492- تابع الحلقة الخاصة
14/5/2021م
تصريح الشيخ أحمد الطيب
تقديس الفكر الفقهي
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (492) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) اليوم تابع حلقة ما يجري على الساحة العربية والإسلامية بخصوص قرار سمو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي حذف حوالي 99% من الأحاديث النبوية.
(4) مقدمة:
- اسمحوا لي أن أعيد على مسامعكم الكلام الذي ذكرته في بداية الحلقة الماضية.
- قلت: اليوم عيد. عيد سعيد لكل المسلمين بصدور قرار ولي عهد السعودية بحذف غالبية الأحاديث النبوية.
- فقد كنت أعلن دائما عن الأحاديث التي يقولون عنها أنها أحادية وموضوعة ومقطوعة ومصنوعة، في عبارة شهيرة [إحرقوها مثلما حرق إبن عفان الأحرف الستة من القرآن]
- وقد فعلها سمو ولي عهد المملكة السعودية محمد بن سلمان يوم 27 إبريل 2021م.
- وأحب أن أؤكد أنني لا أناقش هذه المواضيع مدعيا أن هذه نتيجة لما قدمته بمفردي على القنوات الفضائية المتعددة عبر 20 عاما.
- ولكني أذكر ما ساهم به العديد من المدافعين والكارزين المسيحيين.
- كذلك مجهودات الكثير من التنويريين المسلمين.
- وقلت أيضا أن ما قام به سمو الأمير محمد بن سليمان ليس تنكرا للتراث الإسلامي ولكنها محاولة لتجميل وجه الإسلام تماما مثلما فعل التنويريون المسلمون.
- وإني أقدر ما قام به الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر من سرعة التجاوب مع دعوة ولي العهد السعودي كما سنرى اليوم.
- وسؤالي هو متى يتصدى هؤلاء الفرسان للآيات القرآنية التي تلطخ وجه الإسلام مثل: أحاديث الإرهاب والقتل والنهب وسبي النساء، واضطهادهم اليهود والمسيحيين، وكل ما في القرآن المدني.
******
(5) وقبل أن أناقش بيان شيخ الأزهر أحب أن أعرض لكم رأيه السابق بخصوص الأحاديث والتراث المقدس.
- جاء هذا في مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الخطاب الديني في 28 يناير 2020م.
- بصدد النقاش الذي حدث مع الدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة.
- موقع دار الهلال. كوم
https://www.darelhilal.com/News/786617.aspx
- كلام الدكتور عثمان الخشت: "لابد من تأسيس خطاب دينى جديد، وأنه لا يمكن تأسيس خطاب دينى جديد بدون تكوين عقل دينى جديد، لافتًا إلى أن تطوير العقل الدينى، غير ممكن بدون تفكيكه وبيان الجانب البشرى فيه".
- وكان رد شيخ الأزهر هو: "الكلام عن التراث كلام عجيب، .. هذا مزايدة على التراث، التراث خَلَقَ أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، ... تصوير التراث بأنه يورث الضعف ويورث التراجع هذا مزايدة عليه".
- كان هذا رأي فضيلته منذ سنة وهو التشدد للتراث الإسلامي.
- وقد تكرر عبثاً طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من الإمام الطيب لتجديد الخطاب الديني، حتى قال له في الاحتفال بعيد الشرطة 65 بأكاديمية الشرطة بتاريخ 24 يناير 2017م: "تعبتني يا فضيلة الشيخ"
https://www.youtube.com/watch?v=7qfMgKfWorY
(يوتيوب الدقيقة 3:27)
(6) ونأتي إلى تصريحات فضيلة شيخ الأزهر الحديثة وبالتحديد يوم: 29 إبريل 2021م أي بعد يومين من قرار ولي العهد.
- موقع الأهرام .أورج
https://gate.ahram.org.eg/News/2704877.aspx
- بعنوان: تصريح شيخ الأزهر: أن إضفاء قدسية الشريعة على اجتهادات الفقهاء السابقين من معوقات التجديد.
(7) مقتطفات من البيان:
الواقع أن بيان فضيلة شيخ الأزهر جاء دسما واضحا شاملا، حيث احتوى المواضيع التالية:
- معوقات التجديد.
- عدم عصمة الفقه والفتاوى.
- في تقديس الفقه تأليه للبشر.
- الفرق بين الشريعة والفقه.
- نظرة الأسلاف للتراث.
- الحركة المتجددة.
- النص والتراث.
******
(8) أولا: معوقات التجديد:
- قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد تحدثنا في الحلقة الماضية عن أول معوقات التجديد، وهو: إغفال التفرقة في فقهنا الإسلامي المعاصر بين ثوابت الشريعة ومتغيراتها،
- واليوم نتحدث عن معوق آخر لعب دورًا خطيرًا في تجميد حركة "التجديد"، وبعث نزعات التقليد والتعصب، وهذا العائق هو: "عدم التفرقة بين الشريعة، كنصوص إلهية من القرآن الكريم، أو نبوية من السنة الصحيحة، وبين الفقه كاستنباطات العلماء واجتهاداتهم في هذه النصوص، واستخراج الأحكام منها"،
- وإضفاء قدسية الشريعة على اجتهادات فقهائنا السابقين، واستدعاء فتاواهم وآرائهم التي قالوها ليواجهوا بها مشكلات عصرهم.
(9) ثانيا: عدم عصمة الفقه والفتاوى:
- وأضاف فضيلته ... أن فقهاءنا السابقين كانوا يعلمون علم اليقين أن الفتاوى هي اجتهادات بشرية، ليست معصومة،
- ولا هي في منزلة نصوص الشريعة،
- وأنهم أنفسهم ما كانوا يترددون في تغيير فتاواهم أو مذاهبهم التي استقرت عليها فتاواهم إذا ما جد جديد في أمور المسلمين يتطلب تغيير هذه الفتوى أو تلك.
(10) ثالثا: في تقديس الفقه تأليه للبشر:
- وأكد شيخ الأزهر أن الشريعة نصوص إلهية معصومة من الخطأ، أما الفقه فهو استنباطات بشرية استنبطها العلماء المختصون في هذا الحقل العلمي الدقيق ..
- وأن أي خلط بينهما سيؤدي - لا محالة - إلى تأليه البشر وتقديس الفكر الإنساني.
(11) رابعا: الفرق بين الشريعة والفقه:
- وبيّن فضيلته أن الشريعة نصوص مقدسة، بينما استنباطات العلماء من فقهاء وأصوليين ومفسرين ومحدثين ومتكلمين معارف بشرية،
- أو تراث يؤخذ منه ويترك،
- وهذه الاستنباطات التي توفرت للمسلمين على مدى خمسة عشر قرنًا من الزمان هي ما يسمى ب"التراث" أو "تراث المسلمين" بإطلاق عام.
(12) خامسا: نظرة الأسلاف للتراث:
- وشدد شيخ الأزهر على أن ... ما قصده أسلافنا العظام حين نظروا إلى هذا التراث في حقيقته كنتاج علمي وثقافي هائل ..
- ولم ينظروا إليه من منظور التراث المعصوم عن التغيير والتبديل.
(13) سادسا: الحركة المتجددة:
- وأوضح فضيلته أنه ... كان تركيز أسلافنا على الحركة المتجددة التي هي خاصةُ هذا التراث،
- والتي تتطلب .. إلغاء عناصر وإبقاء عناصر أخرى، واستدعاء عناصر ثالثة من خارجه حسب حاجة المجتمعات الإسلامية ومصلحتها.
- وأكد شيخ الأزهر أن التجديد الدائم في التراث هو المنوط به بقاء الإسلام دينًا حيًا متحركًا ينشر العدل والرحمة والمساواة بين الناس،
- والتراث حين يتخذ من" التجديد" أداة أو أسلوبًا يعبر به عن نفسه يشبه التيار الدافق، والنهر السيال الذي لا يكف لحظة عن الجريان ..
- وإلا تحول إلى ما يشبه ماءً راكدًا آسنًا يضر بأكثر مما يفيد، والذين يظنون أنهم قادرون على مواجهة المستجدات بمجرد استدعاء الأحكام الجاهزة من تراث القرون الماضية، يسيئون لطبيعة هذا التراث العظيم،
- وأعني بها القدرة على التحرك لمواكبة الواقع المتجدد عبر خمسة عشر قرنًا.
(14) سابعا: النص [أي القرآن] والتراث [أي اراء الفقهاء]:
- واختتم فضيلة الإمام الأكبر أن التراث هو صدى لنصوص الوحي الإلهي؛ مفهومًا بطريقة معينة في عصر معين،
- فإذا اختلفت طريقة استلهام النص تحرك التراث، وإذا ثبتت ثبت التراث وتجمد،
- وثمتئذٍ يكون العيب في التراث المتوقف لا في النص،
- مبينًا أن الخلط بين الفقه والشريعة أدى إلى الوقوع في التقليد واتخاذه منهجًا ثابتًا في البحث عن حلول لمشكلاتنا المعاصرة،
- وقد استبدت هذه الآفة بمسرح الثقافة الإسلامية في كثير من تجلياتها؛
- فما زلنا نبحث في آراء القدماء عن إجابات لا تتطابق مع أسئلة القرن الحادي والعشرين،
- وربما قصدنا إلى الرأي الأكثر حرجا ومشقة، وروجناه بشكلياته وقشوره؛ رغبة في التميز والمخالفة من أجل المخالفة،
- والتأكيد على الولاء لأجندات وتيارات ومذاهب لا داعي للخوض في تفصيلها،
- وهذا الأسلوب لا يكشف عن شيء من عظمة التراث ولا حيويته التي هي رهن بقدرته على إحداث تجليات جديدة للنصوص،
- تتمثل في استخراج أحكام تلبي حاجات مستجدة؛ ليست هي بالضرورة تلك الحاجات القديمة،
- مشددًا أن الجمود من سمات الموت، وأن الحركة هي الخاصية الأولى للحياة".
(15) تعليقي:
- تغيير فضيلة الإمام لرأيه في هذا الخصوص ليس هو نقيصة يلام عليها، وإنما هي ميزة يمدح عليها.
- إن ما حدث مع فضيلة شيخ الأزهر من تغيير رأيه هو معجزة فائقة بكل الأبعاد،
- تماما كالمعجزة التي حدثت مع ولي عهد السعودية التي فاقت كل التوقعات حتى يصدر هذا القرار التاريخي بحذف ما يزيد عن 90% من الأحاديث النبوية المشينة.
- ولكن عندي سؤال في منتهى الخطورة: لماذا تهربت يا فضيلة الإمام الأكبر من النصف الثاني من قرار سمو العهد السعودي وهو: تكفيره للحركات الإرهابية أنها ليست من الإسلام.
- هل تملك الجرأة التي اتصف بها سمو الأمير وتعلن أن الدواعش والقاعدة وكل الجماعات الإرهابية ليست من الإسلام؟ أم أن هناك سر تخفيه في أعماق قلبك؟
- واسمحو لي أن أعود فأذكر ما قلته في ختام تعليقي على قرار سمو العهد السعودي:
- قلت هذه أول ثورة رسمية على الأحاديث.
- وفي انتظار ثورة مماثلة على القرآن والإسلام ككل.
- وسوف أناقش موضوع الأحاديث وما حذف منها وما تبقى في الحلقة القادمة بمشيئة الله، فإلى اللقاء.
******
(16) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(17) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(18) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(19) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(20) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.