141ـ وجود المسيح فينا 1
حلقة الثلاثاء /10/2014م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (141) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يرانا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية وهي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ القيادة.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن سر النضوج الروحى وهو الوجود المتبادل فى المسيح. ولقد تكلمت فى الجلستين الماضيتين عن الجانب الأول وهو وجودنا فى المسيح.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم أستكمل الحديث عن الجانب الآخر، وهو وجود المسيح فينا.
يا لـه من إمتياز عظيم، يتمتع به المؤمنأن يأتىملك الملوك ويتنازل ليسكن فى قلب المؤمن. والواقع أن هذا الأمر ليس غريبا على الرب يسوع، ألم يولد فيِ مذود بقر.
وسأركز الحديث حول:
1ـ أبعــاد إمتياز وجود المسيح فينا.
2ـ فعاليات وجود المسيح فينا.
(6) المضيفة: لنبدأ بالنقطة الأولى وهي أبعاد إمتياز وجود المسيح فينا.
أبونا: وتشمل:
1ـ حلول شخص المسيح فى المؤمن.
2ـ حلول روح المسيح فى المؤمن.
(7) المضيفة: ما هي الآيات الكتابية التي توضح حلول شخص المسيح في المؤمن؟
أبونا: حلول شخص المسيح فى المؤمن:
(1) فى رسالته إلى أهل كولوسى تكلم الرسول بولس عن السر المكتوم منذ الدهور، ولكن أعلنه الرب لأولاده: "الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر فى الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد" (كو1: 27)
(2) ويضيف قائلاً: "أن الله بالحقيقة فيكم" (1كو14: 25)
(3) ولقد أكد الرب يسوع أن حلوله واتحاده بالمؤمن هو غاية أساسية من أهداف تجسده وظهوره، كما قال: "أنا فيهم وأنت فىَّ ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتنى وأحببتهم كما أحببتنى" (يو17: 23)
لذا فإن إستعلان وجود المسيح فى قلوبنا يوحدنا فيه، فيدرك العالم صدق رسالة المسيح، من خلال إنسكاب محبة الله الأبوية فى قلوب المؤمنين.
(4) ويقول القديس كيرلس الكبير: [لقد قبلنا فى نفوسنا جسدياً وروحياً ذاك الذى هو الابن بالطبيعة وبالحق]
(5) ويضيف قائلاً: [الكلمة صار جسداً وحل فينا ("وليس حل بيننا" بحسب الأصل اليونانى) "ما أعمق هذا السر. فالكلمة قد حلَّ فى الجميع بواسطة الواحد، لأنه إذ قد تعين الواحد ابناً لله بقوة من جهة روح القداسة، فهذه الكرامة امتدت منه إلى كل جنس البشرية]
(8) المضيفة: كان هذا عن حلول المسيح فينا بشخصه، وماذا عن حلول المسيح بروحه فى المؤمن؟
أبونا: (1) عندما إبتدأ رب المجد يسوع أن يتكلم عن إنطلاقه الوشيك، وبدأ الحزن يغمر قلوب التلاميذ، كشف لهم عن المعزى الذى سيمكث معهم، ويكون فيهم. لذا قال: "وأنا أطلب من الآب فيعطــيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم، فى ذلك اليوم تعلمون إني أنا في أبي وأنتم فىَّ وأنا فيكم" (يو14: 16 ، 17 ، 20)
(2) ويؤكد هذه الحقيقة المجيدة قول معلمنا بولس الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16)
(3) ما أبعد الفرق بين أن تكون مستأجراً لبيتٍ وأن تكون مالكاً له. فإن كان روح الله القدوس يسكن فى قلبك، فهل هو مالك لهذا القلب، أم مجرد مستأجر له فقط؟
(4) وفى هذا الصدد يقول المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث فى كتابه "الروح القـدس وعمــله فينا"، وهو كتاب رائع ونافع لكل مؤمن يقرأه وينتفع بما فيه من كنوز نافعة. يقول: [مشكلتنا الحالية أن خداماً كثيرين يخدمون بكل نشاط وبإتساع فى المعرفة، ولكــنهم لا يخدمون بقوة الروح القدس فيهم.
[وأضاف] لكى تنجح الكنيسة، ولكى تكون قوية، ينبغى أن يعمل فيها الروح القدس.
وقوة الروح القدس ليست للخدمة فقط، وإنما فى حياتك الشخصية أيضاً. فإن كنت ضعيفاً، تأكد تماماً أنك لا تشترك مع الروح القدس الساكن فيك] (ص 56 ، 57)
(9) المضيفة: ما هي المواقف السلبية من الروح القدس؟
أبونا: (1) مـقاومة الروح القدس. (أع7: 51)
(2) إحـزان الروح القدس. (أف4: 30)
(3) إطـفاء الروح القدس. (2تى1: 6)
(10) المضيفة: كان هذا بخصوص أبعاد وجود المسيح فينا بروحه، وماذا عن فعاليات إمتياز وجود المسيح فينا؟
أبونا: الواقع إن هناك العديد من نتائج وتأثيرات وجود المسيح فينا أى نتائج الإمتلاء بروح المسيح منها:
(1) تمجيد المسيح فى حياة المؤمن:
قال الرب يسوع: "ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 14)
أى أن الروح القدس يأخذ من حياة المسيح وبره وقداسته وصفاته الكاملة، ويرسمها فى أعماق الإنسان، فيبدأ فى تشكيل الإنسان من الداخل على صورة المسيح، وينحتها أعظم من أى نحات لكى تتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد.
(2) الإرشاد إلى كل الحق:
قال الرب يسوع أيضاً: "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يو16: 13)
(3) التعليم والتذكِرة بكلام الرب:
"وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26)
(4) التأييد والتعضيد بالقوة:
"لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" (أف3: 16)
(5) الإرتــــقاء والنمو:
"ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح" (2كو3: 18)
(6) المعونة فى الضعف:
"وكذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو8: 26)
(7) التعزية والسلام:
"وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تُبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع9: 31)
(8) الخدمة الفعالة:
"لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لى شهوداً فى أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8)
فالروح القدس الساكن فى الخادم هو الذى يعطيه الخدمة المقدسة الفعالة لربح النفوس.
** يقول القديس أثناسيوس الرسولى: [عندما يُقال أن الروح القدس فى إنسان فإن هذا يعنى أن الكلمة حالٌ فيه مانحاً الروح القدس]
** ويضيف القديس كيرلس الكبير قائلاً: [قد وعد المسيح أن يأتى بنفسه، فكشف عن أن الروح القدس لم يكن مجيئه لشىء آخر سوى تحقيق وجوده شخصياً".
** ليعطنا الرب أن نتمتع ببركة هذا الإمتياز المجيد، أى سكنى المسيح فينا بنفسه وبروحه، فنحيا الحياة المقدسة الملتهبة بروحه النارى الذى يحرق شوائب الشرور فنخدمه الخدمة المقبولة أمام الآب السماوى الذى له المجد فى كنيسته إلى الأبد. آمينِ.
(11) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية (2 كو 3 : 18 ) "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف
كما فى مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجدٍ .. كما من الرب الروح" (2 كو 3 : 18)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (2تي 3).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
