516ـ تفسير سفر الرؤيا [24]
(رؤ1: 12)
الأربعاء 28/9/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (516) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمت في حلقات سابقة عن: تفسير (رؤ1: 10 و11).
(4) واليوم نناقش تفسير (رؤ1: 12 - 15).
(5) تقول الآيات:
(رؤ1: 12 - 15) "فالتفت لانظر الصوت الذي تكلم معي/ ولما التفت رايت سبع مناير من ذهب/. وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان/ متسربلا بثوب الى الرجلين/ ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب/. واما راسه وشعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج/ وعيناه كلهيب نار/. ورجلاه شبه النحاس النقي كانهما محميتان في اتون/ وصوته كصوت مياه كثيرة".
******
(6) أولا: فالتفتُّ لانظر الصوت الذي تكلم معي:
- أي التفتُّ لأنظر مصدر الصوت.
- والواقع أن يوحنا لم ير يسوع مباشرة، لكنه رأى سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ.
(7) ثانيا: ولما التفت رايت سبع مناير من ذهب:
- أي السبع كنائس.
- وهم مناير لأن الكنيسة هي نور العالم.
- والمناير من ذهب لأن الذهب رمز للسماويات.
(8) ثالثا: وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان:
- كان من واجبات كهنة العهد القديم الاهتمام بالمنارة الذهبية في خيمة الاجتماع.
- إذ كان عليهم ملء الزيت وتنظيف الفتايل كل يوم.
- فقد كان عليهم العناية بالمصابيح لتستمر بإنارة محضر الرب.
- وهنا نرى يسوع، رئيس كهنتنا، وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِيهتم بالمصابيح لتنير أمام الرب.
- فالمسيح وسط كنيسته يرعاها ويقودها لبر الأمان، وسط زوابع اضطهادات هذا العالم،
- تماما كما كان في السفينة وكان البحر هائجا، لهذا لا يمكن أن تغرق السفينة.
(9) رابعا: شبه ابن انسان:
- كان المسيح له شكل إنسان، ولكن بسبب المجد الذي صار فيه، إذ جلس عن يمين الآب، قيل عنه شبه ابن إنسان،
- ويوحنا تحير عندما أراد وصفه، فهو يشبه المسيح يسوع الذي سبق وعرفه حينما كان على الأرض،
- ولكنه الآن له صورة مجد لم يرها من قبل فقال: أنه شبه ابن إنسان.
(10) خامسا: متسربلا بثوب الى الرجلين:
- كانت هذه ملابس الكهنة،
- والسيد المسيح هو رئيس كهنتنا الأبدي الذي يشفع فينا وسيظل كذلك إلى الأبد.
(11) سادسا: ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب:
- المنطقة عند الثديين هي ملابس القضاة.
- ونلاحظ أن دانيال حين رأى السيد رآه متمنطقًا بمنطقة عند حقويه (دا 5:10) وذلك لأن دانيال حين رآه كان ذلك في العهد القديم قبل التجسد، ومَنْ يتمنطق عند حقويه يكون في وضع الاستعداد لعمل ما، فهو إذًا كان يستعد للتجسد.
- ولكن يوحنا حين رآه في سفر الرؤيا رآه متمنطقًا عند ثدييه لأنه يستعد لعمله كديان.
- والذهب يشير للسماويات، فهو قاضٍ سماوي يدين بحسب قوانين السماء وليس كالبشر.
- والمنائر ذهبية لأنها سماوية.
- فالذهب لا يتحد بشيء من الأرض كالماء والهواء، فلا يصدأ رمزا للسمائيات التي لا تفسد.
(12) سابعا: واما راسه وشعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج:
- الشعر الأبيض رمز الحكمة والأزلية فهو قديم الأيام.
- الشعر يشير للكنيسة فهي شعر المسيح الملتصق برأسه.
3ـ والشعر الأبيض رمز إلى أن المسيح بررنا وغسلنا وبيضنا بدمه.
4ـ (مز 7:51) "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج"
5ـ (رؤ 14:7) "فقال لي هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة و قد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف"
6ـ (رؤ 5:1) "الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه"
(13) ثامنا: وعيناه كلهيب نار:
- عيناه كلهيب نار: نرى فيها عريسنا الساهر الذي لا ينعس ولا ينام ولا يقدر أن يخطفنا أحد من يده.
- ويراها الأشرار حارقة لهم، فاحصة لأعماقهم الشريرة.
** قرأت تأملا لأحد الآباء بعنوان: كيف يبدو المسيح لكل واحد؟ فقال:
- في (رؤ 6،5:5) قال أحد الشيوخ السمائيين ليوحنا عن المسيح أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا.
- وحينما نظر يوحنا إليه وجده حملا كأنه مذبوح.
- وهذا يشير لأن السيد المسيح هو أسد وحمل في نفس الوقت.
- أسد في قوته وانتصاره على إبليس
- حمل في تقديم نفسه ذبيحة على الصليب.
- والمسيح يظهر لكل منا بحسب احتياجه.
- فهناك من هو في ضيقة محاط بأعداء أقوياء هذا يحتاج للمسيح كأسد ليحميه ويدافع عنه
- ولكن هناك من هو ساقط في يأس من خطيته، وهذا يحتاج أن يرى المسيح كحمل قدم نفسه ذبيحة عنه ليرفع خطيته.
- وهناك خاطئ مستهتر يحتاج أن يرى صورة المسيح الأسد المفترس فيخاف ويتوب فيخلص (هو14:5) "لاني لافرايم كالاسد ولبيت يهوذا كشبل الاسد فاني انا افترس وامضي اخذ ولا منقذ"
- وبهذه الطريقة يمكننا أن نفهم لماذا اختلفت أو قُل تعددت صور المسيح التي يظهر بها لكل كنيسة من الكنائس السبع (إصحاحات 3،2)
- فهو يظهر لكل كنيسة بحسب احتياج الكنيسة وبحسب حالة كل كنيسة.
- بل إن صورة المسيح التي يظهر بها للخاطئ فترعبه هي هي نفسها التي يظهر بها للمؤمن فتكون له مصدر قوة وتعزية.
- فالشرطي في الليل هو مصدر اطمئنان لفتاة ضعيفة تسير وحدها، وهو مصدر رُعب للص يجول ليسرق وينهب.
- فحينما نرى المسيح وله عينان كلهيب نار نراها كمؤمنين فتكون لنا مصدر اطمئنان فهي تحرق خطايانا وشهواتنا، وكلما احترقت خطايانا في قلوبنا تزداد المحبة في قلوبنا إلى أن تلتهب كما بنار.
- ولكن هذه النظرات النارية تخيف أعداء المسيح، يراها الأشرار فيرتعبون من نظرات الله الفاحصة المخيفة الغاضبة فيقولون للجبال اسقطي علينا (رؤ16:6).
- وحينما نسمع صوته كصوت مياه كثيرة نفهمها نحن المؤمنين أنها أصوات التسابيح التي ترددها الكنيسة في كل مكان، وقد علمهم الروح القدس كيف يسبحون فرحين بكل لسان وكل لغة ومن كل مكان في العالم.
- ويسمع الأشرار هذا الصوت فيجدون فيه صوت هدير مرعب كصوت رعد.
- وحينما نسمع في(رؤ1: 16) أن المسيح له: "سيف ماض ذو حدين يخرج من فمه"
- فنرى فيه نحن المؤمنين حده الأول الذي يقطع خطاياي المميتة كما يقطع الجراح بمشرطه الورم الخبيث القاتل من جسم الإنسان ليعطيه حياة.
- ويكون هذا بكلمة الله التي هي سيف ذو حدين (عب12:4)"لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة افكار القلب ونياته"
- فالحد الأول من السيف يبكت وينذر وينقي ومن يستجيب يحيا (يو25:5) "الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة وهي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله والسامعون يحيون"، فيولد الإنسان من جديد.
- وإن لم يستجب ويتوب تكون له كلمة الله هي الحد الثاني للسيف وهذا للدينونة (رؤ16:2)"فتب والا فاني اتيك سريعا واحاربهم بسيف فمي"
- (يو29:5) "فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة"
- (يو48:12) "من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير"
(14) تاسعا: ورجلاه شبه النحاس النقي كانهما محميتان في اتون:
- النحاس في الكتاب المقدس يرمز للدينونة، والمسيح تجسد ليدين الخطية ويطأ إبليس بقوة.
- فالنحاس يشير لجسد المسيح الذي أتى به ليدين الخطية.
- كأنهما محميتان بالنار: النار إشارة للاهوت: (عب12: 29) "إلهنا نار آكلة"
- والنحاس المحمي بالنار إشارة لإتحاد اللاهوت بالناسوت.
- والقدمين يشيران للإمكانية التي يعطيها لنا الرب يسوع لندوس الحيات والعقارب وكل خطية وكل شهوة ردية.
(15) عاشرا: وصوته كصوت مياه كثيرة:
روح الله يشبه بالمياه: (يو39،38:7) "من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه"
- وحين يعمل في كل الذين أتوا من المشارق والمغارب وآمنوا بالمسيح وصار التسبيح لغتهم يشبه هذا بصوت مياه كثيرة أي عمل كثير في قلوب المؤمنين.
- والمسيح لما كان على الأرض (مت19:12) "لم يسمع أحد في الشوارع صوته"
- ولكنه كديان سيكون صوته مرعبًا.
*******
(16) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(17) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(18) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(19) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(20) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(21) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
