قناة الفادى الفضائية

(8) هل ذهب إبراهيم وإسماعيل إلى مكه (الجزء الثانى)

(3) تاريخ مكة في علم الآثار.

(4) تاريخ إبراهيم في علم الآثار.

(5) تاريخ إبراهيم في الكتاب المقدس.

حلقة (8) برنامج معرفة الحق

الجمعة 29/7/2011م

"ثمر الروح طول أناة" / "إبراهيم ومكة 2"

( د. يوحنا زكريا)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في قناة الفادي، وفي الحلقة الثامنة من برنامج معرفة الحق. ومعنا القمص زكريا بطرس. مرحبا بك.

أبونا: وبك أيضا وبجميع المشاهدين الأحباء.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟

أبونا: (1) (صلاة: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. "أيد يا الله هذا الذي فعلته لنا" (مز68: 28)

 

الفقرة الأولى

الرسالة الروحية

(ثمر الروح القدس طول أناة)

(3) المضيف: ماذا سوف تقدم لنا في هذه الفترة الأولى الروحية من حلقتنا اليوم؟

أبونا: (1) سأواصل الحديث عن الخلاص العظيم الذي صنعه المسيح عندما قدم نفسه ذبيحة حب على الصليب كفارة لخطايانا، وأرسل روحه القدوس ليمنحنا قوة فائقة لتجديدنا وتحريرنا، (2) وقد تكلمت في حلقة سابقة عن ثمر الروح القدس "ثمرة السلام"، (3) واليوم أواصل الحديث عن "ثمرة طول الأناة" لأن الآية تقول: "واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف (غل5: 22 و23) (4) وسوف أتكلم عن طول الأناة من عدة زوايا: 1ـ مفهوم طول الأناة 2ـ أهمية طول الأناة 3ـ الحاجة إلى طول الأناة 4ـ إقتناء طول الأناة 5ـ تكامل الثمر 6ـ معطلات طول الأناة 7ـ نتائج طول الأناة

(4) المضيف: لنبدأ بالزاوية الأولى، يا ريت تعطينا تفسير وتوضيح لمعنى ومدلول طول الأناة؟

أولا: مفهوم طول الأناة

أبونا: هناك عدة مدلولات لطول الأناة منها: (1) المدلول الأول: طول الروح، أو طول النَّفَس، فالكلمة العبرية "لطول الأناة" هي "إروخ أفايم" ومعناها الحرفي "طول الأنف"، كناية عن طول النَّفَس، لأن الغضب يظهر في سرعة النفس، إذن فطويل الأناة هو "البطئ الغضب" (2) مدلول آخر لطول الأناة هو: طول البال، أو التمهل، يتضح ذلك من (مت18: 27) "فخر العبد وسجد له قائلا يا سيد تمهل علي فاوفيك الجميع" [طول بالك عليَّ]  (3) مدلول ثالث:  الصبر في مواجهة الضغوط المختلفة بدون تذمر، أو الشعور بالضيق من الإهانة، أو غضب، أو فقدان الأعصاب والصياح، أو الهروب من المواقف، أو التفكير في الإنتقام: 1ـ فهناك ضغوط ومشاكل في الأسرة، والعمل، بل والخدمة، فيقابلها الإنسان بالغضب ولا يطيل أناته ليحل المشاكل بهدوء 2ـ  وفي سفر (يشوع بن سيراخ1: 29) "الطويل الأناة يصبر الى حين ثم يعاوده السرور 3ـ وبولس الرسول واجه بعض هذه الضغوط، لكنه لم يسمح لها أن تضايقه، فقال في: (2كورنثوس 8:4-10) "مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين، 4ـ ليكن لك الثقة أن المسيح سيعطيك بروحه القدوس طول الأناة لتحتمل إن كنت تطلب منه.

(5) المضيف: هذه ثلاث مدلولات، هل توجد مدلولات أخرى؟

أبونا: نعم (4) المدلول الرابع لطول الأناة هو: إحتمال تقصيرات الأحباء دون شعور بالمرارة أو شكوى ، ففي  (2تي 16:4-18) عندما ذهب بولس الرسول إلى روما وأقام فيها سنتين، يقول في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي. بل الجميع تركوني" ولكنه يقول: لا يحسب عليهم. ولكن الرب وقف معي وقواني"  (5) مدلول خامس لطول الأناة هو: المثابرة دون يأس: والاستمرار في عمل الصلاح بغير كلل أو فشل، بل بصمود وصبر. (6) مدلول سادس لطول الأناة هو: عدم توقُّع النتائج السريعة. 1ـ ففي (2تي 2:4) يقول "عِظ بكل أناة وتعليم". 2ـ وفي (اع20: 31) يقول: "لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا لم افتر عن ان أنذر بدموع كل واحد" 3ـ والواقع إنه مش أنا اللي بغير الناس، فليه أكون على أعصابي، وأقول: إزاي ده يكون كده لازم يتغير، هو كلامي إللي ح يغيره، 4ـ أتركه للرب ولعمل الروح القدس، وما عليَّ إلا أن أظهر له الحب لخلاص نفسه.

(6) المضيف: هذا شرح وافي لمدلول طول الأناة، نأتي للزاوية الثانية، ما أهمية طول الأناة؟

ثانيا: أهمية طول الأناة

أبونا: تتضح أهمية طول الأناة مما يلي: (1) أنها صفة من صفات الله: 1ـ جاء في سفر (عد14: 18) "الرب طويل الروح كثير الاحسان يغفر الذنب والسيئة" 2ـ وأيضا في (سفر الخروج 34 :6) "الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب" 3ـ وفي ( رو2: 4) "أم تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول اناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة؟". (2) وطول الأناة من سمات السيد المسيح، إذ أطال أناته على شاتميه: كما قال بطرس الرسول في (1بط2: 23) "الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد"، بل وأطال أناته على صالبيه إذ طلب من أجلهم قائلا: (لو23: 34) "يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (3) ومما يدل على أهمية طول الأناة بالنسبة لنا، أنه مكتوب (1بط2: 21) "لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته" (4) فعلينا أن نتبع قدوته في طول أناته أيضا، فنتحلى نحن أيضا بهذه الصفة.

(7) المضيف: نعم نحن كمسيحيين لابد وأن نتشبه بالمسيح،  هل يمكن أن تحدثنا عن الزاوية الثالثة وهي حاجتنا لطول الأناة؟

ثالثا: ـ الحاجة إلى طول الأناة:

أبونا: (1) الواقع أن صفة طول الأناة هي وصية إلهية: 1ـ في ( أف4: 1 و2) "فاطلب اليكم انا الاسير في الرب ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها. بكل تواضع ووداعة وبطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة". (2) ونحن في حاجة إلى طول الأناة للتعامل مع المشاكل العائلية بين الزوج والزوجة، وبين الآباء والأبناء. وكذلك في العمل، وفي المؤسسات والهيئات، بل وفي الكنائس ايضا والجمعيات الدينية (3) وحاجتنا إلى طول الأناة أيضا حتى لا نصاب بالأمراض المختلفة الناتجة عن احتراق الأعصاب. (4) وطول الأناة يجنبنا بصفة عامة تفاقم المشاكل.

(8) المضيف: هذا صحيح ما أحوجنا فعلا لطول البال، ولكن السؤال الهام هو: كيف نقتني طول الأناة؟

رابعا: إقتناء طول الأناة

أبونا: (1) أحب أن أنوه بداية أن هناك بعض الأشخاص عندهم طول بال بطبيعتهم نتيجة عوامل وراثية وهم أصحاب ما يسمى بالطبع [Phlegmatic temperament] ويترجم بالعربية بالمزاج البلغمي، أو ما يسمونه الطبع البارد. (2) والطبع البلغمي سمي بذلك: 1ـ نسبة إلى المادة المخاطية الباردة التي تنساب من الأنف في فصل الشتاء 2ـ فهناك علماء يقسمون الطباع وفقا للسوائل في جسم الإنسان 3ـ فهناك الطبع الحامي ويسمى بالدموي نسبة إلى حرارة الدم 4ـ وهناك الطبع الصفراوي نسبة إلى لون عصارة المرارة 5ـ وهناك الطبع السوداوي نسبة إلى عصارة المعدة الخاوية. 6ـ ولست الآن في مجال الحديث عن هذه الدراسة الممتعة.

(9) المضيف: هل أصحاب الطبع البلغمي البارد ليسوا في حاجة إلى اقتناء ثمرة الروح القدس الخاصة بطول الأناة؟

أبونا: (1) الواقع أنهم في مسيس الحاجة لثمر الروح أي طول الأناة (2) والسبب هو أن أصحاب الطبع البارد الوراثي يستغلون طبعهم البارد في إغاظة الآخرين، وتدبير المقالب لهم، ويسمون في الأمثال، "مية من تحت تبن" وينطبق عليهم المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" ذلك لأن طبيعة الإنسان العتيق فاسدة، فهم في مسيس الحاجة لثمر الروح القدس الذي يقدس الأعماق، ويقدس العلاقات مع الآخرين برباط المحبة الطاهرة. (3) علاوة على أن أصحاب هذا الطبع: 1ـ يكون بالهم طويل ما دامت الضغوط في حدود قدراتهم الذاتية. 2ـ ولكن عندما تزيد الضغوط ينفجر صاحبها ويفقد أناته. 3ـ ولهذا يقول المثل: "إتق شر حليم إذل غضب" 4ـ وهنا لا بد من نعمة فوق عادية تساعد الإنسان على مواجهة الضغوط فوق العادية، تأتيه من فضيلة فوق عادية هي: "ثمر الروح: طول أناة".

(10) المضيف: هذا رائع، ونعود ثانية إلى السؤال: كيف نقتني طول الأناة؟

أبونا: (1) واضح جدا من (غل5: 22) أن طول الأناة هو إحدى ثمار الروح القدس. (2) إذن فينبغي أن نركز على ضرورة الامتلاء بالروح القدس. فلا يوجد بديل عن ذلك، وإلا سندخل في أساليب بشرية، ومدارس علم الأخلاق التي لا تجدي نفعا، لأنه مكتوب (أع4: 12) "ليس بأحد غيره الخلاص". (3) فلنفتح قلوبنا للرب ليملأنا بروحه (4) لنطلب ذلك بحرارة وجدية ونقول: "أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل في أيها الصالح وخلص نفوسنا" (5) كلنا يحتاج لملء الروح الفائض ليسيطر على أفكارنا وأقوالنا ومشاعرنا. (6) فلنُسِكِّن نفوسنا أمامه ليزيل الغضب من داخلنا، ويغرس فينا فكر المسيح  "الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد" (1بط2: 23) (7) والواقع أنه كلما سّلمنا أنفسنا أكثر للروح القدس وخضعنا لتوجيهاته، يعمل فينا، ويجعل نفَسَنا أطول.

(11) المضيف: يارب إملأني بروحك فيثمر في حياتي طول أناة مقدسة. نأتي إلى النقطة الخامسة في موضوعنا وهي: تكامل ثمر الروح القدس، فماذا تقصد من ذلك؟

خامسا: تكامل ثمر الروح القدس

أبونا: (1) الواقع أن ثمر الروح القدس الذي هو "محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف" (غل5: 22 و23) هو عنقود متكامل ترتبط حباته بعضها ببعض إرتباطا وثيقا، (2) فنجد أن طول الأناة يرتبط بالمحبة، حيث يقول بولس الرسول (1كو13 :4) "المحبة تتأنى وترفق" (2) كما يقترن طول الأناة بالفرح، في (كولوسي1: 11) "متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول اناة بفرح". (3) وارتباط طول الأناة بالفرح يدل على أنه ليست مجرد استسلام وإجبار، ولكن هو نتيجة قبول إرادة الله – أيا كانت – بفرح.

(12) المضيف: هذا ينطبق على قول داود النبي: أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت. ونأتي للنقطة السادسة من موضوعنا وهي: معطلات طول الأناة؟

سادسا: معطلات طول الأناة

أبونا: (1) أكبر معطل لطول الأناة هو الطبع البشري، الطبيعة القديمة، الإنسان العتيق الفاسد، فالمؤمن يحتاج إلى وعي منتبه لهذه الحقيقة المؤلمة، كما يحتاج إلى أن يسهر على ضبط الطبيعة الفاسدة بقوة الروح القدس. (2) هناك معطل آخر وهو الاعتماد على الذات في الوصول إلى طول الأناة، بأن يظن الإنسان أنه قادر أن يتحكم في أعصابه، فلا يطلب سيطرة الروح القدس على حياته. (3) وهناك معطل ثالث وهو عدم وضع المسيح أمام العين والالتزام بأسلوبه في التعامل مع الآخرين، فأنه مكتوب (1بط2: 21) "لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته"

(13) المضيف: ربنا يحمينا من هذه المعطلات، (أحبائي المشاهدين: قبل أن نأتي للنقطة الأخيرة في هذا العرض أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد إجابة أبينا مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم). أبانا: نأتي إلى النقطة السابعة في موضوعنا في هذه الحلقة وهي: ماذا عن نتائج طول الأناة؟

سابعا: نتائج طول الأناة

أبونا: (1) عندما نقتني طول الأناة سنتمكّن من مقاومة التجارب المختلفة التي نتعرض لها يومياً، كالأصدقاء المستفزين، والمشاكل العائلية، والمضايقات في العمل ... إلخ (2) علاوة على أن من يطيل أناته على غيره يحصل على السلام مع الآخرين ومع نفسه. (3) عندما يهبنا الروح القدس ثمرة طول الأناة، نزداد حكمةً. ويحدّثنا الوحي عن البركات التي وهبها الله لسليمان، فيقول: "أعطى الله سليمان حكمةً وفهماً كثيراً جداً، ورَحْبَة قلبٍ كالرمل الذي على شاطئ البحر. وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكماء مصر" (1ملوك 29:4 و30). و"رحبة القلب" هي طول الأناة. (4) إذن فلنطلب ثمرة طول الأناة من الروح القدس لنحيا بحكمة مثل حكمة سليمان.

(14) المضيف: شكرا للرب على هذا الموضوع الهام لحياتنا الروحية. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: بكل سرور

مداخلات

(15) المضيف: هل يمكن أن نخرج فاصل. أحبائي المشاهدين ابقوا معنا مع هذه الترنيمات المنعشة للنفس حتى نعود ثانية.

فاصــل

الفترة الثانية

الموضوع الحواري

هل ذهب إبراهيم وإسماعيل إلى مكة؟

(16) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء ثانية في برنامج معرفة الحق بقناة الفادي الفضائية.  هل يمكن أن تلخص لنا الحلقات السابقة عن معرفة الحق؟

أبونا: الواقع أنني ناقشت قضية في غاية الخطورة، وهي أن القرآن يصرح أن إبراهيم ذهب إلى مكة مع هاجر وإسماعيل، وأنه شيد الكعبة مع ابنه إسماعيل. وكان موضوع بحثي في هذه القضية هو: هل حقا ذهب إبراهيم إلى مكة؟ وهل كانت مكة موجودة في زمن إبراهيم؟ ومن الذي شيد الكعبة بمكة؟ كلها أسئلة تمثل محك مصداقية القرآن.

وقلت أنه سيدور موضوعنا حول خمسة أبحاث:

(1) مكة وإبراهيم في القرآن.

(2) تاريخ مكة في المصادر العربية.

(3) تاريخ مكة في علم الآثار.

(4) تاريخ إبراهيم في الكتاب المقدس وفي علم الآثار.

ولقد عرضت في الحلقة السابقة البحثين الأولين: (1) مكة وإبراهيم في القرآن. (2) وتاريخ مكة في المصادر العربية. واليوم لدينا وجبة دسمة مليئة بالمعلومات التاريخية، أرجو من المشاهد الباحث عن الحق أن يمسك قلما وورقة ويكتب رؤوس المواضيع ليتابع معنا البحث.

(17) المضيف: بالنسبة لبحث تاريخ مكة في المصادر العربية، لم يسعفك وقت الحلقة الماضية أن تحدثنا عما جاء في موقع الويكيبيديا عن تاريخ مكة، فهل يمكن أن تذكر لنا ذلك؟

أبونا: من المصادر التي تعرضت لتاريخ مكة وعلاقتها بإبراهيم:

موقع الويكيبيديا:

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9

جاء في الموقع ما يلي:

(1) يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من ألفين سنة قبل الميلاد،

(2) وكانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، (3) ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله، فبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، (4) ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكة وهي قبيلة جرهم إحدى القبائل اليمنية الرحّالة، (5) وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل.

(18) المضيف: هذا ما جاء في موقع الويكيبيديا، فما هو تعليقك على ذلك؟

أبونا: [تعليقي]: إني أتساءل: (1) ما هي المصادر العلمية؟ والمراجع التاريخية؟ والأدلة الأثرية؟ لهذه المقالة الإنشائية التي تستمد معلوماتها من الروايات التراثية الإسلامية الأسطورية، التي ينقصها التحقيق العلمي بالأدلة والبراهين التاريخية والأثرية.

(2) إن الباحث عن الحق لا يقتنع إلا بالدليل والبرهان، وهو ما لا يتوفر في المصادر التراثية الإسلامية المبنية على الروايات والأساطير

***

(19) المضيف: نأتي إلى البحث الثالث وهو تاريخ مكة في علم الآثار. نريد أن نعرف ماذا قالت المصادر المختلفة عن ذلك، فقد عودتنا أنك تتكلم بالدليل والبرهان.

البحث الثالث: تاريخ مكة في علم الآثار.

أبونا: يسعدني ذلك. وسوف يشتمل هذا البحث الثالث تاريخ مكة في علم الآثار على النقاط التالية:

(1) مكة في التاريخ والآثار.

(2) مكة وسجلات المؤرخين اليونانيين.

(3) مكة وسجلات المؤرخين الرومانيين.

(4) مكة والمخطوطات الأثرية للجزيرة العربية.

(5) مكة وسجلات الممالك التي احتلت المنطقة.

(6) التاريخ الحقيقي لمكة.

(20) المضيف: لنبدأ بالنقطة الأولى وهي مكة في التاريخ والآثار.

أولا: مكة في التاريخ والآثار

أبونا: جاء في كتاب:

(Kitchen, Documentation for Ancient Arabia, V.1, P. 110, Liverpool University Press, 1994)

(1)  أن أول تسجيل تاريخي للمصريين عن الجزيرة العربية كان عن اليمن، ويعود للقرن 14 ق.م وذلك منذ عهد تحتمس الثالث في منتصف القرن 14 ق.م

(2)  وأول مملكة يمنية، هي مملكة سبأ ظهرت في القرن 12 ق.م بعد 9 قرون من زمن إبراهيم.

(3)  والواقع لم تكن هناك طريق للتجارة بالقوافل عبر الصحراء بين اليمن وفلسطين قبل ظهور مملكة سبأ في القرن 12 ق.م.

(4)  المدن التي بنيت في طريق القوافل ظهرت في تاريخ متأخر.

(5)  ذكر المؤرخون أن الطريق البحري بين اليمن وفلسطين في الشمال كان سابقا للطريق البري. حيث كان  الطريق البحري أسرع وأقل خطورة من الطريق البري.

(6)  يعتقد المتخصصون أن الطريق البحري لم يظهر قبل القرن 12 ق.م، وأن الطريق البري لم يعبد قبل القرن 3 ق.م.

(7)       الجغرافيون اليونانيون والرومانيون سلكوا الطريق البري بعد تعبيده في القرن 3 ق.م وذكروا جميع المدن والقرى مهما كانت صغيرة، ووصفوا جميع المعابد التي وجدوها ولم يذكروا شيئا عن مكة أو الكعبة في ذلك التاريخ. بل ذكروا أن مكان مكة كان غير آهل بالسكان.

(21) المضيف: هذا بالدليل والبرهان، ونأتي للنقطة الثانية مكة وسجلات المؤرخين اليونانيين.

ثانيا: مكة وسجلات المؤرخين اليونانيين

أبونا: (1) في القرن 5 ق.م: في منتصف القرن 5 ق.م. زار هيرودوت المؤرخ اليوناني الجزيرة العربية وكتب عن جغرافيتها ذاكرا أسماء المدن والقرى الموجودة، ولم يكن لمكة وجود في هذا الزمن (Herodotus, Histories).

(2) القرن 4 ق.م: في عهد الاسكندر الأكبر الذي أرسل إثنين من الجغرافيين (بطليموس بن لاجوس وأريستوبولس) الذين قاما بعمل مسح شامل للجزيرة العربية، ووصل إلينا هذا المسح في كتابات المؤرخ الشهير إسترابو، ولم يأت ذكر مكة على الإطلاق، مما يؤكد عدم وجودها إلى ذلك التاريخ. بينما أورشليم تؤكد كل المراجع وجودها منذ القرن 15 ق.م منذ دخول بني إسرائيل إليها.

(3) القرن 3 ق.م:  المؤرخ اليوناني ثيوفراتوس الذي عاش في القرن 3 ق.م كتب عن السبئيين في اليمن وبلادهم وتجارتهم والطرق التجارية. لم يذكر شيئا عن مكة التي يدعى الكتاب العرب أنها كانت مركزا للتجارة.

(4) القرن 2 ق.م: 1ـ الجغرافي اليوناني الشهير إراتوسثين الذي عاش في هذا القرن، كتب ووضع خريطة جغرفية للجزيرة العربية، وعمل مسحا شاملا للطريق البري والبحري من جنوب الجزيرة العربية حتى ميناء العقبة في الشمال، ولم يأت ذكر مكة حتى ذلك التاريخ. بل وصف موقعها بصحراء غير آهلة بالسكان. 2ـ والمؤرخ الاسكندري الشهير أجاثارشيدس، الذي عاش أيضا في القرن 2ق.م كتب عن المكتشفين الذين ارتادوا الجزيرة العربية وكتبوا عن كل ما فيها من معابد بالتفصيل كشهود عيان، ولم يأت ذكر لمكة ولا كعبتها حتى هذا التاريخ. 3ـ والمؤرخ اليوناني أرتيميدورس الذي عاش سنة 103 ق.م قام بمسح الشاطئ الغربي للجزيرة العربية المطل على البحر الأحمر، وسجل تفاصيل تلك المنطقة، ولم يكن في زمنه ذكر لمكة، بل كان موقعها غير آهل بالسكان (Strabo, The Geography, V 16, 4.18).

(22) المضيف: كان هذا عن مكة وسجلات المؤرخين اليونانيين. وماذا عن مكة وسجلات المؤرخين الرومانيين؟

ثالثا: مكة وكتابات المؤرخين الرومانيين

أبونا: (1) في القرن 1 ق.م: في سنة 30 ق.م استولى الرومان على مصر، فأرادوا السيطرة على الجزيرة العربية واليمن: 1ـ ذهب القائد الروماني جالوس حاكم مصر إلى الجزيرة العربية 2ـ وأخذ معه المؤرخ الروماني "إسترابو" الذي كتب نتائج المسح العسكري للجزيرة العربية بكل مدنها وقراها، وكان هدف الحملة الرومانية هي الاستيلاء على المدن لتأمين التجارة فلم يجد مدنا حتى وصل إلى نجران على حدود اليمن، فحتى هذا التاريخ سنة 23 ق.م لم يكن هناك وجود لمكة. (Strabo, The Geography, B. 16, 4.22).

(2) القرن 1 الميلادي: المؤرخ الروماني "بليني" (من 23م ـ 79م) في كتابه الموسوعي "التاريخ الطبيعي" (Pliny, Natural History) أورد مسحا شاملا ودقيقا عن الجزيرة العربية بكل مدنها وقراها ولم يأت ذكر لمكة على الإطلاق.

(3) القرن 2 الميلادي: الجغرافي اليوناني "كلوديوس بطليموس اللاسكندري" الذي كرس حياته لدراسة جفرافية الكرة الأرضية ووضع خرائط لها، وضع كتابا عن ذلك سنة 150م وذكر فيه بلدان الجزيرة العربية، ولكن حتى هذا التاريخ لم يكن لمكة وجود على وجه الأرض. (Ptolemy, The Geography, B. 6, P. 37)

(4) القرن 3 الميلادي: لا وجود لمكة في كل من الأدب الأثيوبي والسرياني والآرامي والقبطي خلال القرن 3 الميلادي. وقد اهتمت "باتريشيا كرون" بعمل دراسة في الأدب القبطي والسوري المختص بالجزيرة العربية ولم تجد ذكرا لمكة. (Patricia Crone, Meccan Trade P.134)

(5) حتى بداية القرن 4 الميلادي: بدراسة تاريخ الإرساليات إلى الجزيرة العربية حتى بداية القرن 4 الميلادي لم يذكر اسم مكة. 1ـ فقد أرسلت الدولة البيزنطية مرسلين إلى كل بقاع الجزيرة العربية، وقد نجحت في تأسيس كنائس، وكان نتيجتها أن حضر أسقف نجران مجمع نيقية المنعقد سنة 320م. 2ـ وفي سنة 354م أرسل الامبراطور قسطنطين الثاني ثاوفيلوس ليبشر في الجزيرة العربية، فأسس كنائس في عدن، وثافار، وهرمز. 3ـ وأرسلت الكنيسة الحبشية كارزين ليبشروا المدن الواقعة على البحر الأحمر.4ـ وهكذا أرسلت كنيسة الحيرة مرسلين إلى الجزيرة العربية. 5ـ وأرسلت الكنيسة القبطية بمصر العلامة أوريجانوس إلى الجزيرة العربية في سنة212م (تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى يوحنا ص 33، الناشر مكتبة المحبة رقم الإيداع بدار الكتب 3036/83)

(23) المضيف: كان هذا عن مكة وسجلات المؤرخين الرومانيين، فماذا عن مكة والمخطوطات الأثرية للجزيرة العربية؟

رابعا: مكة والمخطوطات الأثرية للجزيرة العربية

أبونا: توجد آثار عديدة لمواقع كثيرة في الجزيرة العربية، تعود إلى تاريخ موغل في القدم، وليس بينها ذكر لمكة. فقد جاء في كتاب"

)Winnet & Reed, Ancient Records from North Arabia, P103(

(1)   في شمال الجزيرة العربية (شمال موقع مكة): هناك مدن كثيرة غنية بالمخطوطات والآثار مثل: 1ـ "قيدار": فسلسلة حكامها تعتبر كاملة منذ القرن 9 ق.م. 2ـ "ديدان": المخطوطات التي وجدت فيها مكتوبة بلغة "معين" وقد كانت تحت الحكم اليمني. 3ـ "تيما": وجد الكثير من المخطوطات التي تذكر آلهتها تعود للقرن 8 ق.م. وكان إله القمر هو الهلال. وكان عندهم إله آخر اسمه: الرحيم 4ـ مدينة بترا: جاء عنها في كتاب:

(Kitchen, Documentation for Ancient Arabia, V1, P. 237) (Liverpool University Press, 1994)

حيث وجدت المملكة النبطية في القرن 2 ق.م. وتوجد مخطوطات وآثار كاملة عن تسلسل ملوكها وأحوالها. 5ـ يثرب (المدينة المنورة): وهي شمال مكة، قد ورد ذكرها في المخطوطات اليمنية، في القرن 6 ق.م.

(Montgomery, Arabia and the Bible P. 182e, University of Pennsylvania Press, Philadelphia, 1934)

ووسط كل هذه المخطوطات الأثرية لم يرد ذكر "مكة" مطلقا وهي لا تبعد كثيرا عن هذه المدن الأثرية.

(24) المضيف:هذا عن شمال الجزيرة العربية (شمال موقع مكة)، فماذا عن جنوب الجزيرة العربية (جنوب موقع مكة)؟

أبونا: (2) في جنوب الجزيرة العربية (جنوب موقع مكة): توجد آلاف من المخطوطات الأثرية في اليمن جنوب الجزيرة العربية، فقد دون السبائيون حضارتهم كتابة منذ القرن 10 ق.م. فقد جاء في كتاب الآثار

(Kitchen, Documentation for Ancient Arabia, V1, P. 135) (Liverpool University Press, 1994)

بعض الأمثلة: 1ـ مملكة معين: تعود للقرن 5 ق.م. 2ـ مملكة قاتبان: تعود للقرن 4 ق.م. 3ـ مملكة سبأ وحيميار: تعود إلى القرن 9 ق.م وحتى القرن 6 ق.م. ورغم ما تذخر به تلك الحضارات من مخطوطات إلا أنه لا توجد أية إشارة إلى وجود مكة نهائيا.

(25) المضيف: وماذا عن شرق الجزيرة العربية؟

أبونا: جاء في نفس المرجع عن (3) شرق الجزيرة العربية: (شرق موقع مكة): كانت مملكة "كندة" منذ بداية القرن 2 الميلادي، وبها مخطوطات وآثار وافية عن ملوكها وحروبها. وهي على بعد حوالي 500 ميل شرق موقع مكة. ورغم هذا لا يرد ذكر مكة في مخطوطاتها حتى ذلك التاريخ. فلو كانت مكة موجودة في ذلك الحين لكانت قد ذكرت في تلك المخطوطات، ولكان لها آثارها ومخطوطاتها الخاصة.

(26) المضيف: كان هذا عن النقطة الرابعة، مكة والمخطوطات الأثرية للجزيرة العربية، ونأتي للنقطة الخامسة مكة وسجلات الممالك التي احتلت المنطقة، فماذا قالت مصادر الآثار؟

خامسا: مكة وسجلات الممالك التي احتلت المنطقة

أبونا: كانت منطقة الجزيرة العربية مطمعا لممالك العالم أن تحتلها لتسيطر على طرق التجارة من الهند إلى البحر المتوسط. نذكر من تلك الممالك ما ورد في كتب التاريخ والآثار القديمة الموضحة بالمراجع التي ذكرتها سابقا، وأيضا في:

 

(E.J.Brill,The Ancient Arabs. Leiden, 1982, P.161)

1ـ أن الامبراطورية الأشورية: قد وصل نفوذ سيطرتها حتى اليمامة وخيبر في القرن 7 ق.م. ولم يرد في مخطوطاتهم ذكر لمكة رغم قربها من اليمامة وخيبر.  2ـ الامبراطورية البابلية أو الكلدانية: احتلت شمال ووسط الجزيرة العربية في القرن 6 ق.م. ولا ذكر لمكة في مخطوطاتهم.  3ـ الامبراطورية الفارسية: وصلت سيطرتها على مناطق عديدة من الجزيرة العربية حتى اليمامة في نهاية القرن 6 ق.م. على بعد 500 ميل من مكة، ورغم هذا لم يرد ذكر لمكة في سجلاتها.  4ـ الامبراطورية اليونانية: سيطر الاسكندر الأكبر والبطالمة على مناطق عديدة بشمال وغرب ووسط الجزيرة العربية في القرن 5 ق.م. وقاموا بعمل مسح شامل للجزيرة العربية، ولم يأت ذكر مكة على الإطلاق 5ـ الامبراطورية الرومانية: استولت على مصر في القرن 1 ق.م. وامتدت سيطرتها إلى الجزيرة العربية لتأمين طرق التجارة، وقاموا بمسح عسكري للجزيرة العربية بكل مدنها وقراها، ولم تكن مكة موجودة فخلت منها السجلات الرومانية حتى بداية القرن 4 الميلادي.

(27) المضيف: انتهينا من مكة وسجلات الممالك التي احتلت المنطقة، ونأتي إلى النقطة السادسة وهي: التاريخ الحقيقي لمكة، فماذا تقول مصادر الآثار عن ذلك؟

سادسا التاريخ الحقيقي لمكة

أبونا: (1) عندما انهار سد مأرب باليمن سنة 115م، هاجرت بعض قبائل يمنية إلى الشمال إلى الجزيرة العربية. (2) وجاء في موقع:

http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=665dce0860efcc5c&pli=1

"أن خزاعة نزلوا مكه بعد انهيار سد مارب وهم الذين سموا مكة التي في اصل لغتهم مقه اى بيت الرب . (3) وفي (كتاب مختصر تاريخ العرب ص 11، المؤلف: سيد أمير على) ذكر ان قريش ظهرت فى القرن الثالث الميلادى نسبه الى فهر الملقب بقريش"

(3) يقول هذا المرجع السابق أن قريش ظهرت في القرن 3 الميلادي، ولكن مكة تأسست بعد ذلك، فعندما هاجرت قبيلة خزاعة إلى مكان بين اليمن وبين يثرب، أقاموا [170 إلى 200 سنة] قبل أن يفكروا في إنشاء مكة في القرن 4 الميلادي.

(4) وفي (موقع النسابون العرب دوت كوم)

http://www.alnssabon.com/showthread.php?t=6753

جاء مقال رائع أقتبس منه بعض العبارات الخطيرة: 1ـ قال كاتب المقال: اود ان اطرح على علماء الآثار بالسعوديه وكل من لديه علم بالتاريخ هذا السؤال: اين انتم من آثار مكة المكرمة فى فترة ما قبل الاسلام؟ 2ـ [وأضاف]: أرجو ان تعرفوا ان هذا السؤال يترتب عليه مصداقية مكة المكرمة، والاسلام ككل، لاننى قمت ببحث طويل وثبت منه للأسف بالفعل ان مكة لم يرد ذكرها فى الكتب القديمة، وقرأت كتاب هيرودت ولم اجد ذكرها به. 3ـ [واستطرد قائلا]: هناك تقريبا اجماع من الأثاريين على عدم وجود مكة بالكتب القديمة. 4ـ [ويضيف قائلا]: وفى هذا المقال نفى لوجود مكة ومن فيها قبل القرن 3 الميلادى!؟ وبالتالى نفى زيارة سيدنا ابراهيم لها، .. ولا توجد هناك آثار او كتب توضح حتى مكان مكة قبل الاسلام 5ـ [ويستكمل قائلا]: لان مكة لم توجد أصلا لذا لم يذكرها هيرودوت فمن العجب انه ذكر كل الأمم المحيطه ولم يذكرها 6ـ ويختم المقال بهذه العبارة: "هذه هى مكة قبلة المسلمين تُسلب من تاريخها لعدم وجود دلائل على وجودها، وياليتها تسلب من وجودها فقط بل يسلب الاسلام من كيانه بالطبع، نظرا لعدم مصداقية وجود آثار لفترة ما قبل الاسلام بمكة او ما يثبت تاريخها قبل القرن الثانى الميلادى!

(28) المضيف: بهذا نكون قد انتهينا من الأبحاث الثلاثة الأولى من موضوعنا، وهي:

1ـ مكة وإبراهيم في القرآن.

2ـ تاريخ مكة في المصادر العربية.

3ـ تاريخ مكة في علم الآثار.

ونأتي إلى البحث الرابع: تاريخ إبراهيم في الكتاب المقدس وفي علم الآثار.

البحث الرابع: تاريخ إبراهيم في الكتاب المقدس وعلم الآثار.

أبونا: (1) من الحقائق الهامة التي ينبغي أن نعرفها هو شهادة علم الآثار والاكتشافات الأثرية لصحة ودقة ما جاء في الكتاب المقدس عن تاريخ الشعوب وتاريخ إبراهيم. إذ جاء في (دائرة المعارف البريطانية ج1 ص 11و12)

(Encyclopaedia Britannica V. 1 P. 11, 12. William Benton Publisher, 1943 – 1973. Chicago/London/Toronto)

أنه "بعد الحرب العالمية الأولى تقدمت الاكتشافات الأثرية خطوة واسعة في اكتشافات آلاف الآثار القديمة والوثائق التي أكدت صحة ما ورد في الكتاب المقدس عن إبراهيم ... الذي ترك مدينة أور في القرن 21 ق.م."

(2) وهذا ما أكده أيضا (موقع الويكيبيديا):

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85

الذي حدد الفترة التي عاش فيها "إبراهيم ما بين سنة 2200- وسنة2000 قبل الميلاد" (أي في القرن 21 ق.م. كما قالت دائرة المعارف البريطانية.

(29) المضيف: ماذا قال الكتاب المقدس عن إبراهيم:

أولا: إبراهيم في الكتاب المقدس

أبونا: (1) من المعلوم أن موسى كتب أسفار الوحي الإلهي في بداية (القرن 15 ق.م.) عن تاريخ البشرية وتوزيعهم على الكرة الأرضية منذ الخلقة.

(2) والثابت أنه لا توجد فى الكتاب المقدس كله ولا كلمة واحدة تشير إلى أن إبراهيم ذهب إلى مكة أو شيد الكعبة.

(4) ومن المؤكد أن حياة إبراهيم وتنقلاته مذكورة بالتفصيل في الكتاب المقدس: 1ـ ففي (سفر التكوين 11: 31) خروج إبراهيم من أور الكلدانيين وإقامته فى حاران  2ـ وفي (سفر التكوين 12: 1- 8) مجيئُه إلى أرض كنعان إلى شكيم، وبيت إيل، وبناؤه مذبحا للرب  3ـ وفي (سفر التكوين12: 10 توجهه إلى أرض مصر بسبب الجوع  4ـ وفي (سفر التكوين 13 : 1-4) رجعوعه إلى إلى بيت إيل  وسكنه في أرض كنعان ثانية 5ـ وفي (تكوين 25: 8- 10) موت إبراهيم، وَدَفَنَ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ له فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ (مدينة الخليل الحالية بفلسطن). 6ـ ولا توجد أية إشارة عن ذهاب إبراهيم إلى الجزيرة العربية كما تدعي الأساطير والروايات التراثية الإسلامية.

(30) المضيف: (أحبائي المشاهدين: قبل أن نأتي للنقطة الأخيرة في هذا العرض أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد إجابة أبينا مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم). كلمتنا عن إبراهيم في الكتاب المقدس، فماذا جاء عنه في علم الآثار؟

ثانيا: إبراهيم في علم الآثار

أبونا: (1) بخصوص رحلة إبراهيم من أور الكلدانيين إلى حاران: أكتشف الأثريون أثناء الحفر الأثرى فى خرائب مدينة إسمها [مارى – هى] (تل الحريرى الآن فى العراق), قصراً بناه ملك أسمه "زمرى – ليما" وعثر فيه على مكتبة فى مخزن محفوظات القصر بها 20 ألف لوح, مكتوبه بالكتابة المسمارية، وقد اشتملت كتابات الألواح على أسماء بلاد وأماكن منها بلدة "حاران" نسبة لأخى أبراهيم (هاران) التى سكن فيها أبراهيم بعد أن ترك أور الكلدانيين، وبلدة "ناحور" نسبة إلى أسم أخٍ آخر لإبراهيم. وبلدة "توراحى" نسبة إلى (تارح) أبى أبراهيم. فقد كشفت الحفريات عن تسجيل لرحلة إبراهيم من أور الكلدانيين إلى حاران.

(2) علم الآثار ورحلة أبراهيم فى مصر: على بعد 150 ميلا من القاهرة فى منطقة (بنى حسن) وجد نقش في أطلال مدفن قديم يرجع إلى عصر أبراهيم.

(3) وأختم هذا البحث عن أسطورة ذهاب إبراهيم وإسماعيل إلى مكة بما كتبه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في كتابه الشهير (في الشعر الجاهلي ص 26 ـ 29 المؤلف: الدكتور طه حسين، مطبعة دار الكتب المصرية سنة 1926م) أقتطف منه ما يلي: 1ـ  يقول: "إن القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ... نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب: 2ـ [ويضيف]: وأقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية. 3ـ [ويواصل كلامه قائلا]: وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول مثل هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح. 4ـ [ويستكمل حديثه قائلا]: أمر هذه القصة إذن واضح. فهي حديثة العهد، ظهرت قبيل الإسلام، واستغلها الإسلام لسبب ديني 5ـ [ويضيف]: إن قصة العرب العاربة والمستعربة وتعلم إسماعيل العربية من جُرْهُم، كل ذلك حديث أساطير، لا خطر له، ولا غناء فيه"

(31) المضيف: هذه قنبلة بالفعل تنسف أساطير القرآن ومصداقية الإسلام. ألك تعليق أخير على هذا الكشف الخطير؟

أبونا: (1) أناشد الأحباء المشاهدين الباحثين عن الحق، راجعوا ما قلته في هاتين الحلقتين مع العودة إلى إكتشافات علم الآثار لتصلوا إلى معرفة الحق. (2) فإن كان القرآن قد ذكر معلومات خاطئة عن ذهاب إبراهيم إلى مكة، حيث أن إبراهيم عاش في القرن 21 ق.م. ومكة لم توجد إلا في القرن 4 الميلادي، أي بعد إبراهيم بـ 25 قرنا. فكيف تثق في القرآن أنه موحى به من الله؟ (3) أسأل الرب أن يشرق بنور المعرفة والنعمة في حياتك لتترك الباطل وتقبل الحق في المسيح يسوع. وإلى اللقاء في حلقاتنا القادمة بمشيئة الله.

(32) المضيف:  شكرا لتعب محبتك، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: بكل سرور.

المداخلات

الختام

(33) المضيف: هل يمكن أن تختم لنا الحلقة بالصلاة؟

أبونا: آمين: (صلاة)

(34) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة.

أبونا: شكرا لك أيضا. وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.

 

إقرأ 15051 مرات

شاهد الفيديو

أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...