159ـ الحضور الإلهي والصلاة الدائمة4
حلقة الإثنين 2/3/2015م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (159) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] إلهنا الطيب الحنان، يا من أحببتنا محبة أبدية فأدمت لنا الرحمة، وغفرت كل خطايانا عندما أتينا إليك نادمين تائبين فرحمتنا، وخلصتنا، لأنك دبرت لنا الفداء العظيم بكفارة المسيح عن خطايانا، وأعطيتنا طبيعة جديدة وقلبا نقيا وروحا طاهرة، وقدتنا في طريق خلاصك بروحك القدوس الذي يرشدنا إلى الحق، والذي يعلن في داخلنا أسرارك، ويكشف عن عيوننا فنراك بقلوبنا رؤية الإيمان لأنه مكتوب طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. متعنا الآن بحضورك البهي فتفرح قلوبنا ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحنا منا.
[3] وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: الحياة فى محضر الله بالصلاة الدائمة: وأريد أن أجمع ما قلته عن الصلاة الدائمة كوسيلة للوجود الدائم في حضرة الله، حتى تكتمل الصورة في أذهاننا، فقد أوضحت:
1ـ هدف الصلاة الدائمة.
2ـ أهمية الصلاة الدائمة.
3ـ دوافع الصلاة الدائمة.
4ـ أساليب الصلاة الدائمة.
(5) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بمحتويات كل عنصر منها؟
أبونا: أولا: هدف الصلاة الدائمة:
(1) التمتع المستمر بالله.
(2) الرسوخ فى الله.
(3) الالتصاق والاتحاد بالله.
(6) المضيفة: وما أهمية الصلاة الدائمة؟
أبونا: أهمية الصلاة الدائمة:
(1) تأتي أهميتها من أنها وصية إلهية في الكتاب المقدس أن نصلي كل حين ولا نمل، وأن نصلي بلا انقطاع.
(2) كما أنها إمتياز مارسه رجال الله مثل داود النبي، واختبره أيضا القديسون على مر العصور.
(3) ثم أن الصلاة الدائمة هي دليل على الامتلاء بالروح القدس، فيحلوا للمؤمن أن يتمتع بالحديث السري طيلة وقته مع من يسكن قلبه.
(7) المضيفة: وما هي دوافع الصلاة الدائمة؟
أبونا: دوافع الصلاة الدائمة:
(1) الواقع أنه لا يوجد دافع آخر للصلاة الدائمة سوى حنين الحب والشوق إلى الله.
(8) المضيفة: وما هي أساليب الصلاة الدائمة؟
أبونا: أساليب الصلاة الدائمة هي:
(1) إنشغال الفكر بالتأمل فى الله: من خلال التأمل في كلـمة الله، وفي الخليقة المادية، وجو الســماويات.
(2) سـبى القلب فى محبة الله: من خلال التأمل فى محـــبته لنا، والتأمل فى صفاته الفائـقة، وفي إحساناته الغنية علينا.
(3) إنطلاق الروح للإتحاد بالله: وذلك بقبول هذه النعمة والعطية الفائقة المجانية، من خلال الإلتصــاق والإتحـاد به، وبالوجود في مجال الروح: بممارسة الهدوء والسكوت، والدخول إلى حضرته بترنم فى روح الصلاة.
(9) المضيفة: هذا ما كلمتنا عنه في الحلقات السابقة الخاصة بالصلاة الدائمة، وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: بقي أن نتكلمً عن: ثمار الصلاة الدائمة ومنها:
1) الشعور بحضور الرب وقربه.
2) الســــــــبى فى الله.
3) الإنتعاش والفرح.
4) نـقاوة القلب والفكر.
5) حرارة فى الكرازة والخدمة.
(10) المضيف: كلمنا عن الشعور بحضور الرب وقربه كثمرة من ثمار الصلاة الدائمة.
أبونا: من أهم ثمار حياة الصلاة الدائمة هو الشعور بحضور الرب وقربه.
(1) فالكتاب المقدس يقول: "وأما من إلتصق بالرب، فهو روح واحد" (1كو6: 17) فهذا إقتراب إلى حد الإلتصاق والاتحاد بالرب ليصير معه روحا واحدا.
(2) داود النبي يعبر عن شعوره بقرب الرب وحضوره من حوله فيقول في (مز139: 5) "من خلف ومن قدام حاصرتني"
(3) وما أجمل كلمات الترنيمة التي عبرت عن هذه الحالة إذ تقول:
انت خلفى وامامى ** انت قد حاصرتنى
يدك العلياء فوقى ** وبها ضبطتنى
(4) وفى ذلك يقول الأسقف ثيوفان الناسك: [صلِّ بلا إنقطاع، واجتهد فى صلاتك، وأنت حتماً تصل إلى الشعور بحضرة الله]
(11) المضيفة: كان هذا عن إحدى ثمار حياة الصلاة الدائمة وهو الشعور بحضور الرب وقربه وماذا عن الثمرة الأخرى: السبى فى الله؟
أبونا: ثمرة السبى فى الله:
(1) أولا: ما معنى السبي؟ السبي هو الأسر. وما علاقة ذلك بالعلاقة مع الله؟ السبي في الله هو الوقوع في حب الله، والأسر في جمال بهاه.
(2) هذا ما عبر عنه بولس الرسول بخصوص اختباره الشخصي إذ قال في (2كو12: 1ـ4) "فاني آتي الى مناظر الرب واعلاناته. اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم. اختطف هذا الى السماء الثالثة. اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها". وتعبير "أُختطف" أي أسر وسبي ودخل في جو السماويات.
(3) وما أجمل كلمات الترنيمة التي تجسد هذه الحالة من السبي والتي تقول: "اسبي قلبي في جمالك، ادخلني حضرتك، يخطف الفكر ويسبى في بهاء طلعتك"
(4) ومرنم آخر يعبر عن ذلك بقوله: "سباني بحبه سبيا عجيب فما عدت عنه أطيق انفصال
عزيز علي وأغلى صديق يشاركني ظرفي في كل حال"
(12) المضيفة: وماذا عن ثمرة الإنتعاش والفرح؟
أبونا: عندما يكون المؤمن في حضرة الرب متمتعا بجمال طلعته يطف قلبه فرحا وتنتعش روحه.
(1) وهذا ما حدث للعذراء مريم بعدما قبلت الروح القدس يظللها عبرت عن فرحها قائلة: "تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 46و47)
(2) والسيد المسيح قال لتلاميذه: "سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 22)
(3) وهذ هو ما حدث بالفعل لهم إذ يقول الكتاب: "ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب" (يو20: 20)
(4) وفى ذلك يقول القديس مار اسحق السريانى: [هذه القوة الروحانية [أي الروح القدس] حينما تحل فى النفس تعطيها لذة وتملأها فرحاً وسروراً، يوماً بعد يوم، وتشعل فيها حرارة إلهية]
(13) المضيفة: وماذا عن ثمرة نقاوة القلب والفكر؟
أبونا: (1) الواقع أن حقيقة الوجود الدائم في حضرة الرب يقدس الفكر لأنه يعطينا فكر المسيح النقي كما يقول الكتاب "اما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو2: 16)
(2) ويقول داود النبي أن الذين يجلسون في حضرة الرب هم الصديقون المستقيمو الفكر "إنما الصديقون يحمدون أسمك المستقيمون يجلسون في حضرتك" (مز140: 13)
(3) وفى ذلك يقول السائح الروسى: [إن الصلاة الدائمة تضع قدمك على سلَّم الفضيلة، وتهبك الرجاء بتقديس ذاتك]
(14) المضيفة: بقي أن تكلمنا عن حرارة فى الكرازة والخدمة كثمرة أيضا للصلاة الدائمة والوجود في حضرة الرب.
أبونا: (1) الانسان الموجود في حضرة الله بالصلاة الدائمة إنما هو إنسان ممتلئ بالروح القدس. والممتلئ بالروح القدس يستطيع أن يتكلم كلام الله بمجاهرة.
(2) هذا ما قاله الكتاب المقدس في (أع4: 31) "ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وإمتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة".
(15) المضيفة: في ختام الحلقة ما هو تعليقك؟
أبونا: (1) طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بهذا الإمتياز العظيم وهو الوجود المستمر فى حضرة الله بالصلاة الدائمة،
(2) وأن نحتفظ بالخط الساخن مع الحضرة الإلهية،
(3) ليس على مستوى المعرفة العقلية فقط، بل على مستوى الإختبار العملى التطبيقى.
(4) فننال كل هذه البركات الروحية الرائعة. آمين.
(16) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (لو 18 : 1) "وقال لهم أيضا مثلاً في أنه ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمل"
(لو 18 : 1)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 12).
(17) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(18) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
