506ـ تفسير سفر الرؤيا [18]
(رؤ1: 6)
الأربعاء 20/7/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (506) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمت في الحلقة السابقة عن: تفسير (رؤ1: 5).
(4) واليوم نتكلم عن: تفسير (رؤ1: 6).
ودعونا نقرأ الآية: "وجعلنا ملوكا/ وكهنة/ لله ابيه/ له المجد/ والسلطان/ الى ابد الابدين امين".
******
(5) أولا: "جعلنا ملوكا":
[1] معنى ملوك:
- ليس بالمعنى الحرفي كملوك دول وإمبراطوريات.
- فالرب يقول في: (يو18: 36) "مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود ولكن الان ليست مملكتي من هنا".
- بل جعلنا ملوكا بالمعنى الروحي أي نملك أنفسنا، ونسود على ذواتنا.
- بعد أن كنا عبيدا للخطية والعالم والشيطان.
- فالمسيح حررنا وفك قيودنا: فإنه مكتوب في: (يو8: 36) "فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا"
- فهل تملك نفسك أم لازلت عبدا للشيطان والعالم والخطية.
- اطلب من الرب أن يحررك ويفك قيودك فقد جعلك ملكا.
[2] كيف صرنا نحن ملوكا؟
- ونحن صرنا ملوكًا لأننا أولاد ملك الملوك، فالمسيح يملك علينا كملك الملوك.
- (رؤ19: 16) "وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الارباب"
- ونحن نملك وعودًا بميراث سماوي في عرش المسيح فسنمتلكه في الدهر الآتي.
- (لو19: 16-17) "نِعِمَّا أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ! لِأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي ٱلْقَلِيلِ، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدْنٍ".
- أما الآن ونحن ما زلنا على الأرض فنحن بالإيمان نثق أن لنا هذا المُـلْك، وهذه الثقة تجعلنا نزهد في كل ماديات هذا العالم، فلا تسود علينا شهوة ما،
- وكما يقول الحكيم (أم16: 32) "مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" .
(6) ثانيا: جعلنا كهنة:
هناك نوعان من الكهنوت:
[1] كهنوت عام: يشترك فيه كل المؤمنين، وبهذا المفهوم فكل المؤمنين كهنة. يقدمون هذه الذبائح:
- ذبيحة التسبيح: (عب 15:13) "فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه".
- ذبيحة فعل الخير: (عب 16:13) "ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لانه بذبائح مثل هذه يسر الله".
- ذبيحة الانسحاق: (مز 17:51) "ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره".
- أجسادنا كذبيحة حيَّة:(رو 1:12) "فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية".
- الصلاة: (مز 2:141) "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية".
[2] وهناك كهنوت خاص:
- يُــرسم فيه الأساقفة والكهنة لخدمة الأسرار.
- وهناك من فهم هذه الآية خطأ، واعتبر أن كل مؤمن هو كاهن بالمفهوم الخاص والعام وهذا خطأ.
- فكيف يفهمون قوله ملوكًا إذن بالمفهوم الخاص والعام.
- فالكتاب يطلب الخضوع للملوك (رو1:13)"لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله".
- وأيضا: (1بط13:2) "فاخضعوا لكل ترتيب بشري من اجل الرب ان كان للملك فكمن هو فوق الكل".
- فهل نطبق الآية ونقول كلنا ملوك فلا نخضع للملوك والرؤساء؟
- بلا شك فإن هذا الفهم متعارض مع الكتاب كما قلنا.
- وهذا ينطبق أيضا على قوله: "جعلنا كهنة"
[3] بعض الأدلة والبراهين على الكهنوت الخاص:
- (أش 21:66)فيها يتكلم عن إيمان الأمم ويقول "وأتخذ منهم أيضًا كهنة ولاويين قال الرب" ولم يقل يكون الكل كهنة.
- في: (رو16:15)بولس مباشرًا لإنجيل الله ككاهن. وأداة التشبيه لا تؤثر كما في: (في2: 8) "واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب".
- الكهنوت وظيفة يختار الله بنفسه مَنْ يشغلها ولا يأخذها أحد مِنْ نفسه: (عب5: 4) "ولا يأخذ احد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون ايضا".
- والسيد المسيح أعطى هذا السلطان لتلاميذه عندما نفخ فيهم الروح القدس (يو20: 22-23) أعطاهم سلطان الحل والربط، ومسحة الزيت للمرضي والمعمودية وحلول الروح القدس للرسل فقط وخلفاؤهم من رجال الكهنوت.
- ثم صار في الكنيسة بعد ذلك بوضع اليد والنفخة المقدسة من الأسقف للكاهن ومن الكاهن للمعمد وهكذا
6- (مت19:16) "واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات"
7- (مت18: 17 و18) "وان لم يسمع منهم فقل للكنيسة وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار، الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء.
- قول بولس الرسول "لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن (أي هيكل اليهود) أن يأكلوا منه" (عب10:13).
- وهذا واضح من تاريخ الكنيسة لمدة أكثر من 1500 سنة، ولم يعترض أحد، حتى ظهر مارتن لوثر فأنكر الكهنوت لانحراف بعض رجاله.
- والواقع إن القديس يوحنا ذهبي الفم من القرن الرابع كتب كتابا عن الكهنوت في ست أجزاء، في موسوعة أقوال آباء نيقية وما قبلها وما بعدها:
Nicene and Post Nicene Fathers
المجلد 9 من السلسلة الأولى:
موضوع الكهنوت المسيحي في 6 كتب (ص 24 – 83)
[4] المشكلة:
1- هي ليست الاعتراض على الكهنوت نفسه، بل على بعض رجال الكهنوت الذين أساءوا لهذا السر العظيم.
2- مما دعا الرب نفسه أن يوبخ هؤلاء قائلا في (حز34: 1-16) "يا ابن ادم تنبا على رعاة اسرائيل تنبا وقل لهم هكذا قال السيد الرب للرعاة ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم الا يرعى الرعاة الغنم. تاكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. فتشتتت بلا راع و صارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت. ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كل تل عال وعلى كل وجه الارض تشتتت غنمي ولم يكن من يسال او يفتش. فلذلك ايها الرعاة اسمعوا كلام الرب. حي انا يقول السيد الرب من حيث ان غنمي صارت غنيمة وصارت غنمي ماكلا لكل وحش الحقل اذ لم يكن راع ولا سأل رعاتي عن غنمي ورعى الرعاة انفسهم ولم يرعوا غنمي. فلذلك ايها الرعاة اسمعوا كلام الرب. هكذا قال السيد الرب هانذا على الرعاة واطلب غنمي من يدهم واكفهم عن رعي الغنم ولا يرعى الرعاة انفسهم بعد فاخلص غنمي من افواههم فلا تكون لهم ماكلا. لانه هكذا قال السيد الرب هانذا اسال عن غنمي وافتقدها. كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا افتقد غنمي واخلصها من جميع الاماكن التي تشتتت اليها في يوم الغيم والضباب. واخرجها من الشعوب واجمعها من الاراضي وآتي بها الى ارضها وارعاها على جبال اسرائيل وفي الاودية وفي جميع مساكن الارض. ارعاها في مرعى جيد ويكون مراحها على جبال اسرائيل العالية هنالك تربض في مراح حسن وفي مرعى دسم يرعون على جبال اسرائيل. انا ارعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح وأبيد السمين والقوي وارعاها بعدل".
(7) ثالثا: لله ابيه:
- ما معنى هذا التعبير "الله أبيه"؟
- (يو20: 17) "قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي و لكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم"
- "أبي وأبيكم " أي هو أبي بالطبيعة وأبوكم بالتبني.
- جاء في: (يو5: 18) "فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله".
(8) رابعا: له المجد:
- (رو11: 36) "لان منه وبه وله كل الاشياء له المجد الى الابد امين.
(9) خامسا: وله السلطان:
- (دا7: 14) "فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض"
(10) سادسا: الى ابد الابدين امين:
- (رؤ11: 15) "ثم بوق الملاك السابع فحدثت اصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا و مسيحه فسيملك الى ابد الابدين".
******
(11) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(14) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(15) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(16) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
