301ـ الفداء
الجمعة 25/8/2017م
(تقديم: جعفر)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (301) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمنا عن: المغفرة في المسيحة والإسلام.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: حتمية الفداء
1- رأينا في الحلقات السابقة كيف أن الله خلق آدم في حالة الطهارة والبر،
2- وعندما أخطأ بغواية الشيطان سقط من الحياة الأبدية، ونفى من فردوس النعيم، وجلب على نفسه حكم الموت طبقا لحكم الله العادل.
3- ولكن الله في عمق محبته، وكامل رحمته، شاء أن يغفر لآدم وبنيه خطاياهم، ويصفح عن عقابهم.
4- هذا الموضوع ليس أمراً سهلا فكيف أن الله بعد أن يصدر حكماً بالعقوبة، يلغي هذا الحكم ويستبدله بالعفو وهو الكامل في عدله.
5- فإن عفي الله عن آدم المخطئ وبنيه فأين عدله؟!
6- وإن كان الله لا يعفو عن آدم وبنيه فأين رحمته؟!
7- وهكذا نرى أن في الأمر مشكلة كبرى! تحتاج إلى حل حكيم للتوفيق بين العدل والرحمة.
8- وهذا هو موضوع حديثنا في هذه الحلقة، حيث نعلن الحل الحكيم الذي دبرته حكمة الله الكاملة، مؤيداً بآيات الكتاب المقدس، وسنورد شهادة الإسلام عن ذلك أيضاً.
1- الفداء في المسيحية.
2- الفداء في الإسلام.
(5) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن الفداء في المسيحية؟
أبونا:
سوف أتكلم عن:
1- فكرة الفداء عموما،
2- وفداء البشرية بصفة خاصة،
3- ثم نوضح عمل الفداء وما يشتمل عليه من بركات.
(6) المضيف: ماذا تريد أن تقول عن فكرة الفداء في المسيحية؟
أبونا: لكي نعطي فكرة مبسطة عن الفداء من وجهة نظر مسيحية يلزمنا أن نتكلم عن:
1- مفهوم الفداء،
2- أمثلة عن الفداء من الكتاب المقدس.
أولا: مفهوم الفداء: الفداء هو التخليص من الموت ببدل. (أي تنفيذ حكم الموت في شخص بديل).
أو بمعنى أبسط : الفداء هو أن يموت الفادي بدلاً عن المفدى.
(7) المضيف: هل يمكن ـأن تعطنا بعض الأمثلة من الكتاب المقدس عن الفداء؟
أبونا: لقد وضح الله فكرة الفداء هذه بطرق شتى نقتصر على ما يأتي:
(1) فداء اسحق:
1- لقد أمر الرب إبراهيم قائلاً: في (تكوين 22: 1-23) "خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق، واذهب إلى أرض المريا (اسم الجبل)، واصعده هناك محرقة".
2- فذهب إبراهيم كما أمره الرب، وعند ما وصل إلى المكان المعين يقول الكتاب أنه "ربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب.
3- ومد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء وقال: "إبراهيم إبراهيم لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً. لأني علمت أنك خائف الله، ولا تمسك ابنك وحيدك عنى.
4- فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغاب بقرنيه.
5- فذهب إبراهيم وأخذ الكبش، وأصعده محرقة عوض عن ابنه".
6- لاحظ في هذه الحادثة أن الرب بعد أن أمر إبراهيم بأن يذبح ابنه ويقدمه محرقة، عاد فعفي عنه وخلصه من ذبح اسحق والغي هذا الأمر؟!!
7- حقيقة لا يمكن أن الله ينقض كلامه ويبدله، ومن أجل ذلك فقد أوجد كبشاً ليذبح عوضاً عن اسحق، وهذا هو ما يسمي بالفداء. فالكبش تحمل الحكم (وهو الذبح) عوضاً عن اسحق.
(8) المضيف: هل يمكن أن تزيدنا معرفة بأن تذكر لنا مثلا آخر عن الفداء من الكتاب المقدس؟
أبونا: فداء كل بكر إنسان:
1- يذكر الكتاب المقدس أنه عند ما كان بنو إسرائيل فى أرض مصر وقد أذلهم فرعون، أرسل الرب موسى النبي لينقذهم من يده ويخرجهم من أرض مصر.
2- ولكن فرعون عارض بشدة ولم يطلقهم بسهولة، فضربه الرب هو وشعبه بالضربات العشر. وكانت الضربة الأخيرة هي قتل كل بكر فى أرض مصر من بكر الإنسان إلى بكر البهائم.
3- وبالرغم من وجود بني إسرائيل فى أرض مصر فى ذلك الوقت إلا أنه لم يُصِبْ أبكارهم شيئاً من هذه الضربات. لماذا؟ لأن الله قد جعل لهم شريعة في تلك الأيام وهي أن يذبح كل بيت حملا ويقدمونه ذبيحة للرب عوضاً عن كل بكر ليكون فدية عنه. هذا ما أمر به الرب قائلا: "كل بكر إنسان من أولادك تفديه" (خروج 13: 14).
4- لاحظ أن بكر كل إنسان كان لابد أن يقتل أسوة بأبناء المصريين لأن أمر الرب كان للملاك بأن يقتل كل بكر فى أرض مصر (خروج13: 14)، فكان لابد أن يقتل أيضاً أبكار الإسرائيليين لأنهم كانوا فى أرض مصر. ولكن الرب ينقذهم من هذه الضربة فلا يَقْتُل ابكارهم،
5- ولكي يوفق بين أمره الأول بموت الأبكار وعفوه الثاني أن لا يموت أبكار الاسرائيليين، لهذا شرع لهم شريعة الفداء قائلاً: "كل بكر إنسان من أولاد تفديه(خروج13: 13).
(9) المضيف: وماذا عن ذبائح الفداء للتكفير؟
أبونا:
1- يتضح موضوع الفداء تماما فى العهد القديم، حيث كان الإنسان الذي يرتكب خطية يقدم فدية عن نفسه ليخلص نفسه من عقاب الله الذي يستحقه،
2- فقد جاء في الشريعة (اللاويين5:17–19) أنه: "إن أخطأ أحد وعمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها، كان مذنباً وحمل ذنبه. فيأتي بكبش صحيح من الغنم. فيكفر عنه. فيصفح عنه"
3- وجاء أيضاً في الشريعة (لاويين 4: 13-21) أنه: "إن سها كل جماعة إسرائيل، وعملوا واحدة من جميع مناهى الرب التي لا ينبغي عملها وأثموا ثم عرفت الخطية التي أخطأوا بها، يقرب المجمع ثوراً ابن بقر ذبيحة خطية. ويكفر عنهم فيصفح عنهم"
4- لاحظ أنه بحسب عدل الله لابد لمن يخطئ أن يموت (حزقيال 18: 20) "النفس التي تخطئ هي تموت"
5- ولكن من أجل رحمته لابد أن يصفح عنه.
6- وللتوفيق بين عدل الله ورحمته وضعت هذه الشريعة، شريعة الفداء فيقدم الفرد كبشاً وتقدم الجماعة ثوراً للتكفير ليصفح عنهم.
(10) المضيف: وماذا تريد أن تقول لنا عن: فداء البشرية؟
أبونا:
1- عرضنا فيما سبق: فكرة عامة عن الفداء من حيث مفهومه، وقد أوردنا بعض الأمثلة من الكتاب المقدس في العهد القديم توضح ذلك.
2- والواقع إن فكرة الفداء هذه التي وضحها الرب فى العهد القديم لم تكن إلا تمهيداً ورمزاً للفداء الحقيقي الذي دبره الرب لخلاص البشرية كلها من حكم الموت.
3- فالكباش والثيران لا تكفى لفداء الإنسان. فإن عدالة الله في الحقيقة لا ترضي بفداء الحيوان للإنسان.
4- وإن كانت قد سمحت بذلك فى العهد القديم فما كان ذلك إلا صورة ورمزاً للفداء الحقيقي.
5- فالفداء الحقيقي يرتكز حول قول بولس الرسول: "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذاً ماتوا" (2كو5: 14)
6- فلا بد من موت (واحد) فدية عن الجميع.
7- ولكـن هل أي واحد يقدر أن يفدي البشرية كلها؟
8- الواقع أنه ليس هو مجرد (واحد) عادي، وإنما لابد أن تكتمل في هذا الواحد الذي سيفدي البشرية شروطا معينة نبحثها في الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
(11) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
1- إني أشكر الله من أجل حبه وحنانه وتدبير لنا هذا الفداء العظيم.
2- ليتك يا عزيزي المبارك وعزيزتي المباركة تطلب من الله لكي يوضح لك حكمة محبته في الفداء، لكي تتمتع بخلاص المسيح. آمين.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
