312ـ صنعت خلاصا (35)
حلقة الاثنين 14/5/2018م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (312) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن:
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: المؤمن والارتداد الروحي
هل يمكن أن يرتد المؤمن ويهلك ؟ سؤال حيَّر الكثيرين إذ انقسموا بصدده إلى شيع ومذاهب. وحتى لا نحيد عن جادة الصواب في الإجابة على هذا السؤال علينا أن نناقش قضيتين أساسيتين هما :-
أولاً:- تعريف المؤمن.
ثانياً:- مفهوم الارتداد.
(5) المضيف: ما هو تعريف المؤمن؟
أبونا:
قد يظن البعض أن كل المسيحيين مؤمنون. فهذا خطأ شائع، والواقع أن المسيحيين ينقسمون إلى ثلاثة أنواع:
1- مسيحيون إسميون.
2- ومسيحيون متدينون.
3- ومسيحيون مؤمنون.
(6) المضيف: لنبدأ بتعريف المسيحيين الإسميين.
أبونا:
1- نستطيع أن نسميهم المسيحيين بالوراثة: وهم أولئك الذين ولدوا من أبوين مسيحيين وأطلق عليهم أسماء مسيحية، وأحياناً يتهربون منها فيختارون أسماء مشتركة تبعد عنهم شبهة المسيحية!!
2- وكل ما يربطهم بالمسيحية وجود كلمة (مسيحي) في خانة الديانة بشهادة الميلاد أو البطاقة الشخصية.
3- أما حياتهم وسلوكهم فلا تمت للمسيحية بصلة.
4- فهم لا يعرفون باب الكنيسة إلا في المناسبات عندما يحضرون إكليلاً أو جنازة أو ليالي الأعياد.
5- وهم لا يقرءون الكتاب، ولا يرفعون الصلوات
6- أفنقول عن هؤلاء أنهم مؤمنون ؟! كلا. بل هم مسيحيون إسميون بالوراثة.
7- فقد قيل لكل واحد منهم أن: "لك اسم أنك حي وأنت ميت" (رؤ3: 1).
(7) المضيف: وما تتعريف المسيحيين المتدينين؟
أبونا:
1- ويمكن أن نسميهم المسيحيين المظهريين:
2- وهؤلاء يكتفون بممارسة شكلية العبادة دون فاعلية الإيمان في حياتهم.
3- وهم يمتازون عن الفئة السابقة بأنهم يواظبون على الذهاب إلي الكنيسة، ويصلون ويصومون ويتصدقون ويسمعون الكلمة ولكنهم لا يطبقونها على حياتهم.
4- وقد شبه السيد المسيح هذه الفئة في مثل الزارع بالطريق إذ قال: "الذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا." (لو12:8).
5- فهل نستطيع أن نطلق عليهم أنهم مؤمنون؟
6- وبالرغم من أنهم غير مؤمنين نراهم يتبعون المسيح ويسمعون الكلمة، لهذا فيمكن تسميتهم مسيحيين متدينين وليسوا مؤمنين.
7- وبكل حسرة أقول أن هناك نسبة كبيرة من شعبنا يتبعون هذا النوع إذ نجد الكنائس مزدحمة بالناس في أيام الآحاد والأعياد والمناسبات، ولكنهم مظهريون، وليس للإيمان نصيب في قلوبهم، يسمعون كلمة الوعظ ولكنهم لا يحاولون فهمها أو تطبيقها في حياتهم، بل يخرجون من الكنيسة تماماً كما دخلوا. مكتفين بتخدير ضمائرهم أنهم حضروا الكنيسة! وانطبق عليهم قول الرسول "لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها" (2تى5:3).
(8) المضيف: كان هذا عن المسيحيين الاسميين والمسيحيين المتدينين، بقى أن تكلمنا عن الفئة الثالثة من المسيحيين وهم: المسيحيون المؤمنون:
أبونا:
هؤلاء أيضا ينقسمون إلى فئات ثلاث فنرى من بينهم:-
1- المؤمن العقلي.
2- والمؤمن العاطفي.
3- والمؤمن القلبي الروحاني.
(9) المضيف: هل يمكن أن تكلمنا عن المؤمن العقلي؟
أبونا:
1- هو المشار إليه في مثل الزارع بالأرض المحجرة، التي تشير إلى تربة القلب الحجرية، فالسيد يقول: "الذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم أصل فيؤمنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدون." (لو13:8).
2- ولعلك تلاحظ أنهم يؤمنون إلى حين ثم يرتدون ارتداداً دائما لأن قلوبهم حجرية لم تتأثر بالكلمة وإنما كان قبولهم للكلمة قبولا عقلياً، وإذ صادفتهم التجارب ينسون ما سمعوه ويرتدون إلى حالتهم الأولى.
3- هؤلاء نستطيع أن نسميهم مؤمنين لأن المسيح قال عنهم "يؤمنون إلى حين"
4- لأنه في هذا الحين الذي كانوا فيه مؤمنين لا نستطيع أن نميز إن كان إيمانهم دائما أم هو إلى حين! إذ هو مصحوب بالفرح.
5- ولكن الله الذي يفحص القلوب يعرف انهم أمام التجربة سيرتدون.
6- كم من أناس عندما نكلمهم عن المسيح يقبلون الكلام بفرح ويؤمنون فعلا بذلك، ولكننا نحزن كثيراً عندما نراهم قد ارتدوا إلى ما كانوا عليه أولاً، انهم المؤمنون العقليون الذين ما زالت قلوبهم متحجرة، فما لم يسلموا حياتهم للرب لينزع قلوبهم الحجرية ويعطيهم قلب لحم (حز19:11) لا يمكن أن يخلصوا.
(10) المضيف: وماذا تريد أن تقول عن المؤمن العاطفي؟
أبونا:
1- هو المشبه في مثل الزارع بالأرض المليئة بالأشواك. فقد قال السيد المسيح "هؤلاء هم الذين زرعوا بين الشوك. هؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة وهموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الأشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر" (مر19:4).
2- هذا النوع من المؤمنين هم عاطفيون فعندما يسمعون الكلمة يتأثرون بها ويؤمنون ثم عندما يذهبون (لو14:8) أي يبتعدون عن المجال الروحي تتغير عواطفهم فيتأثرون بالهموم والغنى ويسمحون للشهوات والملذات أن تدخل في حياتهم (مر19:4) وعندئذ تموت الكلمة ولا يأتون بثمر (لو14:8)
3- والكتاب المقدس يقول "كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار" (مت10:3)
4- ورب المجد نفسه قال "كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه." (يو2:15).
(11) المضيف: ولماذا ندرج هذا النوع إذن ضمن المؤمنين؟
أبونا:
1- إننا ندرجه ضمن المؤمنين لأنهم يؤمنون إلى حين (لو13:8)
2- وفي هذا الحين يتراءون لنا كأنهم مؤمنون تماما إذ يسمعون الكلمة ويقبلونها …
3- فكثيرا ما يصادفنا في خدمتنا هذا النوع المتقلب العواطف …
4- فعندما يقبلون الكلمة نفرح بهم ونحسبهم في عداد المؤمنين،
5- أما الله كاشف السرائر الذي كل شئ مكشوف وعريان أمامه يعلم نهايتهم أنهم سوف يختنقون (لو14:8)
6- ولا يرجى لهذا النوع خلاصاً إن لم يركزوا عواطفهم في المسيح يسوع.
(12) المضيف: بقي أن تحدثنا عن المؤمن القلبي الروحاني.
أبونا:
1- هذا المؤمن الروحاني هو الذي قبل الرب في حياته فادياً ومخلصاً وملكاً.
2- وقد شبهه السيد المسيح في مثل الزارع بالأرض الجيدة.
3- فبحسب رواية معلمنا متى البشير نقرأ عنه: "المزروع على الأرض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم، وهو الذي يأتي بثمر، فيصنع بعض مائة وآخر ستين وآخر ثلاثون" (مت23:13).
4- والمؤمن القلبي هو ذاك الذي صار "المسيح حياته" (كو4:3) وصار له "فكر المسيح" (1كو16:2). وأخذ طبيعة المسيح "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف30:5)
5- هذا النوع من المؤمنين هم الذين قال عنهم بولس الرسول "الذين يحبون الله، الذين هم مدعون حسب قصده، لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ... والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضا" (رو28:8ـ30).
(13) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
1- عزيزي المحبوب تستطيع إذن الآن أن تفحص نفسك لترى إن كنت مجرد مسيحي اسمي ولم تدخل بعد في دائرة الأيمان؟
2- أو إن كنت مؤمنا عقليا تؤمن بوجود الله والأقانيم والطقوس والعقائد وتكرم الرب بشفتيك أما قلبك فمبتعد عنه بعيدا وباطلاً تعبده (مر6:7)؟
3- أم إن كنت مؤمنا عاطفياً متقلباً؟!
4- أم مؤمنا قلبياً حقيقياً صارت لك الطبيعة الجديدة والامتيازات الجليلة التي لأبناء الله؟
5- أصلي أن يعطيك الرب نعمة في هذا اليوم أن تختبر الإيمان القلبي الحقيقى لتكون لك الطبيعة الجديدة طبيعة المسيح المقدسة. آمين.
(14) المضيف: والآن بعدما عرفنا أنواع المسيحيين وفئات المؤمنين هل يمكن تحدثنا عن مفهوم الارتداد؟
أبونا:
لضيق الوقت نرجئ ذلك للحلقة القادمة.
المداخلات
(15) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(16) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.