415ـ مفاهيم إيمانية (15)
حلقة الأربعاء 23/9/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (415) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية". والحلقات الأخيرة كانت عن دعوة التوبة.
(4) واليوم نتكلم عن: نـداء التـوبة
يقول الرب في (أش1:58) "ناد بصوت عال لا تمسك … اخبر شعبي".
ويشمل الحديث النقاط التالية:
- الصوت اللطيف.
- الصوت المخيف.
- الصوت الالهي.
(5) أولا: الصوت اللطيف:
- يرسم لنا سفر نشيد الأنشاد صوراً رائعة لرقة يسوع، بقلبه الحنان، وصوته اللطيف. بقُصَصِه المبتلة من ندى الليل، ويقول لعروسه "افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لأن رأسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل". (نش2:5).
- ومرة أخرى يطل إليها من محاجئ الصخر، وفي ابتسامة هادئة يقول "قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالى. يا حمامتي في محاجئ الصخر في ستر المعاقل أريني وجهك، أسمعيني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل." (نش13:2).
- وكم كان لحب يسوع وحنانه أبلغ الأثر في عواطف العروس، فقد خلب لبها، وسبى قلبها، فلم تتمالك نفسها، وانطلق لسانها معبراً عن مشاعر قلبها فقالت: "أنا لحبيبي وإلى اشتياقه، المحبة قوية كالموت، لهيبها لهيب نار لظى الرب." (نش8:7).
- آه يا مبارك لو أنك سمعت صوت الحبيب! اسمعه يقول "أنا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي." (رؤ20:3).
- ليتك تفتح قلبك لتتمتع بعذوبة عشرته. آمين.
- كان هذا عن صوته اللطيف، ثم دعنا نتكلم عن:
(6) الصوت المخيف:
- كان يوجد ملك شرير يدعى منسي، وقد صنع الشر في عيني الرب لإغاظته، ويذكر الكتاب أن الله وجه إليه نداء التوبة بصوته اللطيف، ولكنه لم يتب إذ يقول "وكلم الرب منسي وشعبه فلم يصغوا" (2أخ10:33)
- ومن حنان الله ومحبته له وجه إليه قرعات عنيفة لكي يجذبه لحياة التوبة. "فجلب الرب عليهم رؤساء الجند الذين لملك أشور فأخذوا منسي بخزامة وقيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به إلى بابل" (2أخ11:33).
- بهذه المعاملة العنيفة تاب منسى إذ يقول الكتاب عنه "ولما تضايق طلب وجه الرب إلهه، وتواضع جداً أمام إله آبائه، وصلى إليه فاستجاب له وسمع تضرعه ورده إلى أورشليم إلى مملكته" (2أخ12:33،13).
- فعندما لا تُجدي طريقة اللطف مع الخاطئ يستخدم الرب بعض العنف ليحثه على التوبة
- فقد يكون المرض صوتاً عنيفاً يستخدمه الله لرد خاطئ عن طريقه، وقد يستخدم وسائل أخرى كالاحتياج والفقر والمشاكل وقيام الأعداء، والفضائح كما فعل مع شمشون إذ سقط مع دليله، وداود إذ سقط مع امرأة أوريا، وأيوب إذ كان يعتز بالبر الذاتي. (أي1:29-51).
- وبعد معاملة الله معه قال أيوب: "أندم في التراب والرماد" (أي6:42).
- فليتك يا عزيزي تبدأ حياة التوبة قبل أن يستخدم معك الله صوته المخيف فأصغ لصوت الله اللطيف الآن لتتمتع بنعمة الغفران "ليترك الشرير طريقه ورجل الآثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران." (أش7:55).
(7) اسمع الصوت الالهي:
- كتب القديس حبيب جرجس في (كتاب سر التقوى) موضحاً أهمية سماع صوت الرب والاستجابة لندائه قائلاً "إذا دعاك الرب فاسمع صوته أصغ لأمره وبادر لملاقاته لأنك لا تحصل على الخلاص إلا إن أطعت صوته، إن الله يريد أن يخاطب قلبك فكن مستعداً دائماً لسماع صوته لا تقسي قلبك عند سماع صوته المفرح بل قل مع صموئيل "تكلم يارب لأن عبدك سامع". (أس9:3).
- كن كالشمع لينا قابلاً لصورة النعمة، ولا تكن قاسياً لا يؤثر فيك فعلها.
- لا تفضل الإصغاء لصوت العالم وتصم أذنيك عن صوت يسوع.
- لا يغرك سراب العالم الخلاب فتصير أسيراً ذليلاً، بل دس بقدميك كل شهواته، واعتبر غناه فقرا ومجده احتقار وعزه هوانا.
- إن صوت الرب مفرح ولذيذ وسعيد لمن يسمعه ويطيعه "إني اسمع ما يتكلم به الرب، لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولأتقيائه." (مز8:85).
- فليتك يا عزيزي تميل أذنك، وتفتح قلبك لسماع صوت الحبيب.
(8) زمان التوبـة:
- يقول المسيح في (رؤ21:2) "وأعطيتها زمانا لكي تتوب"
- وقال (القديس أكليمنضس الروماني): "ما دمنا في هذا العالم فلنتب بكل قلوبنا عن الشرور التي صنعناها بالجسد ليخلصنا الرب مادام لنا زمان التوبة، فإذا خرجنا من العالم لا تبق لنا فرصة للتوبة".
(9) وبخصوص زمان التوبة سوف نناقش:
- للتوبة زمان.
- فرصة ذهبية.
- فات الأوان.
(10) للتوبـة زمـان:
- إن من حنان الرب ولطفه أن يترك للخاطئ فرصة للتوبة قبل أن يأتي زمان لا تنفع فيه التوبة، كما كتب الوحي عن عيسو إذ قال "لما أراد أن يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكانا مع أنه طلبها بدموع". (عب17:12).
- ولهذا يقول الرب عن إيزابيل المرأة الزانية "أعطيتها زماناً لكي تتوب عن زناها ولم تتب". (رؤ21:2).
- لازال الرب يعطيك زماناً لكي تتوب فلماذا لا تنتهز الفرصة الآن؟
- اسمع ماذا يقول الوحي "من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة." (رو5:52).
- كم من قلوب تقست رغم صوت الله اللطيف وصوته العنيف داعياً إياهم للتوبة!
- فأحذر يا عزيزي أن تكون كواحد من هؤلاء بل ليتك تنتهز الفرصة كي لا يضيع منك زمان التوبة.
(11) فرصـة ذهبيـة:
- رأى سائح تمثالاً لفتاة باسمة الثغر يعلو هامتها غرة كثيفة من الشعر الذهبي وتقف على أطراف أصابعها في تحفز للانطلاق. ولشدة ما كانت دهشته عندما رأى رأسـها من الخلف فإذ بها خالية تماً من الشعر (أي صلعاء) فتساءل عن فكرة هذا التمثال. فقيل له إنها "الفرصة" فهي دائماً باسمة الثغر لمن ينتهرها، وإن توانى عن اغتنامها، انطلقت مع الريح ولا يستطيع أن يمسكها.
- إنها الآن فرصة ذهبية يتيحها الرب لك لكي تتوب، إذ يقول هوشع النبي "إنه وقت لطلب الرب". (هو12:10).
- ومعلمنا بولس الرسول يقول "الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل". (أع30:17).
- اغتنم الفرصة يا أخي وتب الآن فربما لا تتاح لك فرصة أخرى لطلب الرب مثل هذه، قل له ارحمني يارب واغفر خطاياي
- وثق أنه يفرح برجوع الخاطئ، فهو الذي يقول "في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاصي أعنتك. هو ذا الآن وقت مقبول، "هوذا يوم خلاص". (3كو2:6).
(12) فـات الأوان:
- يذكر الكتاب المقدس عن عيسو أخي يعقوب إبن أبينا إسحق أنه استهتر بشرف ألبكورية وباعها من أجل أكلة عدس. وعندما أراد أن يرث البركة رفض ولم يحصل عليها، لماذا؟
- يقول الكتاب "إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع." (عب17:12).
- لقد فات ميعاد التوبة يا عيسو!!
- لقد عشت مستبيحاً ومستهيناً ومستهتراً ... واليوم يستيقظ ضميرك أيها المسكين ولكن بعد فوات الأوان.
- كم أخشى يا عزيزي أن تكون مستهتراً في حياتك غير عابئ بصوت المسيح الذي يدعوك للتوبة.
- ولابد وأن يستيقظ ضميرك في الأبدية ولكن بعد فوات الأوان.
- فطالما أنت في الحياة فإن الفرصة أمامك، فتب الآن لأنك لا تعرف متى تترك هذه الحياة.
(13) صـلاة توبـة:
- ليتك يا عزيزي ترفع قلبك الآن وأنت تسمع هذا الكلام.
- وصل الآن بهذه الكلمات: "ربي وإلهي يسوع أقر أمامك بأنني عشت مستهيناً بكلامك، صانعاً مشيئة جسدي، سائراً في طريق الخطية والشهوات، لم اشعر بوجودك عندما كنت ارتكب الشر، تعاميت عن أن أراك، وسددت آذاني عن أن أسمعك.
- وأشكرك ربي لأنك سمحت لي أن أسمع صوتك، لإيقاظ ضميري قبل أن الفظ أنفاسي الأخيرة، وقبل يوم الدينونة حيث لا مجال للتوبة.
- فالآن يارب، يامن أتيت لتخلص الخطاة الذين أولهم أنا، اقبل توبتي واغفر خطيتي. لأجل دم الصليب. وأشكرك لأنك قبلتني.
- توجه في أقرب فرصة إلى الكاهن وقر بخطاياك، وتتناول من الأسرار المقدسة.
******
(14) الآن أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(15) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.