قناة الفادى الفضائية

298ـ صنعت خلاصا (23)

حلقة الاثنين 29/1/2018م

(تقديم: بيتي)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (298) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: التقديس [حياة القداسة]

1- القداسة المكتسبة: في المسيح الذي صار لنا برا وقداسة وفداء" (1كو1: 30)

2- قداسة عملية: في سلوك مقدس. " فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد و الروح مكملين القداسة في خوف الله" (2كو7: 1)

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

اليوم سأتكلم عن: عمل النعمة في التقديس يشمل:

1-   التجديد.

2-   التطهير.

3-   المــلء.

(5) المضيف: هل يمكن أن تناقش معنا عمل النعمة في التجديد؟

أبونا:

1-   التجديد هو أول خطوة في التقديس،

2-   فلا يمكن أن توجد قداسة بدون تجديد القلب.

3-   وان محاولات تهذيب النفس العتيقة عملية فاشلة.

4-   لهذا لزم تجديد الطبيعة كلية.

5-   وهذا التجديد هو عمل النعمة البحت، إذ يقول الكتاب "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5:3).

6-   وهذا التجديد يحدث كما هو واضح في المعمودية "بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5:3).

7-   وكما سبق ووضحنا مرارا كثيرة أن الطفل المعمد يحتاج إلى تعليم الإشبين وقيادته الروحية ليدرك البركات التي حصل عليها وهو طفل صغير لا يعي، وعندما يدرك بعقله الواعي يطلب من الله أن يفعِّـل هذه النعم في حياته، فيختبر التغيير الفعلي في كيانه.

8-   والواقع أنه بعد المعمودية يكون الانسان عرضة للسقوط في الخطية لأنه غير معصوم، وبهذا يعود إلى حالة  الفساد بسب الخطية الجديدة.

9-   ومن أجل ذلك يحذرنا بولس الرسول قائلا: "من يفسد هيكل الله فسيفسده الله"(1كو17:3).

10-  وبطرس الرسول أيضاً يقول: "هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة."(2بط4:1).

(6) المضيف: إذن كيف يمكن للمؤمن أن يتجدد ثانية؟

أبونا:

1-   الواقع أن تجديد طبيعة المؤمن قد تمت في المعمودية، ولكن التجديد المستمر هو تجديد الذهن كما قال بولس الرسول: "ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو12: 2)

2-   ويوجه بولس الرسول إلى المؤمنين المعمدين في أفسس قائلا في: (أف4: 20 – 24) "واما انتم فلم تتعلموا المسيح هكذا. إن كنتم قد سمعتموه وعلمتم فيه كما هو حق في يسوع. أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور. وتتجددوا بروح ذهنكم. وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق".

3-   وبناء على ذلك فقد قرر الآباء القديسون في مجمع قرطاجنة أن "دموع التوبة معمودية ثانية"

4-   أي أنها تجدد الذهن من الفساد الذي لحق به بعد المعمودية.

5-   فان كانت الخطية قد أفسدت حياتك، اطلب من الروح القدس أن يعيد تجديدها مرة أخري.

(7) المضيف: كان هذا عن عمل النعمة في التجديد، وماذا عن عمل النعمة أيضا في التطهير؟

أبونا:

1-   التطهير هو تنقية النفس من شوائب الشرور وآثار الخطية،

2-   وهي عملية تستمر مع المؤمن مدى حياته على الأرض

3-   ويقوم بها الروح القدس نفسه.

4-   لهذا فنحن نصلى في القداس الإلهي قائلين "وصيرنا أطهاراً بروحك القدوس".

[القداس الباسيلي - صلاة التقديس]

(8) المضيف: وما هو سر عدم نقاوتنا؟

أبونا:

1-   السر في عدم نقاوتنا هو أننا لم نسلم أنفسنا للروح القدس لكي ينقينا بالإيمان.

2-   هذا ما وضحه معلمنا بطرس الرسول بقوله في (أع15: 9) "معطياً لهم الروح القدس إذ طهر بالإيمان قلوبهم".

3-   ولكن إذ نسلم ذواتنا للروح القدس يقوم هو بتطهيرها وتنقيتها حتى أن الخطية تصبح مكروهة جداً ومبغوضة ولا تطيقها نفسك.

4-   ولقد صور هذه الحالة المتنيح الأنبا إغريغوريوس أسقف الدراسات العليا سابقا، بقوله "في حالة القداسة، التي أصبح إليها المولود من الله، تمسى الخطية غير مقبولة إليه، وتمسى مكروهة جداً لديه، وتمسى شنيعة في عينيه، وتصير عفنة وقذرة لا يقدر أن يتطلع إليها بعينيه، خذ مثلا لذلك قطعة من اللحم المتعفن. فحينما تكون هذه القطعة من اللحم يتحرك فيها الدود، ولها هذه العفونة، هل تقدر أنت أن تقبل إليها. بالطبع لا. لو أن واحداً قربها إلى فمك لأشحت عنها وجهك، وتريد أن تسد أنفك لأنك لا تقدر أن تقبلها، وقد تكون جائعاً ومع ذلك لا يمكن أن تقبلها ولا تستسيغها، ولا تقدر أنت أن تأكلها، وتمسى أنت غير قادر على أن تأكلها. فبهذه الشناعة تمسى الخطية شنيعة، تمسى الخطية مكروهة للإنسان المولود من الله، والذي يحتفظ بحالة الولادة من الله ويحتفظ ويصون وسائط الخلاص المعدة في الكنيسة. لو أن واحداً من الناس رأى شيئاً من المأكولات العفنة في المذبلة، فهل يليق به أن ينحني ليأخذ من المزبلة شيئاً ليأكله؟ هذه هي مشاعر القديسين عندما يكونون في حالة الروحانية العادية إذ تصبح لهم الخطية مكروهة جداً".

[مفهوم الخلاص في الكنيسة الأرثوذكسية ص19 للقمص باخوم المحرق الأنبا إغريغوريوس].

(9) المضيف: شيئ واضح ومفهوم. بقي أن تحدثنا عن عمل النعمة في الامتلاء بالروح القدس.

أبونا:

1-    إن حياة القداسة حياة دائمة النمو، فهي وإن كانت تبدأ عند التجديد، لكنها تنمو بالتدريج في اختبارات العمق.

2-    والملء هو المرحلة التي فيها يمتلك الروح القدس كلية زمام المؤمن، ويقتاده عبر نهر الأعماق،

3-    نهر السباحة الذي لا يعبر، الذي خاض فيه حزقيال النبي ودوَّن اختباره قائلا: "وقاس ألف ذراع وعبرنى في المياه والمياه إلى الكعبين. ثم قاس ألفاً وعبرنى في المياه والمياه إلى الركبتين. ثم قاس ألفاً وعبرنى والمياه إلى الحقوين. ثم قاس ألفاً وإذا بنهر لم أتستطيع عبوره. لأن المياه طمت. مياه سباحة نهر لا يعبر" (حز3:47-5).

4-    آه يا عزيزي ليتك تختبر عمل النعمة هذا المبارك.

5-    إنك في الميرون قد أصبحت مسكنا للروح القدس الذي حل فيك بالسر.

6-    ولكنك قاومت الروح مراراً (اع51:7) وأحزنت الروح أيضاً (أف30:4) وربما يا تكون قد أطفأت الروح في داخلك. (1تس19:5).

7-    هذه الموهبة موهبة الروح القدس التي أخذتها لابد وأن تضرمها.

8-    إذ يقول بولس الرسول (2تى6:1) "فلهذا السبب اذكرك ان تضرم ايضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي (2تي1: 6)

9-    تضرمها في داخل قلبك فتنعشك وتمتلك حياتك ملكية تامة.

10-  هل أنت مشتاق إلى عمق هذا الاختبار، إذن ارفع صوتك مرنماً...

                    لـقـــد  تشــوقــت      لــقـــد تعــطـشـــت

                    لهذا ربي رجـوت     أدخل إلى العمق

                    خذني إلى العمـق    خذني إلى العمق

                    نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمـق

(10) المضيف: هل اختبر الآباء القديسين ذلك؟

أبونا:

1-    القديس الأنبا أنطونيوس قد اختبر بالفعل هذه النعمة الفائقة ودعاه الروح الناري وأشتاق أن يختبره تلاميذه من الرهبان فقال لهم:

2-    "ذلك الروح الناري العظيم الذي قبلته أنا اقبلوه أنتم أيضاً .. اطلبوا باستقامة قلب هذا الروح الناري وحينئذ يعطي لكم بالصلاة .. وهو يكشف لكم الأسرار العلوية، وأشياء أخر أمسك عن قولها، ويكون لكم فرح سماوي ليلا ونهاراً."

(كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية ص24 للقمص متى المسكين، نشر دير السريان)

(11) المضيف: هل لك تعليق في ختام هذا الطرح؟

أبونا:

1-   هذا هو عمل النعمة في حياة المؤمن.

2-   فبدون النعمة لا يستطيع المؤمن أن يسير مع الله أو أن ينفذ وصاياه.

3-   ولقد حرمت المجامع الكنسية كل من يقلل من شان النعمة.

4-   وقبل أن أعرض قرارات هذه المجامع، أناجيك من كل قلبي أن تخضع ذاتك تحت إرشاد الروح القدس وتطلب من الله أن يسكب نعمته فيك حتى تنجو من الهلاك.

5-   وإلى اللقاء في الحلقة القادمة لنستكمل الموضوع. والرب معكم. آمين.

المداخلات

(12) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.