629- نشيد الأناشيد عظة (38)
(15/1/2025م)
[عظات سفر النشيد 1 – 62/ العظة 14]
(نشيد 1: 9)
"فرس في مركبات فرعون"
أولا: جمال الخصال
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (629) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا ندخول إلى حضرة الرب بجزء من ترنيمة: أوعى تكون مشغول:
1- إوعى تكون مشغول
أيامنا مش هتطول
عالم فاني ويزول
القرار
يا فرحنا بيسوع الحي
يا هنانا ما وعدنا جاي
2- بكره ننسى الهموم
لما ييجينا اليوم
غربتنا مش هتدوم
4- هييجي على السحاب
كما قال الكتاب
ويتم وعد الآب
********
(3) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. إلهنا الطيب والحنان أسألك أن تتكلم إلى قلوبنا موضحا لنا مدى محبتك وعنايتك بنفوسنا لتخلصنا من الخطية ومن سلطان إبليس، وتمتعنا بعمق الشركة مع جلالك. اسمح يا سيدي أن تدخلنا إلى حضرتك البهية، وتسمعنا صوتك الممتلئ فرحا وسلاما. آمين.
(4) أحبائي المشاهدين: نأتي اليوم إلى (نش1: 9) " حيث يقول العريس للعروس: "لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون".
(5) فماذا يعني بهذا الكلام؟ مع العلم أن فرعون عدو، ومركباته هي للحرب.
- الواقع أن التشبيه في اللغة لا يراد به التطابق في جميع أوجه الشبه، ولكن يراد منه بعض أوجه شبه محددة دون بقية الأوجه الأخرى.
- فإذا قلنا مثلا فلان كالأسد، لا نقصد جميع أوجه الشبه، فلا نقصد أن فلان هذا حيوان مفترس لا سمح الله، ولا أنه من ذوات الأربع، وإنما نقصد وجه شبه واحد وهو الشجاعة.
- إذن ما هي أوجه الشبه بين عروس المسيح [الكنيسة أو النفس البشرية] والفرس في مركبات فرعون؟
- نستطيع أن نرى بعض أوجه الشبه منها:
1ـ جمال الخصال
2ـ بسالة الـقــتـال
3ـ قوة الاحتمال
*******
فدعونا أيها الأحباء نتأمل في كل صفة من هذه الصفات، ونطبقها على عروس المسيح الكنيسة، وبالتالي على أنفسنا نحن.
(6) أولا: جمال الخصال:
- الواقع أن خيول مركبات فرعون تُخْتار من السلالات الأصيلة، ذات الخصال المتميزة، وليست خيول هزيلة، أو قبيحة المنظر، أو بها عيوب جسدية، بل إنها خيول منتقاه لا عرجاء ولا عمياء ولا جرباء.
- فالعروس تشبه هذه الخيول في أصالتها، وجمال خِصَالها،
- ليكن معلوما أننا لا نتغزل في جمال الجسد، ولكننا نتكلم عن جمال الروح،
- فقد قال الرب في (حزقيال 16: 14) "قد صار جمالك كاملا ببهائي الذي جعلته عليك"
- لهذا فإن جمال الخصال هو إنعكاس جمال صفات المسيح على حياة المؤمن.
- ونلاحظ أن عروس المسيح رغم سوادها الذاتي كما قالت هي عن نفسها (نش1: 5) إلا أنها في روعة الجمال الإلهي بنعمة المسيح.
- أنظروا مثلا إلى الأحباء المؤمنين من مجاهل أفريقيا رغم سواد بشرتهم، لكن تطلعوا إلى جمال روحهم في ترانيمهم وصلواتهم، وعظاتهم. إنه جمال المسيح الذي يزين حياتهم.
- وهنا في النشيد يوضح صور جمال العروس بالمقارنة مع ما تتزين به الفرس في قوله: "ما اجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد. نصنع لك سلاسل من ذهب مع جمان من فضة"
- يا لروعة جمال الزينة البهية بالسلاسل الذهبية، والحلي الفضية.
- فالذهب في الكتاب المقدس رمز لبر المسيح: كما يقول في (رؤ3: 18) "أشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني" أي بر المسيح المصفى بنيران الصليب.
- والفضة في الكتاب المقدس رمز النقاوة: كما هو مكتوب في (مز12: 6) "كلام الرب كلام نقي كفضة مصفاه" وهنا يشبه النقاوة بالفضة المصفاة.
- فالعروس إذن تتزين بالبر والنقاوة، التي تكتسبهما من بر وقداسة المسيح، كما يقول الكتاب في (1كو1: 30) "صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء"
- الإنسان الذي قبل المسيح في قلبه لابد وأن تظهر سمات المسيح وصفاته في حياته.
- وإذا نظرنا إلى صفات الخيول الأصيلة نجد أنها تتميز بالوفاء والإخلاص لصاحبها،
- قرأت قصة من قصص وفاء الخيل لأصحابها، تقول القصة أن عباس باشا والي مصر اشترى من الجزيرة العربية بعض الخيول الأصيلة، وكان من بينها فرس بيعت وصاحبها مسافر بعيدا، فلما عاد وسأل عنها أخبروه أنها بيعت لعباس باشا في مصر، فرفض البيعة، وذهب إلى مصر لاسترجاعها،
- ودخل على عباس باشا وطلب فرسه، وكان يحمل نقودها. وقد مضى على البيعة ثمانية أشهر، فقال عباس باشا: إننا لانعرف فرسك لأننا اشترينا خيولاً كثيرة، فقال الرجل: هي التي ستعرفني، وإن لم تعرفني فلا فرس لي عندكم. فوافقوا على ذلك وأخرجوا الخيل جميعاً فوقف صاحب الفرس على ربوة مرتفعه وأخذ ينادي فرسه بإسمها، فرفعت الفرس رأسها وحركت أذنيها لتميز الصوت، فلما عرفت صوته، انطلقت تعدو إليه وأخذت تتمسح بيديه وخديه، فقبَّلها وبكى من حرارة اللقاء وشدة الوفاء، فتأثر عباس باشا وأعطاه فرسه وأعطاه أيضا ثمنها وطلب منه أن يرسل له مهرة من نتاجها.
- ألا ينطبق هذا على قول السيد المسيح: (يو10: 4) الخراف تتبعه [أي تتبع الراعي] لانها تعرف صوته"
- أذكر حقيقة أخرى من خصال الخيول: "أنه في المعارك يتذكر الحصان الجهة التي آتى منها، حتى لو أصيب بجروح بالغة. فالحصان إذا انطلق بعيداً عن مربطه فهو لايخطئ طريق عودته إلى مربطه مهما بعدت المسافة عنه،
- ألا ينطبق هذا مع صفات المؤمن الحقيقي في معاركه الروحية، حتى وإن جرح أو ابتعد فإنه يعرف طريق التوبة والعودة إلى أحضان المسيح.
- إذن فقد حق للعريس أن يشبه عروسه بفرس في مركبات فرعون المحاربة لأجل جمال الخصال.
- إعطني يارب هذه الخصال المقدسة، اطبع فيَّ سماتك وصفاتك وتصور أنت في حياتي. آمين.
- كان هذا عن النقطة الأولى في تشبيه العروس أو النفس البشرية بالفرس: جمال الخصال. ونأتي إلى الصفة الثانية وهي: بسالة القتال، واسمحوا لي أن أرجئ التأمل فيها إلى الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
******
(14) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(15) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(16) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(17) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(18) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(19) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.