151ـ وجود المسيح فينا (10)
حلقة الثلاثاء 23/12/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (151) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية من مرحلة النضوج الروحي؟
أبونا: أبونا: تكلمت عن النضوج الروحي والمحبة الأخوية.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن موضوع النضوج الروحي وخدمة الكـرازة
وسوف أتحدث عنها من عدة جوانب هى: أهمية خدمة الكرازة، هدفها، أنواعـها، فريقها، شعارها، عوامل نجاحها، معطلاتها.
وسأركز الحديث فى هذه الجلسة حول الأربعة جوانب الأولى وهى:
1ـ أهمـية الكرازة.
2ـ هــدف الكرازة.
3ـ أنــواع الكرازة.
4ـ فريـــق الكرازة.
(6) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن أهمـية الكرازة.
أبونا: تتركز أهمية الكرازة بالمسيح للآخرين فى أنها:
(1) وصية إلهية: الرب يسوع أوصى تلامــيذه: "وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15)
(2) إلتزام حتمى: يقول بولس الرسول: "لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة علىَّ، فويل لي إن كنت لا أبشـر" (1كو9: 16)
(3) خطورة عدم الكرازة: الكرازة هى وزنة يهبها الله لكل مؤمن، ونجد فى مثل الوزنات أكبر دليل على خطورة من لا يتاجر بوزناته، يـقول له الرب: "العبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت25: 30)
** يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن رأيت أعمى سيسقط فى هوة، أما تمد يدك إليه وتسنده حالاً؟ فكيف إذن يسوغ لنا أن نرى اخوتنا ساقطين فى مثل هذه المخاطر، ولا نمد إليهم يد الإعانة، وهم مشرفون على السقوط فى الحفرة الجهنمية الأبدية؟].
ويضيف قائلاً: [لا أقدر أن أصدق خلاص إنسان لا يعمل من أجل خلاص أخيه، فليس شئ تافهاً مثل مسيحى لا يهتم بخلاص أخيه].
(7) المضيفة: كان هذا عن أهمية الكرازة، وماذا عن هــدف الكرازة؟
أبونا: الواقع أن هناك أهدافاً خاطئة للكرازة، قد تخدع بعض الخدام، مثل:
(1) محاربة العادات السيئة: كالتدخين، وشرب الخمر. فيبذل الخادم كل جهده لكى يقنع الناس أن تقلع عنها، ومتى أقلع الناس عن هذه العادات يرتاح ضميره، ويظن أنه قد حقق أهدافه.
(2) محاربة الخطايا والشرور: كالسرقة والزنا والكذب.
(3) المناداة بالمبادئ الأخلاقية السامية: كالمحبة والصدق والأمانة.
(4) جذب الجموع إلى الكنيسة والاجتماعات.
** والواقع أن هذه الأمور كلها طيبة وحسنة .. ولكنها تأتى كنتائج طبيعية وكثمار فعلية عندما تتحقق الأهداف السليمة للكرازة.
(8) المضيفة: وما هي الأهداف السليمة للكرازة؟
أبونا: (1) الهدف الأساسى للكرازة: هو المصالحة مع الله: وهذا ما وضحه بولس الرسول قائلاً: "إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كو5: 20)
(2) الهدف المباشر: هو قبول المسيح: فإن كانت المصالحة مع الله هى الهدف الأساسى، لكنها لا تتم إلا عن طريق قبول الرب يسوع الذى قال: "هنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل اليه وأتعشى معه وهو معى" (رؤ3: 20)
(9) المضيفة: نأتي إلى أنواع الكرازة، فما هي؟
أبونا: (1) تعلمنا كلمة الله أن هناك نوعين للكرازة، هما:
1ـ خدمة الكرازة بالكلام.
2ـ خدمة الكرازة بالحياة المشعة.
(2) بخصوص خدمة الكرازة بالكلام، يقول الكتاب: "فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز، وكيف يكرزون إن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما اجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات .. اذاً الايمان بالخبر [نشر الخبر] والخبر بكلمة الله" (رو10: 14ـ 17)
(3) وخدمة الكرازة بالكلام تتمثل فى: الشهادة، والعمل الفردى، ودرس الكتاب الكرازى، والوعظ الكرازى، والوسائل الإعلامية الكرازية الأخرى.
(10) المضيفة: وما هي خدمة الكرازة بالحياة المشعة؟
أبونا: هى الكرازة بالقـدوة العملية، أي بنوعية الحياة التى يحياها المؤمن، إذ يرى الناس فيه اسلوباً مختلفاً عن اسلوب العالم، ويرون فيه شخص المسيح بصفاته ومحبته وقداسته، كما قال المسيح: "فليضـئ نوركـم هكـذا قـدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجـدوا أباكم الذى في السماوات" (مت5: 16)
(2) لكنها لا تصلح بمفردها لربح النفس، بل تكون كمقدمة هامة ومدخل ضرورى لخدمة الكرازة بالكلام.
(3) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن الذى يعظ بالكلام دون الأعمال يقدم النفوس نحو الخلاص باليد الواحدة ويؤخرهم باليد الأخرى، فهو بواحدة يبنى، وبالأخرى يهدم]
(11) المضيفة: كلمتنا عن أهمـية الكرازة وهــدف الكرازة وأنــواع الكرازة، بقي أن تكلمنا عن فريق الكرازة
أبونا: (1) فريق الكرازة يشمل:
1ـ الروح القـدس.
2ـ كلمة الله.
3ـ الخادم.
(2) قال المسيح عن دور الروح القدس: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بى، وأما على بر فلأنى ذاهبٌ إلى أبي ولا ترونني أيضاً، وأمـا على دينونـة فلأن رئيس هذا العالم قد دين" (يو16: 8 ـ 11)
1ـ فالروح القدس يبكت على خطية: هي خطية عدم الإيمان بالمسيح كمخلص.
2ـ ويبكت على بــر: أي رفض بر المسيح.
3ـ ويبكت على دينونة: أي إدانة إبليس بالصليب.
(12) المضيفة: وما هو دور كلمة الله في الكرازة؟
أبونا: قال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع" (2تى3: 15)
(1) فالروح القدس يقنع الناس من خلال كلمة الله بعمل المسيح المجيد، ودوره فى إتمام المصالحة مع الآب القدوس، بذبيحة نفسه من أجل الفداء وإعادة الإنسان إلى رتبته الأولى كإبن لله.
(13) المضيفة: وما هو دور المؤمن الخادم في الكرازة؟
أبونا: إن دور المؤمن فى الكرازة يتلخص فى:
1ـ الشهادة للجميع بحياته كإبن لله، له علاقته الشخصية بالله، وإنه يخضع لقيادته ومبادئه وقيمه. فيرى الناس فيه شخص المسيح فيتبعوه كمخلص.
2ـ وأنه آلة حية ناطقة بالروح القدس، فيشهد بكلامه لإلهه، ويسعى كسفير لمملكة السماء، يعلن الأخبار السارة، ويقدم المصالحة الإلهية لكل إنسان ليتصالح مع الرب المحب الحكيم القوى ... كما قال الرسول بولس: "إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كو 5 : 20)
3ـ ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن كانت الخميرة لا تخمر العجين، فهل تكون خميرة؟ وإن كان العطر لا يعبق الجو المحيط به، فهل يكون عطراً؟ هكذا مسيحى لا يعمل من أجل خلاص غيره، فهل هو مسيحى؟]
ويضيف قائلاً: [قلت هذا ليكون كل علمانى متيقظاً، مدركاً أننا جميعاً جسد واحـد أما الاختلافات بيننا (كإكليروس وعلمانيين) فهى اختلافات أعضاء قبالة أخرى. بهذا لا نلقى بالعبء كله على الكهنة، إنما نشـترك أيضـاً معهم فى الاهتمام بكل الكنيسة، بكوننا جسد واحد أمام الجميع]
** طلبتى إلى روح الله القدوس أن يمنحنا أن نفسح له المجال ليكرز من خلالنا للآخرين، فيمنحنا قوة للشهادة والكرازة كسفراء عن المسيح. له المجد فى كنيسته إلى الأبد آمين
(14) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مر16: 15) "وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 3).
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.