشهد.
أبونا: (1) الواقع أن المؤمن الناضج يمارس حضور الله بإستمرار فيرى الله فى كل مشهد.
(2) لذلك فهو لا يلعن الظروف، ولا يندب حظه العاثر، ويرفض أن يلقى مسئولية الضيقات على غيره أو على سياسة الآخرين.
(3) بل يرى الله وهو يعمل من خلف الستار، كما يحرك الممثل عرائسه فى مسرح العرائس.
(4) لذلك فطوال محكامة السيد المسيح أمام بيلاطس ظل صامتاً، إلا عندما قال للمسيح ألست تعلم أن لى سلطاناً أن أصلبك وسلطاناً أن أطلقك، فعلى الفور قال له الممسيح: "لم يكن لك عليَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أعُطيت من فوق" (يو19: 11)
(5) هذا ما أكده يوسف الشاب الطاهر عندما قال لأخوته: "أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعباً كثيراً" (تك50 :20).
(6) إنها رؤية الله فى مشهد الألم "فمن الآكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة". (قض14: 14)
** طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بالحياة المستمرة فى محضره، حتى تتحول لنا البرية القفر إلى بستان، وأتون النار يصبح جنة، فنراه رابعاً شبيهاً بابن الألهة، فنفرح فى التجارب، ونتهلل فى الآلام، مثلما كان آبائنا القديسون الشهداء.
(12) المضيف: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (1بط2: 23) "الذي إذ شُتِمَ لم يكن يَشتْم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يُسَلِم لمن يقضي بعدل" (1بط2: 23).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1بط 5).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.