668- نشيد الأناشيد عظة (79)
(الأربعاء 12/11/2025م)
"كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نشيد2: 3)
[3] مذاقة ثمرته المجيدة
*******
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (668) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا ندخول إلى حضرة الرب بجزء من ترنيمة:
1- لقد تشوقت لقد تعطشت
لهذا ربى رجوت أدخل الى العمق
(ق): خذنى الى العمق خذنى الى العمق
نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمق
2- أسبح فى هيام واحيا فى انسجام
أعيش فى سلام كل دا فى العمق
(ق): خذنى الى العمق خذنى الى العمق
نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمق
3- ما فيش هناك جفاف كلا ولا انحراف
الطهر والعفاف كل دا فى العمق
(ق): خذنى الى العمق خذنى الى العمق
نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمق
4- ما فيش هناك هموم كلا ولا غيوم
افراحى فيه تدوم مشتاق الى العمق
(ق): خذنى الى العمق خذنى الى العمق
نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمق
5- اكرس الحيات اصلى بالساعات
أسبح فى التعزيات كل دا فى العمق
(ق): خذنى الى العمق خذنى الى العمق
نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمق
********
(3) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين: .....
(4) أحبائي المشاهدين تأملاتنا اليوم مكملة للحلقة الماضية عن: (نش2: 3) "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي"
(5) وقد قلت: أن العروس ترى أن حبيبها متميّز وسط الجميع، فكما أن شجرة التفاح فريدة بين أشجار الغابة الكثيفة، كذلك المسيح متميّز بين كل البشر،
(6) وستشتمل تأملاتنا عن الرب يسوع المسيح المشبه بالتفاح على الجوانب التالية:
1- شخصية فريدة.
2- راحة سعيدة.
3- مذاقة مجيدة.
*******
(7) وقد تكلمت في الحلقات الماضية عن: شخصية المسيح الفريدة، وعن: ظل راحته السعيدة.
(9) واليوم نستكمل النقطة الأخيرة في هذا النشيد عن: مذاقة ثمرته المجيدة.
- الواقع أن مذاقة ثمرته المجيدة هي من أعمق وأجمل تعبيرات النفس التي ذاقت المسيح اختبارًا حقيقيًا، بعد أن جلست تحت ظله المريح.
- فـإن «ثمرته» ترمز إلى كل ما يقدّمه المسيح للنفس من عطايا سماوية: كلمته، جسده ودمه، نعمته، وأعمال محبته.
- وهي «حلوة للحلق» لأن النفس تذوقها وتتلذذ بها في داخلها،
- فتتحول المعرفة إلى اختبار شخصي.
- «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مز34: 8)
- فالثمر الحلو هو المسيح نفسه، الذي قال عن ذاته: «أنا الكرمة الحقيقية» (يو15: 1)
وكل ثمرة روحية تنبع منه وتحمل طعمه وسُكره السماوي.
(10) وموضوعنا اليوم سيكون تحت عنوان: "اختبار المسيح في:
- حلاوة كلمته.
- وحلاوة شركته.
- وحلاوة عشرته.
********
(11) حلاوة كلمته:
- عندما تقرأ الكتاب المقدس بخشوع، يسكب الروح القدس فيك حلاوة لا توصف. تشعر أن الكلمات ليست مجرد معانٍ، بل حياة تتغلغل إلى أعماقك.
- في الصلاة والخلوة، يهبنا الرب لمسات من محبته، تُنعش النفس وتُحلي مرارة التجارب.
- «وجدت كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» (إر15: 16)
- القديس أوريجانوس: «الظل هو الإيمان، والثمرة هي الكلمة الإلهي. من يجلس في ظل المسيح بالإيمان، ينال الثمر أي المعرفة الروحية، فيتذوق حلاوتها في حلقه. فالحلق هو موضع الكلام، أي أنه يبدأ يشهد عن محبة الله التي ذاقها.» (تفسير نشيد الأناشيد، عظة 3)
- القديس يوحنا ذهبي الفم: «كما أن من يأكل من الثمر الحلو يجد لذّة في فمه، هكذا النفس التي تذوقت كلمة الله تشعر بحلاوة تفوق كل لذة جسدية. فمن يتأمل في المسيح ينسى كل ما في العالم من لذّات باطلة.» (من عظاته على إنجيل يوحنا، عظة 45)
- القديس غريغوريوس النيسي: «الثمرة الحلوة هي الكلمة الإلهي الذي تتغذى به النفس. الحلق يشير إلى النطق، أي أن من يذوق الكلمة في قلبه، لا يستطيع إلا أن ينطق بها بفرحٍ عظيم. فالحلاوة التي في الداخل تنسكب إلى الخارج في التمجيد والتسبيح.» (تفسير نشيد الأناشيد، مقطع 4)
(12) وحلاوة شركته:
- ثمرة المسيح الحقيقية هي شركة جسده ودمه الأقدسين.
- كل من يتناول منه يختبر طعم الحياة الأبدية، فيقول مع العروس: «ثمرته حلوة لحلقي».
- القديس كيرلس الإسكندري: "عندما نتناول من جسد المسيح المقدس ودمه الكريم، ننال الحياة في داخلنا، لأن جسده ودمه ليسا خبزًا وخمرًا عاديين، بل هما حياةٌ حقيقية، إذ يقول الرب: «من يأكلني فهو يحيا بي» (يو 6: 57)." (تفسير إنجيل يوحنا، عظة 4، PG 73:584)
- القديس يوحنا ذهبي الفم: "إننا نُمسك بالمسيح نفسه، ونتحد به، فلا يكون بعد بيننا وبينه شيء فاصل. فكما أن النار عندما تمس الحديد تجعله كله نارًا، هكذا من يشترك في هذا الجسد، يصير متحدًا بالمسيح."(العظة 24 على كورنثوس الأولى، PG 61:204)
- هذا الاتحاد الكامل هو “الثمرة الحلوة” التي يتذوقها المؤمن، أي حلاوة الاتحاد بالمسيح الذي يلهب القلب بنار محبته.
- القديس أغسطينوس: "لقد أعطانا المسيح جسده ودمه، لكي نثبت فيه وهو فينا، ومن يأكل هذه الثمرة يحيا إلى الأبد، لأن هذه الثمرة ليست من الأرض، بل من السماء." (شرح إنجيل يوحنا، عظة 26:1)
- يرى أغسطينوس أن ثمرة المسيح هي عربون السماء، وحلاوتها تفوق كل حلاوة زمنية، إذ هي طعم الحياة الأبدية في القلب المؤمن.
- القديس كيرلس الأورشليمي: "بالتناول من جسد المسيح ودمه نصير شركاء الجسد الإلهي، فيختلط دمنا بدمه وجسدنا بجسده، فنصير واحدًا معه، كما قال: من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه." (العظة 22 للموعوظين، عن سر الإفخارستيا)
- هذه الشركة الحقيقية هي الثمرة التي يتذوقها المؤمن، فيقول من أعماقه: ثمرته حلوة لحلقي، أي أن حلاوة الاتحاد بالمسيح لا تُقاس.
() وحلاوة عشرته:
- الأب برناردوس (القرن 12): «حلاوة الثمر لا تُدرك إلا بالتذوق. وهكذا لا يستطيع أحد أن يعرف لذة الشركة مع المسيح إلا إذا عاشها. لذلك قال: “حلوة لحلقي”، أي بعد أن ذاقها فعلاً، فاختبر حلاوة النعمة التي تتكلم من خلالها الروح.»
- القديس إفرام السرياني: "من لم يذق لا يعرف، لأن لذة ربنا لا تُدرَك بالكلام بل بالتجربة. كل من ذاق يعرف حلاوة الرب، كما قيل: «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مز 34: 8)." (إفرام السرياني، أناشيد عن الإيمان، 10:8)
يعلّمنا القديس إفرام أن المعرفة الحقيقية بالنعمة لا تأتي بالوصف أو السماع، بل بالتذوّق العملي، وهو ما عبّرت عنه العروس بقولها: حلوة لحلقي.
- القديس مقاريوس الكبير: "كما أن من يسمع عن عسلٍ لا يعرف طعمه حتى يذوقه، هكذا من يسمع عن النعمة الإلهية لا يعرف حلاوتها حتى يختبرها في داخله بالروح القدس." (عظة 5 من العظات الروحية، القديس مقاريوس الكبير)
يشبّه القديس مقاريوس معرفة النعمة بتذوق العسل، فلا يُدرك الإنسان حلاوة الثمر إلا بالتجربة الداخلية الحقيقية — اختبار الروح العامل في القلب.
- القديس يوحنا ذهبي الفم: "الكلام عن الأمور الروحية سهل، لكن تذوّقها هو الأصعب والأسمى، لأن الذي يذوق النعمة يصمت في الدهشة، إذ لا يقدر اللسان أن يعبّر عمّا يختبره القلب." (العظة على مزمور 33:8، PG 55:184)
يربط ذهبي الفم بين *التذوّق* و*الصمت المملوء دهشة*، لأن الذي اختبر النعمة في العمق لا يقدر أن يصفها، بل يكتفي أن يقول كما العروس: حلوة لحلقي.
() صلاة ختامية:
"يا نفسي، إن كنتِ قد جلستِ تحت ظل المسيح، فلا تكتفي بالظل، بل تذوقي من ثمرته الحلوة. لا تجلسي فقط، بل اقتربي وتناولي، لأن من ذاق محبة المسيح لا يعود يطلب شيئًا آخر في الأرض كلها."
إختبارات عابرين
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(14) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(15) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(16) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.

