قناة الفادى الفضائية

629ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [65]

(صلب المسيح)

حقيقة الصلب في الإسلام

الجمعة 22/3/2024م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (629) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

******

(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.

(4) تحدثت في الحلقات الماضية عن اعتراضات المسلمين على صلب المسيح:

(5) واليوم نناقش حقيقة صلب المسيح من الجوانب التالية:

1- لماذا ينكر الإسلام صلب اليهود للمسيح؟

2- السبب الحقيقي وراء هذا الإنكار.

3- حقيقة الصلب في المسيحية.

4- حقيقة الصلب في الإسلام.

5- شهادة علم الآثار لحقيقة الصلب.

6- شهادة علم التاريخ لحقيقة الصلب.

*****

(6) وقد تكلمت الحلقة الماضية عن الموضوعات الثلاثة الأولى.

(7) واليوم نناقش بقية المواضيع، ولنبدأ بموضوع: حقيقة الصلب في الإسلام

[1] أولا: شهادة القرآن لصلب المسيح:

 نجد في آيات القرآن إشارة لقتل المسيح وتصريح بوفاته، ففي:

• (سورة البقرة آية 87 ): "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ"

وتفسيرا لهذه الآية قال المفسرون المسلمون:

1ـ  في (مفتاح العلوم ج 1 ص 90، لمحمد السكاكي) "ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون" أي فريقا كذبتموه على التمام وفرغتم من تكذيبه ما بقي منه غير مكذب، وفريقا تقتلون ما تيسر لكم قتله على التمام وإنما تبذلون جهدكم أن تتموا قتله مثل محاولتكم قتل محمد فأنتم بعد على القتل"

2ـ وجاء في (التفسير الكبير للإمام الرازي ج 3 ص 162) "لأنكم حاولتم قتل محمد صلى الله عليه وسلم لولا أني أعصمه منكم ولذلك سحرتموه وسممتم له الشاة. وقال عليه السلام عند موته: "ما زالت أكلة خيبر تعاودني . فهذا أوان انقطاع أبهَرِي"

  * فالمسلمون يعترفون بأن اليهود يقتلون الأنبياء حتى محمد نفسه، فلماذا ينكر المسلمون قتل اليهود للمسيح؟

  * إذ نلاحظ أن الآية تتكلم عن فريقين: فريق موسى، وفريق عيسى. فاليهود قد كذبوا الفريق الأول (موسى)  ولكنهم قتلوا الثاني (عيسى). هنا نلاحظ إشارة واضحة وصريحة عن قتل المسيح.

(2)  وفي (سورة آل عمران آية 55): "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا"

فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.

(3)  وفي (سورة مريم آية 33): "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"

ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا. هنا نري التسلسل: الولاده ثم الموت ثم البعث. ربما يقولون أن المسيح سوف يموت بعد أن يبعث ثانية. فالرد هو أن بهذا الأدعاء يكون الترتيب الزمني للقرآن خطأ لو قبلتم أن يكون هكذا.

(4)  وفي سورة (سورة المائدة آية 117): "فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" 

من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.

[2] ثانيا: شهادة علماء وفقهاء الإسلام لصلب المسيح:

• الأمام الرازي في (تفسير الرازي ج 2 ص 457) قال: "روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق أن معنى متوفيك (أي مميتك). وقال وهب: "توفي المسيح ثلاثة ساعات". وقال ابن اسحق: "توفي سبع ساعات"
• وقال الأمام البيضاوي (تفسير البيضاوي ج 2 صفحة 128): "قال قوم صلب الناسوت وصعد اللاهوت"
• قال ابن هبة الله في: (تاريخ مدينة دمشق ج 47 ص 470) "فأماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"

** من هذا تتضح شهادة علماء المسلمين لموت المسيح.

*****

(8) الموضوع الخامس:  شهادة علم الآثار لحقيقة الصلب.

أولا: اللوح النحاسي المنقوش عليه حكم الصلب:

• جاء في موقع كنيسة القديس تكلا هيمانوت: "لقد عثر علماء الآثار على أصل الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي "والى اليهودية" بصلب المسيح:
• وهو عبارة عن لوح من النحاس الأصفر منقوش عليه باللغة العبرية.
• وتم الكشف عنه في عام 1280م بمدينة أكويلا من نواحي نابولي في إيطاليا أثناء البحث عن الآثار الرومانية.
• وهذا هو نص الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي على يسوع الناصري بالموت صلبا:

في السنة السابعة عشرة من حكم الإمبراطور طيباريوس قيصر الموافق اليوم الخامس والعشرين من شهر أزار بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان وقيافا وفي عهد بيلاطس الوالي تم الحكم على يسوع الناصري بالموت صلبا بناء على الشهادات الكثيرة المقدمة من الشعب أن يسوع الناصري:

ثانيا: التهم الموجهة إلى السيد المسيح:

1- مضل يسوق الناس إلى الضلال.

2- إنه يحرض الناس على الشغب والهياج.

3- أنه عدو الناموس.

4- أنه يدعو نفسه ابن الله.

5- أنه يدعو نفسه ملك اليهود.

6- أنه دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل.

فلهذا يأمر بيلاطس البنطي كرنيليوس قائد المئة الأولى أن يأتي بيسوع إلى المحل المعد لقتله وعليه أيضا أن يمنع كل من يتعدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرا كان أم غنيا".

** هذه هي شهادة الآثار الرومانية لصلب المسيح.

*****

(9) شهادة علم التاريخ لحقيقة الصلب:

أولا: شهادة التلمود اليهودي:

يؤيد هذا أيضاً ما جاء في التلمود اليهودي حيث قيل: "إن يسوع قد صُلب قبل الفصح بيوم واحد وأنه قتل لأنه ساحر وقصد أن يخدع إسرائيل" ([i])

ثانيا: شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودي: الذي عاصر الرسل، ولد عام 38 ومات في بداية القرن الثاني, دون في كتابه تاريخ اليهود: "قد نشأ يسوع إنسانا حكيما وادعى أنه المسيح المنتظر، وعندما حكم عليه بيلاطس البنطي بالصلب بسبب شكاية وجوه أمتنا بقي الذين كانوا قبلا يعتبرونه، بقي يفعلون هكذا لأنه عاد فظهر حيا في اليوم الثالث. وشيعة المسيحيين الذين أخذوا اسمهم منه باقون إلى نفس هذا اليوم" ([ii])

ثالثا: شهادة كرنيليوس تاسيتوس المؤرخ الروماني [55- 125م] وقاضى القضاة فى روما، الذي دون حوادث المملكة الرومانية من موت الأمبراطور أوغسطس قيصر سنة 14 م إلى موت نيرون سنة 68 م قال فى كتابه تاريخ الإمبراطورية الرومانية "إن الناس الذين كان يعذبهم نيرون كانوا يدعون مسيحيين نسبة إلى شخص اسمه المسيح كان بيلاطس البنطى قد حكم عليه بالقتل فى عهد طيباريوس قيصر" ([iii])

رابعا: ومن آباء الكنيسة القدامى كتب الفيلسوف الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليانوس من آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي إن حُكم بيلاطس البنطي بصلب المسيح محفوظ في سجلات الإمبراطورية الرومانية بروما. ([iv])

** مما تقدم يتأكد لنا حقيقة صلب المسيح وبطلان الاعتراضات على هذه الحقيقة.

********

إختبارات العابرين والعابرات

(10) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

******

المداخلات

(11) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

الختام

(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(13) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

[i]  (التلمود اليهودي المطبوع في أمستردام سنة 1643م، في فصل: السنهدريم ص43)

[ii]  (تاريخ اليهود يوسيفوس المؤرخ اليهودي ج3)

[iii]  (كرنيليوس تاسيتوس المؤرخ الروماني تاريخ الإمبراطورية الرومانية)

[iv]  (انظر: Ante Nicene Fathers Vol. 1 P160)