457- الانضباط خضوعا للملك المسيح (14)
الأربعاء 28/7/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (457) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم عن موضوع "إتباع المسيح"، مرحلة الشباب التي تتميز بالنمو الروحي، وقد تكلمت عن: التكريس للملك المسيح.
(4) واليوم نتكلم عن: الانضباط خضوعا للملك المسيح.
- فالمؤمن الذي كرس حياته للملك المسيح يصبح جنديا في مملكة الله.
- يقول بولس الرسول عن الجندية الروحية في: (2تي2: 3) "فاشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح".
- وأهم ما يميز الجندي هو الانضباط في كل مناحي حياته.
(5) وسوف نتكلم عن الانضباط في حياة المؤمن المكرس في أبعاده التالية:
- أهمية الانضباط.
- مفهوم الانضباط.
- سر الانضباط.
- جوانب الانضباط.
******
(6) أولا: أهمية الانضباط:
[1] عن أهمية الانضباط يقول بولس الرسول في: (1كو9: 25) "كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء، اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى وأما نحن فاكليلا لا يفنى"
- بمعنى أن المؤمن المكرس يمارس حياة الجهاد الروحي كما عرفنا في الدروس السابقة،
- وهناك جانب من جوانب الجهاد الروحي هو ضبط النفس في كل شئ.
- ومن هنا يتضح لنا أهمية الانضباط كممارسة عملية للجهاد الروحي.
[2] وفي نفس المعنى يضيف بطرس الرسول قائلا في: (2بط1: 5 و6) "ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى"
- وفي الترجمة التفسيرية توضيح لمعنى التعفف: "فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْذُلُوا كُلَّ اجْتِهَادٍ وَنَشَاطٍ فِي مُمَارَسَةِ إِيمَانِكُمْ حَتَّى يُؤَدِّيَ بِكُمْ إِلَى الْفَضِيلَةِ وَاقْرِنُوا الْفَضِيلَةَ بِالتَّقَدُّمِ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَالْمَعْرِفَةَ بِضَبْطِ النَّفْسِ، وَضَبْطَ النَّفْسِ بِالصَّبْرِ، وَالصَّبْرَ بِالتَّقْوَى".
- لاحظ هذه المتتالية السباعية الذهبية:
- ممارسة الإيمان،
- يؤدي إلى بذل كل اجتهاد،
- والاجتهاد يؤدي إلى الفضيلة،
- والفضيلة تقرن بالمعرفة،
- وتقرن المعرفة بضبط النفس،
- ويقرن ضبط النفس بالصبر،
- ويقرن الصبر بالتقوى.
(7) ثانيا: مفهوم الانضباط:
[1] تقول معاجم اللغة ان معنى الانضباط هو: السَّيطرة على الذَّات أو التَّصرُّفات بهدف التَّطوير والتَّحسين الشَّخصيّ.
- وهذا يتفق ما قاله بولس الرسول كما رأينا في: (1كو9: 25) "كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء"
- أي يسيطر على ذاته وتصرفاته.
[2] والانضباط هو الالتزام كما جاء في سفر العدد: (عد30: 2) "لا ينقُض الرجل كلامه حسب كل ما خرج من فمه يفعل". أي يلتزم بكل ما يقوله.
[3] والانضباط هو حماية للحرية، قال بولس الرسول فى: (غل5: 13) "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الأخوة، غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً"
(8) ثالثا: سر الانضباط:
[1] يكمن سر الانضباط في أنه ثمرة من ثمار الروح القدس: إذ قال بولس الرسول في: (غل5: 22، 23) "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ضد أمثال هذه ليس ناموس".
- بمعنى أن المؤمن لا يعتمد على وسائل بشرية ليقتني الانضباط بل يطلب من الروح القدس الساكن فيه أن يضبطه ويسود عليه ويسيطر عليه.
- فلا فائدة من قول من قال لمن يريد ضبط كلامه أن يضع زلطة في فمه.
- فهل إعاقة الفم عن الكلام علاج لقلب الإنسان المنفلت؟
[2] وأيضا على المؤمن:
1- أن يحفظ نفسه بحسب كلمة الرب كما قال سليمان الحكيم في: (ام4: 3 و4) "فاني كنت ابنا لابي غضا ووحيدا عند امي، وكان يريني ويقول لي ليضبط قلبك كلامي احفظ وصاياي فتحيا".
- فحفظ وصية الله تجعل المؤمن منضبطَ القلب يحيا للرب بأمانة.
[3] ومع كل هذا على المؤمن أن يراعي الرب في كل تصرفاته: كما يقول بولس الرسول في: (كو3: 23) "وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب وليس للناس".
(9) رابعا: جوانب الانضباط:
هذه بعض جوانب الانضباط في حياة المؤمن المكرس:
- قمع الجسد: قال بولس الرسول في: (1كو9: 27) "اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير انا نفسي مرفوضا"
- ضبط الإنسان العتيق: وقال بولس الرسول أيضا في: (رو6: 6) "عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية"
- ضبط الشهوات والجنس: وجاء في: (2تي2: 22) "اما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي"
- ضبط نظرة العين: قال السيد المسيح في: (مت5: 28) "اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه"
- وقال أيوب الصديق في: (اي31: 1) "عهدا قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء"
- ضبط الشفاه: قال الملك سليمان الحكيم في: (أم10: 19) "كثرة الكلام لا تخلو من معصية أما الضابط شفتيه فعاقل"
- ضبط الانفعالات: ومن أقوال سليمان الحكيم أيضا في: (أم16: 32) "البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن ياخذ مدينة"
- ومن جوانب ضبط النفس أيضا: القناعة: قال بولس الرسول في: (1تي6: 8) "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما"
(10) تساؤل: هل معنى هذا أن يعيش المؤمن معصوما من الخطأ؟
الإجابة: لكي ندرك الإجابة السليمة على هذا التساؤل علينا أن نميز بين المفارقات التالية:
[1] الفرق بين القداسة والعصمة:
- معنى القداسة في الأصل اليوناني هي الصحة السليمة.
- فهل من يتمتع بصحة سليمة معصوم من الإصابة بأي مرض؟
- هكذا في الحياة الروحية فحياة القداسة هي سلامة المؤمن من مرض الخطية. ولكن هذا لا يحميه أو يعصمه من التعرض للسقوط في الخطية لأي سبب مثل: الضعف، أو الجهل أو عدم الحرص ...إلخ
[2] الفرق بين التجربة والخطية:
- المؤمن معرض للتجربة في أي وقت.
- ولكن هناك فرق بين التجربة والخطية.
- فالتجربة عرض، والخطية طلب وقبول هذا العرض.
- أما من يرفض العرض فقد انتصر رغم أنه تعرض للتجربة.
- والسيد المسيح مثال لنا في هذا الأمر، فقد قال بولس الرسول عنه في: (عب4: 15) "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية"
[3] الفرق بين الكمال المطلق والكمال النسبي:
- نحن مدعوون للكمال حقا.
- ولكن الكمال المطلق من صفات الله وحده.
- أما نحن فمدعوون للكمال النسبي.
- بمعنى أن الكمال المطلق هو العصمة، وهذا هو من اختصاص الله وحده.
- أما الكمال النسبي فهو القداسة.
- وهناك فرق بين العصمة والقداسة كما سبق أن أوضحنا.
(11) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
(14) مشاركات:
ربما نحن لا نعرف كيف نشارك، لهذا أضع هذه الاقتراحات أمام الجميع:
- 1- هل حدثك الرب من خلال أي شئ عن خطية أو نعمة أو وعد ...إلخ
- 2- هل أعجبتك آية؟ أو نقطة معينة؟ قل لماذا ببساطة كإنطباعة.
- 3- هل اكتشفت تقصير في أي شئ على ضوء ما سمعت.
- الختام
(15) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(16) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.