167ـ النضوج الروحى وحـياة الألــــم (1)
حلقة الاثنين 4/5/2015م
(تقديم: جعفر)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (167) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] نسألك يارب أن تكملنا في الإيمان بحسب خطتك الحكيمة، ولو بدت لنا صعبة لكنها بنعمتك ستكون ممتعة، لأننا نؤمن أن كل ما تفعله هو لخيرنا لأنه بدافع محبتك الفائقة. [3] وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن:
1ـ ثمار الطهارة.
2ـ مفارقات بين مفاهيم خاصة بالطهارة.
3ـ محاسبة النفس من جهة الطهارة.
(5) المضيف: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: "النضوج الروحى وحـياة الألــــم"
وسأتناول الموضوع من عدة جهات:
1ـ حتمية الألم للمؤمن الناضج.
2ـ أنــــــــواع الآلام.
3ـ فوائــد الألـم وبركاته.
4ـ دور الله وقـــــت الألم.
5ـ دور المؤمن فى احتمال الألم.
(6) المضيف: لنبدأ بالنقطة الأولى: حتمية الألم للمؤمن الناضج. كيف ذلك؟
أبونا: (1) قال الرسول بولس: "لأنه قد وُهِبَ لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله" (في1: 29)
(2) وقال أيضا: "وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يُضطهدون" (2تى3: 12)
(3) ولقد كان المسيح واضحاً فى إعلانه عن شروط التلمذة "حينئذ قال يسوع لتلاميذه إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مت16: 24)
(4) بل قيل عن المسيح نفسه أنه "كان رجل أوجاع ومختبر الحزن" (إش53: 3) وقد عبر أحد الأباء عن ذلك قائلا: [استقبلته الأرض بالمذود وودعته بالصليب].
(5) وقال الرب عن بولس الرسول: "لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل إسمي" (أع9: 16)، وبعد أن دخل دمشق على صهوة جواد، خرج منها فى زنبيل [مقطف] (2كو11: 33)
(6) بل إن الأباء القديسين تلاميذ المسيح قد أستُشهِدوا جميعهم، ما عدا القديس يوحنا الحبيب الذى ذاق مرارة النفى فى جزيرة بطمس وهو فى شيخوخته.
(7) المؤمن الناضج لا يتأفف ولا يتباكى بسب الضيقات التي يجتاز فيها بل يفرح بها كهبة من الله لخيرة وإتمام عملية نضوجه.
(8) أعطيك مثالا: إن حقل القمح الأخضر يغذيه الفلاح بالسماد والماء حتى يترعرع. ولكنه عندما يصل إلى النضوج، يقطع عنه الماء والغذاء، ويتركه لشمس الصيف الحارقة حتى يكمل نضجه إلى وقت الحصاد. هكذا المؤمن الذي يصل إلى مرحلة النضج لابد وأن يترك لشمس التجارب والآلام لتقوم بهذه المهمة.
(9) ولكنه في وسط هذه الآلام سوف يتمتع بالتعزية الفائقة عندما يرى المسيح معه وسط الأتون المحمى سبعة أضعاف كالفتية الثلاثة.
(10) لذلك يقول القديس مار إسحق السريانى: [إذا سكن الروح القدس فى النفس، فإنه لا يعزيها بالاسترخاء والراحة، بل بالتعب والضيقات الدائمة، يعلمها وينشطها ويحكمها للمعرفة، لأن إرادة الروح القدس أن يكمل بالآلام والأتعاب تدبير محبيه، أما الذين يسعون وراء حياة الراحة، فهؤلاء ليس روح الله بساكن فيهم، بل روح الشيطان .. [ويكمل قائلا]: هوذا بولس الرسول يفتخر أنه كان يموت كل يوم .. وهذا الأمر هو الذى يفرز ويفصل ما بين بنى الله وبنى العالم، فبنو الله بالأتعاب يعيشون، أما بنو العالم فبالراحة والتنعيم].
(7) المضيف: نأتي إلى أنواع الآلام فما هي تلك الأنواع؟
أبونا: للآلام أنواع عديدة، منها:
1ـ الآلام الجسدية.
2ـ آلام الإفتراء والظلم.
3ـ آلام البغضة والإضطهاد.
(8) المضيف: هل الآلام الجسدية التي تصيب المؤمن لها دخل بخطة الله لحياته؟
أبونا: (1) لو نتذكر أمراض أيوب الصابر التي أصابته في الجسد، نرى أن الله استخدمها لكي يعلم أيوب دروسا لم يكن يتعلمها إن لم يدخل مدرسة الألم ويحصل منها على شهادة الصبر. ولهذا قال يعقوب الرسول: :ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة ورؤوف"(يع5: 11)
(2) فآلام الجسد تساعد المؤمن على الكف عن الخطية كما قال بطرس الرسول: "ان من تالم في الجسد كف عن الخطية (1بط4: 1)
(3) وبآلام الجسد يتعلم المؤمن الكثير من الفضائل الروحية هذا ما شهد به بولس الرسول بقوله: "ولئلا أرتفع بفرط الاعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع [أي ليعيش بالاتضاع]" (2كو12: 7)
(9) المضيف: وماذا عن آلام الإفتراء والظلم؟
أبونا: (1) هى الآلام التى تصيب النفس بسبب الظلم الذى يكون قاسياً على المؤمن، ولكن الله يسمح به ليحرر المؤمن الذي لا يزال يدور فى فلك ذاته، حتى ينضج ويرى المسيح فى المشهد فى وسط أتون النار الذي يجتاز فيه، فيسمع قول الرب: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت5: 11 و12)
(2) ولقد فرقَّ الرسول بطرس بين الألم من أجل الرب، والعقاب على ذنب، إذا قال: "لأن هذا فضل إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزاناً متالماً بالظلم، لأنه أي مجد هو أن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله" (1بط2: 19 و20).
(10) المضيف: وماذا عن آلام البغضة والإضطهاد؟
أبونا: (1) هى الآلام التى قال عنها رب المجد: "إن كان العالم يبغضكم فأعلموا أنه قد أبغضني قبلكم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد أعظم من سيده إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم" (يو15: 18 و20).
(2) وهذا يشبه جندياً يرمى بنفسه فى نيران المعركة، لأنه رأى قائده البطل يفعل هذا، فيتبع خطوات سيده متشبهاً به.
(3) فكما تكره الحشرات النور، وتفضل الظلام، هكذا قوات الشر التي قال عنها السيد المسيح: "احب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة (يو3: 19) لهذا هم يقاومون النور الذي فيك الذي هو في الحقيقة نور المسيح. وهذا هو سر الاضطهاد.
(4) ولكن المسيح يقول لهؤلاء المضطهين: "طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم واخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان" (لو6: 22)
(5) أتذكر قصـة بهذا الخصوص: عانى شاب مؤمن من مرض شديد، وأنتهى به الأمر إلى أنه أصيب بشلل فى قدميه، ولم يعد بإمكانه أن يمشى البته، وفشلت كل جهود أخوته المؤمنين فى تشجيعه على مواصلة المسيرة الروحية. إلى أن جاءه أحد الأباء الكهنة الحكماء، قال له: يا أبنى، لماذا أنت يأس وخائر فى الطريق؟ ألا تعلم أن المسيح كان مشلولاً، ليس فقط فى قدميه، بل فى يديه أيضاً؟ تعجب الشاب جداً لهذا الأمر، لكن الأب الكاهن أجابه بقوله: لقد كان المسيح مشلولاً على الصليب لم يستطع أن يحرك يداً أو رجلاً. فلمعت عينا الشاب بالفرح والبهجة، لأنه رأى فى صليب المسيح ما يعزيه في آلامه هو، وعاود المسير فى الطريق الروحى من جديد عاملا بقول الرسول بولس: "ناظرين إلى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله فتفكروا في الذي أحتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم" (عب12: 2 و3)
(6) وما أجمل العبارة التي قالها القديس الأنبا بولا أول السواح: [من يهرب من الضيقة يهرب من الله]
** فهل نحتمل الألم كوسيلة لنضوجنا في الإيمان، واتحادنا بالرب في آلامه، إذ قال بولس الرسول: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته" (في3: 10)
(11) المضيف: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (في3: 10) "لأعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته" (في3: 10).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1بط 2).
(12) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
