108ـ حلقة فهل تنبأت التوراة والإنجيل بمحمد؟
منهج خدمة المسلمين: إستراتيجية الكرازة: إزالة المعوقات
الجمعة 6/9/2013م
(تقديم: جعفر)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (108) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين ... أسألك يارب أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا مواد هذا المنهج؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقة السابقة،
أبونا: كنت أتكلم عن المعطل الخامس لقبول المسيح وهو الادعاء بوجود إنجيل برنابا ونبوة المسيح فيه عن محمد.
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) من الأمور أيضا التي تحول دون قبول المسلم شخص المسيح هو الادعاء بتنبؤ التوراة والإنجيل بمجيء محمد.
(2) لقد حاول بعض المفسرين المسلمين، ومنهم السيد رشيد رضا في (تفسير المنار ج 9 ص230 إلى ص300) الادعاء بأنه يوجد 18 نبوة في الكتاب المقدس: أي في التوراة والإنجيل تتنبأ عن مجيء النبي محمد.
(3) أكتفي بالرد على أربعة منها فقط، لشيوعها بين عامة المسلمين، وأيضا من أجل ضيق وقت الحلقة، ومن يريد الاستزادة يجد المادة كاملة في موقعنا على الإنترنيت.
(4) والادعاءات الأربعة هي:
1ـ الإدعاء بتنبؤ موسى عن النبي الأمي.
2ـ الإدعاء بقول موسى: يقيم لكم الرب نبيا مثلي.
3ـ الادعاء بكلام المسيح عن البارقليط أنه محمد.
4ـ الادعاء بما جاء في (تث33: 2) عن: "جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبال فاران" مدعيم أن فاران في مكة.
(6) المضيف: لنبدأ بالرد على الإدعاء الأول وهو أن الله تحدث إلى موسى عن النبي الأمي.
أبونا: (1) جاء ذلك في سورة الأعراف (156 و157) أن موسى قال لقومه أن الله قال له: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ، وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ، وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون، الذين يتبعون النبي الأمي، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .. َفآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ"
(2) دعونا نناقش ذلك بمنطق سليم من خلال ما قاله العلماء المسلمون أنفسُهم. ومنهم:
الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه (التفسير الحديث ج3 ص 164) يقول ما يلي: "هاتان الآيايتان [اللتان تتكلمان عن النبي الأمي] تبدوان معترضتين لتسلسل قصص بني إسرائيل" أي لا تتمشى مع سياق الحديث الذي قبلها والذي بعدها. (أنظر الموقع التالي):
http://www.freewebs.com/islamicworldnews/gospelofbarnabas.html
وهكذا يتشكك علماء المسلمين في هاتين الآيتين مما يبطل هذا الادعاء الغريب.
(7) المضيف: نأتي إلى الادعاء الثاني بأن نبوة موسى عن إقامة الرب نبيا من اخوتك بأنها تشير إلى النبي محمد
أبونا: (1) يدعي بعض الدعاة المسلمين أن موسى النبي بقوله في سفر (تث 18: 15): "يقيم لك الله إلهك نبيا من بينكم من اخوتك مثلي له تسمعون" يدَّعون أنه كان يتنبأ عن مجيء النبي محمد. ووجهة نظرهم هي أن كلمة "من اخوتك" تعني من العرب، فالعرب أخوة لبني إسرائيل من إسماعيل ابن إبراهيم.
(2) فدعنا نناقش ذلك الأمر بروية ومنطق سليم:
أولا: الواقع أن: 1ـ تعبير "من اخوتك" وتعبير "من بينكم". تعني أن النبي سيكون من سبط يهوذا. 2ـ فهل كان محمد يهوديا من سبط يهوذا؟
ثانيا: ولقد أثبت أن محمد ليس من نسل إسماعيل في 3 حلقات من برنامج معرفة الحق حلقات 13 ـ 15)
ثالثا: والواقع أن هذه النبوة التي ذكرها موسى النبي إنما كان يقصد بها السيد المسيح الذي صرح هو نفسه بذلك في إنجيل يوحنا البشير (إصحاح5 آية 46) التي قال فيها: "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني"
رأيتم إذا أيها الأحباء كيف أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة.
(8) المضيف: نأتي إلى الادعاء بأن وعد المسيح عن البارقليط أنه يقصد النبي محمد، فما ردك؟
أبونا: 1ـ من أين أتوا بهذا الادعاء؟
2ـ أتوا به من تفسير (سورة الصف 6) التي تقول أن المسيح جاء "مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد".
3ـ وجاء في كتاب (السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 64) تفسيرا لتلك الآية: "لو قد جاء المنْحَمَنَّا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب روح القدس هذا الذي من عند الرب خرج فهو شهيد عليَّ" [وأضاف ابن هشام قائلا]: "المنْحمَنَّا بالسريانية: محمد، وهو بالرومية [أي باليونانية] البَراقليطيس صلى الله عليه وسلم"
(9) المضيف: وما هو ردك على هذا الادعاء؟
أحمد والروح القدس
أبونا: أولا: الواقع أن اسم النبي العربي في القرآن هو "محمد" كما يرد في كثير من الآيات القرآنية منها: (سورة الفتح 29) "محمد رسول الله" وليس أحمد كما يدعون.
ثانيا: أما هذه الآية التي جاءت في (سورة الصف 6) فهي الآية الوحيدة في القرآن كله التي يذكر فيها اسم "أحمد". وذكر اسم أحمد في هذه الآية اليتيمة لا وجود له في كل سور القرآن مما يثبت ما رجحه الدارسون عن إقحام هذا الاسم من قبل الرواة. والواضح أن رواة القرآن ما كانوا معصومين من الخطأ بدليل حرق عثمان لستة قرآنات. (الموسوعة العربية الميسرة ص1187و1374).
ثالثا: من المعروف أن للقرآن عدة قراءات، وفي إحدى هذه القراءات، وهي المعروفة بقراءة أُبَيِّ (انظر مرجع LE CORAN للمستشرق الفرنسيBLACHERE ج2 ص 909) في هذه القراءة لا يوجد اسم "أحمد". أليس هذا دليل على أن الاسم قد أقحمه بعض الرواة في بعض القراءات دون غيرها؟؟
(10) المضيف: وما هو ردك بخصوص القول أن "أحمد" هو "البارقليط" الذي تكلم عنه المسيح
أبونا: (1) الواقع أنه في تفسيره كلمة باراقليط بأنها تعني أحمد، فهذا خطأ لغوي وتحريف مفضوح.
(2) فكلمة باراقليط باليونانية تنطق في هجائها PARAKLITOS ومعناها المعزي [الذييقوم بتعزية المؤمنين] أما تحريف ابن هشام للكلمة اليونانية يأتي من تغييره لبعض الحروف في الكلمة اليونانية لتصبح PERIKLITIS التي تعني الشيء الحميد أو المحمود التي اشتقت منها كلمة أحمد. ألا ترى في ذلك محاولة التحريف المتعمد حتى تطابق الكلمة ما جاء في سورة الصف آية 6 عن "أحمد"؟
(3) والواقع أن ابن هشام يناقض القرآن ذاته عندما يقول أن روح القدس معناه أحمد، فقد خرج بذلك القول عن روح القرآن الذي يقول أن روح القدس هو الملك [أي الملاك] جبريل. كما جاء في (سورة النحل 102) "قل نزله روح القدس من ربك بالحق" وكل تفاسير القرآن لهذه الآية تجمع على أن روح القدس هو جبريل الملاك، كما قال الإمام عبد الله يوسف علي في تفسيره للقرآن (ص 664) "روح القدس هو لقب الملك جبريل الذي جاء بواسطته وحي القرآن الكريم". فكيف وقع الإمام ابن هشام في هذا الخطأ الفادح؟؟ وهل يقبل ذلك أي مسلم عاقل؟؟
(4) ونحن نتحفظ على الادعاء بأن الروح القدس هو جبريل. ففي الحقيقة إن كلمة باراقليط باليونانية PARACLITOS كما جاءت بكل مخطوطات الكتاب المقدس القديمة التي تعود إلى ما قبل الإسلام بمئات السنين، تعني الروح المعزي أي الروح القدس.
(11) المضيف: ما هي الأدلة على أن البارقليط يعني روح الله القدوس ولا يعني محمد؟
أبونا: ومما يثبت صحة هذا الكلام بأن البارقليط يعني روح الله القدوس ولا تعني مجرد إنسان بشري، هو القرائن التي ذكرها الكتاب المقدس مرتبطة بالروح القدس. فمن تلك القرائن:
(1) قول السيد المسيح عن الباراقليط في إنجيل يوحنا إصحاح (14: 16) أنه "يمكث معكم إلى الأبد" فهل مكث محمد مع الناس إلى الأبد؟
(2) ومن القرائن أيضا قول السيد المسيح عن الباراقليط في نفس المرجع السابق آية 17 قوله: "لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه" فهل هذا ينطبق على محمد؟
(3) ومن القرائن أيضا قول السيد المسيح عن الباراقليط في نفس المرجع السابق آية 17 قوله: "وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" فهل هذا الكلام ينطبق على محمد؟ كيف يمكن له أن يكون في داخل الناس. إذ يقول المسيح أنه سيكون فيكم؟
(4) ومن القرائن أيضا قول السيد المسيح عن الباراقليط في نفس المرجع السابق إصحاح 16 آية 14 قوله: "ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" الروح القدس يمجد المسيح فهل قام محمد بتمجيد المسيح؟ أم أنه جرد المسيح من جانب الألوهية؟
من كل هذا نستطيع أن ندرك أن المسيح لم يتكلم عن "أحمد" بل عن الروح القدس الذي هو روح الله القدوس الذي حل على الحواريين والمؤمنين.
(12) المضيف: نأتي إلى إدعاء أن ما جاء في (تث33: 2) بخصوص جبل فاران المقصود به جبل في مكة دليل نبوة محمد. فما رأيك؟
أبونا: (1) نقرأ هذه الآية أولا: "جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبال فاران واتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم"
(2) قالوا عن هذه الآية في موقع:
http://www.ebnmaryam.com/vb/t3389.html
"جبال فاران، لا مدلول عليها فى العهد القديم قبل ذلك سوى أنها موضع سكنى بنى اسماعيل "وكان الله مع الغلام وسكن فى البرية, وكان ينمو رامى قوس, وسكن فى برية فاران, وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر" (تكوين21: 18 – 21)
(3) لقد أثبتُّ في 6 حلقات من برنامج معرفة الحق أن إسماعيل لم يذهب إلى مكة، فقد عاش في زمن قبل أن توجد مكة بآلاف السنين (انظر برنامج معرفة الحق حلقات 7 ـ 12)
(4) وقلت سابقا في هذه الحلقة أن محمدا ليس من نسل إسماعيل وذكرت ذلك في 3 حلقات من برنامج معرفة الحق حلقات 13 ـ 15)
(5) والحقيقة أن فاران كما يقول الكتاب المقدس هي على الطريق بين مصر وفلسطين، شرق سيناء (عدد10: 12) "فَارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل فِي رِحْلاتِهِمْ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فَحَلتِ السَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَان"
(6) وهذه خريطة قديمة توضح موقع فاران، في شرق سيناء، وليست في مكة على الإطلاق.
(7) وبهذا يبطل إدعاؤهم بأن فاران في مكة وأن المقصود بها نبوة محمد.
يا ليت أحباءنا الشيوخ المسلمين يراعون المصداقية العلمية حتى لا يحتقرهم شعبهم.
المداخلات
(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) أشكرك شكرا جزيلا، (2) صلاة لأجل الطالبين (3) محبة الله الآب .. إمضوا بسلام سلام الرب مع جميعكم. آمين.