89ـ الله أب لعائلة
(كيف أثبت في المسيح)
حلقة الثلاثاء 13/8/2013م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (89) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن " الله أبٌ لا يدعك تيأس" وركزت الحديث حول ثلاثة جوانب هى:
1) الله أب يُقدِّر ضعفَـنا.
2) الله أب يعالج سقوطَنا.
1) الله أب فلنطرح يأسَنا.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم أيضا في دائرة "الثبات في المسيح" عن عامل هام هو: "الله أبٌ لعائلة"
ففى الواقع إن الحياة مع المسيح ذات بعدين، فهى علاقة رأسية فى أبوته لنا، وهى أيضاً علاقة أفقية مع جماعة المؤمنين عائلة الله
واليوم سنلقى بعضاً من الضوء على أبوة الله التى جعلته يرتبط إرتباطاً وثيقاً بعائلة من المؤمنين هي الكنيسة، وسأركز الحديث حول أربعة نقاط:
1ـ مفاهــيم جامعة .
2ـ بدايـــة رائعة .
3ـ أســـرار نافعة
4ـ بركات مشجعة.
(6) المضيفة: هل يمكن أن تحدثنا أولا عن: المفاهيم الجامعة؟
أبونا: أقصد المفاهيم الشاملة للكنيسة إذ أن للكنيسة معانٍ عديدة منها:
1ـ المعنى الروحى،
2ـ المعنى العقيدي،
3ـ المعنى المادي.
أولا: فالكنيسة بالمعنى الروحي: (1) هى جماعة المؤمنين أو الجسد الذي رأسه المسيح، كما قال معلمنا بولس الرسول (كو1: 18): "وهو رأس الجسد الكنيسة الذى هو البداءة بكر من الأموات".
(2) والكنيسة جزآن: 1ـ الكنيسة المنتصرة: وهم جماعة المؤمنين الذين أكملوا جهادهم، وهم الآن فى الفردوس. 2ـ والكنيسة المجاهدة: وهم جماعة المؤمنين الذين لازالوا على الأرض يجاهدون ضد الخطية، ويخدمون الرب فى هذا العالم.
ثانيا: المعنى العقيدى: وهى التعاليم والمبادئ والعقيدة التى تعتنقها الكنيسة، كما قال معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس (1تى3: 15): "ولكن إن كنت أبطئ فلكي تعلم كيف يجب أن تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته". والحق هنا هو التعاليم والعقيدة السليمة.
ثالثا: المعنى المادى: وهو المبنى أو المكان الذى فيه يجتمع المؤمنون لممارسة عبادتهم. وهى سفارة السماء على الأرض. قال الكتاب عن برنابا وشاول (أع11: 26): " فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعاً غفيرا"
(7) المضيفة: كان هذا عن النقطة الأولى مفاهيم جامعة، وماذا عن النقطة الثانية: البداية الرائعة؟
أبونا: بداية الكنيسة بالطبع، متى بدأت الكنيسة، وما هو يوم تأسيسها؟
وسأتكلم عن:
1ـ الوعد بتأسيسها،
2ـ يوم تأسيسها
أولا: الوعد بتأسيسها: لقد وعد المسيح بتأسيس الكنيسة عندما قال لبطرس (مت16: 18): "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة [صخرة الإيمان بأن المسيح هو ابن الله الحى] ابنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"
ثانيا: يوم تأسيسها: (1) لقد تحقق وعد الرب هذا فى يوم الخمسين، الذى هو عيد ميلاد الكنيسة، حين حل الروح القدس على التلاميذ وملأهم بقوته للخدمة والكرازة فى كل المسكونة. كما قال الكتاب (أع2: 4): "وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما اعطاهم الروح أن ينطقوا"،
(2) لذا فالروح القدس هو سر حياة الكنيسة، الذى نحتاج أن نكون ممتلئين منه على الدوام فنعتمد على عمله فى قلوبنا وعمله فى الكنيسة.
(8) المضيفة: حدثنا الآن عن النقطة الثالثة وهي أسرار الكنيسة النافعة؟
أبونا: (1) جعل الروح القدس فى الكنيسة أسراراً نافعة. والمقصود بالسر هو ما يعمله الروح بطريقة غير مرئية للعين، لكنه واقع حى نرى نتائجه المباركة وثماره النافعة في حياتنا.
(2) وأسرار الكنيسة هي:
1ـ المعمودية
2ـ مسحة الروح القدس
3ـ التوبة
4ـ التناول
5ـ مسحة المرضى
6ـ الزواج
7ـ الكهنوت.
(9) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا كل سر من هذه الأسرار الكنسية والدليل عليه من الكتاب المقدس، ثم تذكر لنا البركات التي ننالها من خلاله؟ ولنبدأ بسر المعمودية.
(1) أبونا: سر المعمودية: جاء في الكتاب المقدس في بشارة (مت28: 19)"فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس"
(2) ومن البركات التى تسرى في حياتنا من خلاله:
1ـ الخلاص من الخطية: (مر16: 16) "من امن واعتمد خلص"
2ـ الميـلاد الثانى: (يو3: 5) "ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله"
3ـ التجــديد: (رو6: 4) "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة"
(10) المضيفة: وماذا عن سر مسحة الروح القدس؟
أبونا: سر مسحة الروح القدس أو سر الميرون: (1)(أع8: 17): "حينئذ وضــعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (2) (1يو2: 20) "واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء"
(3) البركات التى تسرى من خلاله:
1ـ التثبــيت: (2كو1: 21) "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله"
2ـ القوة الروحـية: (اع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم"
(11) المضيفة: وماذا عن سر التوبة؟
أبونا: سر التوبة والاعتراف: (1) (اع19: 18) "وكان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين ومخبرين بافعالهم"
(2) البركات التى تسرى من خلاله:
+ غفــران الخطايا: (يو20 :22 و23) "ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه امسكت"
(12) المضيفة: وماذا أيضا عن سر التناول؟
أبونا: سر التناول أو سر الافخارستيا: (1) جاء في (مت26: 26 ـ 28) "وفيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا"
(2) البركات التى تسرى من خلاله:
+ الثبــات فى الرب: (1) (يو6: 56) "من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه"
+ الحيـــاة الأبدية: (يو6: 54) "من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير"
(13) المضيفة: وماذا عن سر الزواج؟
أبونا: سر الزيجة: (1) قال عنه الكتاب في (أف5: 32) "هذا السر عظيم"
(2) البركات التى تسرى من خلاله:
+ الإتحاد وتقديس الإرتباط والجسد الواحد: (مت19: 5) "وقال من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا"
(14) المضيفة: وماذا عن سر مسحة المرضى؟
أبونا: سر مسحة المرضى: (يع5: 14) "أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب"
(2) البركات التى تسرى من خلاله:
+ الشــفاء والغفران: (يع5: 15) "وصلاة الايمان تشفي المريض والرب يقيمه، وان كان قد فعل خطية تغفر له".
(15) المضيفة: وماذا عن سر الكهنوت؟
أبونا: سر الكهنوت: 1ـ (رو15: 16) "حتى اكون خادما ليسوع المسيح لاجل الامم مباشرا لانجيل الله ككاهن ليكون قربان الامم مقبولا مقدسا بالروح القدس"
(2) البركات التى تسرى من خلاله: 1ـ أخذ سلطان من المسيح الكاهن الأعظم لممارسة أسرار الكهنوت: (يو20: 21 ـ 23) "فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا. ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه امسكت"
2ـ (1كو4: 1) "هكذا فليحسبنا الانسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله"
(16) المضيفة: بقي لنا أن توضح ماذا كنت تقصد بالنقطة الرابعة وهي: بركات مشجعة؟
أبونا: في حضور الكنيسة بركات مشجعة لحياة المؤمن:
(1) يقول المرنم: (مز122: 1) "فرحـت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب"
(2) فالكنيسة هى المجال الروحى الذى فيه يتمتع المؤمن بحضور الله فى وسط أفراد عائلته.
(3) والكنيسة هى مجرى قنوات النعمة التى يهبها الله لأبنائه من غفران وتجديد وثبات.
(4) وفى الكنيسة يتمتع المؤمن بشركة عبادة وتسبيح، تعطيه قوة وحرارة روحية.
(5) وفى الكنيسة يجد المؤمن القيادة الروحية على يد آباء الاعتراف ومرشدين روحيين.
(6) وفى الكنيسة أيضاً يتمكن المؤمن من ممارسة عضويته فى جسد المسيح بالقيام بأعمال محبة لاخوته لتمكين الروابط بين أعضاء الجسد الواحد.
(7) والكنيسة هى مقر الإرسالية للعالم أجمع، فمنها ينطلق المؤمن بحسب تدبير حكيم ليشارك فى امتداد ملكوت الله.
(8) يقول القديس يوحنا (من كرودستانت): "حينما ندخل الكنيسة ننسى هموم العالم وشهواته، وفى حضرة الله نمتلئ رهبة وخشوعاً وتقديساً .. فنحس داخل نفوسنا بصلة بالحياة الأخرى، ونشعر ببنوتنا لله .. أيَّة قداسة وحب ووقار تليق ببيتك يارب، إن القديسين أحبوا بيتك أكثر من كل شئ فى العالم".
** طلبتى إلى الله أن يفتح عيوننا لندرك روعة هذه الأم العظيمة الكنيسة المقدسة التى هى جماعة المؤمنين أعضاء جسد المسيح، حتى نتمتع بكل البركات الروحية التى يمنحنا الله إياها من خلال الكنيسة. آمين.
(17) المضيفة: ما هو التدريب الروحى لهذا الأسبوع؟
أبونا: التدريب الروحى للأسبوع:
(1) حفظ آية: (مت16: 18) "وأنا أقول لك: انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنى كنيستى، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت16: 18)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية. (يوحنا ص 6)
(18) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أولا: قبل أن نبدأ بالمداخلات أحب أن أوضح سؤالا لأحد المشاركين الثلاثاء الماضي عن قول الكتاب في (مت2: 23) " لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا"، فللإيضاح أقول:
كلمة "ناصرة"، بالعبريّة Natzarوتعني غصن، وقد سُمّيَ السيّد المسيح في أكثر من نبوّة في العهد القديم بالغصن:
(1) ففي سفر زكريا: (زك 6: 12) "هكذا قال رب الجنود: هوذا الرجل الغصن اسمه [بالعبرية Natzar] (أي الناصري)، ومن مكانه ينبت، ويبني هيكل الرب"
(2)وفي زكريا أيضا: (زك3: 8) "هأنذا آتي بعبدي الغصن [بالعبرية Natzar] (أي الناصري)"
(3)جاء في إشعياء النبي (إش11: 1-2) "ويخرج قضيب من جذع يسّى، وينبت غصن [بالعبرية Natzar] (أي الناصري) من أصوله، ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوّة، روح المعرفة ومخافة الرب".
(4) وفي أشعياء أيضا: (اش4: 2) "في ذلك اليوم يكون غصن الرب [بالعبرية Natzar] (أي الناصري) بهاء ومجدا و ثمر الارض فخرا وزينة للناجين من اسرائيل"
(5) وجاء في إرميا النبي (إر23: 5): "ها أيام تأتي يقول الرب، وأُقيم لداود غصن برّ [بالعبرية Natzar] (أي الناصري)، فيملك ملك، وينجح، ويُجري حقًا وعدلًا في الأرض"
(6) وأيضا في (ار33: 15) "في تلك الايام و في ذلك الزمان انبت لداود غصن البر [بالعبرية Natzar] (أي الناصري) فيجري عدلا و برا في الارض
... هكذا كان أنبياء العهد القديم يترقّبون المسيّا ويُدعونه "الغصن" [بالعبرية Natzar] (أي الناصري)
(2) أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا. وبخصوص حفظ كلمة الله يسعدني سماع الآيات التي حفظناها: 1ـ (يو1: 12) 2ـ (فى4: 6 ،7) 3ـ (رو16: 20) 4ـ (ميخا7: 8)
ختام
(19) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
