581ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [23]
إدعاء تحريف الكتاب المقدس
الجمعة 17/2/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (581) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة ببدء تبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: اليوم فسوف أواصل حديثي عن: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(5) وقلت أنها تحتوي على خمسة أقسام، وبيانها كالآتي بحسب الفهرس:
- القسم الأول: لمحة عن الإسلام والمسيحية.
- القسم الثاني: إزالة عقبات الكرازة من أمام المسلمين.
- القسم الثالث: كشف حقيقة الإسلام.
- القسم الرابع: الحياة مع المسيح.
- القسم الخامس: مواضيع حوارية.
******
(6) وقلت في الحلقة الماضية: يدعي المسلمون أن الكتاب المقدس الموجود بين أيادينا الآن هو كتاب محرف. ولمناقشة هذا الادعاء قلت أنني سأناقش الأبحاث التالية:
المبحث الأول: الآيات القرآنية الأربعة التي توحي بتحريف الكتاب المقدس.
المبحث الثاني: المقصود من هذه الآيات القرآنية الأربعة التي توحي بالتحريف.
المبحث الثالث: القصد الحقيقي من هذه الآيات القرآنية الأربعة.
*****
(7) وقد تكلمت بالفعل عن المبحث الأول: الآيات القرآنية الأربعة التي توحي بتحريف الكتاب المقدس وقلت: أنهم يستندون في إدعائهم بتحريف الكتاب المقدس على الآيات القرآنية التالية:
1- (سورة البقرة 75): "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون"
2- (سورة النساء 46): "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
3- (سورة المائدة 13): "يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظَّـا مما ذُكِّروا به"
4- (سورة المائدة 41): "ومن الذين هادوا سماعون للكذب … يحرفون الكلم عن بعد مواضعه".
*****
(8) وتكلمت عن الآية الأولى التي تتحدث عن التحريف:
1- (سورة البقرة 75): "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون"
2- ورأينا أن هذه الآية توضح أن فريقا واحدا من اليهود هو الذي يقوم بتحريف التفسير (فريق منهم)، وليس كل اليهود.
(9) والثانية: التي تتحدث عن التحريف:
1- (سورة النساء 46): "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا، .. وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ..."
2- من هذا يتضح أن المقصود من آية سورة النساء ليس هو تحريف نصوص الكتاب المقدس بل تأويل المعنى عن طريق ليِّ اللسان ونطق كلمات الوحي بطريقة مغايرة بحسب ألفاظ لغتهم العبرية.
(10) ونأتي إلى الآية الثالثة التي تتحدث عن التحريف:
(سورة المائدة 13): "ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل … يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به"
ولنا أيضا على هذه الآية بعض التعليقات:
[1] جاء في: (تفسير الخازن ج1 ص 541) "المراد بالتحريف هو إلقاء الشبهة الباطلة، والتأويلات الفاسدة وهو تحريف اللفظ عن معناه الحق إلى المعنى الباطل"
** من هذا يتضح أن التحريف ليس في كلام الله بل في تأويله وتفسيره.
[2] والدليل على صحة ما يقوله الخازن هو أن (سورة المائدة 15) تقول: "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب …" فالقرآن بهذا يفسر المقصود من التحريف وهو إخفاء أجزاء من الكتاب، وليس تغيير ألفاظ كلام الله.
[3] وقد جاء في: (تفسير الجلالين ج1 ص 138) تفسيرا لهذه الآية وتوضيحا للموضوع الذي حدث فيه التحريف هكذا: "يحرفون الكلم (الذي في التوراة من نعت محمد) عن مواضعه (التي وضعه الله عليها أي يبدلونه) ونسوا (تركوا) حظا (نصيبا) مما ذُكِّــروا (أمروا) به (في التوراة) من اتباع محمد"
وهكذا نرى أن تفسير الجلالين لمعنى التحريف لا يخص تغيير الكتاب المقدس بل التهمة موجهة إلى إنكارهم لنبوة محمد واتباعه.
[4] وحقيقة الأمر أن الخلاف في موضوع التحريف بحسب هذه الآية هو قراءة نبوة موسى التي وردت في التوراة عن "النبي الآتي" على أنها "النبي الأمي" أي محمد، فأنكر اليهود هذا التأويل وهذا التفسير، فورد بالآية "يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به".
** هذا هو موضوع الخلاف وهو لا يمس تغيير نصوص الكتاب المقدس.
(11) رابعا: الآية الرابعة التي تتحدث عن التحريف:
1- (سورة المائدة 41): " … ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم لم يأتوك يحرفون الكلم من بَـعْـد مواضعه يقولون: إن أوتيتم هذا فخذوه ..."
2- جاء في: (تفسير عبد الله يوسف علي ص260) "عبارة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه: "إن اليهود لم يكونوا أمناء مع كتابهم إذ كانوا يحرفون معانيه"
3- وفي: (تفسير الزمخشري ج1 ص666) "روي أن شريفا من خيبر زنى بشريفة، وهما محصنان، وحكمهما الرجم بحسب التوراة. فكرهوا رجمهما لشرفهما، فبعثوا رهطا منهم إلى بني قريظة ليسألوا رسول الله عن ذلك، وقالوا إن أمركم محمد بالجلد والتحميم فاقبلوا. وإن أمركم بالرجم فلا تقبلوا. وأرسلوا الزانيين معهم. فأمرهم النبي بالرجم. فأبوا أن يأخذوا به، فقال له جبريل إجعل بينك وبينهم حكما ابن صوريا … فشهد بالرجم" وقالوا في ختام القصة أن النبي بعد شهادة الحبر اليهودي ابن صوريا أمر برجمهما. فرجموهما عند باب المسجد، لأقامة حد التوراة عليهما".
** وهكذا أجمع المفسرون أن أسباب نزول هذه الآية في سورة المائدة هو هذه القصة. فالتحريف المقصود هو في تفسير حكم الرجم بالجلد، وليس تغيير نصوص الكتاب المقدس.
4- جاء في: (تفسير الجلالين ج1 ص 68) "نزلت هذه الآية في اليهود إذ زنى منهم اثنان، فتحاكموا إلى النبي، فحكم عليهما بالرجم. فأبوا فجيء بالتوراة، فوجد فيها فرجما، فغضبوا"
** إن استشهاد النبي محمد بحكم التوراة هو دليل أكيد على اقتناعه بعدم تحريف الكتاب المقدس.
*****
(9) المبحث الثالث: القصد الحقيقي من هذه الآيات القرآنية الأربعة:
[1] من هذا يتضح أن لفظ التحريف الذي ورد بالقرآن إنما يقصد به موقف فريق من اليهود من حادثتين شهيرتين هما:
1ـ تأويل اليهود لحكم الرجم بالجلد.
2ـ نفي قراءة "النبي الآتي" على أنها "النبي الأمي"
[2] وأريد أن أوجه النظر إلى ملاحظة هامة بخصوص ذلك من واقع علم البيان في لغة القرآن:
1ـ فمن أساليب البيان التي استخدمها القرآن: أسلوب التخصيص في مظهر التعميم، كقوله في (سورة النساء 54) "أم يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله"
2ـ وقد جاء في: (تفسير الجلالين ج1 ص110) ذلك أن الناس صورة تعميمية يراد بها التخصيص وهو شخص النبي محمد. إذ قالا: "يحسدون الناس: أي النبي، على ما آتاهم الله من فضله: من النبوة وكثرة النساء"
3ـ وجاء في: (تفسير الرازي ج3 ص978) "أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله وذلك ان اهل الكتاب قالوا : زعم محمد انه اوتي ما اوتي، وله تسع نسوة وليس همه الا النكاح، فاي ملك افضل من هذا؟"
** هذا هو أسلوب التخصيص في مظهر التعميم الذي استخدمه القرآن في عبارة "يحرفون الكلم عن موضعه" فهذه صورة تعميمية يراد بها التخصيص أي:
1ـ تأويل اليهود لحكم الرجم بالجلد.
2ـ ونفي قراءة "النبي الآتي" على أنها "النبي الأمي".
** فينبغي أن يلم المعترضون بأساليب التفسير القرآني بحسب علوم اللغة والبلاغة والبيان، ليعرفوا الحقيقة أن هذه الآيات لا تعني تحريف نصوص الكتاب المقدس.
** والبقية في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.
******
(10) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(14) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.