115ـ روعة المسيح المعلم العظيم
حلقة الثلاثاء 11/2/2014م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (115) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) ي أبرع جمالا من كل بني البشر، أسألك أن تكشف عن عيوننا حتى نرى روعة جمالك ونشبع بشخصك المبارك فتكون لنا المثل الأعلى فنتبع خطواتك، ونتشبه بحياتك. آمين. (3) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح الراعي الصالح:
1ـ روعة صفاته كراعٍ صالح.
2ـ روعة دوره كراعٍ صالح.
3ـ دور الخراف تجاه هذا الراعى الصالح.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سبق أن وضحت إن الطريق الروحى هو التشبع بروعة الرب يسوع المسيح. فمتى تشبع المؤمن بروعة الرب يسوع، سعى للتشبه به ولتبعيته كمثل أعلى له. ولكى يتشبع المؤمن بروعة المسيح ينبغى أن يتعرف على جوانب هذه الروعة. واليوم ، نرى جانباً آخر من جوانب روعته، وهو: روعة المسيح المعــــلم العظــــيم
(2) لقد جاء إلى البشرية فلاسفة كثيرون، وحكماء متنوعون، وجاء كلٌ منهم بفلسفته، ثم تواروا مع الأيام، ولم يبقى منهم إلا المعلم العظيم المعروف بروعته الذى لا نظير له بين المعلمين. الفريد فى نوعه، وفى تعاليمه، وفى قدوته. إنه الرب يسوع المسيح.
وسنركز الحديث حول:
1ـ روعة المعلم فى قدوته.
2ـ روعة المعلم فى مبادئه.
3ـ روعة المعلم فى خطته.
(6) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن روعة المعلم فى قدوته.
أبونا: (1) يا لروعة هذا المعلم العظيم الذى يتعامل مع تلاميذه من منطلق القدوة. فقبل أن يطلب منهم شيئاً، كان يقدم لهم القدوة عاملاً قبل أن يكون معلماً. رائعٌ فى قدوته. لذا قال: "فإن كنت أنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأنى أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً" (يو13: 14 ، 15)
(2) هذا هو المعلم العظيم الذى قال "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت11: 29)
(3) لقد عاش السيد المسيح قدوة صالحة لتلاميذه فعلمهم بحياته وســلوكه وتصرفاته وتواضعه ومحبته، وليس بالكلام فقط. يعيش قبل أن يقول، ولا يقول إلا ما يعيشه.
(4) لذا قال المسيح عن الفريسيين المعلمين الاردياء: "كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن بحسب أعمالهم لا تعملوا. لأنهم يقولون ولا يفعلون" (متى23: 2 ، 3)
(5) ومن هنا كانت سر قوته وسلطانه فى تعليمه، إذ يقول الكتاب: "فبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مر1: 22)
(7) المضيفة: وماذا عن روعة المعلم فى مبادئه؟
أبونا: يا لسمو تعاليم الرب يسوع المعلم العظيم، يكفى أن نقرأ الموعظة على الجبل في الأصحاحات (متى 5 ، 6 ، 7) لنتعرف على بعض مبادئه السامية الرائعة.
ففى التطوبيات التسعة يقلب المعايير البشرية، بل على الأصح يعدلها. ومعنى طوبى يعني يا لسعادة.
(1) فبينما يطوب ويمجد العالم العتاة المتجبرين، يطوب المسيح المساكين بالروح.
(2) وبينما يطوبون المستهترين، يطوب هو المحزونين.
(3) وبينما يطوبون المتغطرسين، يطوب هو الودعاء.
(4) وبينما يطوبون الأغنياء، يطوب هو الجياع والعطاش إلى البر.
(5) وبينما يطوبون المتجبرين، يطوب هو الرحماء بالآخرين.
(6) وبينما يطوبون المنحلين والسفهاء، يطوب هو أنقياء القلب.
(7) وبينما يطوبون رجال الحرب، يطوب هو صانعى السلام.
(8) وبينما يطوبون المعتدين، يطوب هو المطرودين من أجل البر.
(9) وبينما يطوبون المفترين، يطوبى المفترى عليهم.
(8) المضيفة: وهل يوجد شئ آخر في مبادئه إضافة لهذه التطويبات؟
أبونا: نراه فى مبادئه أيضاً التى تكلم عنها فى هذه العظة، يتحدث عن:
(1) عدم التظاهر فى ممارسة وسائط النعمة من صلاة وصوم وصدقة.
(2) ونراه ينهى عن الإدانة والبغضة ويحض على المحبة والتواضع والبذل،
(3) كما يتحدث عن السلوك المدقق والاشعاع الروحى بالنور والقوة.
* إنها بالحق مبادئ عظيمة لمعلم عظيم، بهرت العالم فى كل مكان وزمان.
* لذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم: "ما أعظم قوة المعلم التى خلبت لُب الكثيرين فأُخِذُوا فى إعجاب كبير، أما الشئ الأعظم الذى انتزع إعجابهم هو سلطانه. فقد أظهر نفسه فى كل مكان أنه صاحب قوة القرار لأنه كان يصنع مبادئه، فكان يضيف دائماً هذه العبارة: "وأما أنا فأقول لكم"
(9) المضيفة: كلمتنا عن روعة المعلم في قدوته، وفي مبادئه، فماذا عن روعة خطته؟
أبونا: (1) لقد اجتذبت شخصية المعلم ومبادئه اتباعاً كثيرين، ولكنه اختار منهم صفوة لتعايشه، ثم يرسلهم ليكرزوا: "وأقام أثنى عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا" (مر3: 14)
(2) وكنه لم يتهاون فى تدريبهم، ولم يغرهم بأساليب الإرضاء أو التنازلات أو التدليل، بل كان حاسماً معهم كل الحسم، فقال لهم: "إن اراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى" (مت16: 24)
(3) وقد ركز كمعلم عظيم على مبدأ المحبة القلبية الوفية فى تلمذته، فقال لتلاميذه: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضاً لبعض" (يو13: 35)
(4) لذلك تركزت خطة السيد المسيح لتلاميذه فى وصيتين:
1ـ "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15)
2ـ "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت28: 19)
(4) إذن، هناك وصيتان: الكرازة والتلمذة.
(10) المضيفة: ما الفرق بين الكرازة والتلمذة؟
أبونا: (1) الكرازة: هى البشارة المفرحة بمبادرتين صنعهما المسيح:
1ـ المبادرة العامة: وهي موت المخلص على الصليب وفداؤه وغفرانه لخطايانا ومصالحته لنا مع الآب القدوس، "أي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة (2كو5: 19)
2ـ والمبادرة الخاصة: وهي قرع المسيح على قلب كل واحد منا ليخلصه: "هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي و فتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20)
(11) المضيفة: هذا عن الكرازة، وماذا عن التلمذة؟
أبونا: أما التلمذة: فهي تعليم المؤمن وتدريبه في الحياة الروحية:
1ـ كيف يثبت فى المسيح بعزم القلب: "وعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب" (اع11: 23)
2ـ ثم كيف ينمو في النعمة: و لكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح له المجد الان و الى يوم الدهر امين (2بط3: 18)
3ـ وكيف ينضج فيه: "الذي ننادي به منذرين كل انسان ومعلمين كل انسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا [ناضجا] في المسيح يسوع (كو1: 28)
وأيضا في (2تي3: 16 و17) "كل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ للتقويم و التاديب الذي في البر. لكي يكون انسان الله كاملا [ناضجا] متاهبا لكل عمل صالح"
** هذا هو المعلم العظيم فى قدوته وفى مبادئه وفى خطته. فهل تحب أن تتعلم منه؟ وأن تتلمذ على يديه وتتبعه كل أيام حياتك؟ عبِّر له عن رغبتك، واخضع له طالباً منه معونته لتسلك بحسب مبادئه وتحت إرشاد روحه القدوس.
(12) المضيفة: ما هي تدريبات الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مر3: 14) "وأقام إثنا عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا" (مر3: 14)
المواظبة على الخلوة اليومية (فيلبي 1)
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.
