شبهة سن أخزيا عندما ملك
(22 سنة – 42 سنة)
(1) النص الأول: (2مل 8: 25 – 27):
"في السنة الثانية عشرة ليورام بن اخاب ملك اسرائيل ملك اخزيا بن يهورام ملك يهوذا. كان اخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في اورشليم واسم امه عثليا بنت عمري ملك اسرائيل".
(2) النص الثاني: (2 أخ 22: 1 - 5):
"وملك سكان اورشليم اخزيا ابنه الاصغر عوضا عنه لان جميع الاولين قتلهم الغزاة الذين جاءوا مع العرب الى المحلة فملك اخزيا بن يهورام ملك يهوذا. كان اخزيا ابن اثنتين واربعين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في اورشليم واسم امه عثليا بنت عمري. وهو ايضا سلك في طرق بيت اخاب لان امه كانت تشير عليه بفعل الشر".
الرد على الشبهة
أولا: تحذيرات من محاولة حل المشكلة بتبريرات تطعن في الكتاب المقدس:
- مثل فتوى خطأ من الإملاء.
- أو خطأ في النسخ.
- فالرب يقول: "فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5 : 18)
- وأيضا: "لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب" (رؤ 22 : 18)
- وكذلك: "وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب" (رؤ 22 : 19)
ثانيا: دراسة القرائن في النص للوصول إلى التفسير السليم:
- سن أخزيا في سفر ملوك الثاني تعبير حرفي عن عمره الحقيقي يوم ملك. وقد كان عمره 22 سنة بالفعل.
- حيث أن سفر الملوك هذا هو سفر تاريخ ملوك يهوذا فأسلوبه هو دقة التأريخ السياسي.
- أما سن أخزيا في سفر أخبار الأيام الثاني فهو 42 سنة حين ملك.
- والواقع أن سفر أخبار الأيام يقدم سيرة الأنبياء وخدمتهم في عهود الملوك، ويتميز بالتعبيرات الرمزية البلاغية، فيستخدم التشبيهات والاستعارات والكنايات والتورية في اسلوبه بعكس سفر الملوك بأسلوبه التاريخي الدقيق.
- لذلك فإن سن آخزيا هنا فيه تورية تشير إلى سن أمه التي كانت الوصية عليه، حيث أنه لم يبلغ سن الرشد القانوني 30 سنة، كما يقول الكتاب: (عد4: 47): "من ابن ثلاثين سنة فصاعدا ... كل الداخلين ليعملوا عمل الخدمة وعمل الحمل في خيمة الاجتماع"
- والدليل على أسلوب التورية بالإشارة إلى سن أمه هو القرينة في النص. "لان امه كانت تشير عليه بفعل الشر" (2 أخ 22: 3).
- وهناك دليل آخر قوي على أنها كانت المالكة بالفعل: (2 أخ 23: 12) "... وعثليا مالكة على الارض".
- وقرينة أخرى تثبت ملك الأم عموما أثناء ملك إبنها: (1مل 15: 9 – 13) "ملك اسا على يهوذا ... واسم امه معكة ابنة ابشالوم ... حتى ان معكة امه خلعها من ان تكون ملكة لانها عملت تمثالا لسارية".
ثالثا: ذكر اسم الأم مع ملوك لم يبلغوا سن الرشد:
- (2مل 21: 1) "كان منسى ابن اثنتي عشرة سنة حين ملك وملك خمسا وخمسين سنة في اورشليم واسم امه حفصيبة".
- (2مل 22: 1) "كان يوشيا ابن ثمان سنين حين ملك وملك احدى وثلاثين سنة في اورشليم واسم امه يديدة بنت عداية من بصقة"
- (2مل 24: 8) "كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في اورشليم واسم امه نحوشتا بنت الناثان من اورشليم"
- (2مل 24: 18) "كان صدقيا ابن احدى وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشرة سنة في اورشليم واسم امه حميطل بنت ارميا من لبنة".
- (2 أخ 24: 1) "كان يواش ابن سبع سنين حين ملك وملك اربعين سنة في اورشليم واسم امه ظبية من بئر سبع".
- (2 أخ 26: 3) "كان عزيا ابن ست عشرة سنة حين ملك وملك اثنتين وخمسين سنة في اورشليم واسم امه يكليا من اورشليم".
** النتيجة:
إن اختلاف سن أخزيا يعود إلى أن سنه الحقيقي ذكر في (سفر الملوك). بينما سنه المذكور في (سفر أخبار الأيام) هو بالتورية أضيف إليه سن أمه على أنها الملكة الحقيقية أثناء ملكه.
