437ـ مفاهيم إيمانية (29)
حلقة الأربعاء 3/3/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (437) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمنا في الحلقات الماضية عن:
1- مفهوم الخلاص.
2- مفهوم التبرير.
3- مفهوم التجديد.
4- مفهوم التبنى.
5- مفهوم التقديس.
(4) واليوم سنتكلم عن:
- مفهوم الملء بالروح.
- مفهوم التمجيد.
(5) مفهوم الملء بالروح:
- الملء هو أن يملك الروح القدس على حياة المؤمن.
- لهذا يوصي بولس الرسول أن نمتلئ بالروح: في (أف5: 18) "لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل أمتلئوا بالروح"
- وعندما يملك الروح القدس على حياة المؤمن تكون له القيادة الكاملة.
- لهذا يقول بولس الرسول أيضا: في (رو8: 14) "لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله".
- فالمؤمن الذي أصبح إبنا لله عندما يمتلئ بالروح القدس يصبح منقادا بروح الله.
- منقادا في موكب النصرة: إذ يقول بولس الرسول في (2كو2: 14) "شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان"
(6) وسائل الملء بالروح القدس:
يحصل المؤمن على سكنى الروح القدس والإمتلاء بروح الله من خلال وسائط النعمة والأسرار المقدسة:
[1] سر حلول الروح القدس:
- وهو معروف فى الكنيسة بسر المسحة المقدسة التى قال عنها يوحنا الرسول: في (1يو2: 20) "أما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ".
- وبهذا يصبح المؤمن هيكلاً للروح القدس كما يقول معلمنا بولس الرسول: في (1كو3: 16) "إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم"
[2] سر التناول المقدس:
- به نثبت فى المسيح ويثبت المسيح فينا كما قال الرب نفسه: في (يو6: 56) "من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه"
- وفى هذا قال المتنيح البابا الانبا شنودة الثالث: "أنا الكائن الوحيد الذى يتناول جسد الله ودمه فيحل فيه ملء اللاهوت" (كتاب إنطلاق الروح ص 67).
[3] وسائط النعمة:
- الصلاة: في (أع4: 31) "ولما صلوا تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه وأمتلأ الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة".
- كلمة الله: من خلال سماع كلمة الله يحل الروح القدس على القلوب المستعدة والمنفتحه للنعمة فيقول: في (أع10: 44) "فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة"
[4] وعلي المؤمن أن:
- يضرم الروح القدس فيه، قال بولس الرسول: في (2تى1: 6) "أذكرك أن تضرم أيضاً موهبة الله التى فيك بوضع يدى عليك".
- لايحزن الروح، قال بولس الرسول: في (اف4: 30) "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء"
- ولا يطفئ الروح: في (1تس5: 19) "لاتطفئوا الروح".
- يتحرك في كل إتجاه عاملا عمل الله: في (قض13: 25) "وابتدا روح الرب يحركه [شمشون] في محلة دان بين صرعة واشتاول".
(7) جميع رجال الله في العهد الجديد كانوا ممتلئين من الروح القدس:
- وعلى رأس الكل يسوع المسيح نفسه: في (لو4: 1) "أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ ... مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ".
- ويوحنَّا المَعمدان في (لوقا1: 15) "وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُس".
- وبطرس الرسول في (أع4: 8) "حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُس".
- وبُولس الرسول في (أع 13: 9) "وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ وقال: ...".
- ولا شك أنَّ الأشخاص الذين كانوا ممتلئين مِنْ روح الله كانوا قادرين على العمل بقوة حتى أنَّه قيل عنهم أنهم قَلَبُوا العالمَ رأسًا على عَقِب.
- فحقيقة الخضوع للروح القدس تُطْلق القوة الإلهيَّة التي تُمَكِّنُنا مِنَ القيام بالأشياء التي لا يستطيع أحدٌ سِوى الله أن يقوم بها.
- ينبغي أن تكون تحت سيطرة الروح وخاضعًا لسلطانه. وهذا يعني أنْ تُمِيتَ الجسد، وأنْ تُمِيت إرادتك الذاتية، وأنْ تَعترف بالخطيَّة وتحاربها طيلة أيام حياتك، وأنْ تكون مُطيعًا لروح الله.
ليتك تصلي قائلا:
أمتلكنى يا سيدى بجملتى، وليهمن روحك القدوس على كيانى، قدنى ياروح قدس الله فى دروبك المقدسة، شددنى عضدنى، أيدنى بالقوة فى الإنسان الباطن، أيدني بروح المجاهرة حتى أستطيع أن أشهد لمجد سيدى.
لك كل خضوعى، وسجودى، وأسلمك حياتى ولك كل المجد آمين.
******
(8) ناتي أخيرا إلى: مفهوم التمجيد:
- التمجيد هو الحقيقة الخلاصية التى ينالها المؤمن فى ختام المطاف فمعلمنا بولس الرسول يقول: في رسالته إلى أهل فيلبي: (فى3: 20 و21) "إن سيرتنا نحن هى فى السموات التى منا ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده"
- فالتمجيد هو تغيير أجسادنا الترابية إلى أجسام نورانية، أجساد ممجدة.
- كما وضح بولس الرسول قائلاً: في (1كو 15 : 42 - 49) "هكذا ايضا قيامة الاموات. يزرع في فساد ويقام في عدم فساد،يزرع في هوان ويقام في مجد ... يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا... وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي".
- ويكمل حديثه قائلا: في (1كو 15 : 50 - 54) "هوذا سر اقوله لكم. لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين، عند البوق الاخير، فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير، لان هذا الفاسد "أي الجسد" لا بد ان يلبس عدم فساد وهذا المائت "الجسد" لابد أن يلبس عدم موت. فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة".
- هذا هو الخلاص فى المرحلة الثالثة والأخيرة الذى سيعلن فى الزمان الأخير.
- كما قال معملنا بطرس الرسول: في (1 بط 1 : 5) "أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن فى الزمان الأخير".
- وسوف يتم هذا الخلاص بمجئ السيد المسيح ثانية من السماء كما قال معلمنا بولس الرسول: في (عب 9 : 28) "هكذا المسيح أيضاً ... سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه"
- ولهذا قال أيضاً معلمنا يوحنا الحبيب: في (1يو 3 : 2، 3) "نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر".
- وبهذا سوف تنتهى قصة الصراع مع الخطية إلى الأبد.
- لذلك قال القديس أوغسطينوس: "خلاص الإنسان قد حدث فعلاً ... ولكن ثمة خلاص آخر سوف يحصل عليه المؤمن فى المجئ الثانى وبهذا الخلاص لايستطيع أحد أن يخطئ".
(N.P. F. 1est ser. Vol. v. P. 404)
- ونؤخذ جميعا إلى المشهد الأبدي الرائع المذكور في (رؤ7: 9 – 17) "بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الاربعة وخروا امام العرش على وجوههم وسجدوا لله. قائلين امين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الابدين امين. واجاب واحد من الشيوخ قائلا لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن اين اتوا. فقلت له يا سيد انت تعلم فقال لي هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف. من اجل ذلك هم امام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر. لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم".
- وهذا الرجاء هو أغنية الكنيسة فى كل قداس وفى كل إجتماع، وفى أفراحها وفى أتراحها تنشد بأعلى صوت قائلة: "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى. آمين".
- فهل عندك يا أخى هذا الرجاء؟ وهل تنتظر مجئ الرب؟ هل تطلب ذلك بإشتياق؟
- لنذكر دائما وصية بطرس الرسول: في (2بط 3 : 12) "منتظرين وطالبين سرعة مجئ يوم الرب". آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين.
******
(9) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(10) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(12) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
