387ـ الناسخ والمنسوخ (5)
الجمعة 17/5/2019م
(تقديم: مريم العابرة)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (387) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
قلنا أن هناك ثلاثة أنواع للناسخ والمنسوخ هي:
1- ما نسخ حرفه، وبقي حكمه: مثل رجم الزاني والزانية، ومثل إرضاع الكبار.
2- ما نسخ حكمه، وبقي حرفه: مثل جميع آيات السلم المكية [124 آية] التي نسخت بآية السيف المدنية.
3- ما نسخ حكمه ونسخ حرفه: والأمثلة عليها كثيرة بشهادة محمد وعمر بن الخطاب وعائشة عن آيات كانت قد أوحيت لمحمد ولكنه نسيها أو نسخها ربه.
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سوف أتكلم عن موضوع هام جدا وهو خطورة الناسخ والمنسوخ على القرآن والإسلام.
(5) المضيف: وما هي خطورة الناسخ والمنسوخ على القرآن والإسلام؟
أبونا:
سأذكر ستة أمور في غاية الخطورة على الإسلام منها:
الخطورة الأولى: هل تتفق فكرة الناسخ والمنسوخ أو التغيير والتبديل مع علم الله المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل؟
- فالله ليس إنسانا يغير كلامه ويبدله، وهذا ما يقره القرآن أيضا في (سورة الأنعام 34) "لا تبديل لكلمات الله" وفي (وسورة الكهف 27) "لا مبدل لكلماته" فكيف يقولون أن كلمات الله بدلت وغيرت ونسخت؟؟؟؟
- وعن هذا الأمر علق الأستاذ سيد القمني المفكر الإسلامي في كتابه (الإسلاميات ص 568) قائلا: [هنا يثور سؤال، كيف يتحول الوحي ويتبدل؟ ألا يتعارض ذلك مع قدسية كلمة الله؟ ...
- (ويضيف قائلا): هذه الظاهرة التي لحظها القرشيون حتى قالوا: "ألا ترون إلى محمد، يأتي أصحابه بأمر ثم ينهاهم ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولا، يرجع عنه غداً"
- قارن هذا بما قاله السيد المسيح "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت5: 17و18)
(6) المضيف: وما هي الخطورة الثانية؟
أبونا:
الخطورة الثانية: ألا يوجد تعارض بين قول السورة القرآنية "وما ننسخ من آية أو نُنْسِها" مع قول القرآن (في سورة الحجر 9) "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"؟
- فإن كان الله يحفظ كلامه فلماذا لم يحفظه في ذاكرة الرسول، ولماذا ينسيه له، بعد أن يوحي به إليه؟
- وإن كان الرسول ينسى الكلام الموحى به وهو المؤتمن على الوحي فماذا يقال عن حَفَظَة القرآن، ألا يمكن أن ينسوا هم الآخرين؟
- وعن هذه الفكرة قال أيضا سيد القمنى المفكر الإسلامي في كتابه (الإسلاميات ص569) "هناك إشكالية .. هي إشكالية جمع القرآن، وعن مشكلة الجمع فإن ما يورده علماء القرآن من أمثلة توضح أن بعض أجزاء النص قد نسيت من الذاكرة الإنسانية"
(7) المضيف: ما هي الخطورة الثالثة؟
أبونا:
الخطورة الثالثة: يذكر الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس في موقع الأزهر على الانترنيت خطورة أخرى بالغة إذ يقول: أن من أوصاف القرآن آية "كتاب أحكمت آياته .." فالإحْكام ينافي النسخ، وينافي ما قد يقع في الوهم منافيا لجلال الله من تردد أو ارتياب فيما يحكم به.
(8) المضيف: ما هي الخطورة الرابعة؟
أبونا:
الخطورة الرابعة: هل تتفق فكرة الناسخ والمنسوخ، أو التغيير في آيات القرآن وإلغائها ومحوها، مع حقيقة أن القرآن أزلي مكتوب في لوح محفوظ؟
- فهل تم التغيير والإلغاء في اللوح المحفوظ.
- عن هذه المسألة قال الأستاذ سيد القمني المفكر الإسلامي المستنير في كتابه (الإسلاميات ص 569) قال: "ظاهرة النسخ تثير في وجه الفكر الديني السائد المستقر إشكاليتين يُتحاشى مناقشتهما، الإشكالية الأولى: كيف يمكن التوفيق بين هذه الظاهرة بما يترتب عليها من تعديل للنص بالنسخ والإلغاء، وبين الإيمان الذي شاع واستقر بوجود أزلي للنص في اللوح المحفوظ".
- وأضاف قائلا: لم يناقش العلماء، ما تؤدي إليه ظاهرة نسخ التلاوة، أو حذف النصوص سواء بقي حكمها أم نسخ أيضا، من قضاء كامل على تصورهم الذي سبقت الإشارة إليه لأزلية الوجود الكتابي للنص في اللوح المحفوظ.
- (ثم يكمل حديثه قائلا): فإن نزول الآيات المثبتة في اللوح المحفوظ، ثم نسخها وإزالتها من القرآن المتلو، ينفي هذه الأبدية المفترضة للوح المحفوظ".
- (ويستطرد قائلا): "فإذا أضفنا إلى ذلك المرويات الكثيرة عن سقوط أجزاء من القرآن ونسيانها من ذاكرة المسلمين، ازدادت حِدَّةُ المشكلة".
- (ثم يختم كلامه في هذا الخصوص بقوله): "والذي لاشك فيه أيضا، أن فهم قضية النسخ عند القدماء لا يؤدي فقط إلى معارضة تصورهم الأسطوري للوجود الأزلي للنص، بل يؤدي أيضا إلى القضاء على مفهوم النص ذاتـــه"
(9) المضيف: ما هي الخطورة الخامسة؟
أبونا:
الخطورة الخامسة: هناك مسألة أخرى أكثر تعقيدا: ما هو يا ترى الكلام الذي كان مكتوبا في اللوح المحفوظ؟ هل هو الكلام الذي نُسِخَ وأُنْسي؟ أم هو الكلام الأخير والأحسن الذي حلَّ محل ما نُسخ بالإلغاء والنسيان؟؟
- يقول القرطبي: في تفسير (سورة الرعد 13: 39) يمحو الله ما يشاء ... وعنده أم الكتاب": أُمّ الْكِتَاب هو اللَّوْح الْمَحْفُوظ الَّذِي لَا يُبَدَّل وَلَا يُغَيَّر.
- ثم يقول: وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ يَجْرِي فِيهِ التَّبْدِيل.
- ويقول الطبري: [في تفسير الآية نفسها] ق الْكِتَاب كِتَابَانِ , كِتَاب يَمْحُو اللَّه مِنْهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِت , وَعِنْده أُمّ الْكِتَاب"
(10) المضيف: ما هي الخطورة السادسة؟
أبونا:
الخطورة السادسة: إستضدام النسخ مع الآية القرآنية التي تقول: "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82)؟
- ألا تكفي 550 آية من القرآن كما سبق أن أوضحنا قد وقع عليها النسخ والتغيير والتبديل والزيادة والنقص وتحويل الحرام حلالا، والحرامِ حلالا، ألا يكفي هذا الكم الهائل لإثبات أن في القرآن اختلاف كثير، وينطبق عليه حكم الآية: "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82)؟
- نحن نتساءل: أليس وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن هو دليل واضح على أنه ليس من عند الله؟
- إني أدعو من قلبي أن يشرق الله بنوره في القلوب لمعرفة الحق الذي قال عنه السيد المسيح: "وتعرفون الحق والحق يحرركم".
** الحلقة القادمة عن ثمار خدمة الكرازة للمسلمين وهي تفوق العقل والإدراك.
** فإلي القاء في الحلقة القادمة بمشيئة الرب، وليكمل الله عمله آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(11) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
- بكل سرور.
- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.