423ـ مفاهيم إيمانية (22)
ثمار التوبة
حلقة الأربعاء 18/11/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (423) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) قد ناقشنا في الحلقة الماضية بعض جوانب السلوك المقدس.
(4) واليوم سنتكلم عن جوانب أخرى للسلوك المقدس وهي:
- الاندماج في المجالات الروحية.
- المواظبة على وسائط النعمة.
- الارتباط بقيادة روحية مختبرة
*****
(5) أولا: الاندماج في المجالات الروحية:
- من أهم مقومات الحياة الروحية هو اندماج التائب في مجالات النعمة، ليعيش في بيئة جديدة مقدسة.
- لذلك يقول معلمنا بولس الرسول "غير تاركين اجتماعاتنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً" (عب25:10).
- ومن أجل ذلك أيضاً يوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلا "أما الشهوات الشبابية فأهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2تى22:3).
- وقد جعل يوحنا الرسول ارتباط الإنسان بالمؤمنين علامة واضحة لانتقاله من الخطية إلى النعمة فيقول "نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة " (1يو14:3).
(6) ثانيا: المواظبة على وسائط النعمة:
[1] لكي يسلك المؤمن في حياة القداسة ينبغي أن يكون مواظباً على وسائط النعمة:
[2] ومن هذه الوسائط:
- الصلاة:
- فالرسول يقول "صلوا بلا انقطاع" (1تس17:5).
- والرب يسوع أوصى أن "يصلى كل حين" (لو 1:18).
- وهو نفسه كان يقضى الليل كله في الصلاة. (لو12:6).
- فالصلاة للمؤمن كالهواء والماء للإنسان.
- كلمة الله:
- فبها نأخذ فكر المسيح.
- وبها نصير أكثر حكمة من أعدائنا كما يقول داود النبي "وصيتك جعلتني احكم من أعدائي لأنها إلى الدهر هي لي، أكثر من كل معلمي تعقلت لأن شهاداتك هي لهجي. أكثر من الشيوخ فطنت لأني حفظت وصاياك" (مز98:119-100).
- لذلك يوصى الرب بخصوصها فيقول: "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح" (يش8:1).
- ومن اختبر قوة الكلمة ولذتها في حياته يقول مع أرميا النبي "وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي " (أر16:15).
- ولأهمية كلمة الله للإنسان التائب يوصى موسى النبي قائلاً: "ضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم. واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم. وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون. واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث18:11-20).
ج- الصوم:
- هو قمع الجسد لتنطلق الروح.
- وهو إماتة لرغبات الجسد، واستعباد الجسد لمشيئة الروح.
- لذلك صام موسى وإيليا والأنبياء ويسوع نفسه والرسل في حياتهم.
- ومعلمنا داود النبي يقول "أذللت بالصوم نفسي" (مز13:35).
- والرب يأمر شعبه بالصوم فيقول "قدسوا صوماً نادوا باعتكاف" (يو14:1).
- ويوضح بولس الرسول أهمية الصوم فيقول: "لكي تتفرغوا للصوم" (1كو5:7).
د- التناول:
- هو واسطة ثبات في الرب إذ يقول السيد المسيح "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6).
- ويقول أيضا "من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو6: 54)
(7) ثالثا: الارتباط بقيادة روحية مختبرة:
- من أهم العوامل التي تحفظ الإنسان في حياة القداسة هي الارتباط بقيادة روحية مختبرة،
- أي وضع نفسه تحت إرشاد روحي لأب حكيم ممتلئ من روح الله.
- ويوضح ذلك بولس الرسول بقوله: "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً" (عب17:13).
** كان هذا بخصوص السلوك المقدس كجانب من ثمار التوبة، ونأتي لمناقشة:
(8) الأعمال الصالحة كثمرة أخرى من ثمار التوبة:
- من أهم ثمار التوبة في حياة المؤمن هي الأعمال الصالحة.
- فالأعمال الصالحة ثمرة واضحة للتوبة الحقيقية كما يقول يوحنا المعمدان "اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (مت8:3).
- وهي أيضاً ثمرة الإيمان السليم "الإيمان العامل بالمحبة" (غل6:5).
- بل هي علامة الإيمان الحي كما يقول يعقوب الرسول "من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن" (يع13:3).
- وقوله أيضاً "إيمان بدون أعمال ميت. أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني" (يع14:3-18).
- لذلك يوصينا الرسول قائلاً "اسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح" (كو10:1).
- والواقع أن الرب قد خلقنا ثانية لأعمال صالحة كما يقول الرسول "مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لنا لكي نسلك فيها" (أف10:2).
- وهذه الأعمال الصالحة بها يتمجد اسم الله إذ يقول السيد المسيح نفسه "لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت16:5).
- لذلك يوصى بولس الرسول تلميذه تيطس قائلا: "أريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالا حسنة، وليتعلم من لنا أيضاً أن يمارسوا أعمالا حسنة، حتى لا يكونوا بلا ثمر" (تى8:3،14).
- ومن أجل ذلك يطلب الرسول من المؤمنين جميعاً أن يزدادوا في الأعمال الصالحة فيقول "والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شئ تزدادون في كل عمل صالح" (2كو8:9).
- بل أن بولس الرسول يهتم بهذا الأمر جداً فيقول " لنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة" (عب24:10).
- أخي وبعد كل هذا، هل أنت تسلك فعلاً في حياة مقدسة تنعكس على أعمالك وتصرفاتك؟
- هل تهتم بأن تمارس أعمالا حسنة ليتمجد اسم الله فيك وبك؟
- إن الناس اليوم لا يريدون أن يسمعوا تعاليم ولكنهم في حاجة أن يروا قديسين،
- ليسوا في حاجة أن يسمعوا عن تجسد المسيح بقدر ما هم في حاجه أن يروه متجسدا فيك.
- ليسوا هم في حاجة أن يسمعوا منك عن صفات المسيح ومحبته بل هم محتاجون أن يروا هذه الصفات فيك.
(9) ربح النفوس كثمرة أخرى من ثمار التوبة:
- إن من يتمتع بحلاوة عشرة الرب ويختبر مذاقه الملكوت الحلوة، يشتاق أن يجذب الجميع ليتمتعوا هم أيضاً مثله بالرب.
- وهذا ما حدث فعلا مع الرسل إذ يقول يوحنا الحبيب "الذي رأينا وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا. أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا" (1يو3:1،4).
- هذا الاشتياق الذي يملا قلب المؤمن لخلاص الآخرين، يتحول إلى تثقل بتلك النفوس، حتى أنه قد يتوجع ويتألم من أجلهم،
- فنسمع بولس الرسول يقرر الآتي "أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس أن لي حزنا عظيما، ووجعاً في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل اخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو1:9-3).
- وأرميا النبي يقول "انسحق قلبي في وسطي. ارتخت كل عظامي. صرت كإنسان سكران، مثل رجل غلبته الخمر من أجل الرب ومن أجل كلام قدسه. لأن الأرض امتلأت من الفاسقين" (أر9:23).
- وميخا النبي يقول "من أجل ذلك أنوح وأولول. أمشي حافيا وعريانا. أصنع نحيبا كبنات آوى ونوحاً كرعال النعام" (مى8:1).
- وأشعياء النبي يقول: "لذلك قلت اقتصروا عني فابكي بمرارة" (أش4:22).
- لا يلبث أن يتحول هذا الحب وهذا التثقل إلى عمل إيجابي فيقول يهوذا أخو الرب "ارحموا البعض مميزين وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد." (يهوذا 23و22).
- هذا ما دفع آباءنا الرسل ليجوبوا العالم كله ليخلصوا الجميع…
- هذا هو عمل آبائنا القديسين والكارزين والمبشرين الذين صار لهم شعار بولس الرسول نبراسا لهم إذ قال "لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد بيشارة نعمة الله" (أع24:20).
- ليت الرب يلهب قلبك بمحبته، فتحب الناس كما أحبهم، وتسعي لتوصيل بشارة نعمة الله للجميع "فما أجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير، المخبر بالخلاص" (أش7:52).
(10) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(11) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.