168ـ النضوج الروحى وحـياة الألــــم (2)
فوائــد الألـم وبركاته
حلقة الاثنين 11/5/2015م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (168) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] يارب يا من تسمح لنا باجتياز بوتقة الألم لتنقينا وتطوير حياتنا، نقدم لك الشكر في كل حال، وإن بدت الأمور صعبة، ولكننا نتطلع إليك وسط الأتون فتتعزي قلوبنا بشخصك. [3] أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: "النضوج الروحى وحـياة الألــــم" وناقشت النقطة الأولى فقط وهي: حتمية الألم للمؤمن الناضج، وأنـواع الآلام.
(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن بقية النقاط وهي:
3ـ فوائــد الألـم وبركاته.
4ـ دور الله وقت الألم.
5ـ دور المؤمن فى احتمال الألم.
(6) المضيفة: هل يمكن أن تشرح لنا فوائد الآلم وبركاته؟
أبونا: عظيمة هى بركات الآلام، فالله يستخدمها لكى يُجمل بها عروسه، وبواسطتها يتم تهذيب المؤمن وتطويره ليكون على الصورة التى يريدها الله. فالله يتكفل بإصلاح أى إعوجاج أو تشويه فى حياة المؤمن وذلك من خلال الآلام التى يسمح بها لهذا الغرض. فبركات الآلام كثيرة منها:
1ـ التنقـــــية.
2ـ التوعــــية.
3ـ التقــــوية.
4ـ الترقــــية.
5ـ التنمــــية.
6ـ التزكية.
(7) المضيفة: لنتكلم أولا عن بركة التنقية.
أبونا: (1) يقدم لنا الكتاب المقدس نموذجاً رائعاً فى استخدام الرب للألم كوسيلة لتنقية أولاده، كما يقوم الصائغ بتنقية الذهب وإخراج كافة الشوائب منه، فيقول أيوب المجرب: "لأنه يعرف طريقى إذا جربنى أخرج كالذهب" (أى23: 10)
(2) ولقد أختبر داود النبى يد الله المنقية لحياته فقال: "قبل أن أذلل أنا ضللت. وأما الآن فحفظت قولك، خير لى أنى تذللت لكى أتعلم فرائضك" (مز119: 67 و71)
(3) والهدف من كل هذه الآلام التى يسمح بها الرب للمؤمن هى أن يشترك فى قداسته. كما قال الرسول بولس: "لأن أولئك أدبونا أياماً قليلة حسب إستحسانهم وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته" (عب12: 10)
(4) لذا فالرب يسمح بالألم للمؤمن ليحفظه من الخطية، كما قال الرسول بطرس: "فإن من تألم فى الجسد كُفَّ عن الخطية" (1بط4: 1)
(5) وقال القديس سمعان العمودى: [كما أن الذهب لا يمكن أن يُعمل منه إناءٌ مختارٌ للملك بدون سبك وصياغة، وأيضا الشمع لا يقبل التشكيل بدون تليين، هكذا النفس لا تصلح لأن تُنقش فيها صورة المسيحالملك بدون تأديب كثير ظاهر وباطن، ومحن شديدة].
(6) دعوني أشارككم في خبرة تعلمتها: عندما كنت كاهنا في كنيسة السيدة العذراء في حي الصاغة في مدينة طنطا في الستينات من القرن الماضي، عرفت من تجار الصاغة كيفية تنقية الذهب، قالوا لي أن الذهب غير النقي يوضع في بوتقة فوق النار، ويضاف إليه الملح السلطاني، فتخرج ابخرة سوداء، تخف رويدا رويدا حتى تنقشع تماما، ويعرفون أن الذهب قد تنقى عندما يرى الصائغ صورة وجهه على سطح الذهب وكأنه مرآة. فالمسيح يسمح لنا ببوتقة التجارب حت تظهر صورته في حياتنا.
(7) والواقع أن الألم يقود إلى إماتة [الأنا]، فتظهر حياة يسوع فى جسدنا المائت، كما قال الرسول بولس: "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا، لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت" (2كو4: 10 و11)
(8) المضيفة: قلت في الألم بركة التوعية أيضا، ماذا تقصد بذلك؟
أبونا: بخصوص بركة التوعية نقرأ ما قاله موسى النبى للشعب عن إستخدام الله لألم الجوع في البريةليعطيهم وعيا ويعلمهم أن الحياة ليست في الخبز بل في كل ما يخرج من فم الله إذ قال: "فأذلك وأجاعكوأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه أباؤك لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان" (تث8: 3).
فالله يستخدم أنواعا من الآلام ليعطي الإنسان وعيا ومعرفة جوهرية ما كان يستطيع أن يعرفها إن لم يجتاز مطحنة الألم.
(9) المضيفة: وكيف تساعد الآلام على التقويه كما قلت؟
أبونا: الواقع أن الله يكشف لنا هذا السر بحديثه في سفر (التثنية 32: 11 و12): "كما يحرك النسر عشهوعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده أقتاده [أي اقتاد شعبه في البرية]"
(10) المضيفة: ما هي العلاقة بين هذا وبين الألم؟
أبونا: النسر عندما يأتي الوقت ليعلم فراخه الطيران، يحرك عشهم، الذي كان قد وضع فيه وهو يبنيه بعض الأشواك، فعندما يحرك العش توخز الأشواك الفراخ فتتألم وتسقط من العش، وأثناء سقوطها تفتح أجنحتها حتى لا تسقط على الأرض من علوها الشاهق. وعندما ترفرف بأجنحتها تتقوى عضلاتها، ولكنها تضعف وتكف عن تحريك أجنحتها، فيأتي النسر ويبسط جناحية من تحتها حتى لا تسقط، ويضعها في العش ثانية، وبعد أن ترتاح قليلا يكرر التمرين، حتى تقوى على الطيران. وهذا ما يفعله الله معنا فنعطى شوكة في الجسد مثل بولس (2كو12: 7)، حتى تتقوى عضلاتنا الروحية وتنطلق أرواحنا محلقة في جو السماويات.
(11) المضيفة: وماذا تقصد ببركة التزكية بواسطة الألم؟
أبونا: (1) للتزكية معان كثيرة منها "شهادة النجاح في الامتحان".
(2) يكتب بطرس الرسول إلى المؤمنين لكى يعرفهم أن إيمانهم يتزكى بامتحان الإيمان بالآلام فيقول: "الذي به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند إستعلان يسوع المسيح" (1بط1: 6 و7)
(3) ويؤكد بولس الرسول ذلك بقوله: (رو5: 3 - 5) "وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا".
(4) ويقول يعقوب الرسول: "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى [نجح] ينال اكليل الحياةالذي وعد به الرب للذين يحبونه" (يع 1 : 12)
(12) المضيفة: وكيف يساعد الألم على التنمية؟
أبونا: (1) تنمية الحياة الروحية اي النمو الروحي.
(2) يذكر الكتاب عن شعب الله في القديم وهم في أرض مصر قائلا: "ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا" (خر1: 12)
(3) الله يعزي أولاده المضطهدين والمذلولين بتعزيات السماء، فينمو إيمانهم في معرفة الرب وفي حياة النعمة.
(4) بل يحدث أيضا نموا في عدد المؤمنين "نموا وامتدوا"
(5) كيف يحدث ذلك؟
(6) حدث في زمن الاضطهاد أن المؤمنين المضطدين كانوا يساقون إلى ساحات الاستشهاد في مواكب من الذل والإهانة، ولكن العجيب أنهم كانوا يرتلون وينشدون ويسبحون بكل فرح، وقد جاوزت أنظارهم مشهد الاستشهاد وتطلعوا برؤيا مفتوحة العينين إلى المجد الذي سيصلون إليه، تماما كما حدث مع إستطافوس أول الشهداء فقد قال عنه الكتاب المقدس: (إع7: 55 و56) "وأما هو فشخص الى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله و يسوع قائما عن يمين الله. فقال ها انا انظر السماوات مفتوحة و ابن الانسان قائما عن يمين الله".
(7) وعندما رأى الوثنيون فرحة الشهداء، أعلنوا إيمانهم بالمسيح. وهكذا نموا وامتدوا بالفعل.
(8) يقول القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة: [تقبّل كل التجارب بفرح، عالماً بالمجد الذى يتبعها].
(13) المضيفة: قلت أنه من بركات الألم نعمة الترقية، ماذا تقصد بذلك؟
أبونا: (1) أبونا إبراهيم دخل في تجربة قاسية وهي أن يقدم إبنه الذي يحبه إسحق ذبيحة، وعندما اجتاز هذه التجربة بنجاح رقي فحسب له هذا الإيمان برا ونال درجة فائقة إذ دعي خليل الله. هذا ما وضحه الكتاب المقدس في (يع2: 23) "وتم الكتاب القائل فامن ابراهيم بالله فحسب له برا ودعي خليل الله".
ما أعظم بركات الآلام التي يسمح بها الله لأبنائه المؤمنين.
** أحبائي أكتفي بهذا القدر، على أن نكمل بقية الموضوع في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (2كو4: 11) "لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تُظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت" (2كو4: 11).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1بط 3).
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
