126ـ تكريس البتولية أو الزواج للمسيح
حلقة الثلاثاء 3/6/2014م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (126) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أيها الملك الحقيقي الذي يملك بالحب على قلوبنا وحياتنا. فقد برهنت على حبك لنا بأنك خلقتنا أساسا من عل صورة بهائك، وعندما شوهنا هذه الصورة البهية التي خلقتنا عايهأ دفعك الحب غير المحدود أن تخلصنا بدم المسيح الفادي، وأعطيتنا طبيعة جديدة تنتصر على قوى الشر ولا تستسلم لإثم، وسكنت فينا بروحك القدوس المحيي، وأعددت لنا ميراثا أبديا لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل في ملكوتك الأبدي. (3) أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو لنا جميعا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقات الماضية؟
أبونا: تكلمت في مرحلة النمو الثاينة عن: سيادة المسيح، والتكريس له، وقرار التكريس، والإنضباط في حياة التكريس، والخضوع للسلطة خضوعاً لسيادة المسيح
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: تكريس البتولية أو الزواج للمسيح
وسأركز الحديث حول:
1ـ تكريس البتولية للمسيح .
2ـ تكريس الزواج للمسيح .
3ـ اختيار شـريك الحياة .
(6) المضيفة: هل يمكن أن تشرح لنا تكريس البتولية للمسيح؟
أبونا: بمعنى أن يعزم الشاب أو الشابة على عدم الزواج، ليعيش حياة بتولية مع المسيح.
تعلمنا كلمة الله أن البتولية:
(1) موهبة خاصة من الله: 1ـ فلا يصح أن يكون قرار تكريس البتولية مجرد إندفاع عاطفي لئلا يخبو مع الأيام. 2ـ لكنه دعوة خاصة لحياة ملائكية. 3ـ لذا قال معلمنا بولس الرسول: "لأنى أريد أن يكون جمـيع الناس كما أنا .. ولكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله .. الواحد هكذا والآخر هكذا" (1كو7: 7) وأضـاف: "غير أنه كما قسم الله لكل واحد، كما دعا الرب كل واحد هكذا ليسلك" (1كو7: 17)
(2) والبتولية موهبة لها شروط خاصة: 1ـ فالموضوع ليس مجرد غيرة شكلية، أو تقليد أعمى دون وضوح الهدف أمام المؤمن، وهو تقديم الحياة كذبيحة مكرسـة للملك المسيح. لذا حدد معلمنا بولس الرسول شروطاً لحياة البتولية في (1كو7: 37)، هى:
1ـ من أقام راسخاً فى قلبه [قرار قلبى راسخ].
2ـ وليس له إضطرار [عضوي أو نفسي أو مادي].
3ـ بل له سلطان على إرادته.
4ـ وقد عزم على هذا فى قلبه أن يحفظ عذراءه. فحسناً يفعل"
(7) المضيفة: ما هي صور تكريس البتولية؟
أبونا: (1) هناك نوعان من البتولية: 1ـ الرهبنة، 2ـ البتولية فى العالم من أجل خدمة المسيح،
(2) فالرهبنة تكريس صورة من صور تكريس الحياة للمسيح مع اعتزال العالم، نتيجة لشدة المحبة للرب، كما تذكر صلاة القسمة فى القداس الإلهى: [الأبرار والصديقون ولباس الصليب وسكنوا فى الجبال والبرارى وشقوق الأرض من أجل عظم محبتهم فى الملك المسيح]
(3) ولعل سكنى البرارى كمبدأ من مبادئ الرهبنة قد نشأ من حياة يوحنا المعمدان إذ قال الكتاب المقدس: "وأما الصبى فكان ينمو بالروح فى البرارى إلى يوم ظهوره لإسرائيل" (لو1: 80)
(4) وللرهبنة ثلاثة مبادئ أساسية هى: البتولية، الفقر، الطاعة.
(5) وقد نشأت الرهبنة فى مصر، ومنها انتشرت فى كل بلاد العالم.
(6) وكان الأنبا بولا أول السواح: (القرن الثالث).
(7) وكان الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة: (القرن الرابع )
(8) والأنبا مقاريوس أب شيهيت: (القرن الرابع)
(9) والأنبا باخوميوس أب الشركة: ( القرن الثالث)
(10) الأنبا شنوده رئيس المتوحدين : (القرن الرابع)
(8) المضيفة: وماذا عن تكريس البتولية في العالم؟
أبونا: (1) البتولية تكريس الحياة لخدمة المسيح دون إرتباك بالحياة. كما قال بولس الرسول: "فاريد ان تكونوا بلا هم غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب" (1كو7: 32)
(2) فكان بولس مكرسا بتوليا، وكان يوحنا الحبيب التلميذ أيضا مكرسا بتوليا، وكان يوحنا المعمدان كذلك. وكان حبيب جرجس بتولا مكرسا لخدمة المسيح. وأيضا أعضاء بيت التكريس حديثا بالقاهرة.
(9) المضيفة: ما هي رسالة الرهبنة؟
أبونا: نستطيع أن نذكر بعض ما تقدمه الرهبنة للملك المسيح.
(1) الرهبنة خدمة تسبيح ملائكية.
(2) الرهبنة شهادة حية للأجيال: إن وجود أناس أخرجوا العالم من قلوبهم قبل أن يخرجوا هم أنفسهم من قلب العالم، لهو شهادة حية للأجيال تجسد فعالية عمل المسيح فى القلوب، والتهابها بمحبته، وشبعها بروعته، وتكريسها الحياة بجملتها لسيادته.
(3) الرهبنة مصدر مأمون للقيادات الكنسية: لقد رأى آباء الكنيسة الأوائل بثاقب حكمتهم أن تُختار قيادات الكنيسة العليا (الآب البطريرك، والأباء الأساقفة) من بين الرهبان، الذين قد اختبروا الموت عن العالم وكل مقتنياته، وعن الذات ورغباتها، وعاشوا حياة الصلاة فى محضر الله، لذلك فهم اقدر الفئات على تنفيذ مشيئة الله فى الكنيسة، من أجل هذا فإن نهضة الكنيسة تتوقف على نهضة الرهبنة وروحانيتها.
(10) المضيفة: وماذا عن تكريس الزواج للمسيح؟
أبونا: هذا هو الطريق الأكثر شيوعاً، فالله قد وضع الزواج فى جنة عدن كخطة سامية ليكون مكرماً. فهو ليس مجرد علاقة اجتماعية، أو محاولة لإشباع رغبات الإنسان الغريزية، ولكنه علاقة سامية لأهداف عظيمة به يتحقق صورة وهدف الله فى حياة المؤمن، لأجل ذلك ينبغى على المؤمن أن يكرس زواجه للملك المسيح ليكون سيداً على هذه الحياة.
(11) المضيفة: ما هي صورة الزواج الذي أسسه المسيح؟
أبونا: (1) الواقع أن الزواج هو صورة مصغرة لعلاقة المسيح بالكنيسة: كما قال بولس الرسول: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً. هذا السر عظيم ولكننى أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف5: 31 و 32)
1ـ لذلك فالزواج المسيحى علاقة لا تنفصم إلا بالموت. هو ارتباط روحى أقوى من الارتباط الجسدى. وهو حب باذل مثلما بذل المسيح ذاته عن عروسه الكنيسة.
2ـ وما يجمعه الله، ولا يفرقه إنسان: فالمؤمن يرتبط بشريعة الزوجة الواحدة، ليس بتعدد الزوجات، فالله فى جنة عدن خلق لآدم حواء واحدة فقط، وكان بمقدوره أن يخلق له أربعة أو أكثر.
ثانيا: فخطة الله للزوجة أن تكون معينة نظيره ، فليس هو سيداً وهى عبدة، وليس هو متميزاً وهى أدنى منه. بل فى تعاون وتناسق مقدس. فالمسيح هو الذى قدس الزواج وساوى بالحب بين الزوجين، يقول بولس الرسول: (1كو11: 11) "ليس الرجل من دون المرأة وليست المرأة من دون الرجل فى الرب" لهذا خلق الله الزوجة من جنب آدم، ليس من رأسه لتتعالى عليه، ولا من قدمه ليكون متعالياً عليها.
ليعطنا الرب الحياة المكرسة له، إذ نقدم له حياتنا ومستقبلنا سواء كان فى البتولية أو الزواج. آمين.
(12) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (1كو7: 7) "لأنى أريد أن يكون جميع الناس كما أنا. ولكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والآخر هكذا" (1كو7: 7)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تس 5).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.