509ـ تفسير سفر الرؤيا [20]
(رؤ1: 8)
الأربعاء 10/8/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (509) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمت في الحلقة السابقة عن: تفسير (رؤ1: 7).
(4) واليوم نتكلم عن: تفسير (رؤ1: 8).
ودعونا نقرأ الآية: "انا هو الالف والياء/ البداية والنهاية/ يقول الرب الكائن والذي كان والذي ياتي/ القادر على كل شيء."
******
(5) أولا: انا هو الالف والياء:
- حيث أن المسيح هو كلمة الله، أي هو لغة الله التي يتكلم بها. فهو ألف وياء هذه اللغة (الألف، والياء) أى أول ونهاية الحروف فى اللغة. فالمسيح هو الأول وهو الآخِــــر، الذي ليس قبله قبل، وليس بعده بعد.
- فهل المسيح هو الأول وهو الآخر في حياتك؟
- دعونا نعدد فضل السيد المسيح، كلمة الله، لغة العلي، التي عبر بها عن كل النعم والبركات التي صارت لنا في المسيح يسوع.
- فالسيد المسيح ليس فقط هو الألف والياء، بل هو كل الحروف التى بينهما، بل هو كل ما تعبر عنه كل كلمات اللغة فى تشكيلاتها جميعاً من: أفعال، ومعانٍ، وأوصاف، وتعبيرات، تخرج من الله لتعبر عن شخصه، وتعلنه لنا وتعرفنا محبته ومشيئته.
- فالسيد المسيح هو اللغة التي نعرف بها السماويات ونعرف بها محبة الآب.
- السيد المسيح أتى ليعلن لنا محبة الآب، لذلك قال في: (يو14: 9) "من رآنى فقد رآى الآب"
- وأتى ليعرفنا على الآب فهو حينما أقام الموتى أعلن أن الآب يريد لنا حياة أبدية ولا يريد لنا الموت. فقد جاء في: (رو6: 23) "لان اجرة الخطية هي موت واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا"
- وحينما فتح أعين العميان أعلن لنا أن الآب يريد لنا البصيرة المفتوحة التى ترى وتعرف الآب نفسه وترى مجد السمائيات وليست تلك التى ترى وتدرك الفانيات فقط. فقد جاء في: (1يو5: 20) "ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق والحياة الابدية"
- وحينما علق على الصليب أعلن لنا محبة الآب غير المحدودة للبشر التى بها بذل إبنه عن الخطاة، فقد جاء في: (يو3: 16) "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية"
- إذاً كان المسيح هو اللغة، الألف والياء التى بها أعلن الله ذاته وأعلن عن إرادته وعن فكره، هو اللغة التى بها عرفنا الآب، فقد جاء في: (اف1: 9) "إذ عــرَّفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه"
- وحرف الألفا، أوميجا نجدها رمزاً للسيد المسيح فى رسومات كثيرة فهما أول وآخر حروف الأبجدية اليونانية ويشيران إلى أنه لم يكن يمكننا تصور محبة الآب ومداها إلا عندما رأينا المسيح على الصليب. فقد جاء في: (كو1: 20) "وان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات"
- وهل كان يمكننا أن نتصور تواضع الله إلا حينما رأينا المسيح يغسل أقدام تلاميذه جاء في: (يو13: 5) "ثم صب ماء في مغسل وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها".
- ويَــقْــبَــل أن يُــضــرَب من عبد رئيس الكهنة، كما نقرأ في: (يو18: 22) لما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا اهكذا تجاوب رئيس الكهنة".
- وهل كان لنا أن يحل فينا الروح القدس الذى يعرفنا أسرار الله مالم يتم المسيح فداؤه على الصليب (يو16: 7) "لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم"
- ونحن لن نفهم ولن نرى مجد الله إلا بالمسيح الذى آتى من السماء ليحملنى فيه إلى السماء، جاء في: (اف2: 6) "واقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع"
- هذه كلها وغيرها الكثير حدثنا بها كلمة الله لغة العلي، فهل يا ترى استطعت أن تدرك فضا المسيح عليك؟
- وهل يا ترى استطعت أن تستفيد من هذه البركات.
- اطلب الآن ماشئت فالمسيح يلبي طلبتك.
(6) ثانيا: البداية والنهاية:
- الواقع أن كل شىء قد بدأ بالمسيح، فالمسيح هو الكلمة، هو عقل الله الذى به كان كل شىء.
- (يو1:1-3) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان".
- فكل شىء راجع له ولمجد إسمه.
- والمسيح هو محرك التاريخ، لا شىء يحدث بدون سماحه، بل وفق خطته المقدسة.
- وهو رأس الكل أى خالق الكل، لا يوجد شىء خارجاً عنه، فهو الذى يحتوى كل شىء ولا شىء يحتويه.
- والغاية من تجسد السيد المسيح هي لكي يجمع في نفسه أعضاء كنيسته، ويحتوى الكل في جسده.
- هو البداية والنهاية فى الزمان والمكان.
- هو الخالق الذي خلق كل شىء لمجده، وهو تجسد ليحوى كل الكنيسة المنتشرة في كل زمان ومكان، جمعها في شخصه.
- هو البداية والنهاية أى الذي لم يبدأ قبله شىء، ولن يأتي بعده شىء، فهو الأزلى الأبدى الذى لا يحصره الزمن.
(7) ثالثا: يقول الرب الكائن والذي كان والذي ياتي:
سبق أن شرحت هذه الكلمات في صدد تفسير (رؤ1: 4) فدعوني نتذكر ما قلته:
[1] يقول الرب الكائن:
- أي الموجود الآن يملأ العالم الحاضر فهو معنا الآن.
- (مت1: 23) "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا"
- (اع17: 27 و28) "لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا، لاننا به نحيا ونتحرك ونوجد".
- هل الله موجود في حياتك؟
- قل له تفضل يارب وحل فيَّ وطهرني من كل خطية. وسيستجيب فورا لأنه يحب ذلك.
[2] الذي كان:
- أي الأزلي، موجود منذ الأزل أي لا بداية له.
- (مز90: 2) "من قبل ان تولد الجبال او ابدات الارض والمسكونة منذ الازل الى الابد انت الله"
- خالق الأكوان ومبدع الإنسان، واهب الحياة لكل الكائنات.
- (اش40: 28) "اما عرفت ام لم تسمع اله الدهر الرب خالق اطراف الارض لا يكل ولا يعيا ليس عن فهمه فحص"
- هل شكرت الرب على أنه أوجدك وأبدع خلقتك، لتستمتع بكل ما صنع؟
- الرب جدير بأن تشكره على كل شئ.
[3] الذي يأتي:
- أي الدائم إلى الأبد.
- الذي سوف يأتي في مجيئه الثاني.
- (تي2: 13) "منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح"
- هل تنتظر مجئ الرب يسوع ثانية علي السحاب؟
- (2بط3: 12) "منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة و العناصر محترقة تذوب"
- (رؤ22: 20) "يقول الشاهد بهذا نعم انا اتي سريعا امين تعال ايها الرب يسوع"
- هل تشتاق أن يأتي المسيح ويأخذك معه في المجد؟
- عَــبِّـــرْ للرب عن أشواقك.
(8) رابعا: القادر على كل شيء
- أي الضابط الكل.
- فلو أراد أن ينهى حكم دومتيانوس الذي نفى يوحنا الرائي إلى جزيرة بطمس، فهو بقدرته الفائقة يستطيع ذلك.
- ولو أراد أن يوقف أى إضطهاد على الكنيسة والمؤمنين لفعل ذلك لأنه قادر على كل شئ.
- ولكنه طالما سمح بذلك فإن له حكمة.
- وعلينا كمؤمنين أن نتعرف على حكمته، وأن نسلم تسليما مطلقا لمشيئته.
- فهل أنت تفعل ذلك؟
******
(9) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(10) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(11) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(12) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(14) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
