71ـ كيف أقبل المسيح ـ8

(هل يدخل الله في قلب المعمد سابقا؟)

حلقة الثلاثاء 19/2/2013م

(تقديم: بيتي)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (71) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.   

 أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) سيدي، لما لقيتني عايش وحدي، بقاسي غربة مليانة آلام. جيت بحنانك بدلت كربي غمرت عمري بنهر سلام. (3) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.

(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.

أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:

1ـ قبول المسيح                                         

2ـ والثبات في الرب                                  

3ـ النمو الروحي

4ـ النضوج الروحي

5ـ خدمة النفوس

6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي

(4) المضيفة: هل يمكن تلخيص موضوع الحلقة السابقة؟

أبونا: تكلمت عن نتائج الانفصال عن الله هي:

1ـ عدم الإدراك

2ـ عدم إعطاء القلب لله

3ـ بيع المسيح

4ـ إنعدام العلاقة مع الله

5ـ فقدان رتبة البنوية

(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا في هذه الحلقة؟

أبونا: سأتكلم عن:

1ـ هل يلزم أن يدخل الله في قلب المسيحي المعمد سابقا؟

2ـ وسائل قبول الله في القلب؟

(6) المضيفة: لماذا يلزم أن يدخل الله في قلب المسيحي المعمد سابقا؟

أبونا: يلزم ذلك لأن المسيحي المعمد يخروج من دائرة بركة المعمودية بالخطية. وهناك أدلة كثيرة على ذلك من الكتاب المقدس منها: (1) ما جاء في (لو11: 24 ـ 26)قال السيد المسيح: "متى خرج الروح النجس من الانسان [أي بفعل المعمودية] يجتاز في اماكن ليس فيها ماء [أي الروح القدس] يطلب راحة واذ لا يجد يقول ارجع الى بيتي الذي خرجت منه فياتي ويجده مكنوسا مزينا. ثم يذهب ويأخذ سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الانسان اشر من اوائله"

(2) وجاء في الرسالة إلى (العبرانيين 6: 4- 8) "لأن الذين استنيروا مرة [بسر المعمودية] وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس [بالميرون]. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي. وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. لأن أرضا قد شربت المطر الاتي عليها مرارا كثيرة وانتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله. ولكن ان اخرجت شوكا وحسكا فهي مرفوضة وقريبة من اللعنة التي نهايتها للحريق".

(3) وبصرف النظر عن التفاسير الكثيرة لهذه الآيات، لكن الثابت أنه من الممكن لمن أخذ سر المعمودية أن يسقط.

(4) وجاء في (2تي4: 10) "لأن ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر [وكان خادما معمدا]

(5) (في3: 18) "لأن كثيرين يسيرون ممن كنت اذكرهم لكم مرارا والان اذكرهم ايضا باكيا وهم اعداء صليب المسيح"

** لهذا يلزمنا الحذر والسهر لئلا نسقط، ويلزم المسيحي المعمد أن يقبل المسيح ليسكن في قلبه. وفي أقوال المتنيح البابا شنودة الثالث ما يوضح ذلك.

(7) المضيفة: نحب أن نسمع أقوال البابا شنودة الثالث عن ذلك؟

أبونا: (1) يقول المتنيح البابا شنوده الثالث بلسان الرب يسوع المسيح في (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 45): أنا واقف على أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي. إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه. لذلك أقول "ارجعوا إلي" أي افتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني ... "فأرجع إليكم" أي أدخل إلى هذه القلوب التي أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم].

(2) ومن أقوال قداسته في (كتاب محبة الله 12و13): [كثيرين يقولون أن المسيح جاء إلى اليهود وهم رفضوه، ولكن أنت يا عزيزي هل قبلته؟]

** من كل هذا يتضح أنه على المستوى الروحي يمكن أن نفتح قلوبنا للرب بعد أن أغلقناها دونه، حتى يدخلها بعد أن أخرجناه منها، ونقبله ملكا بعد أن رفضناه وطردناه بسبب خطايانا.

(8) المضيفة: وما هي وسائل قبول الله في القلب؟

أبونا: وسائل قبول الله في القلب هي:

1ـ وسائط النعمة،

2ـ التوبة،

3ـ والصلاة،

4ـ وفتح القلب لله.

(9) المضيفة: هل يمكن أن تكلمنا عن وسائط النعمة ودورها في قبول المسيح؟

أبونا: (1) الواقع أن وسائط النعمة كثيرة منها أسرار الكنيسة والتوبة والصلاة والصوم والكتاب المقدس إلخ، فمن خلال ممارسة هذه الوسائط بطريقة سليمة وليست مجرد ممارسة روتينية يتمتع المؤمن بسكنى المسيح في قلبه.

(2) وعن هذا قال المتنيح البابا شنوده الثالث: في (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996) "هناك أناس علاقتهم بالله طقسية بلا روح! علاقة فروض! يؤدي الإنسان الفرض في موعده، دون أن يحس بوجود الله فيما يفعل! يصلي الصلاة في موعدها. ويقرأ الكتاب المقدس بنظام متبع، وضميره يتعب إن لم يقرأ ولم يصلي. لأنه لم يؤدي واجبه (الروحي). كل هؤلاء حتى الآن ليست لهم علاقة بالله. لا الجدل في الله والإلهيات، ولا تذكاره في المناسبات والرسميات، ولا الطقوس الخالية من الروح، التي هي مجرد فروض وواجبات، لا شيء من هذا كله يشعر فيه الإنسان أن له علاقة روحية مع الله] 

(10) المضيفة: وماذا عن التوبة كواسطة من وسائط النعمة لقبول الله في القلب؟

أبونا: (1) مما لاشك فيه أن الإنسان عندما يعمد سواء كان طفلا أو بالغا، ينال بركات عديدة على المستوى السرائري المقدس (2) ولكن المشكلة كما مر بنا واتضح لنا من أقوال المتنيح البابا شنوده الثالث أن الإنسان على المستوى الروحي ينفصل عن الله بخطاياه التي يفعلها بعد المعمودية، (3) وقال المتنيح البابا شنوده الثالث في (كتاب التوبة والنقاوة ص 8): [إن التوبة لا تقتصر على الصلح، إذ بها يعود الله فيسكن في قلب الإنسان، ويتحول هذا القلب إلى سماء. أما غير التائبين فكيف يسكن الله في قلوبهم حيث تسكن الخطية؟‍]

(4) وقد جاء في كتاب (أسرار الكنيسة السبعة لحبيب جرجس ص103) قرار مجمع قرطاجنة، القائل بأن "دموع التوبة هي معمودية ثانية"

(5) وبهذا يستطيع المعمد أن يعود ويتمتع بهذه النعمة التي فقدها بسبب الخطية، وأخرج نفسه من دائرة البركة.

(11) المضيفة: قلت أيضا أن الصلاة هي من وسائط النعمة التي يحل من خلالها الله في القلب، كيف يكون ذلك؟

أبونا: (1) بالصلاة نستطيع أن نتكلم إلى الله ونطلب منه ما نريد، وهو يستجيب لنا بحسب وعده "اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم" (مت7: 7). (2) وتعلمنا الكنيسة أن نطلب حلول الروح فينا بالصلاة وقت الساعة الثالثة (في كتاب الأجبية) قائلين: "أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والمالئ الكل ... هلم تفضل وحل فينا..."

(3) وعن هذه الوسيلة قال المتنيح البابا شنوده الثالث في كتاب (سلسلة الوسائط الروحية ص10) [الصلاة هي فتح القلب لله لكي يدخل ويطهره.]

(4) وقال أيضا في (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996): [خاطب الرب وقل له: أريد يارب أن ألقاك، أريد أن أشعر بك في حياتي، أريد أن أعاشرك وأحبك، وتلتهب بك عواطفي. أريد كما دخلت عقلي أن تدخل قلبي أيضا. وكما اقتنع بك فكريا أن أختبرك عمليا].

(12) المضيفة: وماذا عن فتح القلب لله ليدخل فيه؟

أبونا: (1) إن من أهم وسائل القبول أن يفتح الإنسان قلبه ليدخل ملك المجد بحسب قول الرب نفسه" إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20)

(2) وعن هذه الوسيلة قال المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث في (كتاب التوبة والنقاوة ص 134): [عجيب أن الله الحنون يسعى وراء الإنسان، والإنسان يرفض الله. الله العظيم يسعى إلى التراب والرماد، والتراب والرماد يغلق قلبه أمام الله. الله يتكلم وينادي وهذا المخلوق يسد أذنيه ويسد قلبه، ويرفض أن يفتح للرب. الله يقرع على الباب ... والإنسان يغلق بابه ... إنها قساوة قلب ... أن يقسو الإنسان على الله نفسه فهذا كثير ... ولكن ليست كل القلوب هكذا، فهناك قلوب طيبة لا تحتمل طرقة الله على بابها، فتقوم لتفتح له بلا إبطاء حالما تسمع صوته الإلهي]

(3) وقال أيضا قداسته في (كتاب المحبة قمة الفضائل ص 32): [من محبة الله لنا أنه يقف على باب قلب كل واحد منا ويقرع لكي نفتح له ويقول لكل نفس من نفوسنا "افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا كاملتي". وإن تباطأت النفس في أن تفتح له، يظل منتظرا قارعا على أبواب قلوبنا، حتى يمتلئ رأسه من الطل وقصصه من ندى الليل]

(4) ومن أقوال قداسته أيضا في (كتاب المحبة قمة الفضائل ص 33) [الله المحب الذي لا تسعه السموات ولا سماء السموات (1مل8: 27) يريد أن يسكن فينا. إن أعظم سماء يريد الرب أن يسكنها هي قلبك، وأعظم هيكل يوجد فيه هو قلبك، بل أعظم عرش يجلس عليه هو قلبك"

(5) ويختم قداسته قائلا في (كتاب محبة الله ص25): [فليتنا نتعظ ونستيقظ لخلاص نفوسنا، ونقبل المسيح في كل وقت ولا نرفضه كما يفعل الأشرار، فيكون نور لحياتنا وخلاصا لأنفسنا]

(13) المضيفة: شكرا جزيلا. هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟

أبونا: (1) تكلمت عن وسائل قبول الله في القلب هي:

1ـ وسائط النعمة،

2ـ التوبة،

3ـ والصلاة،

4ـ وفتح القلب لله.

(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.

                                          المداخلات

أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا. (2) ولكن قبل المداخلات أحب أن أنبه على حلقة يوم الجمعة القادم، كان من المفروض أن أستكمل حلقة أبي إسلام مع وائل الإبراشي, ولكن جد جديد بالأمس جعلني أستبدل ذلك للتعليق على الحلقة القنبلة بين طوني خليفة، والشيخ أبو إسلام، وهذه بعض اللقطات منه، ولقاؤنا المثير يوم الجمعة القادم حول هذه الحلقة.

ختام

(15) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: (1) قبل أن أصلي أعيد التنبيه على حلقة يوم الجمعة القادم، إذ كان من المفروض أن أستكمل حلقة أبي إسلام مع وائل الإبراشي, ولكن جد جديد بالأمس جعلني أستبدل ذلك للتعليق على الحلقة القنبلة بين طوني خليفة، والشيخ أبو إسلام، وهذه بعض اللقطات منه، ولقاؤنا المثير يوم الجمعة القادم حول هذه الحلقة. (2) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.