411ـ مفاهيم إيمانية (12)
حلقة الأربعاء 26/8/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (411) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية". والحلقات الأخيرة كانت عن طريق التوبة، وتكلمت عن أول نوع من الطرق التي يواجهها الإنسان وهو الطريق الواسع.
(4) واليوم نتكلم عن: النوع الثاني من الطرق التي يواجهها الإنسان وهو الطريق الخادع:
- يكشف سليمان الحكيم عن سر هذا الطريق فيقول: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت". (أم12:14).
- إن هذا الطريق هو أخطر بكثير من الطريق الواسع.
- وهو يشبه الصديق الخائن الذي قال عنه أحد الحكماء "أنقذوني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".
- هناك أناس كثيرون يتحفظون لأنفسهم من الطريق الواسع ولكنهم يسقطون ضحية الطريق الخادع.
- وخطورة هذا الطريق هو أن له مظهر الطريق الصالح، ولكنه يخفى بين طياته مهالك الطريق الواسع. ولذلك فهو يخدع البسطاء.
- أما المراءون فيجدون فيه الطريق الشرعي لما يجب أن تكون عليه الحياة، الذين قال لهم السيد المسيح: (مت 23 : 23-27)"وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَالْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ، وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً، وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ"
- هذا الطريق الخادع هو طريق الشعارات الغاشة الخادعة.
- كم من لافتات مثبتة على جانبيه تحمل العبارات المسمومة التي راح ضحيتها الملايين من البشر على مر السنين.
- فتقرأ على إحداها: "سـاعة لربك وساعة لقلبك".
- وأيضاً: "العمل عبادة" ويبررون بهذا المثل انشغالهم بالأعمال اليومية عن عبادة الله.
- و"ربنا رب قلوب" لتغطية ثمار الخطية الظاهرة في حياتهم.
- "اليوم خمر وغدا أمر" دليل الاستهتار والاستباحة.
- وسنكشف الستار عن بعض مظاهر هذا الطريق الغاش وهي:
أولاً : التدين السطحي.
ثانياً : الأدب الخلقي.
(6) أولاً : التدين السطحي:
- وهو الاكتفاء بممارسة وسائط النعمة من صوم وصلاة وصدقة وقراءة إنجيل، وحضور الكنيسة، والتناول من الأسرار على أنها فرائض واجبة:
- يؤديها الفرد دون أن تتماس مع كيانه الداخلي.
- يؤديها دون أن يحصل من ورائها على النعمة المطلوبة.
- يمارسها بغير وعي قلبي، أو اختبار شخصي.
- يمارسها بدون شركة سرية مع الرب.
- يمارسها ليس على اعتبار أنها مجرد وسائل تسرى من خلالها نعمة الرب فتضفي على حياته بجملتها مسحة مقدسة،
- بل يمارسها على أنها فرائض واجبة ينتهي مفعولها بمجرد الانتهاء من أدائها.
- لذلك فهو لا يرى مانعاً بعد أداء هذه الفرائض من مشاركة أهل العالم في أسلوب معيشتهم من حفلات وخمر وقمار وأفلام قبيحة وجنس ... الخ.
- ويخدر المسكين ضميره بأنه قد أدى ما عليه من واجبات نحو الله، أو بتعبير عامي "أعطى الله حقه" أو حسب شعار هذا الطريق "ساعة لربك وساعة لقلبك".
- وقديماً وقف إيليا النبي في عرض هذا الطريق، وتصدى لجماعة السائرين فيه، وصرخ في وجوههم قائلاً: "حتى متى تعرجون بين الفرقتين، إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه" (1مل21:18).
- والرب يسوع نفسه يظهر استياءه وعدم رضاه على مثل هذا السلوك، فيقول لأحد السالكين فيه: "ليتك كنت بارداً أو حاراً، هكذا لأنك فاتر، ولست بارداً ولا حاراً، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي. (ؤ15:3،16).
- فليتك يا عـزيزي تكون صريحاً وحازماً مع نفسك. وتطلب من الرب نعمة حتى ينقذك من خداع هذا الطريق المهلك.
(7) ثانياً :- الأدب الخلقي
- وهو مجرد التحلي بحميد الصفات والخصال ... ويكتفي الفرد بأنه:
- إنسان مؤدب. ذو أخلاق سامية.
- إنسان مهذب. ذو عواطف رقيقة.
- إنسان محب. باذل ومضحى.
- ووجه الخطورة في هذا الأمر أنه لا يشعر باحتياجه إلى أي شئ، فهو على أفضل ما يكون من الأخلاق.
- ولمثل هذا الإنسان قال الرب يسوع: "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي لأنك تقول أنى أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شئ ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان. أشير عليك أن تشترى منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني وثياباً بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك وكحل عينيك بكحل لكي تبصر" (رؤ17:3،18).
- فهو إنسان يشعر أنه غنى بما عنده من حميد الأخلاق وأعمال الخير، فلا يشعر باحتياجه إلى شئ آخر.
- مسكين هذا الإنسان، فهو محتاج أن يعرف أن المسيحية:
- ليست مجرد التخلي عن الرذائل أو التحلي بحميد الفضائل
- إنما هي سكني الرب في الداخل.
- المسيحية قبل كل شئ هو شركة حب مبنية على أساسين:
- اكتشاف النفس لحقيقتها ونجاستها ومصيرها.
- واكتشاف السر العجيب المستور، ألا وهو حب لوديع القلب يسوع
- الحب الذي تجلى على مقصلة الإعدام، نيابة عنى وعنك، لينفذ فيه حكم إعدامي وإعدامك، ليطلقني حراً بريئاً، ينقذني من المصير المحتوم في النار الأبدية.
- ليملكني في مجده الأسنى.
- "يالها من محبة عجزت العقول عن إدراكها، إنها "محبة المسيح الفائقة المعرفة" (أف19:3).
(8) فالمسيحية إذن:
- شركة حب لا ينقصم
- دليلها الالتصاق الدائم بالرب
- برهانها السلام القلبي مع الله
- علامتها الفرح المجيد الذي لا ينطق به
- مظهرها القداسة والمحبة، والأدب الأخلاقي
- فهل يا عزيزي قد اختبرت عمق الشركة مع الرب؟ وظهرت فيك ثمارها؟ أم أنك تكتفي بثمار مزيفه دون شركة الحب القلبية؟
- فالأدب الأخلاقي غير المبنى على الاختيار الروحي درب من دروب الطريق الخادع.
(9) ملخص الحلقة:
تكلمنا في هذه الحلقة (411 من سلسلة حلقات مفاهيم إيمانية) عن الطريق الخادع:
- قال الكتاب المقدس عن هذا الطريق في: (أم12:14) أنه "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت".
- وخطورة هذا الطريق هو أن له مظهر الطريق الصالح، ولكنه يخفى بين طياته مهالك الطريق الواسع.
- أنه طريق الشعارات الغاشة الخادعة: "سـاعة لربك وساعة لقلبك"، "العمل عبادة"، "اليوم خمر وغدا أمر"
- من مظاهر هذا الطريق الخادع:
أولاً :- التدين السطحي: وهو الاكتفاء بممارسة وسائط النعمة من صوم وصلاة وصدقة وقراءة إنجيل، وحضور الكنيسة، والتناول من الأسرار على أنها فرائض وواجبات.
ثانياً :- الأدب الخلقي: وهو مجرد التحلي بحميد الصفات والخصال.
- ولكل إنسان سالك في هذا الطريق الخادع يقول الرب يسوع: "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي لأنك تقول أنى أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شئ ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان. أشير عليك أن تشترى منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني وثياباً بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك وكحل عينيك بكحل لكي تبصر" (رؤ17:3،18).
- فالمسيحية هي:
- شركة حب لا ينقصم
- دليلها الالتصاق الدائم بالرب
- برهانها السلام القلبي مع الله
- علامتها الفرح المجيد الذي لا ينطق به
- مظهرها القداسة والمحبة، والأدب الأخلاقي
- فهل اختبرت عمق الشركة مع الرب؟ وظهرت فيك ثمارها؟ أم أنك تكتفي بثمار مزيفه دون شركة الحب القلبية؟
- فالأدب الأخلاقي غير المبنى على الاختيار الروحي درب من دروب الطريق الخادع.
* وأختم كلامي قائلا: تستطيع الآن أن تنجي نفسك بقبول خلاص المسيح وكفارته ومحبته ونعمته المجانية. قل له ارحمني يا رب أنا الخاطي بثقة يستجيب لك الرب في الحال. آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(10) نستطيع الآن أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(11) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.