236ـ قيمة نفسك الغالية (1)
حلقة الاثنين 31/10/2016م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (236) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقات السابقة كان عن: حروب المؤمن في عشة حلقات.
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأبدأ سلسلة جديدة عن: قيمة نفسك الغالية.
(2) وسوف تستغرق السلسلة 7 موضوعات رئيسية هي:
1- أنت تاج الخليقة وسيدها.
2ـ أنت صورة الله وشبهه.
3ـ أنت حبيب الله.
4ـ أنت مسكن الله.
5ـ أنت صاحب سلطان.
6ـ أنت صاحب الوعود.
7ـ أنت وارث الملكوت.
(5) المضيفة: لنبدأ بالموضوع الأول من هذه السلسلة الرائعة. ماذا تريد أن تقول عن: أنت تاج الخليقة وسيدها؟
أبونا: (1) الواقع أنني شغلت بهذا الموضوع لأن كثير من الناس لا يقدرون عظمة قيمتهم في نظر الله، لذلك يبيعون أنفسهم الغالية بالرخيص، كما تقول كلمات موال قديم: والغالي بعته رخيص ولا بحسبوش غالي.
(2) بل إن هناك أنظمة عالمية لا تقدر قيمة الإنسان، فالشيوعية تتعامل مع الإنسان على أنه مجرد ترس في آلة. ولكن شكرا لله الذي أعطانا قيمة عظيمة.
(3) وسيشمل حديثى عن قيمة نفسك الغالية ثلاثة براهين دامغة هي:
1- الطبيعة خلقت لإسعادك.
2- كل شئ أخضع لسلطانك.
3- الملائكة جعلت خدامك.
(6) المضيفة: يسعدنا أن نسمع كل دليل على حدة. فماذا تريد أن توضح عن الدليل الأول: الطبيعة خلقت لإسعادك؟
أبونا:
(1) في سفر التكوين توضيح أن الله قبل أن يخلق الإنسان جهز له كل شئ. مثل تجهيز الأب لإنه أو بنته بيت الزوجية السعيد، وهو في قمة السعادة بذلك.
(2) فخلق الله النور حتى يتمتع الإنسان برؤية جمال الطبيعة.
(3) ثم خلق الجلد [أي الغلاف الجوي] لحماية الإنسان من إشعاعات الشمس الحارقة.
(4) وأظهر اليابسة ليعيش عليها.
(5) وجمع المياه في حدود لا تتتعداها ليشرب الإنسان ويستمته بما في الأنهار والبحار من أسماع متنوعة.
(6) ثم خلق الطور فوق أفنان الأشجار لتسعد الإنسان بالموسيقى الطبيعية بأصوات متعددة بحسب نوع الطيور.
(7) وخلق الحيوانات العديدة من غزلان وزرافات وخيول وقرود .. إلخ وكأنه ينشئ للإنسان حديقة حيوان ممتعة.
(8) وهكذا خلق الله لك جنة رائعة لأن مقامك كبير زقيمة نفسك غالية عند الرب الإله.
(9) المتنيح البابا شنودة الثالث له كتاب رائع بعنوان "إنطلاق الروح" وكتب في ص 16 من هذا الكتاب فصلا بديعا عن قيمة نفسي الغالية، قال فيه: "أنت أعظم من السماء والأرض. ف‘إن الروح التي تود أن تنطلق يا أخي الحبيب هي الروح التي تدرك تماما قدر ذاتها، وأنها تعرف أنها عظيمة بهذا المقدار كله، وأنها أكبر وأكبر جدا من أن يزلها الجسد أو البيئة أو الشيطان. ثم يواصل ويقول: هذه الطبيعة كلها التي تظنها أحيانا أنها أعظم منك، لا لم يخلقها الله ألا لتكون في خدمتك، فتسخرها جميعا حسب إرادتك ووفق سلطانك".
(10) ومعلمنا بولس الرسول يقول (1تي6: 17): "الله الحي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع".
(11) في صلاة القداس نقول: "لم تدعني معوزا شيئا من أعمال كرامتك، خلقت السماء لي سقفا وثبت لي الأرض لأمشي عليها".
(12) عزيزي المحبوب هذه قيمة نفسك الغالية عند الرب، فلا تحتقر ذاتك، ولا تتصاغر نفسك، ولا تيأس.
(7) المضيفة: هذا رائع نشكر الله من أجله. ونأتي إذن للبرهان الثاني على قيمة نفسك الغالية، وهي: " كل شئ أُخْضِعَ لسلطانك". فماذا تريد أن توضح بهذا الخصوص؟
أبونا:
(1) يوم خلق الله الإنسان قال لهم (تك1: 28): "اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض". نعم لقد أخضع كل شئ تحت سلطانك.
(2) لهذا نقول في صلاة القداس: "أخضعت كل شئ تحت قدميَّ"
(3) وفي (مز91: 13) يقول: "على الاسد والصل [الأفعى] تطا الشبل والثعبان تدوس".
(4) وهكذا عاش آدم وحواء مع الوحوش، لا يخافون ن الأسود ولا النمور ولا الذئاب لأن له سلطان على كل هذه.
(5) ولكن عندما سقط الإنسان وانفصل عن الله فقد سلطانه هذا، وصار يخاف ليس من الأسود فقط بل من القطط، وليس من الذئاب فقط بل من الكلاب.
(6) فالإنسان إذ يخاف من هذه الحيوانات المفترسة يفرز جسمة مادة إذ يشتمها الحيوان المفترس ينقض على هذا الخائف ويأكله.
(7) ولكن إن يستعيد الإنسان علاقته مع الله بالتوبة والثقة في فداء المسيح، يسترد سلطانه على الخليقة.
(8) كلنا يذكر دانيال في جب الأسود لم تصنع له ضررا.
(9) في تاريخ الكنيسة قصة حياة القديس برسوم العريان الذي عاش في مغارة يسكنها أفعوان، وكان خاضعا للقديس مطيعا لأوامره. وكان القديس يناديه "يا مبارك"، وكان يطعمه كحيوان أليف. ودامت شركتهم 20 سنة بحسب تاريخ الكنيسة.
(10) ولهذا نصلي أيضا في القداس: "أعطيتنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوات العدو"
(11) هذا السلطان المعطى لك من الله هو برهان على قيمة نفسك الغالية في عيني الرب.
(12) فلا تحقر نفسك، ولا تصغر في عيني نفسك. تذكر دائما أنك محبوب الرب وعو الذي أعطاك هذه القيمة الغالية.
(8) المضيفة: وهذه أيضا كلمات معزية جدا. ونأتي إلى البرهان الثالث على قيمة النفس الغالية، وهو: "الملائكة جُعِلَتْ خًدَّامك"، فماذا تريد أن تقول لنا من خلال ذلك؟
أبونا:
(1) قال بولس الرسول في (عب1: 14) "أليس جميعهم [الملائكة] ارواحا خادمة مرسلة للخدمة لاجل العتيدين ان يرثوا الخلاص".
(2) وهذا ما قيل عن يعقوب (تك32: 1): "واما يعقوب فمضى في طريقه ولاقاه ملائكة الله"
(3) وقال داود النبي (مز34: 7): "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم"
(4) وأيضا في المزمور (91: 11 و12) "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك"
(5) وفي قصة حصار أليشع نقرأ (2مل6: 15- 17): "فبكر خادم رجل الله وقام وخرج واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات فقال غلامه له اه يا سيدي كيف نعمل. فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم. وصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر ففتح الرب عيني الغلام فابصر واذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع". جيوش ملائكة الله في خدمة الإنسان.
(6) في تاريخ الكنيسة قصة حدثت مع القديس موسى الأسود. كانت الشياطين تحاربه بشدة، فكان يذهب إلى أب اعترافه القديس الأنبا إيسيزورس، الذي صعد به إلى سطوح المبنى، وقال له أنظر إلى الغرب فماذا ترى قال له أرهم جيش الذين يحاربونني الشياطين. ثم قال له أنظر إلى الشرق وقل ماذا ترى. قال له أرى جيشا من الملائكة مصطفين للدفاع عني ضد الشياطين. فاطمأنت نفسه ولم يركز على الشياطين، بل كان يركز تفكيره دائما في صفوف الملائكة المستعدة لخدمته.
(7) نعم إن قيمة نفسك غالية في نظر الله.
1- فالطبيعة خلقت لإسعادك.
2- وكل شئ أخضع لسلطانك.
3- والملائكة جعلت خدامك.
** شكرا لك يا إلهنا المحب من أجل عظم محبتك ونعمتك. آمين.
المداخلات
(9) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(10) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.