481- ملامح في حياة أبينا مكاري يونان
الأربعاء 19/1/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (481) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) سبق أن تكلمت في حلقة خاصة يوم الثلاثاء 11/1/2022م، يوم رحيل أبينا المبارك القمص مكاري يونان تحت عنوان: "رحيل فارس من فرسان الملكوت"
(4) واليوم أضيف هذه الحلقة أيضا. وأريد أن أوضح أن هاتين الحلقتين:
- ليستا مجرد رثاء وتكريم لأحد قديسي عصرنا، وبطلٍ من أبطال الإيمان في جيلنا، وهو المتنيح أبونا مكاري يونان.
- وإنما لأسجل فيهما السيرة الذاتية لهذا الإناء المختار.
- وأؤرخ لهذه الظاهرة الروحية، ظاهرة أبينا مكاري الثورية في هذه الفترة من تاريخ كنيستنا ووطننا، التي تباركت بوجود هذا الشاهد الأمين لشخص فادينا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي استخدمه بقوة غير عادية لفترة تقرب من نصف قرن من الزمان.
(5) أحبائي نلتقي حول روح أبينا القديس مكاري يونان على ضوء قول الكتاب المقدس في:
1- (دا12: 3) "الفاهمون يضيئون كضياء الجلد [أي القبة الزرقاء]، والذين ردوا كثيرين الى البر، كالكواكب الى ابد الدهور"
- وقول السيد المسيح في: (مت5: 16): "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات"
- وقول بولس الرسول لتلميذه في: (1تي4: 12): "كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة"
- وأيضا قوله في: (عب13: 7) "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم"
(6) وسوف أركز حديثي عن ملامح ثلاثة أوجه في حياة القديس أبينا مكاري يونان وهي:
- الوجه الأول: ملامح جوهرية في علاقته التعبدية.
- الوجه الثاني: ملامح روحية في حياته الشخصية.
- الوجه الثالث: ملامح أساسية في خدمته الناريـــة.
******
(7) الوجه الأول: ملامح جوهرية في علاقته التعبدية
[1] الملمح الجوهري الأول في علاقته التعبدية هو الإيمان الاختباري:
- وقد سبق أن تكلمت كثيرا في برامج قناة الفادي عن مفهوم الإيمان الاختباري وأعود أذكِّــر بما قلته.
- فمفهوم الايمان الاختباري واضح من (يو1: 12) "واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه"
- وفي: (الترجمة التفسيرية) "أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَقَدْ مَنَحَهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ".
- إذن فالإيمان الاختباري هو قبول المسيح في القلب.
- وعندما يحل المسيح في القلب يغير الحياة بجملتها فيعطي قلبا جديدا وروحا جديدة وفكرا جديدا وضميرا جديدا وطبيعة جديدة وسلوكا جديدا.
- كما يقول الكتاب في: (2كو5: 17) "اذن ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا"
- وعندما يسكن المسيح في القلب نجد المؤمن يحب كل الناس من خلال قلب المسيح الساكن فيه.
- وهنا يجب أن نفرق بين إنسان له إيمان اختباري بقبول المسيح في القلب، وبين الإنسان المتدين، وهو الذي قبل بعقله مجرد معلومات عن المسيح، فهو لم يصبح خليقة جديدة، ولا يحب من خلال قلب المسيح، لأن يسوع ليس ساكنا فيه.
- وقد قال عنه السيد المسيح في: (مر7: 6 و7) "فاجاب وقال لهم حسنا تنبا اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا وباطلا يعبدونني"
- أما أبونا مكاري يونان فكان مؤمنا مختبرا لسكنى المسيح في القلب.
[2] الملمح الجوهري الثاني في علاقته التعبدية هو إستقامة العقيدة:
- لقد عاش أبونا مكاري يونان أرثوذكسيا ورحل أرثوذكسيا.
- ولا صحة لما تردد في بعض المواقع المغرضة التي تغاير ذلك.
- وها هو بنفسه يتكلم عن مصدر تعلمه في الكنيسة الأرثوذكسية: [فيديو اللي علمني طريق المسيح جدو]
- وهذه هي شهادتي الشخصية: في عام 1968م عندما أتيت إلى مصر الجديدة دعتني مدام سنية زوجته لزيارتهم بهدف أن أتكلم مع زوجها عن المسيح وقبوله، وتقابلت مع الأستاذ صبري يونان، وباركه الرب. ومنذ ذلك اليوم أصبح إنسانا جديدا، وتولى خدمة الترنيم في الاجتماعات بقاعة كنيسة مار مرقس القبطية الأرثوذكسية بمصر الجديدة.
[3] الملمح الجوهري الثالث في علاقته التعبدية هو الحب المتبادل مع الله:
- عملا بقول الكتاب المقدس في (1يو4: 19): "نحن نحبه لانه هو احبنا اولا"
- فكثيرا ما سمعناه يردد قول الكتاب (1يو4: 10): "ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا".
- ومن منَّا ينسى ترنيمته الخالدة عن هذه لمحبة قائلا: "املاني بالمحبة وسر أنت امامي"
- بالحق كان عاشقا للمسيح مسبيا في محبته الغامرة.
- ومن هنا كانت محبته للآخرين، كما سيأتي الحديث في حينه.
- هل لنا هذا المستوى في محبتنا لله؟
[4] الملمح الجوهري الرابع في علاقته التعبدية هو الأمانة الصادقة:
- عملا بقول الكتاب في (رؤ2: 10): "كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة"
- فأبونا مكاري يونان لم يكن يساوم على أمانته للرب، وكم عانا من ضيقات في سبيل ذلك بكل صبر واحتمال، فاستحق إكليل الحياة.
- هل نحن صادقين في أمانتنا للرب؟
[5] الملمح الجوهري الخامس في علاقته التعبدية مع الله هو حياة الصلاة الدائمة:
- عملا بقول الكتاب في (لو18: 1): "ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل"
- وأبونا مكاري لم يكن يمل من الصلاة بلا انقطاع، وما ترانيمه إلاَّ صلوات ملحنة، مثل: "اسمع صراخي يا سيدي وإلى صلاتي أمل أذنيك، ارحمني وامسك بيدي، أنا في حاجة شديدة إليك"
- هل لنا روح الصلاة الدائمة ليس فقط بالكلام، بل بالفكر أو بالقلب أو بالروح بدون كلمة؟
[6] الملمح الجوهري السادس في علاقته التعبدية مع الله هو الامتلاء بالروح القدس:
- عملا بقول الكتاب في (اف5: 18): "امتلئوا بالروح"
- وما أروع ترنيمته التي ختم بها حياته في مؤتمر الصلاة الأخير 11/12/2021م التي تبدأ بكلمات: "يا ساكن الأبد وحاضر في الوسط، هكذا وعد حبك قال أنا بين اتنين أو ثلاثة حال ... إلى قوله: من يوم صعودك ليوم الخمسين واحنا جنودك منتظرين تمم وعودك ياحنين، واغمرنا بجودك يا حنين، واسكب من روحك يا حنين، من أجل جروحك يا حنين، نطالب بالمواعيد، ونفرح والفرح يزيد، هبي يا ريح الخمسين وخلى الليلة عيد".
- هل أنت ممتلئ مثله بالروح؟ أطلب تأخذ، فالرب يعطي بسخاء ولا يعير.
******
(8) الوجه الثاني: ملامح روحية في حياته الشخصية
[1] الملمح الروحي الأول في حياته الشخصية: الجدية والوقار:
- فلم يكن هزليا يستخف دمه، بل كان جادا في تبليغ رسائل الرب وصوت العلي بكل احترام ووقار.
- كقول الكتاب في (تي2: 2): "ان يكون القسوس صاحين ذوي وقار متعقلين اصحاء في الايمان والمحبة والصبر"
- وأيضا في (تي2: 7): "مقدما نفسك في كل شيء قدوة للاعمال الحسنة ومقدما في التعليم نقاوة و وقارا واخلاصا"
- ومع كل هذه الجدية، لم يكن عبوسا كئيبا، بل كانت إبتسامته المشرقة، مبعثَ رجاء لكل نفس حزينة، وسلاماً لكل قلب مضطرب.
[2] الملمح الروحي الثاني في حياته الشخصية هو: القوة والشجاعة:
- جاء في: (2تي1: 7) "لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح"
- وقد كانت هذه سمات أبينا مكاري، وتحضرني الذاكرة أنه في عام 1972م [أي منذ 50 سنة] دعيت لحوار ديني بين المسيحية والإسلام في أحد مساجد مصر الجديدة. وعرضت على الأخ صبري يونان [أبونا مكاري قبل الرسامة] أن يذهب معي. فلم يخَف بل وافق على الفور، وذهبنا إلى هناك وكان في انتظارنا سرية من الجماعات الإسلامية الإرهابية بلحاهم المسترسلة، والزبيبة السوداء تعلو جباههم، وكانوا تحت قيادة أمير الجماعة. ودام الحوار حتى ما بعد منتصف الليل، وعندما احتدمت المناقشات نطق أحد الحاضرين منهم قائلا: هذا القسيس يتكلم بالحق، فيوجد عندنا حديث قدسي يقول: "قل عبدي أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون، فما بالكم بعيسى كلمة الله وروحه". فانتهره أمير الجماعة متسائلا في تهكم: إنت معانا واللا معاهم، فأجابه: أنا مع الحق، وقاموا ضد بعض، وتطور الأمر بسرعة، وبدأ التلاحم بالأيادي ثم بالأقدام، وبحكمة أشار الأخ صبري [أبونا مكاري] أنه وقت لتركهم وشأنهم، لئلا يفيقوا ويلتفتوا إلينا. وخرجنا في الوقت المناسب في حماية الرب. فقد كان أبونا مكاري حكيما وشجاعا لا يهاب شيئا.
[3] الملمح الروحي الثالث في حياته الشخصية هو: المحبة الأخوية:
- فقد كان ينادي بالمحبة الأخوية مستشهدا بقول الكتاب في (1يو4: 20): "ان قال احد اني احب الله وابغض اخاه فهو كاذب لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره".
- ونداؤه بالحب ليس فقط لبني دينك أو مذهبك بل لكل الناس دون تمييز، بل وللأعداء أيضا كقول الرب في: (مت5: 44) "احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم".
- وبكل أسف شديد أسيء فهمه ودفع ثمن ذلك غاليا، في حياته، وبعد انتقاله، ولكن يكفيه فخرا أنه عاش وصية الرب بالرغم من كل شئ.
- فأعطانا مثالا حيا للمحبة المسيحة النابضة من قلب المسيح.
[4] الملمح الروحي الرابع في حياته الشخصية هو: إنكار الذات والتواضع بلا تصنع:
- متتبعا مثال السيد المسيح الذي قال: (مت11: 29) " تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"
- وقول الرب يسوع في: (لو9: 23) "إن اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني"
- مين منا لا يذكر ترنيمته الخالدة: أنا التراب افتكري يانفسي، أنا التراب إياك تنسي. بقى أنا أستاهل إنك تتجسد علشاني، وانت بجلالك تشبه إنساني، وتجرب عيشتي. مين أنا مين؟ أنا التراب افتكري يا نفسي".
- ونذكر جيدا كيف كان يردد عقب كل معجزة شفاء يقول: "المسيح صاحب السلطان والمجد وحده"
- وفي كل إجتماع يردد مقولته الشهيرة: "مجد وكرامة ليك"
- ليتنا نعيش على هذا المستوى من الاتضاع وإنكار الذات.
[5] الملمح الروحي الخامس في حياته الشخصية هو: العناية بالأسرة:
- عملا بقول الكتاب المقدس في: (1تي3: 4) "يدبر بيته حسنا. وله اولاد في الخضوع بكل وقار"
- وكثيرا ما كان ينبِّر على ضرورة اهتمام الخادم بخاصته أولا محذرا بقول الكتاب في: (1تي5: 8) "ان كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من غير المؤمن"
- وكلنا يذكر شريكة حياته الفاضلة تاسوني سنية التي تحقق فيها قول الكتاب في: (ام31: 10) "إمرأة فاضلة من يجدها لان قيمتها تفوق اللالئ"
- وهوذا نري بناته الفضليات: مدام نيفين ومدام نورا ومدام مريم، وكيف تجلي معدن إيمانهن في هذه التجربة القاسية.
- بل رأينا مدى عناية أبينا مكاري بالجيل الثالث من أسرته واستمعنا جميعا إلى كلمة حفيده في حفل التكريم وشهادته لاهتمام أبينا مكاري بغرس بذور الإيمان في حياتهم.
- ليتنا نتعلم منه كيف نعتني ببيوتنا وأفراد أسرنا.
******
(9) الوجه الثالث: ملامح أساسية في خدمته النارية
[1] الملمح الأساسي الأول في خدمته النارية هو: التركيز على شخص المسيح:
- تنفيذا لوصية الكتاب المقدس في (في2: 1): فان كان وعظ ما في المسيح".
- فالوعظ أساسا هو المناداة بالمسيح المحب الذي مات على الصليب ليكفر عن خطاينا ويخلصنا من القصاص.
- وهذا هو عصب خدمة أبينا مكاري تقديم المسيح الفادي والمخلص لكل العالم ولكل إنسان مسيحيا كان أو مسلما.
- وكلنا نذكر يوم أن أتت إليه في أحد برامجه التلفزيونة سيدة داعية إسلامية ودعته لاعتناق الإسلام.
- فما كان منه إلا أن حدثها بكل هدوء وحكمة عن السيد المسيح الذي أحبنا وبذل نفسه على الصليب ليغفر خطايانا، فبه وحده الخلاص.
- وكان بالحق شعاره هو نفس شعار بولس الرسول الذي قال في (1كو2: 2): لاني لم اعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح و اياه مصلوبا"
- وها هي ترانيمة التي تدور حول هذا المحور ومنها على سبيل المثال: "جراح حبيبي غالية عليه، خلتني أكره كل خطية، واشتاق من قلبي أخدم إللي أحسن إليّ"
- ليتنا نتعلم منه التركيز على شخص الحبيب الفادي.
[2] الملمح الأساسي الثاني في خدمته النارية هو: بساطة الرسالة الكرازية:
- أي التطبيق المباشر لكلمة الله في بساطة.
- كقول بولس الرسول في (1كو2: 4): "وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة"
- فلم يكن أبونا مكاري يونان من هواة التحليل الفلسفي، والتفعيل المنطقي للنصوص، بل كان يقدم كلمة الله كما هي بلا رتوش.
- وما كان سر قوة تأثيرها وفعاليتها إلا برهانا لعمل الروح القدس الناطق على لسانه، تحقيقا لطلبته في تلك الترنيمة الرائعة: "انطق على لساني وكن ينبوع كلامي".
[3] الملمح الأساسي الثالث في خدمته النارية هو: نداء التوبة:
- الواقع إن المحور الرئيسي لعظات أبينا مكاري كان نداء التوبة.
- تنفيذا لوصية سيده في: (لو24: 47) القائلة: ينبغي "ان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم".
- فكان إلى آخر يوم يعظ فيه يردد ما جاء في: (اع17: 30): "الله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل"
- وربما أساء البعض فهم مقولته: "لا تقل أنك خاطي"
- فمن المؤكد أنه لم يكن يقصد قط أن الإنسان معصوم من الخطية، بدليل ندائه بضرورة التوبة وطلب الرحمة.
- وإنما يقصد شيئا آخر يحتاج إلى دقة الفهم.
- فالخطية نوعان: الخطية كموقف من الله، والمعنى الثاني الخطية كسلوك عرضي.
- فمن المؤكد أن الشخص المؤمن الذي تاب وترك موقفة المضاد لله أصبح مبررا، كما قيل عن العشار التائب: "نزل إلى بيته مبررا" (لو18: 14)
- ورغم أنه تبرر لكنه لا يكون معصوما من الخطأ وإنما هو معرض للسقوط، ولكنه ينتفض سريعا نادما ليواصل طريقه مع الرب.
- وهذا ما عبر عنه الكتاب المقدس في (مز37: 24): "من قبل الرب تتثبت خطوات الانسان – التائب المبرر - وفي طريقه يسر، اذا سقط لا ينطرح لان الرب مسند يده"
- ولسان حاله يقول: "لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي" (مي7: 8)
- ويحسن أن نذكر دائما هذه المقولة: إن كان السلوك يتعثر فالموقف لا يتأثر.
- هذا ما كان يقصده لسان العتر المتنيح أبونا مكاري يونان.
- فليتنا نتوب ايها الأحباء "لتأتي أوقات الفرج من وجه الرب" (اع3: 19).
[4] الملمح الأساسي الرابع في خدمته النارية هو: الدعوة للقداسة العملية:
- فكان دائما يردد قول الكتاب المقدس في: (2كو7: 1) "لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد و الروح مكملين القداسة في خوف الله"
- وأيضا: (عب12: 14) "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب"
[5] الملمح الأساسي الخامس في خدمته النارية هو: مسحة الروح القدس:
- فقد قال السيد المسيح لتلاميذه في: (لو24: 49) "وها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي"
- وأيضا في: (اع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض"
- وهكذا اختبر عمليا الملء بالروح القدس وصارت له كاريزما طاغية في الوعظ، ومواهب الشفاء وإخراج الشياطين.
[6] الملمح الأساسي السادس في خدمته النارية هو: نبض النهضة المرتقبة:
- بالإضافة إلى كل نهضة روحية وانتعاش للنفوس في كل مكان وعظ فيه،
- نراه يتغني دائما لنهضة مرتقبة تجتاح مصر والعالم أجمع.
- فنسمعه يقول: "نرى سحابة قدر كف وقد بانت من بعيد، ننتظرها بعود ودف، ها قد عاد يوم العيد، ها قد عاد يوم العيد يوم النهضة السعيد، يوم حلول الروح القدس المجيد. من بعيد هات أبناءك واحمل على يديك بناتك، ضم ضم للكنيسة الذين يخلصون، وبالهبات النفيسة اغمرنا أيا حنون.
- وترنيمة: فجر البركان واضرم النيران لتندلع في الروابي والوديان ويفرح بخلاص يسوع كل إنسان.
[7] الملمح الأساسي السابع في خدمته النارية هو: حب الوطن والخضوع للسلطات:
- عملا بوصية الكتاب المقدس في: (رو13: 1 – 5) [بحسب الترجمة التفسيرية] "عَلَى كُلِّ نَفْسٍ أَنْ تَخْضَعَ لِلسُّلْطَاتِ الْحَاكِمَةِ فَلاَ سُلْطَةَ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالسُّلْطَاتُ الْقَائِمَةُ مُرَتَّبَةٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ. حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَةَ، يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَجْلِبُونَ الْعِقَابَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. لِذَلِكَ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ تَخْضَعُوا للسلطة الحاكمة، لاَ اتِّقَاءً لِلْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ مُرَاعَاةً لِلضَّمِيرِ أَيْضاً".
- وقد أعجبني جدا عندما أعلنها على الملأ أنه "يحب مصر ورئيس مصر فخامة عبد الفتاح السيسي قائلا: لأنه لم يأت على مصر رئيس نظيره". وهو على حق.
- ونحن أيضا كمؤمنين ينبغي أن ننفذ وصية الرب في: (1بط2: 17) "اكرموا الجميع احبوا الاخوة خافوا الله اكرموا الملك [أي رئيس السلطة الحاكمة]"
- حتى لو كانت السلطة غاشمة وشريرة، فما علينا إلا أن نطلب من الضابط الكل الرب إلهنا ليتصرف بقوته واقتداره.
- وهذا ما حدث بالفعل بحكمة أبينا مكاري ومعه قادة الطوائف بمصر جماعة حبة الخردل، عندما عقدوا إجتماع الصلاه العالمي في 11/11/ 2011م وارتج جبل المقطم، حيث كان مجتمعا ما يزيد عن 25 ألف مؤمن ومؤمنة، علاوة عن الملايين الذين تابعوا في كل بلاد العالم من خلال القنوات الفضائية.
- وكلنا يذكر ولا يمكن أن ننسى معجزة الله الذي خلص البلاد من حكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بيد قوية وذراع رفيعة.
- وإلهنا القدير هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد، له كل المجد. آمين.
******
(10) ردود الأفعال لخبر نياحته:
امتلأت السوشيال ميديا منذ نياحته وحتى الآن بالكثير من ردود الأفعال، منها ردود الأفعال السلبية، وهناك ردود الأفعال الإيجابية:
[1] بعض ردود الأفعال السلبية:
- هناك من يشكك في أرثوذكسيته، وهناك من يشكك في المعجزات التي صنعها بقوة الروح القدس وهكذا.
- والواقع كل إنسان حر فيما يفكر وفيما يعبر وفيما يعتقد، والمهم أن يراعي كل إنسان ضميره مع الله.
- أما هذه الافتراءات فلا تؤثر في أبينا مكاري يونان ولا في مصداقيته.
- فالسيد المسيح نفسه تعرض لمثل هذه الأقاويل المغرضه.
- فجاء في: (مت9: 34) "اما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين".
- وأيضا في: (مر3: 21) "ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل"
- والسيد المسيح قال في: (لو23: 31) "لأنه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس"
- وأيضا في: (مت5: 11) "طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم."
- فطوباك يا قديس العلي.
[2] بعض ردود الأفعال الإيجابية:
- كنت أريد أن أسجل كل ما قيل عن عمل الله في أبينا مكاري، ولكن يعوزني الوقت.
- وأكتفي هنا بما كتبه أحد أحبائنا المسلمين واسمه: "ياسر مروان" في جريدة أهرام الشرق الأوسط:
- بعنوان: "تعزيه من قلب مسلم لرجل دين سماوي تقي ومؤمن"
- قال: رحل القديس الذي كان إنجيلا معاشا، رجل الله حقا، استخدمه الله لكي يكون صورة المسيح على الأرض، ففي شخصه هربت الذات وشهواتها وميولها َورغباتها وسكن مسيح البذل والتواضع والبساطة والعطاء والخير والمحبة.
- لم تسيطر عليه ايدلوجية او طقس، بل كما قال بولس الرسول الأعظم في تاريخ التبشير المسيحي، "صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس ... صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوما".
- [وأضاف]: هكذا كان القديس الراحل الخادم الناري العظيم ابونا مكاري يونان والذي وصلت كلمة خدمته الي اقاصي كل المسكونة، وقد ايد الله كلمة تبشيره بالآيات والمعجزات، فمنحه مواهب متعدده بقوة الاسم الحسن...
- كان محبا حقيقيا لمصر والسيد الرئيس ....."
******
(11) واسمحوا لي أيها الأحباء أن أختم حديثي عن أبينا مكاري يونان بهذه السمفونية المعزية:
- يــا رفـــيـــق الـــدرب يــا حــلـــــو اللـــســـــــــــــان
- يــا رقـــيـــق الــقــلــب يـــا صدر الــحـــــــنـــــــــــان
- النابضِ من قلب يسوعَ ونبعــــــــه المـــلآن
- يــا عــمــيــق الـحـــب يـــافــخـــــر الــــزمــــــــــــــان
- يــا حــبــيــب الــرب يـــا قـــاهــــر الشيــــطـــان
يــا رفـــيـــق الـــدرب يــا حــلـــــو اللـــســـــــــــــان
يــا رقـــيـــق الــقــلــب يـــا صدر الــحـــــــنـــــــــــان
******
- فــــيـــك تــجــــلى إلـهــــك بــــأجـــــلى بــــــــيـــــان
- وثـــمــــارك تــــذخــــر بـــهــــــا الأغـــــــصـــــــــــان
- والطــــيـــور تـــغــــرد أعــــــــذبَ الألــــحــــــــــــان
- عن أبينا مكاري أتكلم عــــن ابــــنِ يـــــونـــان
- صــاحــــبُ الكـاريــــزمـا نُــــــطَـــــــوِّبَــــــــه الآن
- وكـــــل أوان وإلـــــى مــــــــــــدى الأزمــــــــــــــــــان
يــا رفـــيـــق الـــدرب يــا حــلـــــو اللـــســـــــــــــان
يــا رقـــيـــق الــقــلــب يـــا صدر الــحـــــــنـــــــــــان
*****
- عشـــت سـعيدا بيننا تنهل من الحنَّان
- وتسعى لربح النفوس بــقـــوة الإيــمـــــان
- عــــبــرت الـــبـحـــار وجــزت ســـائـــر الشُّـطْــآن
- بلغت المدى كارزا لـــــكـــــــل إنــســــــان
- حباك الرب مواهبا مجدت بها سيــد الأكـــوان
- فــطـــوبــاك طــوبــاك بكل هذه التـيجــان
يــا رفـــيـــق الـــدرب يــا حــلـــــو اللـــســـــــــــــان
يــا رقـــيـــق الــقــلــب يـــا صدر الــحـــــــنـــــــــــان
******
- اذكرنا أمام العرش عرشِ يسوع الديان
- آمــيـــن ثـم آمـيــــن يــا فـــــارس الـــــفـــــرســــــان
- وإلــى لــقـــاء قــريــب فقد طال بنا الـزمان
- والقلوب لك اشتاقت مع أبطـال الإيــمــان
يــا رفـــيـــق الـــدرب يــا حــلـــــو اللـــســـــــــــــان
يــا رقـــيـــق الــقــلــب يـــا صدر الــحـــــــنـــــــــــان
- ولربنا يسوع المجدُ من الآن وما بعد الــزمان
آمين.
********
الله ينفعنا بصلواتك يا أبانا القديس، ويعيننا كما أعانك، وإلى لقاء قريب حول عرش الحبيب الذي له كل المجد. آمين
******