140ـ وجودنا في المسيح ـ2
حلقة الثلاثاء 30/9/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (140) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يرانا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية وهي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ القيادة.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن الموضوع الأول في مرحلة النضوج وهو عن: "إمتياز وجودنا فى المسيح"
(2) وشمل الحديث:
1ـ أبعاد إمتياز وجودنا فى المسيح: من واقع موت البشرية فى آدم الأول وقيامتها فى آدم الثانى، وبركةلاوى فى صُلب إبراهيم وبركة البشرية فى شخص المسيح.
2ـ جوانب وجودنا فى المسيح: الموت والدفن والقيامة والصعود والجلوس معه في السماويات.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سوف أتكلم عن: (1) وسائل تحقيق امتياز وجودنا فى المسيح.
(2) وبركات امتياز وجودنا فى المسيح
(6) المضيفة: ما هي وسائل تحقيق امتياز وجودنا فى المسيح؟
أبونا: تشمل:
1ـ المعرفة.
2ـ الاختبار.
3ـ وسائط النعمة.
(7) المضيفة: كلمنا عن المعرفة العامة.
أبونا: (1) قال عنها بولس الرسول: (أف1: 18 و19) "مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين، وما هى عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته"
(2) ويقول الكتاب في سفر (هو4: 6) "هلك شعبي من عدم المعرفة"
(3) أعطي مثالا: لو نظرنا إلى السعودية وبلاد الخليج، نرى أنها كانت تعانى من الفقر، بسبب عدم معرفتهللثروة البترولية التى كانت موجودة فى باطن الأرض، ولكن عندما أدركوا ذلك تحولت حياتهم من الفقر إلى الرفاهية.
(4) ويقول القديس اكليمندس عن المعرفة: [المعرفة الحقيقـية هى إدراك الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة كأمــور أكيدة موثوق بها، يعلنها ابن الله الذى هو الحكمة ويمنحها]
(8) المضيفة: كان هذا عن المعرفة العامة، وما هي المعرفة الشخصية؟
أبونا: المعرفة الشخصية: (1) هي إحتساب حدوث ذلك على المستوى الشخصى، وليس مجرد الاكتفاء بالمعرفة العامة.
(2) وهذا جانب هام للتمتع بإمتياز وجود المسيح فينا، إذ يوصى الكتاب المقدس المؤمنين بالحياة على أساس احتساب تحقيق الموت عن الخطية والحياة فى المسيح كواقع عملى مُعاش.
(3) لذا قال بولس الرسول: "الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالايمان إلى هذه النعمة التى نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله" (رو5: 2)
(9) المضيفة: مالمقصود بالإيمان هنا؟
أبونا: (1) هو احتساب امتياز وجودى فى المسيح أنه قد حدث لى على المستوى الشخصى.
(2) فالوعى بالشئ هو مجرد معرفة نظرية، ولكن ينبغي أن تتلوها مرحلة الإيمان واحتساب هذا الامتياز على المستوى الشخصى العملى التطبيقى في حياتي أنا شخصيا.
(3) لهذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [هذا الموضوع يستحق منا الإيمان، لأنه إذا كانت الباكورة حية فنحن أيضاً أحياء. فالله قد أحيا المسيح وأحيانا. لقد أحيا الذين كانوا أمواتاً وأبناء الغضب]
(4) أخى الحبيب، أدعوك أن تحترس من تحول هذه البركات والامتيازات إلى مجرد فكرة جميلة، مع إيقاف التنفيذ، فما قيمة امتياز لا تتمتع به؟ أو بركة نظرية لا تستفيد منها؟
(10) المضيفة: وما هي وسائل تحقيق إمتياز وجود المسيح فينا علاوة على الإيمان الذي كلمتنا عنه؟
أبونا: وسائط النعمة التي وضحها الكتاب المقدس ومارستها الكنيسة في عبادتها منها:
(1) سر المعمودية:
1ـ يوضح الكتاب المقدس في (رو6: 3ـ5) أنه فى سر المعمودية تؤول إلينا نعمة الموت والدفن والقيامة مع المسيح: "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كماأقيم المسيح من الأموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة ، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته"
2ـ ويضيف بولس الرسول قائلاً: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27)
3ـ يعلمنا القديس يوحنا ذهبى الفم عن هذا الأمر فيقول: [الذى يعتمد للمسيح لا يولد من الله فقط، بل يلبس المسيح أيضاً، لا نأخذ هذا بالمعنى الأدبى كأنه عمل من أعمال المحبة، بل هو حقيقة، فالتجسد جعل اتحادنا بالمسيح وشركتنا فى الألوهــة أمراً واقعاً]
4ـ فالمعمودية هى إماتة الذات والموت والقيامة مع المسيح، فقط علينا أن ندرك هذه البركة التى تباركنا بنوالها فى طفولتنا، فتسرى مفاعيلها فى حياتنا على المستوى التطبيقى. إذ نموت ونقوم مع المسيح فى جدة الحياة.
(11) المضيفة: وهل هناك وسيلة أخرى بالإضافة إلى ذلك؟
أبونا: نعم. تقديم الجسد ذبيحة لله: (1) قال بولس الرسول: "فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو12: 1)
(2) وهى خطوة هامة فى طريق تحقيق الموت والقيامة مع المسيح، أى التفريط فى الحياة الجسدية وتقديمها ذبيحة للملك المسيح.
(3) إنها تذكر قرار التكريس للملك المسيح الذى قطعناه على أنفسنا مقدمين أجسادنا ذبيحة يشتمَّها رائحة ذكية يكون السر فيها سكنى المسيح داخلنا، ووجودنا فيه.
(4) وللقديس العظيم الأنبا انطونيوس قولٌ رائعٌ بخصوص تقديم الجسد للمسيح للتمتع بسكناه فينا، إذ يقول: [يا أبنائى، ارفعوا وقدموا جسدكم هذا الذى تلبسونه، واجعلوا منه مذبحاً، وضعوا عليه كل أفكاركم، واتركوا عليه أمام الرب كل مشورة شريرة، وارفعوا يدى قلوبكم إلى الله متوسلين إليه بالصلاة أن يرسل عليكم من الأعالى، وينعم عليكم بناره غير المرئية الفائقة الجوهر، لكى تنزل من السماء وتحرق كل ما هو موضوع على المذبح وتطهر المذبح]
(12) المضيفة:بعد أن انتهينا من توضيح وسائل تحقيق امتياز وجودنا في المسيح، أسأل عن ما هي بركات هذا الامتياز؟
أبونا: لوجودنا في المسيح إمتيازات عديدة منها:
1ـ الفداء وغفران الخطايا.
2ـ التبريـــــر.
3ـ التبنـــــى.
4ـ الخلقة الجديدة.
5ـ القداســــة.
6ـ الحياة الأبديـة.
7ـ كل بركة روحية.
(13) المضيفة فلنناقشها واحدة واحدة، هل يمكن أن تحدثنا في عجالة عن كل بركة من هذه البركات؟
أبونا: (1) الفداء وغفران الخطايا: يقول بولس الرسول (أف1: 7): "الذى فيه [فى المسيح] لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته"
(2) التبرير: ويقول أيضاً (2كو5: 21) "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه[فى المسيح]"
(3) التبنى: وقال أيضاً (أف1: 5) "إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته"
(14) المضيفة هذه ثلاث بركات وماذا عن الباقي؟
أبونا: (4) الخليقة الجديدة: هذا ما وضحه بولس الرسول بقوله (2كو5: 17): "إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً"
(5) القداسة: بحسب قول الرسول (1كو1: 30): "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسةً وفداءً" والقداسة هى تصحيح سلوكى أمام الله والناس.
(6) الحياة الأبدية: قال يوحنا الرسول (1يو5: 11 ،12): "وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في إبنه، من له الابن فله الحياة ومن ليس له إبن الله فليست له الحياة"
(7) كل بركــة: إذ يقول بولس الرسول (أف1: 3): "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح"
(15) المضيفة: هل لك تعليق على هذه الحلقة في الختام؟
أبونا: طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بهذا الإمتياز العظيم وهو وجودنا فى يسوع، ليس على مستوى المعرفة العقلية فقط، بل على مستوى الإختبار العملى التطبيقى. فننال كل هذه البركات الروحية الرائعة. آمين.
(16) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية (2كو5: 17) "إذاً إن كان احد فى المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو5: 17)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (2تي 2).
(17) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(18) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.