528ـ تفسير سفر الرؤيا [34]
تابع (رؤ3: 1 - 6)
الأربعاء 21/12/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (528) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) في الحلقة السابقة بدأت الحديث عن: تفسير (رؤ3: 1 – 6) وهي الرسالة إلى كنيسة ساردس.
(4) واليوم نستكمل الحديث عن ما بقي: واسمحوا لي أن ألخص ما قلته الحلقة الماضية.
(5) تقول الآيات:
"1- واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله والسبعة الكواكب
انا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي وانت ميت.
2- كن ساهرا وشدد ما بقي الذي هو عتيد ان يموت لاني لم اجد اعمالك كاملة امام الله.
3- فاذكر كيف اخذت وسمعت واحفظ وتب فاني ان لم تسهر اقدم عليك كلص ولا تعلم اية ساعة اقدم عليك.
4- عندك اسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لانهم مستحقون.
5- من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن امحو اسمه من سفر الحياة وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته.
6- من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس"
******
(6) تحتوي رسالة كل كنيسة على العناصر التالية:
- إسم الكنيسة.
- صفات المسيح التي تناسب حالة هذه كنيسة.
- إيجابيات خادم هذه الكنيسة.
- سلبيات خادم هذه الكنيسة.
- علاج سلبيات خادم هذه الكنيسة.
- تحذيرات لخادم هذه الكنيسة.
- الوعد لخادم هذه الكنيسة.
******
(7) أولا: إسم الكنيسة هنا: ساردس.
- ومعناها: بقية.
- أي المؤمنون القليلون في هذه الكنيسة.
(8) ثانيا: صفات المسيح التي تناسب حالة هذه كنيسة:
"هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله/ والسبعة الكواكب".
[1] له سبعة ارواح الله:
- أي الذي له الروح القدس المحيي بكامل مواهبه المتعددة.
[2] له السبعة الكواكب:
- الكواكب يعني الخدام أي أساقفة هذه الكنائس.
** وقد توقفنا عند هذه النقطة، ولنبدأ الآن بالحديث عن:
(9) ثالثا: إيجابيات خادم هذه الكنيسة:
- بكل أسف شديد لم يذكر الرب له أية إيجابية.
- لأن له إسم أنه حي ولكنه ميت.
- ولكن الرب يعطيه فرصة ليقوم من مواته ويحيا.
- الله يعطينا أنا وأنت الفرصة تلو الفرصة لكي نقوم من موتنا فنحيا معه في جدة الحياة.
******
(10) رابعا: سلبيات خادم هذه الكنيسة:
[1] انا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي وانت ميت.
- مثل هذا الإنسان يهتم بأن يراه الناس كإنسان عظيم متدين.
- حَيٌّ ولكنه بسبب قلبه الخالي من المحبة هو إنسان في نظر الله مَيْتٌ.
- ولاحظ قول السيد المسيح في مثل الابن الضال عند عودته بالتوبة أنه كان ميتا فعاش.
- إذًا من يحيا في الخطية يكون ميتا في نظر الله.
- ولنلاحظ أن كل إنسان له خمس حواس خارجية يتعرف بها على العالم ومن تتعطل حواسه الخمس عن العمل فهو بالقطع ميت.
- وكما أن لنا حواس خارجية ندرك بها العالم حولنا، فنحن لنا حواس داخلية ندرك بها السماء ونتعرف بها على الله.
- فبالميلاد من الله يولد داخلنا إنسان داخلي له خمس حواس داخلية يتعرف بها على الله وعلى السماء. بها نرى الله، ونسمع صوته، ونشم رائحته الذكية، ونتذوق حلاوة عشرته، ونتلامس معه.
- الحواس الداخلية هي قنوات اتصالنا بالله وبالسماء.
[1] ففي: (مت8:5) يوضح حاسة النظر الروحية قائلا: "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله"
[2] وفي: (رؤ6:3) يتكلم عن حاسة السمع الروحية قائلا: "من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس"
[3] وفي (نش1: 3) يتحدث عن حاسة الشم الروحية قائلا: "لرائحة ادهانك الطيبة اسمك دهن مهراق لذلك احبتك العذارى"
[4] وفي (مز8:34) يتحدث عن حاسة التذوق الروحية حيث يقول داود النبي: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" .
[5] وفي (لو8: 44) توضيح لحاسة اللمس الروحية: "إمرأة جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه ففي الحال وقف نزف دمها"
- ولكن ما الذي يمنع هذه الحواس من العمل؟ السبب هو الخطية.
- فنحن نسمع أن من يريد أن يرى الله يلزم أن يكون نقيا (مت8:5) "طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله".
- ويطلب منا بولس الرسول قائلًا: (عب14:12) "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" .
- إذن فالخطية هي التي تسبب فقدان الحواس الداخلية.
- ومن يفقد حواسه الداخلية فهو في نظر الله ميت إذ لا قنوات اتصال بالله،
- أما المؤمن الذي يحيا في نقاوة فيستطيع أن يقول مع يوحنا في: (1يو1:1) "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" .
15- إذًا مشكلة هذه الكنيسة أن بها أشخاص هم أحياء في نظر الناس إذ:
أـ ربما لسمعتهم القديمة.
ب- أو ربما لريائهم إذ يتظاهرون بالتدين.
16- لكنهم في نظر الله أموات فهم بلا عمق وبالتالي بلا معرفة وبالتالي بلا حب.
17- حتى لو كان لهم نشاط كنسي.
18- لذلك فالمسيح لم يبدأ كلامه لهذه الكنيسة بأي مدح،
19- بل بدأ بالهجوم عليهم مباشرة وعتابهم والسبب أنهم أخذوا مدحهم من الناس وهم غير مهتمين برأي الله فيهم.
[2] لاني لم اجد اعمالك كاملة امام الله
- كان اهتمامك بأن تكون كاملا أمام الناس.
- لكني أنا فاحص القلوب والكلى، وأنا أعلم ما في قلبك، أنا أعلم ما في الداخل.
- والمهم أن يكون المدح من الله وليس من الناس فتقديرات الناس يمكن أن تخدع، فهم يجهلون الحقيقة أو هم يجاملون ليس بحسب الحقيقة.
(11) خامسا: نصائح لخادم هذه الكنيسة:
- أسهر: كُن ساهرًا وكُن مستعدًا لملاقاة الرب في يقظة وانتباه ووعي وإدراك.
- شدد ما بقى: الله يطلب منه أن يضرم نار الروح القدس، والله لا يترك فتيلة مدخنة بل يعمل فيها حتى لا تنطفئ، ولا يترك قصبة مرضوضة بل يتعهدها برعايته حتى لا تنقصف.
* ولكن دوري أنا أن أجاهد وأعمل وأطلب بلجاجة والله يسكب على نعمته أي روحه القدوس. والجهاد يضرم فينا نار الروح القدس.
- أذكر كيف أخذت: تَذَكَّر إحسانات الله عليك، وكيف أعطاك بسخاء ولم يُعيِّر، بل كان الله يعطيك بكل محبة. وأذكر ماذا قدمت أنت له وأذكر الإيمان الصحيح الذي تسلمته ولا تشوهه.
- أقدم عليك كلص: تذكر أن يوم الدينونة يأتي بلا سابق إنذار أي فجأة.
- إذًا من نصائح الله لهذا الملاك أنه عليه أن يذكر كيف أخذ، أي يذكر إحسانات الله عليه فيخجل، أو يذكر يوم الدينونة فيندم إذ يذكر أن أعماله كانت ناقصة.
- كيف سمعت:كيف سمعت البشارة التي بشر بها رسل المسيح وتذكر كيف كنت عند بداية إيمانك
7ـ وأحفظ: احفظ إيمانك وتقواك الأولين وهذا يحتاج لتوبة.
8ـ ما بقى: الكنيسة لم يتبق بها سوى بقية قليلة، أدركهم يا أسقف حتى لا يموتوا.
9ـ عتيد أن يموت: هم في طريقهم للموت، وقد اقتربوا من الهلاك فأدركهم.
(12) سادسا: الوعد لخادم هذه الكنيسة:
من يغلب/ فذلك سيلبس ثيابا بيضا/ ولن امحو اسمه من سفر الحياة/ وساعترف باسمه امام ابي/ وامام ملائكته/.
[1] من يغلب:
1- هو من يحيا في العمق فيعرف الله ويحبه وبالتالي ينفذ وصاياه ويتحاشى الخطية فلا ينجس ثيابه بمحبة هذا العالم.
2- من ينجح في هذا ويغلب فسيعطيه السيد أن يتبرر أمامه ويغفر خطاياه، ويعطيه حياة جديدة نقية،
3- إذن من يسير في الطريق الصحيح وهم قلة يرثون مع المسيح في مجده.
[2] سيلبس ثيابا بيضا:
1- هذه الثياب البيض أعطاها الأب للابن الضال حين عاد، فالتوبة تبيض.
2- والثياب البيض تعطي لمن يستحق ويجاهد ليحفظ ثيابه بلا نجاسة.
[3] ولن امحو اسمه من سفر الحياة
1- بالإيمان والمعمودية تكتب أسماؤنا في سفر الحياة.
2- وإذا كانت حياتي حياة توبة مستمرة تستمر ثيابي نقية "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج"
3- أي أن من يتجاوب مع عمل الروح القدس لن يمحى اسمه من سفر الحياة الأبدية.
[4] وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته:
1- أشهد بإخلاصه أمام أبى،
2- ويكون من خاصتي ومكانه معي
- (يو17: 24) "ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم".
- يا لروعة الامتياز.
*******
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(16) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.