حلقة الأربعاء 26/6/2019م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (363) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
إلهنا الطيب الحنان،
يامن بقدرتك خلقت الأكوان،
ويا من بحكمتك أبدعت الإنسان،
يا من أنت بذاتك حاضر في كل مكان،
وبلاهوتك تملأ الكيان.
المستور عن العيان.
والفائق عن الأذهان.
يا مانح الغفران.
وواهب السلطان لنا بالإيمان.
نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان
وإلى آخر الزمان.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
لقد تكلمت عن حياة الصلاة وناقشت الجوانب التالية:
1- معنى الصلاة ومفهومها.
2- وأهمية الصلاة وضرورتها لحياة المؤمن.
3- دوافع الصلاة.
4- أهداف الصلاة.
5- تركيز الصلاة
6- أنواع الصلاة.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
اليوم سأتكلم عن: شروط الصلاة:
فإن أردت أن تستمتع بعمق الشركة مع الرب وتتذوق السعادة الحقيقية التي تمنحها نعمته، وتحيا في بهاء المجد الذي يعطيه لأبنائه الملتصقين به، عليك أن تراعي العوامل الآتية حتى تكون صلاتك فعالة ومثمرة في حياتك:
1- الإيمان
2- النقاء:
3- التوبة
4- التسليم
5- الرغبة القلبية الصادقة
6- الصلاة في إسم يسوع
7- وعلى أساس كلمته
8- مؤيدة بشفاعة الروح القدس
9- وفي تحديد للطلبة
10- المثابرة
11- التواضع
12- التركيز في الرب.
(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بالحديث عن الجانب الأول وهو الإيمان؟
أبونا:
يجب أن يكون عند المصلي إيمان، أي ثقة بأن الله سوف يستجيب، وفقا لخطته وهدفه لحياتنا.
1- إن لم نصلِّ بالإيمان لا نستطيع أن نرضي الله "بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه" (عب11: 6)
2- وكلنا يعلم أن الناصرة بسبب عدم إيمانها لم يستطع الرب أن يجرى فيها أيَّـة معجزة "ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم" (مت13: 58)
3- وهكذا نحن أيضا فبسبب عدم إيماننا والشكوك التي تملأ عقولنا نحرم نفوسنا من التمتع بالعلاقة مع الله.
4- وقد عالج الرب سقطة بطرس وغرقه في الماء إذ يقول الكتاب: "ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت" (مت14: 31)
5- ولهذا يؤكد المسيح أهمية ثقة الإيمان لكي يستجيب لنا: "لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم" (مر11: 24)
(6) المضيف: ألا تُعْـتبر الثقة نوعا من الكبرياء؟
أبونا:
1- الواقع أنه لا يوجد تناقض بين الثقة والتواضع، بل هما في توافق تام، كالتوافق بين التوبة والإيمان.
2-والكتاب المقدس يحض على الثقة بقوله: "فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه" (عب4: 16)
3- فينبغي أن نثق أن الله محبة ومن ثم فهو لا يمكن أن يضرَّنا بل يفعل كل شئ للخير. "ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو8: 28)
4- ويؤكد بولس الرسول ضرورة الصلاة بثقة قائلا: "فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع" (عب10: 19)
5-وفي الأصل اليوناني كلمة ثقة تعني جرأة، وهذا احتفظت الرجمة الإنجليزية بالكلمة جرأة هكذا:
6- Therefore, brethren, having boldness to enter the Holiest by the blood of Jesus, (Heb 10: 19)
(7) المضيف: ما معنى الأقداس؟
أبونا:
1-معنى "الأقداس" هنا هو "قدس الأقداس" الذي ما كان يستطيع أحد أن يدخله إلا رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة، ولكن بموت المسيح على الصليب شُـقَّ الحجاب وفُتِحَ لنا الباب لندخل إلى مقادس العلي بكل ثقة وجرأة.
2-الإيمان هو الثقة في الله: ثقة في محبته، وفي قدرته، وفي حكمته.
3-وعن الثقة في محبته قال الكتاب: "الرب الهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا يسكت في محبته يبتهج بك بترنم" (صف3: 17)
4-وعن الثقة في قدرته: "اطلبوا الرب وقدرته التمسوا وجهه دائما" (مز105: 4)
5-أما عن الثقة في حكمته يقول: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء" (رو11: 33)
6-عندما نطلب طلبات من الله ونرى نتائج عكسية مثلا: نصلي لمريض فيموت، ولصلح يحدث طلاق ..، علينا أن نستوضح حكمة الله من ذلك، ونثق في حكمته ومشيئته.
(8) المضيف: وماذا تقول كلمة الله عن شرط النقاء للصلاة؟
أبونا:
1- ينبغي أن تخرج الصلاة من قلب نقي: (2تي2: 22) "الذين يدعون الرب من قلب نقي"
2- الواقع أنه بينما الحياة هي شرط للصلاة، فأيضا الصلاة هي شرط لحياة البر. وثمرة الصلاة الحقيقية هي الحياة المستقيمة النقية.
3- الصلاة تساعد المصلي على أن يتمم خلاصه بخوف ورعدة.
4- وحياة النقاوة تساعد المؤمن على مراقبة طبعه، وطريقة مناقشاته، وسلوكه. وتعطيه حافزًا كبيرًا لمواصلة مسيرته باستمرار من خلال تجنب كل طريقة شريرة ليسلك في كل أمر صالح، فيستمتع بالشركة مع الرب من خلال الصلاة.
(9) المضيف: وماذا عن شرط التوبة؟
أبونا:
1- صلى داود النبي قائلا: "اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف افكاري وانظر ان كان في طريق باطل واهدني طريقا ابديا" (مز139: 23 و24)
2- ينبغي أن تقدم توبة عن موقفك من الله وعن سلوكك بعيدا عنه، عندئذ سوف تختبر عمل نعمته المذهل.
3- اسأل نفسك: هل توجد خطية في حياتك لم تعترف بها؟
4- الاعتراف هو أن تخبر الرب عن ما رآك تفعله، فهو ليس بحاجة أن يسمعه بقدر حاجتك أن تقوله، مهما كان صغيرا لتذكره أو كبيرا لتنساه، فقط كن أمينا مع نفسك.
5- الاعتراف يعمل في النفس ما يفعله إعداد الحقل، فقبل ما يلقي الزارع البذار لابد له أن ينقي الأرض من الحجارة ومن الجذور القديمة، فالاعتراف دعوة لله أن ينقي أرض قلوبنا من أحجار الطمع وجذور الشعور بالذنب.
6- ولهذا يقول المرنم: "اعترف لك بخطيتي ولا اكتم اثمي قلت اعترف للرب بذنبي وانت رفعت اثام خطيتي" (مز32: 5)
(10) المضيف: وماذا عن التسليم لمشيئة الله؟
أبونا:
1- الواقع أن الصلاة ليست أن نلوي يد الله ليصنع إرادتنا، بل أن نسلم أنفسنا ليد الرب فيصنع فينا إرادته.
2- هل يوجد همٌّ في قلبك لم تسلمه له؟ "ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم" (1بط5: 7)
3- الهمٌّ يشبه عقدة حبل المشنقة حول عنقك،
4- وهو اضطراب عقلي يقضي على شعورك بالفرح.
5- لهذا يلزمنا التسليم للرب وعدم التأزم مما نواجهه من متاعب أو مشاكل.
6- إن روح التكريس للرب، أي إعطاء النفس للرب، مع الركب المنحنية، والأيادي المرفوعة، والفم الممتلئ بالكلمات المقدسة، في سكون وهدوء، سوف تزيد من الشعور بحضور الرب والتمتع به.
7- والواقع إن الصلاة التي تستجاب هي الصلاة التي بحسب مشيئة الرب،
8- والسبب هو أن مشيئة الله هي رغبة الله،
9- ومن يعمل مشيئة الله فهو يعمل ما يرغبه الله،
10- ومن يعمل رغبة الله فلابد للرب أن يستجيب مهما كانت الظروف والأحوال.
11- لهذا فالكثير من الصلوات لا تستجاب لأنها ليست حسب رغبة الله،
(11) المضيف: أحيانا نشعر بأن الله لا يهتم خاصة عندما لا يستجيب طلباتنا فهل هذه حقيقة؟
أبونا:
1- بالتأكيد هذا شعور خاطئ.
2- فإنساننا العتيق كثيرا ما يتدخل ويشعرنا أننا غير مرغوب فينا وأن الله لا يهتم بنا ولن يستجيب لنا،
3- ولهذا نسعى للبحث عمن يساعدنا ونترك مشورة الله.
4- إنها حالة من ضعف الإيمان وعدم التسليم لمشيئته.
5- الواقع أن الصلاة هي إسم آخر لمحبة الله، والصلاة هي تعبير عن رغبة القلب المحب لله،
6- ورغبة القلب المحب لله لا تريد إلا ما الرب يريد:
7- ترنيمة: "سيدي ماذا تريد، أهدني حيث تريد، إنني لست أريد، غير فعل ما تريد"
8- ونتعلم ذلك من صلاة المسيح في بستان جسثيماني
9- فقد طلب ثلاث مرات من الآب قائلا: "يا ابتاه ان ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت [فلتكن مشيئتك]" (مت26: 39 و42 و44)،
10- وبهذا أعلن روح الطاعة لمشيئة الآب.
11- ولهذا علمنا في الصلاة الربانية قائلا: "متى صليتم فقولوا ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض" (لو11: 2)
12- للأسف الشديد يوجد كثيرون يطلبون من الله أن يدير الكون كما يريدون هم، ويقترحون عليه كيف يحل مشاكلهم.
13- ولا يعلمون أن جوهر الصلاة هو إخضاع مشيئتنا لمشيئة الله، وإخضاع نفوسنا لطاعة السيد، والتخلي عن إرادتنا لنعمل إرادة الرب.
** سوف نستكمل بقية شروط الصلاة في الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
(12) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
1- بكل سرور.
2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(13) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
(363) حياة الصلاة ـ جـ 7
حياتك الروحية (363)
الأربعاء 26 يونيو 2019
حياة الصلاة ـ الجزء السابع
شروط الصلاة
إعداد القمص زكريا بطرس
تقديم : بيتى