119 ـ روعة المسيح مثال الخدمة الباذلة
حلقة الثلاثاء 25/3/2014م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (119) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح مثال المحبة الصادقة.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) نحن نتكلم فى هذه المرحلة عن النمو الروحى، وهدفنا الأسمى الذى نسعى إليه هو التشبه بشخص الرب يسوع المسيح لتنطبع صورته فى حياتنا، وذلك بالتشبع بروعته فتشتاق قلوبنا أن تتبع خطواته ونتمثل بحياته.
(2) واليوم، نرى جانباً جديداً من جوانب روعة الأبرع جمالاً من بنى البشر، إذ نراه مثلاً أعلى فى البذل والعطاء والخدمة المُضحية وذلك من خلال روعته كمثال للخدمة الباذلة، فنرى فيه المسيح الخادم صاحب الرؤية والبصيرة والهدف، كما أن له الوسائل المناسبة لتحقيق هذه الأهداف التى جاء إلى الأرض من أجلها.
لذلك سوف نركز الحديث حول:
1ـ روعة دوافــعه للخدمة.
2ـ روعة أهدافه فى الخدمة.
3ـ روعة اسلوبه فى الخدمة.
(6) المضيفة: تقول روعة دوافعه وروعة أهدافه وروعة أسلوبه، ما الفرق بينها؟
أبونا: (1) الدوافع هى العوامل التى تحفز الإنسان للقيام بعمل ما، (2) أما الأهداف فهى الغاية التى يريد الإنسان الوصول إليها، والوسيلة هى الطريقة التى يسلكها الإنسان، والتي تمثل، إن جاز العبير، المسافة بين الدافع إلى الهدف.
(7) المضيف: ما هي روعة دوافــع المسيح في الخدمة؟
أبونا: لقد كانت دوافع السيد المسيح فى الخدمة دوافع مقدسة تماماً، لم يكن يدفعه للخدمة سوى:
1ـ حبه العميق للآب.
2ـ وحبه أيضا للنفوس.
أولا: حبه للآب: (1) كانت محبته للآب تدفعه أن يعمل أعمال الآب، وينفذ كل ما أوصاه به الآب، كما قال هو شخصياً: "ليفهم العالم إنى أحب الآب وكما أوصانى الآب هكذا أعمل" (يو14: 31)،
(2) وهكذا تعلقت خطوات المسيح وخدمته بحب عميق للآب دفعه لأن يعمل ما يريده منه، فقد قال: "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني" (يو6: 38).
ثانيا: حبه للنفوس: (1) ما من شك أن حب المسيح للنفوس دفعه أن يخدمهم ويخلصهم ويحررهم ويعتنى بهم، بل يضع نفسه من أجلهم، كما قال: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13)
(2) لهذا فكل مؤمن يسعى للنمو الروحى والتشبه بشخص المسيح لا يكون دافعه للخدمة محبة الذات أو محبة المال أو محبة المديح أو ما شابه ذلك من دوافع خاطئة، بل يكون دافعه مقدساً، وهو حبه لله، وحبه للنفوس الغالية التى أحبها الله وبذل ابنه الوحيد لخلاصها.
(3) ويقاوم إنسانه العتيق الذي يميل إلى التمركز حول الذات. فهذا هو الجهاد الذي يمارسه المؤمن بوعي ويقظة.
(4) وعن هذه المحبة الباذلة يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن كان من أجل إنسان فاضل، لا يسرع أحد بالموت عنه، فتأمل محبة سيدك، إذ صُلِبَ ليس من أجل أناس فضلاء، بل من أجل الخطاة والأعداء].
(8) المضيف: وما هي روعة أهداف المسيح في الخدمة؟
أبونا: ما أروع الأهداف التى سعى السيد المسيح ولا زال يسعى إلى تحقيقها، ولم يكن بالطبع هدفه تحقيق نفع شخصى على حساب المخدومين، بل بالعكس كانت أهدافه مقدسة وهي:
1ـ خلاص النفس البشرية.
2ـ الحياة السعيدة للجميع.
3ـ منح الحياة الأبــدية.
4ـ تمجـــــيد الآب.
أولا: خلاص النفس البشرية: فمن خلال كل خدمات المسيح كان هدفه أن يعطى خلاصاً لمن قد هلك، إذ قال: "إن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك" (مت18: 11)
ثانيا: الحياة السعيدة للجميع: (1) لقد جاء وجال ليسعد النفوس الكئيبة، ويعزى القلوب الحزينة ويريح كل المتعبين، لذا قال: "السارق لا يأتى إلا ليسرق ويذبح ويهلك، أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10)
(2) ونلاحظ أنه بينما فرح العالم بالخمور والمكاسب المادية وإشباع الشهوات المختلفة، الذي هو فرح إلى حين، نجد أن الفرح الذى يعطيه المسيح فهو فرح دائم في كل حين.
(9) المضيف وماذا عن بقية أهداف المسيح الرائعة في الخدمة؟
أبونا: ثالثا: منح الحياة الأبدية: ففى قمة عطائه للنفوس كان هدف يسوع أن يعطى لهم الحياة الأبدية إذ قال: "وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى" (يو10: 28)
رابعا: تمجيد الآب: (1) والواقع أن الرب يسوع لم يأتِ ليطلب مجداً من الناس لنفسه، بل قال: "مجداً من الناس لست أقبل" (يو5: 41) لكن كان هدفه تمجيد الآب، لذا قال فى صلاته الشفاعية للآب: "أنا مجدتك على الأرض، العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته" (يو4: 17)
(2) وكل مؤمن يخدم الرب ينبغى أن يتشبه بالسيد المسيح فى أهدافه المقدسة، فيتحذر من الأهداف الشخصية الخاطئة فى الخدمة، فلا يطلب مجد ذاته، بل يطلب خير الآخرين، ومجد اسم الله القدوس.
(3) وفى هذا الصدد يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [لا تقل إن هذا عبد هارب أو لص أو قاتل أو إنسان مثقل بخطايا غير محدودة، أو متسول أو حقير، بل تأمل أنه لأجله مات المسيح. أما يكفى هذا ليكون أساساً لنعطيه كل اهتمام؟]
(10) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا أيضا عن روعة أسلوب المسيح في الخدمة؟
أبونا: كما كان السيد المسيح مثلاً أعلى فى روعة دوافعه وروعة أهدافه، كان أيضاً قدوة ساطعة فى روعة أسلوبه في الخدمة، فلم يكن يسلك بمبادئ خاطئة مثل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، بل أسلوب خدمته يتميز بالآتي:
1ـ إتضاع حتى الأقدام.
2ـ الرقة والوداعـــة.
3ـ البذل والتضحـية.
أولا: إتضاع من حتى الأقدام: يتضح اسلوب السيد المسيح المتضع من خلال ذلك المشهد العجيب الذى صوره معلمنا يوحنا البشير بقوله: "ثم صب ماء فى مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التى كان متزراً بها" (يو13: 5)
ثانيا: الرقـــة والوداعة: (1) الاتضاع هو حالة القلب من الداخل، أما المظهر الخارجى لهذا الإتضاع فهو الرقة والوداعة. (2) لقد كان المسيح رقيقاً وديعاً ليربح النفوس، فهو لم يجرح إحساس أحد المخدومين، بل دائماً كان يبحث عن ميزة يمتدحهم عليها، حتى فى أشر المخدومين. (3) فليس أدل على ذلك من موقفه مع المرأة السامرية، إذ امتدح صدقها، مع كامل علمه بأنها إمرأة زانية، إذ قال لها: "حسناً قلتِ ليس لى زوج، لأنه كان لكِ خمسة أزواج والذى لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق" (يو4: 17 و18)
ثالثا: البـذل والتضحية: (1) يقول متى البشير عن بذل المسيح من أجل مخدوميه: "إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت20: 28).
(2) فلنسأل أنفسنا: هل هذا هو أسلوب خدمتنا: فى إتضاع، ورقَّة، وبذل، فى بيوتنا وكنائسنا وعلى مستوى حياتنا بأكملها؟
(3) ما أحوجنا أن نتعلم من سيدنا وملكنا ومخلصنا يسوع المسيح اسلوب البذل والتضحية من اجل الآخرين.
** سيدى الرب يسوع الرائع فى خدمتك. اسمح الآن واطبع صورة خدمتك الرائعة المقدسة فى دوافعها، وفى أهدافها، وفى اسلوبها. حتى اخدم الآخرين من خلالك، لكي يتمجد اسمك القدوس فى حياتي. آمين.
() المضيفة: ما هي تدريبات الأسبوع؟
أبونا: (1) التدريب الروحى للأسبوع: حفظ آية: (يو15: 13) "ليس لأحد حبٌ أعظم من هذا
أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية: (كولوسي 3).
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(12) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.
