118ـ روعة المسيح في إتخاذه الكلمة دستورا
حلقة الثلاثاء 4/3/2014م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (118) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح مثال الانفتاح للتعلم.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) عندما يتشبع المؤمن بشخص الرب يسوع المسيح كمثل أعلى له، سوف يجد الحافز الداخلى، والحماس القلبى، والقوة الدافعة، لأن يتبع خطواته متشبهاً بحياته الرائعة، وبهذا يجد نفسه يتقدم فى حياة النمو الروحى ليصل إلى هذه الصورة عينها.
(2) واليوم، نستعرض جانباً جديداً من جوانب روعة المسيح، وهو اتخاذه الكلمة دستوراً،
(3) وسأركز الحديث حول:
1ـ الكلـمة دستورٌ للمسيح.
2ـ الكلمة دستورٌ للمؤمن.
3ـ واجب المؤمن نحو الكلمة كدستور.
(6) المضيفة: حدثنا أولا عن كيف كانت الكلـمة دستوراً للمسيح؟
أبونا: (1) من خلال مواقف السيد المسيح المتعددة فى الكتاب المقدس نلمس كيف كان له المجد متمسكاً بالناموس وكلمة الله المكتوبة، كدستور لحياته وتصرفاته. وسوف نذكر من هذه المواقف ما يلى:
1ـ فى مواجهة إبليس
2ـ فى حديثه مع المعمدان
3ـ فى حديثه مع تلميذى عمواس
أولا: موقفه فى مواجهة إبليس:
عندما اقتيد الرب يسوع بالروح ليجرب من إبليس على الجبل، نراه يجيب على حروب الشيطان بالقول: "مكتوب":
(1) "مكتوب ليس بالخبز وحجه يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4: 4)
(2) "مكتوب أيضاً لا تجرب الرب إلهك" (مت4: 7)
(3) "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت4: 10)
وهذا يوضح لنا بكل جلاء كيف كانت الكلمة دستوراً لحياته يسير بمقتضياتها.
(7) المضيفة: وماذا عن مواقفه مع المعمدان وتلمبذي عمواس كيف كان ملتزما بالناموس كدستور؟
أبونا: (1) فى حديث المسيح مع يوحنا المعمدان: فإنه عندما تردد المعمدان في تعميد السيد المسيح قائلا: إني غير مستحق، قال له السيد المسيح: "اسمح الآن، لأنه يليق بنا أن نكمل كل بر" (مت3: 15)
والبر الذى أراد السيد المسيح أن يكمله؟ هو بلا جدال بر الناموس، بتنفيذ الوصية.
(2) أما عن موقف المسيح فى حديثه مع تلميذى عمواس: ففى صبيحة يوم القيامة، ظهر السيد المسيح لإثنين من تلاميذه وهما في طريقهما إلى قرية عمواس، وعالج ضعف إيمانهم، ولم يستخدم في ذلك معجزة بهرتهم، بل قال لهم: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء، أماَ كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده، ثم ابتدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهم الأمور المختصة به فى جميع الكتب" (لو24: 25 ـ 27)
** أرأيتم يا أحبائي كيف كان الكتاب المقدس هو المرجع الرئيسى والجوهرى فى أحاديث السيد المسيح، يستشهد به ويفسره ويطبقه على حياته، وفي مناقشاته كلها.
** ألا يكون ذلك مثلاً أعلى لكل من يريد أن ينمو فى حياته الروحية؟
** يقول المتنيح الأنبا يؤانس: "الكتاب المقدس هو دستور المسيحيين إليه يرجع كل مسيحى، أياً كانت قامته الروحية، لينـهل من منهله العذب، ويشبع من كلماته التى هى روح الحياة"
(8) المضيفة: نأتي للنقطة الثانية من الموضوع الرئيسي وهي: الكلمة دستورٌ للمؤمن. ماذا تريد أن تقول لنا عن ذلك؟
أبونا: من المؤكد أنه ينبغى أن تكون كلمة الله دستوراً للمؤمن كما كانت دستوراً للسيد المسيح، لأن المؤمن يتبع خطوات سيده الذى تشبع بمحبته، وقد وضح السيد شروط للمؤمن منها:
1ـ الثبات فى الكلمة
2ـ حفظ الكلمة
فأولا: الثبات فى الكلمة: (1) فقد وضح أن ذلك شرط وعلامة التلمذة الحقيقية للسيد المسيح، لذا قال: "لإنكم إن ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى" (يو8: 31)
(2) والسيد المسيح هنا يشترط على المؤمن ليكون تلميذاً له أن يثبت فى كلامه، أى يحيا بحسب الوصية كدستور له.
ثانيا: حفظ الكلمة: (1) يعود الرب ليؤكد حتمية الالتزام بكلامه وحفظه، فيقول: "إن أحبنى أحد يحفظ كلامى ويحبه أبى وإليه نأتى وعنده نصنع منزلاً" (يو14: 23)
(2) وقال أيضاً: "إن حفظتم وصاياى تثبتون فى محبتى، كما إنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت فى محبته" (يو15: 10)
** لذا قـــال القديس يوحنا ذهبى الفم: "كلمة واحدة من الكتب الإلهية هى أكثر فعالية من النار، إنها تلين قساوة النفس، وتهيئها لكل عمل صالح. معرفة الكتب المقدسة تقوى الروح، وتنقى الضمير وتنزع الشهوات الطاغية، وتعمق الفضيلة، وتتسامى بالعقل، وتعطى قدرة لمواجهة المفاجآت غير المنتظرة، وتحمى من ضربات الشيطان، وتنقلنا إلى السماء عينها، وتحرر الإنسان من الجسد، وتهبه أجنحة للطيران".
* من هذا وغيره الكثير يتضح لنا حتمية التزام المؤمن بحفظ الوصية والحياة بموجبها كدستور إلهى كامل يطبقها على سلوكه وتصرفاته ومعاملاته في كل مناحي حياته، كشرط أساسي للتلمذة الروحية للرب.
(9) لمضيفة: ما هو واجب المؤمن نحو الكلمة كدستور لحياته؟
أبونا:هناك عدة إلتزامات هامة:
1ـ قراءة الكلمة
2ـ الالتصاق بها
3ـ الاحتفاظ بها فى الذاكرة
4ـ العمل بالكلمة
فأولا: قراءة الكلمة: يقول الرب فى سفر التثنية: "فتكون [الشريعة] معه، ويقرأ فيها كل أيام حياته لكى يتعلم أن يتقى الرب إلهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها" (تث17: 19)
ثانيا: الالتصاق بها: يقول الرب فى سفر التثنية أيضاً: "لتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس فى بيتك، وحين تمشى فى الطريق وحين تنام، وحين تقوم، واربطها علامة على يديك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث6: 6 ـ 9)
(10) المضيفة هذا عن الإلتزام الأول والثاني، وماذا عن بقية الإلتزامات؟
أبونا: ** الالتزام الثالث هو الاحتفاظ بكلمة الله فى ذاكرتنا: (1) يقول معلمنا بولس الرسول: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى" (كو 3 : 16)
(2) وقال معلمنا داود النبى: "خبأت كلامك فى قلبى لكى لا أخطئ إليك" (مز119: 11)
فينبغى على المؤمن أن يحفظ فى ذاكرته آيات الكتاب المقدس وينبغى أن يتدرب على ذلك يومياً، كما يقول قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث: "احفظوا المزامير تحفظكم المزامير"
** الالتزام الرابع هو العمل بالكلمة: ونأتى إلى بيت القصيد، وهو حتمية تطبيق الوصية فى حياتنا والسلوك بمقتضاها، وإلا فما قيمتها لكل من يقرأها أو يحفظها دون أن يعمل بها؟
(1) لذلك قال الرب يسوع: "فكل من يسمع أقوالى هذه ويعمل بها أشبهه برجلٍ عاقل بنى بيته على الصخر" (مت7: 24)
(2) لذا تعلمنا الكنيســـة أن نصلى فى أوشية الإنجيل ونقول: "فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة"
(3) ليت كلمة الله تصبح بحق دستوراً لحياتنا وسلوكنا كما كانت للسيد المسيح وهو على الأرض، حتى نستطيع أن ننمو إلى صورته الرائعة الجمال والبهاء. آمين.
(11) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (كو3: 16) "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح واغانى روحية بنعمة مترنمين فى قلوبكم للرب" (كو3: 16)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (في4).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.
