511ـ تابع إختبار توفيق الحكيم
الجمعة 24/9/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (511) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) كان موضوعنا في الحلقة الماضية عن: الأستاذ توفيق الحكيم وما قاله عن الماء الحي.
(4) واليوم نتابع الحديث عن أستاذنا العظيم توفيق الحكيم في مؤلفاته.
(5) وسوف يشمل حديثنا: تأمله عن الفنان والجمهور:
(كتاب "فن الأدب" الباب العاشر:صفحات 226 – 228)
(6) مقتطفات من الموضوع:
- عنوان المقال: "الفنان والجمهور".
- بدأ الأستاذ توفيق الحكيم مقاله قائلا: "هل يجب على الفنان أن يهبط إلى الجمهور؟ أو أن يصعد إليه الجمهور؟"
- ثم قال: أيهما يخطو نحو الآخر حتى يتم اللقاء؟
- أهم الذين يتسلقون إليه الجبل؟
- أم هو الذي ينزل إليهم السفح؟"
- ثم يقول: "قد يكون من الخير أن نلتمس الهداية عند المبدع الأعظم لهذا الكون. لقد أراد وهو في عليائه أن يبلغ الناس رسالة."
- ويتساءل: "فماذا يفعل؟"
- ويجيب قائلا: "إنه تعالى لم ينتظر من الناس بمفردهم صعودا إليه، لأن هذا شاق عليهم، ولأنهم في ظلامهم وجهلهم لا يعرفون مسالك الطريق إلى نوره. إنهم في حاجة إلى من يمسك بأيديهم، ويقودهم ويصعد بهم."
- ثم قال: "لابد إذن من النزول بينهم"
- وتساءل قائلا: "ولكن من الذي ينزل؟"
- ويجيب قائلا: "الدين الإسلامي يعلمنا أن الذي نزل هو محمد، رسولا من عند الله."
- ويستطرد قائلا: "أما الدين المسيحي فيقول لنا: إن الذي نزل هو الله نفسه متجسدا في المسيح"
- وأكمل قائلا: "الله رأى أن يدنو هو من الناس برسالته، لا أن يتركهم يصعدون إليه من أرضهم".
- ويقول: "لا جدال إذن أن الفنان لا يستطيع أن يبقى في القمة، حبيس فنه، منتظرا أن يصعد إليه الجماهير في جبله الوعر، ... وهم يصيحون به: أين أنت أيها الفنان المعلق في السحب؟ جئنا نبحث عنك، ... فهل عندك رسالة تبلغنا إياها؟"
- ويستكمل الحديث قائلا: "لا يمكن بالطبع أن يقع شئ من ذلك، ولكن المعقول هو أن ينزل ذلك الفنان حاملا رسالته ليلتمس الناس في مسارحهم وأسواقهم ومتاجرهم وملاهيهم ليقول لهم: أيها الناس اصغوا إليَّ لحظة، إني لم آت لأثقل عليكم، ولا لأضيع وقتكم عبثا، ولكن معي شيئا أعرضه، فيه متعة لكم"
- ويوضح قائلا: "هنا تقوم في وجه الفنان مثل الصعوبة التي قامت في وجه الأنبياء، فالجماهير أمام النبي أو الفنان تتفرع عندئذ إلى طائفتين:
- طائفة تحسن الإصغاء إلى لب الرسالة، ولا يشغلها الغث عن الثمين، ... فتتبع الفنان في كل طريق، وتسلمه قيادها، فيصعد بها الجبل خطوة خطوة ... مؤمنة بقائدها وبالهدف الذي يسير بها إليه، حتى تجد نفسها آخر الأمر قد استوت معه فوق القمة."
- ثم يتكلم عن الطائفة الثانية قائلا: "وطائفة عامية عابثة، ما أن ينتهي بها الإصغاء إلى معان أعمق، حتى يطيش حلمها، وتسرع منفضة من حول الفنان، ولم تعي من رسالته إلا السطح الظاهري ... الذي ما قصد به إلا اجتذابها إلى ما في داخله من جوهر مفيد."
- ويستطرد قائلا: "هذه الطائفة الأخيرة من غوغاء الفكر وكفرة الدين هي التي تتعب الأنبياء والفنانين" ...
- ثم يقول: "فهي في الدين تساير النبي حتى ينهاها عن منكر تريده، عندئذ تهزأ به وتقول: اذهب عنا واتركنا في لذائذنا"
- ثم يختم كلامه قائلا: "تلك هي الطائفة التي اختارت لنفسها الضلال في العقيدة والظلام في الفكر وهي التي لا ترقى إلى قمة أبدا."
******
(7) تعليقي على ما كتبه الأستاذ توفيق الحكيم:
[1] التعليق الأول:
- يقول: "هل يجب على الفنان أن يهبط إلى الجمهور؟ أو أن يصعد إليه الجمهور؟"
- وأضاف: "حق علينا أن نبحث: أيهما يخطو نحو الآخر حتى يتم اللقاء؟ أهم الذين يتسلقون إليه الجبل؟ أم هو الذي ينزل إليهم السفح؟"
- أثار الأستاذ توفيق الحكيم بهذه الأسئلة قضية جوهرية ليس بخصوص الفن فحسب بل بخصوص الدين أيضا.
- ولنرى كيف أجاب على هذه الأسئلة:
[2] التعليق الثاني:
- أجاب قائلا: "قد يكون من الخير أن نلتمس الهداية عند المبدع الأعظم لهذا الكون [يقصد الله] فيقول: "لقد أراد وهو في عليائه أن يبلغ الناس رسالة."
- وهنا وصل الحكيم إلى الجوهر الذي يريد أن يتكلم عنه، متخذا من تشبيه الفنان والجمهور مجرد وسيلة إيضاح للحديث عن الله وعلاقته بالبشر.
[3] التعليق الثالث:
- فيقول: "إنه تعالى لم ينتظر من الناس بمفردهم صعودا إليه، لأن هذا شاق عليهم، ولأنهم في ظلامهم وجهلهم يعرفون مسالك الطريق إلى نوره. إنهم في حاجة إلى من يمسك بأيديهم، ويقودهم ويصعد بهم لابد إذن من النزول بينهم."
- هذا ما أراد أن يبرزه بكل وضوح.
- إنه كمختبر لنعمة المسيح مشغول أن يقود الناس إلى الله الذي نزل بينهم ليعينهم.
[4] التعليق الرابع:
- ثم يثير تساؤلا خطيرا: "ولكن من الذي ينزل؟"
- وسنرى إجابته في التعليق التالي:
[5] التعليق الخامس:
- يقول: "الدين الإسلامي يعلمنا أن الذي نزل هو محمد، رسولا من عند الله."
- هذا ما يقوله الدين الإسلامي، أرسل شخصا، ولنرى ماذا يقول عن المسيحية:
[6] التعليق السادس:
- يذكر: "أما الدين المسيحي فيقول لنا: إن الذي نزل هو الله نفسه متجسدا في المسيح"
- تأملوا معي روعة ما في هذه العبارة العجيبة،
- في إستخدامه للحرف "أمَّا": فقواميس اللغة العربية تقول أن حرف "إما" يفيد التفضيل والتوكيد.
https://www.arabdict.com/ar/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A5%D9%85%D8%A7
- ففي قول توفيق الحكيم: "أما الدين المسيحي فيقول لنا": فيه تفضيل للدين المسيحي عن الدين الإسلامي.
- وفي إستخدامه لعبارة: "يقول لنا": فيها تخصيص، فقد أكد أنه ممن يدينون بالمسيحية، إذ أنه لم يقل: أما الدين المسيحي يقول لهم أي للمسيحين، لكنه شمل نفسه ضمنهم فيذكر: تقول لنا.
- وقمة ما ذكر في هذا المقال قوله: إن الذي نزل هو الله نفسه متجسدا في المسيح"
- يكفي توفيق الحكيم أن يؤكد هذه الحقيقة بإستخدام أداة "أما"، واستخدام أداة "إنَّ" التوكيديتين ليوضح لنا إيمانه الراسخ في شخص المسيح أنه الله المتجسد، تماما كما يقول الكتاب المقدس في: (1تي3: 16) "وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد".
[7] التعليق السابع:
- في قوله: "الله رأى أن يدنو هو من الناس برسالته، لا أن يتركهم يصعدون إليه من أرضهم"
- هذا هو جوهر المسيحية: الله أتى إلينا ليرفعنا إليه. يا لعظمة النعمة الفائقة.
[8] التعليق الثامن:
- ويوضح قائلا: "الجماهير أمام النبي أو الفنان تتفرع عندئذ إلى طائفتين:
- الطائفة الأولى: التي تحسن الإصغاء إلى لب الرسالة، ولا يشغلها الغث عن الثمين، ... فتتبع [النبي] أو الفنان في كل طريق، وتسلمه قيادها، فيصعد بها الجبل خطوة خطوة، ... مؤمنة بقائدها وبالهدف الذي يسير بها إليه، حتى تجد نفسها آخر الأمر قد استوت معه فوق القمة."
- وإني أقول: أن هؤلاء هم المؤمنون الحقيقيون الذي ارتبطوا بربط المحبة المتبادلة مع الرب.
- التي ينطبق عليها قول السيد المسيح في: (يو10: 27 و28) "خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني، وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي".
[9] التعليق التاسع:
- الطائفة الثانية: هي "طائفة عامية عابثة، ما أن ينتهي بها الإصغاء إلى معان أعمق مما تصورت، حتى يطيش حلمها ويذهب صبرها وتسرع منفضة من حول [النبي] أو الفنان. هذه الطائفة الأخيرة ... هي التي تساير النبي حتى ينهاها عن منكر تريده، فتهزأ به وتقول: اذهب عنا واتركنا في لذائذنا"
- وأنا أقوا: إن هؤلاء هم الذين قال عنهم الكتاب المقدس في: (اي21: 14) " فيقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر"
[10] تعليق عام:
- من دراسة هذا الموضوع يتضح لنا بكل تأكيد حقيقة عبور الكاتب العظيم توفيق الحكيم من الظلمة إلى النور ومن جهالة الإسلام إلى عمق اختبار عمل النعمة التي صارت لنا بنزول الله نفسه متجسدا في شخص السيد المسيح كما قال الأستاذ توفيق الحكيم.
- وفي الحلقة القادمة سنواصل قراءة ما كتبه توفيق الحكيم لنرى مدى عمل الله فيه.
- طلبتي إلى الرب أن يشرق بنوره في عقول وقلوب أحبائنا المسلمين ليعرفوا الحق ويتمتعوا بنعمة المسيح. آمين.
*****
(8) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(9) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(10) اسموا لي لظروف سفري أن نرجئ مداخلاتكم للسبوع القادم بمشيئة الرب.
الختام
(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(12) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.