432ـ حلقة خاصة
(لماذا لا يستجيب الله لبعض طلباتنا)
الأربعاء 27/1/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (432) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) هذه حلقة خاصة أيها الأحباء عن: (لماذا لا يستجيب الله لبعض طلباتنا)
(4) أولا: إستفسار:
سألني الكثيرون من أحبائي المؤمنين قائلين: لماذا لا يستجيب الله لبعض طلباتنا؟ رغم أننا نطلبها بإيمان.
الإجابة:
- قلت لهم: رغم أننا يجب أن نثق في محبة الله: أي أنه يحب أن يجيب طلباتنا لأنه قال: "اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم" (مت7: 7)
- ورغم أننا يجب أن نثق في قدرة الله على الشفاء: (2كو6: 18) "الرب القادر على كل شيء".
- لكن لابد أن نثق في حكمة الله التي تفوق حكمتنا: (رو11: 33) "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء"
- فربما الله لا يستجيب لطلب من طلباتنا لأنه لا يتفق مع حكمته.
- فعلينا أن تسلم لحكمة الله ومشيئته وإرادته الصالحة لنا.
** وظننت أن هذه إجابة كافية ومقنعة. ولكنهم قالوا لي أن هناك مشكلة.
(5) ثانيا: المشكلة:
- اذا كان الله يعمل إرادته بحسب حكمته.
- فلماذا يقول في: (مت7: 7) اسالوا تعطوا، اطلبوا تجدوا"؟
- مع ملاحظة أننا لا نشك في محبته لكن نريد أن نفهم لماذا لا يستجيب لطلباتنا.
- خاصة واننا نطلب الشفاء لإنسان مريض والله كان يشفي مرضى كثيرين.
******
الإجابة
(6) أولا: إجابة السؤال: لماذا سمح الله لنا أن نطلب منه أساسا:
الإجابة: أقول:
- إنه امتياز من محبة الله، أن يعطيني فرصة للتعبير عن رغبتي بطلباتي منه،
- ولكن ليس معنى هذا إجباره على الاستجابة بحسب رؤيتي.
- فهو لا يعطيني فرمانا ملزما له فلابد أن يقوم بتنفيذ رغبتي وطلبتي بالطريقة التي أراها.
- وإنما الله يحتفظ لنفسه باستجابة طلبتي بشرط ألا تتعارض مع حكمته وخطته لخيري وخير الآخرين، بحسب رؤيته هو.
(7) ثانيا: فلماذا يطلب مني أن أسأله طالما هو لا يستجيب ولا يفعل إلا ما يريده هو؟ وبحسب رؤيته هو؟
الإجابة:
- لأن الله لا يتبع سياسة الإجبار والقهر التي تسلب آدمية الإنسان.
- وتسلب عقل الإنسان ويصبح كالبهيمة بلا تفكير.
- إن الله يريد أن الإنسان يطلب، وإذا لم يستجب له طلبته، يريده أن يسأل: لماذا لم يستجب، حتى يستطيع الله أن يوضح له فكره الإلهي، فيفهم رؤيته ويعي حكمته ويدرك مشيئته ويقبل خطته برضا.
- أما الإنسان الذي لا يريد أن يفهم ويصر على أن يستجيب الرب لطلبته وينفذ مشيئته الشخصية، متخذا من بعض الوعود العامة ما يطبقه على طلبته الخاصة، فهو طفل في الإيمان ليس مؤمنا ناضجا.
(8) ثالثا: مثال الأب وطلب إبنه:
- أنت تحب إبنك وتقول له أنا مستعد أن أسعد حياتك وأستجيب لكل رغباتك.
- إبنك يطلب أن تستجيب طلبه في أن يتزوج صديقته التي يحبها.
- ولكنك ترى بحكمتك وخبرتك أن هذا الطلب غير سليم، فترفض الاستجابة.
- إبنك يعترض قائلا:
- كيف تقول لي أنك تستجيب كل طلباتي، والآن ترفض طلبي؟
- ثم لماذا من البداية تقول لي أطلب مني ما تريده ثم ترفض طلبي؟
- كان ينبغي أن لا تقول لي ذلك طالما أنت تريد أن تنفذ إرادتك.
- فماذا تكون إجابتك على إبنك وعلى إعتراضاته المنطقية؟
*****
(9) رابعا: إعتراض:
- قد يعترض البعض على هذا المثل لا ينطبق على طلب الصلاة لأجل شفاء إنسان مريض.
- فارتباط الإبن بفتاة غير مؤمنة سوف ينتج عنه أضرار لا يراها الإبن العاشق.
- أما شفاء المريض فليس فيه أضرار بل فرح وسعادة للمريض ولمن حوله.
الإجابة:
- عندما أعطيت المثل عن طلب زواج الإبن من الفتاة التي يحبها، كنت أريد أن أوضح قاعدة أساسية وهي:
- أنه رغم إستعداد الأب لاستجابة طلبات إبنه إلا أنه يرفض الاستجابة لبعض الطلبات لحكمة عنده لا يدركها إبنه.
- وهذه القاعدة تنطبق على طلبة شفاء مريض، فالرب قد يرفض الاستجابة في بعض الحالات لحكمة عنده.
- فربما تكون هناك اعتبارات أخرى، مثل:
- أليس الانتقال إلى السماء أفضل للمريض، ولكن لأنانيتنا نطلب من الله أن يبقيه معنا، ولا يهمنا راحته وسعادته.
- وربما أن الله يري أن هذا الوقت بالنسبة لهذا المريض هو أفضل أوقات عمره ليقطف هذه الزهرة ليضعها في فردوسه السماوي.
- ألا يحتمل أنه إذا استجاب الله وشفاه وأمد في عمره يَضُل ويخطئ؟
- ومثال لذلك حزقيا الملك (2مل20: 1 - 18) "في تلك الايام مرض حزقيا للموت فجاء اليه اشعياء بن اموص النبي وقال له هكذا قال الرب: اوص بيتك لانك تموت ولا تعيش. فوجه وجهه الى الحائط وصلى الى الرب .. وبكى حزقيا بكاء عظيما .. فكان كلام الرب اليه قائلا: قل لحزقيا هكذا قال الرب اله داود ابيك قد سمعت صلاتك قد رايت دموعك هانذا اشفيك .. وازيد على ايامك خمس عشرة سنة ... في ذلك الزمان ارسل ملك بابل رسلا وهدية الى حزقيا ... فسمع لهم حزقيا واراهم .. كل بيت اسلحته وكل ما وجد في خزائنه ... فجاء اشعياء النبي الى الملك حزقيا .. وقال ماذا راوا في بيتك فقال حزقيا راوا كل ما في بيتي .. فقال اشعياء لحزقيا اسمع قول الرب. هوذا تاتي ايام يحمل فيها كل ما في بيتك .. ويؤخذ من بنيك .. فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل ..."
- ولهذا قال الكتاب: (اش57: 1) "من وجه الشر يضم الصديق".
- ثم ألا يحتمل أن رغبة هذا المريض وموضوع طلبته هي: "الآن يا سيد تطلق عبدك بسلام"؟ والرب استجاب لطلبة المريض، ولهذا يرفض الاستجابة لطلبة الآخرين.
- وربما هناك إعتبارات أخرى نحن لا نعرفها وإنما الله يدركها، وبناء على ذلك لا يستجيب لبعض طلباتنا مع ترحيبه بأن نطلب منه ولكن في حدود حكمته.
******
(10) خامسا: الأسلوب الصحيح عندما يطلب المؤمن شيئا من الرب:
- لذلك ينبغي أن تكون طلبات المؤمن بهذه الصيغة: يارب أنا أطلب هذا بحسب رؤيتي، ولكن لا لتكن مشيئتي بل مشيئتك أنت.
- ولا يصح أن تكون صيغة الطلبة: أنا يارب أطلب هذا ولابد أن تستجيب لأنك قلت اسألوا تعطوا، وأنا أطلب بإيمان فلابد أن تفعل ما أريده.
- ويعلمنا السيد المسيح صيغة الطلبة السليمة: (مت26: 39) "كان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت".
- وهناك مثال آخر رائع وهو صلاة داود من أجل إبنه المريض: (2صم12: 16 – 23) "فسأل داود الله من اجل الصبي وصام داود صوما ودخل وبات مضطجعا على الارض. فقام شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الارض فلم يشأ ولم ياكل معهم خبزا. وكان في اليوم السابع ان الولد مات فخاف عبيد داود ان يخبروه بان الولد قد مات لانهم قالوا: هوذا لما كان الولد حيا كلمناه فلم يسمع لصوتنا فكيف نقول له قد مات الولد يعمل اشر. وراى داود عبيده يتناجون ففطن داود ان الولد قد مات فقال داود لعبيده هل مات الولد فقالوا مات. فقام داود عن الارض واغتسل وادهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد ثم جاء الى بيته وطلب فوضعوا له خبزا فاكل. فقال له عبيده ما هذا الامر الذي فعلت لما كان الولد حيا صمت وبكيت ولما مات الولد قمت واكلت خبزا. فقال لما كان الولد حيا صمت وبكيت لاني قلت من يعلم ربما يرحمني الرب ويحيا الولد. والان قد مات فلماذا اصوم هل اقدر ان ارده بعد انا ذاهب اليه واما هو فلا يرجع اليَّ".
- وأذكر مثالا سلبيا: كان هناك خادم مشهور يعمل مع المتنيح الأرشيذياكون عبيد ميخائيل الواعظ الممسوح والملتهب بالروح في صعيد مصر ومركز خدمتهم كان مدينة أسيوط. مرض أخو الخادم الشريك مرضا شديدا وما كان للخادم إلا أن صام وصلى وأعلن أنه يثق ثقة مطلقة في أن الرب سوف يشفي أخاه بناء على وعود الله بالشفاء لكل من يطلب. ولكن مات أخوه فكانت الردة الشديدة ووصل به الأمر إلى الإلحاد.
** لذلك ينبغي أن تكون طلبات المؤمن بهذه الصيغة كما قلت: يارب أنا أطلب هذا بحسب رؤيتي، ولكن لا لتكن مشيئتي بل مشيئتك أنت.
** الرب يتمجد في حياتنا جميعا. آمين.
******
(11) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(14) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(15) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.