330ـ الناسخ والمنسوخ (3)
الجمعة 16/3/2018م
(تقديم: أزاد)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (330) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
تكلمنا عن نقدمة لموضوع الناسخ والمنسوخ
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سأستكمل الموضوع الذي بدأناه.
(5) المضيف: ذكر شيوخ الأزهر في كتابهم أن ما جاء في القرآن من المنسوخات هو قليل أو نادر، فما هو تعليقك؟
أبونا:
- هذا ما قالوه بالفعل في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 121 و122)
- قالوا: "النسخ موجود بقلة فى القرآن الكريم،
- [وأضافوا] النسخ موجود فى القرآن بين ندرة من الآيات،
- [وزادوا قائلين]: وبعض العلماء المسلمين يحصرها فيما يقل عن أصابع اليد الواحدة"
(6) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
إني أندهش من طريقة أحكام حضرات الشيوخ الأفاضل:
- أعتقد أنهم يحكمون في هذا الموضوع من منطلق تصحيح أوراق الطلبة، فمن المسموح للطالب أن يخطئ في ورقة الإجابة بشرط أن تكون أخطاؤه قليلة، والمهم أنه يحوز على الحد الأدنى لدرجات النجاح.
- ولكن حكم القاضي في المحكمة ليس كذلك، فالمجرم الذي قتل أناسا لايزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة لا يعفيه من الإعدام بحجة أنه لم يقتل أكثر من هذا العدد القليل.
- لذلك فإن اعترافكم يا حضرات الشيوخ بوجود أخطاء في القرآن، ولو كانت قليلة أو نادرة كما تقولون، تنفي أن يكون هذا كتابا من عند الله، هذه واحدة.
- والأمر الثاني: أحب أن أقول لحضرات الشيوخ وللجميع أن المنسوخات في القرآن ليست قليلة كما يقولون، ولكنها بلغت أكثر من 62% من القرآن، فهل هذه ندرة من الآيات، وتعد على أصابع اليد الواحدة يا حضرات الشيوخ الأفاضل؟
(7) المضيف: تقول بلغت المنسوخات أكثر من 62% من القرآن؟ هل يمكن أن توضح لنا ذلك؟
أبونا:
- هذا يقودني إلى تناول الموضوع من جانبين بحسب ما قاله جمهرة علماء المسلمين: الجانب الأول: السور التى شملتها المنسوخات فى القرآن.
- الجانب الثاني: الآيات التى فيها منسوخات فى القرآن.
- فبخصوص الجانب الأول وهو السور التى شملتها المنسوخات فى القرآن، فقد جاء في كتاب (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي جعفر النحاس ص 14)، وأيضا كتاب (الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 517و 520) قَسَّم الفقهاء السور التي شملها الناسخ والمنسوخ إلى أربعة أقسام:
- القسم الأول: السور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ (6 سور) هي: (1ـ الفتح 2ـ الحشر 3ـ المنافقون 4ـ التغابن 5ـ الطلاق 6ـ الأعلى).
- القسم الثاني: السور التي فيها ناسخ ومنسوخ (25 سورة، وسأكتفي بذكر5 سور منها، ومن يريد الاستزادة يقرأ المراجع التي ذكرتها) فمن هذه السور: (1ـ البقرة 2ـ آل عمران 3ـ النساء 4ـ المائدة 5ـ الأنفال .. إلخ).
- القسم الثالث: السور التي فيها منسوخ وليس فيها ناسخ (40 سورة، وسأكتفي أيضا بذكر 5 سور) هي: (1ـ الأنعام 2ـ الأعراف 3ـ يونس 4ـ هود 5ـ الرعد .. إلخ).
- القسم الرابع: السور الباقية التي ليس فيها ناسخ ولا منسوخ (43 سورة) من مجمل سور القرآن 114 سورة.
- فهل هذا يعد على أصابع اليد الواحدة يا حضرات الشيوخ الأفاضل؟
(8) المضيف: هل من هذه الإحصائية عرفت نسبة السور التي ورد فيها المنسوخات، وازاي؟
أبونا:
أولا: بحسبة بسيطة نستطيع أن نعرف السور التي وجد فيها ناسخ ومنسوخ،
- فعدد السور التي ليس بها منسوخات هي (43 سورة)، وإجمالي سور القرآن (114سورة) إذن فالسور التي بها منسوخات هي (114 – 43 = 71 سورة)
- ومن ذلك نستطيع أن نعرف النسبة المئوية للآيات التي اشتملت على المنسوخات: 71÷ 114× 100÷ 100= (62,28%)
- فهذه هي نسبة السور التي تغيرت فيها آيات، وتبدلت، ومحيت، وأُبطل عملها، وتحول الحلال فيها إلى حرام، وتحول الحرام فيها إلى حلال، بحسب ما جاء في: (تفسير ابن كثير ج1 ص 104 )
- إذن فحوالي ثلثي القرآن هي منسوخات، وليس ما يعد على أصابع اليد الواحدة، يا أحبائي الشيوخ، فلماذا تفرطون في مصداقيتكم أيها الأحباء؟
(9) المضيف: كان هذا عن الجانب الأول وهو: السور التى اشتملت على المنسوخات فى القرآن. وماذا عن الجانب الثاني وهو: الآيات التى فيها منسوخات فى القرآن؟
أبونا:
جاء في كتاب (تأريخ القرآن للشيخ ابراهيم الابياري ص 168) عن الآيات التي شملها الناسخ والمنسوخ، قال: "قد عَدَّ الناظرون في هذا نحواً من 144 موقعاً" ( وذكر منها 60 موقعاً فقط على سبيل المثال)
ونستطيع أن نجدول الآيات التي أوردها للشيخ ابراهيم الابياري في كتابه كالآتي:
(1) [1 آية] منسوخة في (20 سورة منها: القصص، والروم، والكهف .. إلخ) 1 ×20 = 20 آية.
(2) [2 آيتان] منسوختان في (18 سورة منها: الرعد، والمؤمنون، والفرقان .. إلخ) 2 × 18 = 36 آية.
(3) [3 آيات] منسوخة في (6سورة منها: الإسراء، والأنبياء، وطه، والحج .. إلخ) 3 × 6 = 18 آية.
(4) [4 آيات] منسوخة في (3سورة هي: هود، والنحل، والصافات) 4 × 3 = 12 آية.
(5) [5 آيات] منسوخة في (2سورتين هما: الحجر، ومريم) 5 × 2= 10 آية.
(6) [6 آيات] منسوخة في (2سورتين هما: الأنفال، والمزمل) 6 × 2 = 12 آية.
(7) [7 آيات] منسوخة في (2سورتين هما: النور والشورى) 7 × 2 = 14 آية.
(8) [8 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة يونس) 8 × 1 = 8 آيات.
(9) [9 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة المائدة) 9 × 1= 9 آيات.
(10) [10 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة آل عمران) 10 ×1 = 10 آيات.
(11) [11 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة التوبة) 11× 1 = 11 آية.
(12) [15 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة الأنعام) 15× 1 = 15 آية.
(13) [24 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة النساء) 24 × 1 = 24 آية.
(14) [30 آيات] منسوخة في (1سورة هي: سورة البقرة) 30× 1 = 30 آية.
مجموع الآيات المنسوخة في 60 سورة = 229 آية.
** تصوروا أيها الأحباء لو أوردنا بقية المواقع التى ذكرها الشيخ إبراهيم الإبيارى فى ( كتاب تاريخ القرآن ص 168) وهى 144 موقعاً، فكم آية منسوخة نحصل عليها؟
** هل هذا أقل من أصابع اليد الواحدة؟
** فلماذا تفقدون مصداقيتكم يا حضرات الشيوخ الأفاضل؟
(10) المضيف: ما أهمية موضوع الناسخ والمنسوخ بالنسبة للقرآن؟
أبونا:
الواقع أن قضية الناسخ والمنسوخ بالنسبة للقرآن قضية جوهرية، للأساب التالية:
- لا يمكن فهم أحكام القرآن ما لم يكن الإنسان ملماً إلماماً جيداً بالناسخ والمنسوخ، لأنه ربما يفهم الإنسان آية معينة ويتخذ منها قاعدة للحكم، ويفاجأ بأنها قد نُسخت بآية أخرى.
- وفي هذا ذُكرت القصة التالية في كتاب (الناسخ والمنسوخ لهبة الله البغدادي ص 12) عن علي ابن أبي طالب أنه دخل يوما مسجد الجامع بالكوفة، فرأى فيه رجلاً يُعْرَف بعبد الرحمن بن داب، وقد اجتمع الناس حوله يسألونه، وهو يخلط الأمر بالنهي، والإباحة بالحظر، فقال له عليُّ: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال له: هلكت وأهلكت ... وأخذ أذنه وفتلها [أي فرك أذنه] وقال له: لا تقضي في مسجدنا بعد".
- من هنا نستطيع أن ندرك أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن.
- فلابد من الإلمام بكل الآيات الناسخة والمنسوخة ولا يكتفى بما يعد على أصابع اليد الواحدة كما يقول حضرات الشيوخ الأفاضل، وإلا خلطوا الأمر بالنهي والإباحة بالحظر، وهلكوا وأهلكوا، واستحقوا عقوبة فتلة الآذان وعدم السماح لهم بدخول الجامع الأزهر!!
(11) المضيف: مواقف خطيرة بالفعل. وهل لديك أمور أخرى في موضوع الناسخ والمنسوخ؟
أبونا:
الموضوع طويل ويحتاج منا إلى حلقات أخرى آتية بمشيئة الله.
(12) المضيف: هل يمكن أن نسمع منك تعليقا أخيرا؟
أبونا:
(1) نختم بالحقيقة الخطيرة التي تهدم القرآن تماما على أنه بهذا ليس موحى به من الله بحسب حكم القرآن نفسه: (سورة النساء 82) "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
(2) يا ريت كل مشاهد يراجع إيمانه بالقرآن مع كل هذه الحقائق ويطلب من الله أن يريه الحق ليتبعه. قل له يارب اكشف عن عيني لأرى الحق، اشرق بالنور في حياتي، آمين.
المداخلات
(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:
1- الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- هو الالتزام بأدب الحوار،
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
