224ـ مدرسة للعابرين (3)
الدرس الثالث: الصوم
الجمعة 5/2/2016م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (224) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) يارب ... (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: تكلمت في الحلقة السابقة عن:دروس مدرسة العابرين، وكان الدرس الأول عن الشهادتين، والدرس الثاني عن الوضوء والصلاة. ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن الصوم في المسيحية مقارنة بالصوم في الإسلام.
(4) المضيف: هل يمكن أن تعطنا فكرة مبسطة عن الصوم في الإسلام قبل الحديث عن الصوم في المسيحية؟
أبونا: (1) الواقع أنني سبق أن تكلمت عن صوم رمضان بالتفصيل في برنامج (في الصميم حلقة رقم1) سنة2005م، واليوم سأتكلم باختصار عن:
1ـ الصوم في القرآن.
2ـ تسمية رمضان.
3ـ أصل فريضة صوم رمضان.
4ـ فائدة صوم رمضان.
5ـ نظام صوم رمضان.
6ـ علاقة رمضان بليلة القدر.
(5) المضيف: أين ورد صوم رمضان في القرآن؟
أبونا: جاء في (سورة البقرة 183 ـ 187) "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ... شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن ... فمن شهد منكم الشهر فليصمه"
(6) المضيف: وما هو أصل تسمية شهر الصوم برمضان؟
أبونا: (المعجم الوسيط ج1 ص 373) رَمِضَ: اشتد حرُّه. فشهر رمضان حرارته شديدة.
(7) المضيف: ما هو أصل فريضة صوم رمضان؟
أبونا: تقول المصادر الإسلامية أن صوم رمضان له أصول يهودية ومسيحية وحنيفية:
(1) الأصول اليهودية: جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 17 ص 5197) الحقائق التالية:
1ـ في الروايات اليهودية أن شريعة موسى أنزلت في يوم الكفارة (عاشوراء) ... هذا اليوم هو الأصل في قيام رمضان، فكان في الواقع هو السبب في سن هذه الفريضة.
2ـ وفي (صحيح البخاري الجامع الصحيح 4504) عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزل رمضان صار فريضة، وترك عاشوراء، فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه.
(2) الأصول النصرانية: جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج21 ص 6666) توضح أن الباحثين يقولون أن صوم شهر رمضان هو تقليد للصوم الأربعيني عند النصارى"
(8) المضيف: ما فائدة صوم رمضان في الإسلام؟
أبونا: جاء في (صحيح البخاري ج 2 ص 709، نشر: دار ابن كثير اليمامة بيروت، الطبعة الثالثة) "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".
(9) المضيف: ما هو نظام صوم رمضان في الإسلام؟
أبونا: تحدد كتب التراث الإسلامي بعض الأنظمة:
(1) الانقطاع عن الطعام نهارا، والأكل طول الليل: جاء في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب التفسير الكبير ج 5 ص 59، لفخر الدين الرازي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى)
"الإمساك مِنْ طُلُوع الْفَجْر إِلَى غُرُوب الشَّمْس".
(2) النوم نهارا والسهر ليلا: (دائرة المعارف الإسلامية 21 :6674) "ويجوز أن يقضي الصائم يومه نائما"
(10) المضيف: ما علاقة رمضان بليلة القدر؟
أبونا: جاء في (1) (سورة القدر 1ـ 5) "إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلةُ القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر"
(2) وفي (دائرة المعارف الإسلامية 21 :6667) "كان لشهر رمضان صبغة مقدسة خاصة في العصر السابق على الإسلام، بسبب مجيء ليلة القدر فيه"
(11) المضيف: في المقابل هل تستطيع أن تحدثنا عن الصوم في المسيحية؟"
أبونا: بخصوص الصوم في المسيحية سأتكلم عن الجوانب التالية:
1ـ مبدأ الصوم من الكتاب المقدس.
2ـ مفهوم الصوم في المسيحية.
3ـ كيفية ممارسة الصوم في المسيحية.
4ـ الأصوام العامة والأصوام الخاصة في المسيحية.
(12) المضيف: لنبدأ بالحديث عن مبدأ الصوم من الكتاب المقدس.
أبونا: (1) قال السيد المسيح في العظة على الجبل: (مت6: 16 ـ 18) "ومتى صمتم لا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائما، بل لأبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية"
(2) فالسيد المسيح هنا يفرق بين الصوم الخاطئ الذي يمارسه المراؤون للتظاهر أمام الناس. والصوم الروحي الذي يمارسه المسيحيون الحقيقيون كعلاقة شخصية مع الله وليس للناس.
(13) المضيف: وما هو مفهوم الصوم في المسيحية؟
أبونا: (1) تعريف الصوم في المسيحية: هو الانقطاع عن الطعام مدة معينة من الزمن فلا يتناول طعام الفطور في الصباح أو طعام الغذاء كما اعتاد، بل يظل منقطعا عن الطعام حتي ينهي ساعات صومه التي حددها النظام الكنسي.
(2) ثم يتناول بعدها الصائم طعاما بسيطا خاليا من الدسم.
(3) فطعام الصائم في المسيحية بعد فترة الإنقطاع هو طعام نباتي ليس فيه لحوم من أي نوع، ولا نتاج حيواني، كاللبن والبيض وخلافه، حتى لا يثير الشهوة عند الصائم.
(4) فالأمر ليس كما في صوم رمضان حيث يقضى المسلم الليل كله في أكل ما لذ وطاب من الطعام بحجة أنه سيصوم في اليوم التالي.
(14) المضيف: وماذا عن كيفية ممارسة الصوم في المسيحية؟
أبونا: (1) الصوم في المسيحية ليس فريضة ليمارسها المسيحي مجبرا، فالسيد المسيح يقول: (مت6: 17) "وأما أنت فمتى صمت"
(2) والصوم في المسيحية هو وسيلة من وسائل نوال النعمة من الله، مثل طلب نعمة الغفران كما فعل أهل نينوى، أو نعمة الإنتصار على الشيطان: (مت17: 21) "واما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم" وهكذا.
(3) الصوم مرتبط بالاتضاع، لهذا قال المسيح: (مت6: 18) "وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائما، بل لأبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية"
(4) ومرتبط بروح الصلاة والاتصال بالله: (اع13: 3) "فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما"
(5) كما ينبغي أن يكون تحت إرشاد روحي لتحديد فترة الانقطاع.
(15) المضيف: ما هي الأصوام العامة والأصوام الشخصية في المسيحية؟
أبونا: هناك فترات رتبتها الكنيسة كنهضة روحية للصوم وانتهزت فرصة مناسبات هامة على مدار السنة منها:
(1) صوم الميلاد: ومدته 40 يوما، وفكرته: أنه كما صام موسى النبي 40 يوما ليستقبل كلمة الله المكتوبة على لوحي حجر. فنحن نصوم 40 يوما قبل عيد الميلاد لاستقبال كلمة الله المسيح حالا في العذراء، وفي قلوبنا اللحمية.
(2) الصوم الأربعيني الكبير: وفكرته: مثلما صامه المسيح على الجبل، بعد المعمودية.
(3) صوم الرسل: ومدته من الصعود إلى تاريخ استشهاد بولس وبطرس، وهو صوم للكرازة بالإنجيل.
(4) صوم يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع: وفكرته: أن نتذكر يوم الأربعاء خطية البشرية متمثلة في خيانة يهوذا الإسخريوطي وتسليمه المسيح لليهود.
وصوم يوم الجمعة: لنتذكر الخلاص الذي صنعه المسيح على الصليب يوم الجمعة العظيمة التي صلب فيها وقدم نفسه كفارة وفداء للبشرية كلها.
(16) المضيف: أليست هذه أوقات كثيرةعلى مدار السنة؟
أبونا: (1) الواقع أن المسيحي المؤمن الحقيقي قد انتصر على شهوة الطعام فلم يعد عبدا للأكل وملذاته، فهو يأكل ليعيش، ويعيش ليتمتع بالرب، بعكس الإنسان الشره الذي يعيش لكي يأكل.
(2) فبالنسبة للصوم فالمؤمن لا يرى أنه مجبر عليه، ولا يتأفف منه. بل يجد مسرته في الإقلاع عن طعام البائد ليتغذى بالطعام الباقي بخبز الحياة، كما وضح السيد المسيح بقوله: (يو6: 27) "اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان"
(17) المضيف: وماذا عن الأصوام الشخصية؟
أبونا: قد يرى المؤمن أنه يحتاج أن يتمتع بالوجود في حضرة الله أو أن يساعده الله في أمور خاصة فيصوم منقطعا عن الطعام ممارسا للصلاة أية فترة من الزمن يراها ثم يفطر.
** هذه فكرة مبسطة عن الصوم حتى تجيب عن تساؤلات العابر الذي يريد أن يمارس الصوم عوضا عن صومه في رمضان.
المداخلات
(18) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
(19) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [المضيف/ أو المضيفة] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا، بربح نفوس كثيرة إذ تعرفك وتتمتع بخلاصك المجاني.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ................] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
