150ـ وجود المسيح فينا (9) [تابع المحبة]
حلقة الثلاثاء 9/12/2014م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (150) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية من مرحلة النضوج الروحي؟
أبونا: أبونا: تكلمت عن النضوج الروحي والمحبة الأخوية.
1ـ أهميتها
2ـ منابعها
3ـ غايتها
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن بقية موضوع النضوج الروحي والمحبة الأخوية من حيث:
4ـ أساليبها
5ـ ثمارها
6ـ معوقاتها.
(6) المضيفة: حدثنا عن أساليب المحبة الأخوية.
أبونا: من الأساليب والجوانب الهامة للتعبير عن المحبة الأخوية: المشاركة الوجدانية:
(1) قال الكتاب: "وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الاخوية مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة .. فرحـاً مع الفرحين وبكاء مع الباكين" ( رو12: 10 و15)
(2) والمقصود بالمشاركة الوجدانية، ليس مجرد الذهاب للأفراح للأكل والشرب، ولا الذهاب إلى الجنازات تفادياً للعتاب، بل المقصود هو إظهار حب المسيح ليشـارك الفرحين أفراحهم، ويتألم مع المتألمين فى آلامهم.
(3) ولعل من أروع الأمثلة للمشاركة الوجدانية، هو موقف الرب يسوع أمام قبر ليعازر عندما بكى لما رأى دموع مريم ومرثا، لقد شاركهم دموعهم وأحزانهم.
(7) المضيفة: كلمتنا عن المشاركة الوجدانية كأسلوب من أساليب المحبة الأخوية، هل توجد أساليب أخرى؟
أبونا: نعم المشاركة فى الإحتياجات:
(1) قـــال الكــتاب: "وأمــا من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه" (1يو3: 17)
(2) ولقد كانت المشاركة فى الاحتياجات هي اسلوب حياة الكنيسة الأولى، إذ يقول الكتاب: "وجميع الذين آمنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركاً" (أع2: 44)
(3) ولقد ظهرت أحشاء المسيح الحانية واضحة فى معجزة إشباع الجموع، فلم يكتف بإشباعهم روحياً بل قال: "إني أشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون، ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق" (مت15: 32)
(4) يقول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس: [إذ تعلم الشياطين أن كل من يحب أخاه فهو يحب الله، لذلك يخدعوننا تحت ألف حيلة ومكر حتى يبغض كل منا الآخر إلى أن يصبح الواحد منا فى حالة لا يريد فيها أن ينظر أخاه أو يشتاق إليه أو يكلمه بكلمة واحدة]
(8) المضيفة: وهل توجد أساليب أيضا تظهر المحبة الأخوية؟
أبونا: نعم: اسلوب الكلام:
(1) فالمؤمن الناضج هو الذى يركز بإستمرار على أن يتيح المجال للمسيح أن يتكلم فيه. فيكون كلامه طبقاً لما قاله معلمنا بولس الرسول : "لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم. بل كل ما كان صالحاً [مملحاً بملح] للبنــيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين" (أف4: 29)
(2) لذا يقول القديس ايرينيموس: [إن الكلمة الخارجة من الفم كحجر مرشوق باليد، هيهات عودتها أو ضبطها، فلهذا يلزم التأمل فيما سيقال قبل أن يخرج الكلام، لأنه بعد خروجه يكون التأمل فيه باطلاً].
(9) المضيفة: كلمتنا عن المشاركة الوجدانية، وعن المشاركة فى الإحتياجات، وأيضا عن اسلوب الكلام، وماذا أيضا بالإضافة إلى ذلك؟
أبونا: من أساليب المحبة الأخوية أيضا اسلوب المعاملات:
(1) تمتد المحبة لتشمل كافة جوانب معاملات المؤمن، فيكون لطيفاً كثمرة من ثمر الروح القدس، كما قال معلمنا بولس الرسول: "وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسـامحين كــما سامحكم الله أيضاً في المسيح" (أف4: 32)
(2) وتتلخص صفات المحبة فى إصحاح المحبة فى الرسالة الأولى إلى كورنثوس إصحاح13، إذ يقول: "المحبة:
1) تــــتأنى. 2) وترفق. 3) المحبة لا تحسد.
4) المحبة لا تتفاخر 5) ولا تنتفخ. 6) ولا تقبـــح.
7) ولا تطلب ما لنفسها. 8) ولا تحتد. 9) ولا تظن السوء.
10) ولا تفرح بالاثم. 11) بل تفرح بالحق
12) وتحتمل كل شيء.
13) وتصدق كل شيء. 14) وترجو كل شيء.
15) وتصبر على كل شيء" (1كو13: 4 ـ 7)
(3) يقول الشيخ الروحانى: [إن كنت قد ولدت بالمسيح حقاً، فكل مولود من المسيح هو أخوك. فإن أحببت نفسك أكثـر من أخيك، فهـذه الزيادة ليسـت من المسيح]
(4) كما يقول القديس أغسطينوس: [الصداقة لا يمكن أن تكون قوية ما لم تأتلف بصديقك وتلتصق به بتلك المحبة التى يسكبها الروح القدس المعطى لنا]
(10) المضيفة: كان هذا عن أساليب المحبة الأخوية، ونأتي إلى ثمار المحبة الأخوية. فماذا تريد أن تقول لنا؟
أبونا: حياة الشركة الأخوية: (1) يقول المرنم في المزمور: "بل أنت إنسان عديـلى [مسـاوٍ لىَّ] إلفى [شـريكى] وصديقى [صاحبى]، الذى معه كانت تحلو لنا العشـرة إلى بيت الله كنا نذهب في الجمهور" (مز55: 13 و14)
(2) الرفقة والدفء المقدس: لقد عدد كاتب سفر الجامعة الفوائد الناشئة عن إرتباط الأخوة بعضهم ببعض فقال: "إثنان خيرٌ من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة، لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه وويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثانٍ ليقيمه، أيضا إن إضطجع إثنان يكون لهما دفء، أما الوحد فكيف يدفأ، وإن غلب أحد على الواحد يقف مقابله الاثنان، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً" (جا4: 9 ـ 12)
(3) لهذا قال القديس أغسطينوس: [فلتمتلئ بالمحبة، فلا تكره أخاك، بل تموت أيضاً من أجله. هذه هى المحبة الصادقة، أن تكون مستعداً للموت من أجل أخيك]
(11) المضيفة: نأتي إلى معوقات المحبة الأخوية، فما هي؟
أبونا: الإدانة والإنتقاد: (1) وقد حذر منها المسيح بقوله: "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها ، أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك ، يامرائي أخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت7: 3 ـ 5)
(2) ويقول القديس دوروثيئوس: [أصل الإدانة هو عدم المحبة، لأن المحبة تستر كل عيب، أما القديسون فلا يدينون أحداً، لكنهم يتألمون معه كعضو منهم، ويشفقون عليه]
(3) ويضيف القديس برصنوفيوس: [يوم تدين أخاك، تنقطع عنك نعمة الروح القدس فتتعثر من أخيك، وتكون سبب عثرة له]
(4) ويضيف القديس مار اسحق السريانى: [الذى يحقد ويثور ويغضب من أجل الحق، ما عرف الحق، ولا الحق عرفه]
(12) المضيفة: هل هناك معوق آخر للمحبة الأخوية؟
أبونا: نعم. النميمة [نقل الكلام]:
(1) يقول سليمان الحكيم: "من يستر معصية يطلب المحبة ومن يكرر أمراً يفرق بين الأصدقاء" (أم17: 9) والمقصود بـ [يكرر أمراً]: أن ينقل حديث شخص إلى شخص آخر، فليس من الجيد أن يشنع المؤمن على أخيه، فالمحبة تتطلب أن يعاتب المؤمن أخاه مباشرة دونما حواجز أو سدود.
(2) يقول القديس مار اسحق السريانى: [من شفى أخاه خفية، فقد أوضح قوة محبته، وأما من فضحه فى أعين رفقائه وأصدقائه فقد دل على قوة حسده]
(13) المضيفة: كلمتنا عن علملين من معوقات المحبة الأخوية: الإدانة والإنتقاد، والنميمة، فهل هناك معوقات أخرى؟
أبونا: التحزب والتمركز حول الذات: (1) يقول بولس الرسول: "لا شيئاً بتحزب أو بعُجب بل بتواضع حاسـبين بعضكم البعض أفضـل من أنفســهم، لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً" (فى2: 3 و4)
(2) والتحزب هو الطموح الأنانى لرفعة الإنسان وتحقيق ذاته، وفى سبيل ذلك يكوِّن له مجموعة كحزب يتشيعون له ويهاجم الآخرين وهكذا يصبح المؤمنون أحزاباً متعارضة، فيقسمون جسد المسيح. وكل ذلك بسبب الكبرياء الدفين ومحبة الذات.
أخى الحبيب ، هل تأتى معى إلى إله المحبة، مصلين أن يمتعنا بامتياز وجوده فينا، فنفسح له المجال فنحب من خلاله الآخرين. آمين.
(14) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (1يو3: 14) "نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة. من لا يحب أخاه يبقى فى الموت"
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (عب 3).
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.