حلقة (69)
الأربعاء 3/8/2016م
[1] تابع: الجدل حول خلاص الإنسان [2] وصم الإسلام بالعنف
(تقديم: فايز)
(1) المضيف: أحباءنا المشاهدين من قناة الفادي الفضائية نرحب بكم في برنامجنا "الله في الحدث" وهذه هي الحلقة (69)، ويسعدنا أن نكون مع أبينا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء.
(2) المضيف: تفضل ابدأ لنا الحلقة بالصلاة لطلب البركة وحضور الرب.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدها. آمين.
(3) المضيف: اعتدنا أن تعلق لنا عن الأحداث في عالمنا من وجهة نظر الله، واليوم لدينا مواضيع مرتبطة بالحلقة قبل الماضية عن: "الجدل حول خلاص الإنسان" وبالتأكيد عندك دراية عما أثير، فنرجو تعليقك على ذلك.
أبونا:
(1) الواقع أنني قلت في بداية الحلقة قبل الماضية كلمات تمهيدية أحب أن أعيدها للتذكرة قبل مواصلة الحديث:
قلت: احتدم الجدل حول هذا الموضوع الذي يتعلق بخلاص الإنسان.
(1) فهناك فريق يرى أن طريق الخلاص سهل وبسيط ولا يحتاج إلى تعقيد، حتى يتاح لكل واحد أن يقبل خلاص المسيح المجاني.
(2) وفريق يرى أن الطريق ليس بهذه البساطة، ويحتاج إلى الجهاد حتى الموت.
(3) وكل فريق يؤيد وجهة نظره بآيات من الكتاب المقدس.
(6) وقلت، وأقول الآن: دعونا نناقش هذا الأمر بالمنطق الكتابي وبإرشاد الروح القدس، في هدوء وفي روح الصلاة والمحبة، لتحقيق السلام.
(4) المضيف: وماذا تريد أن تقول لنا اليوم؟
أبونا: أريد أن أتناول بالتحليل العلمي والروحي عبارات قيلت في هذا الجدل، يمكن أن يُلْتَبَس فهمها لو أخذت بسطحية منها:
1- "ما أضيق الباب وأكرب الطريق".
2- وأيضا: "خطيتي أمامي في كل حين".
3- وكذلك: "إذا تذكرنا خطايانا ينساها لنا الله، وإن نسيناها يذكرها لنا الله".
(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بالقضية الأولى عن الباب الضيق؟
أبونا:
(1) قال السيد المسيح في (مت7: 14) "ما اضيق الباب و اكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة و قليلون هم الذين يجدونه"
(2) ماذا كان قصد السيد المسيح من هذه الآية؟
(3) هل كان قصده أن يصعب طريق الخلاص؟
(4) على العكس بل كان يشجع على الخلاص بدليل قوله: (مت7: 13) "ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه".
(5) فإذا وُجد من يستخدم قضية الباب الضيق في غير قصدها ويريد أن يصعب بها طريق الخلاص، وجب التصدي له.
(6) والواقع ينبغي أن نفرق بين آيات الكتاب المقدس السامية، وبين إستخدامها الخاطئ.
(7) فعلى سبيل المثال: في تجربة الشيطان للسيد المسيح إستخدم آية مقدسة في (مت4: 5 و6) عندما "اوقفه على جناح الهيكل، وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك".
(8) فالآية سليمة ولا يستطيع أحد أن يشكك فيها، ولكن المسيح رفض سوء إستخدامها من قبل الشيطان.
(9) فعلى هذا الغرار يُوجد أناس يستخدمون آيات الكتاب المقدسة لوضع العراقيل أمام الناس ليمنعوهم من التمتع بالخلاص. لهذا يجب مقاومتهم. ولا يعتبر هذا طعنا في الآيات المقدسة بحد ذاتها، بل الطعن موجه إلى سوء استخدامها في غير قصدها.
(10) وهذا ينطبق على الطعن في سوء استخدام آية الباب الضيق، لا في الآية نفسها.
(6) المضيف: شكرا جزيلا. وما هو تحليلك لقضية: "خطيتي أمامي في كل حين"؟
أبونا:
(1) هذه أيضا آية مقدسة قالها داود النبي (مز51: 3) "لاني عارف بمعاصي وخطيتي امامي دائما"
(2) ويُصلَّى هذا المزمور بترجمة أخري فنقول: "لأني أنا عارف بإثمي وخطيتي أمامي في كل حين"
(3) وهذه الآية أيضا يستخدمها البعض لكسر بهجة الخلاص.
(4) في حين أن ذلك ليس هو القصد منها بل على العكس.
(5) فلنلاحظ أن داود النبي يقول في هذه الآية خطيتي أمامي، ولم يقل خطيتي داخلي.
(6) فشتان ما بين أن تكون الخطية داخل الإنسان ويحيا بها ويراعيها داخليا، وهذا مرفوض، كما يقول داود النبي نفسه في (مز66: 18) "ان راعيت اثما في قلبي لا يستمع لي الرب".
(7) وبين أن تكون الخطية أمام المؤمن من خارج، بهدف التحفظ منها، كما وضح بولس الرسول في (عب12: 1) "لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا".
(8) وهناك حقيقة أخرى جوهرية مرتبطة بهذه الآية التي تتكلم عن "خطيتي أمامي"، تلك الحقيقة تكلم عنها داود النبي نفسه إذ قال في (مز16: 8) "جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع".
(9) فداود النبي يجعل الله أمامه في مواجهة الخطية التي أمامه حتى لا يتزعزع.
(10) إذن فعلينا نحن خدام الله أن نرفض الاستخدام الخاطئ للآيات، ونوضحوا الهدف السامي منها، لتشجيع المؤمنين في جهادهم الروحي، وكذلك تسهيل طريق الخلاص أمام الراغبين.
(7) المضيف: وما تحليلك لمقولة: "إذا تذكرنا خطايانا ينساها لنا الله"؟
أبونا:
(1) الواقع أنها مقولة للقديس أنطونيوس الكبير: "إن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله. وإن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله".
(2) وهذه المقولة الحكيمة ينطبق عليها ما قلناه في تحليل الآيات السابقة، فليس العيب في المقولة، وإنما في الاستخدام الخاطئ لها.
(3) فالبعض يستخدمها لتعطيل بهجة الخلاص والغفران. الأمر الذي لم يقصده القديس أنطونيوس الذي قال: "إذا وَجَدَتْنا الشياطين فرحين بالرب، مفكرين في الصالحات ابتعدت عنا خازية. [وأكمل قائلا]: فلكي نزدري العدو، علينا أن نتذكر الإلهيات دائماً وأن تكون نفوسنا فرحة."
(4) ولا يمكن أن يكون الأنبا أنطونيوس قد تجاهل قول الرب: (اش43: 25) "انا انا هو الماحي ذنوبك لاجل نفسي وخطاياك لا اذكرها"، وأيضا: (ميخا7: 19) "يعود يرحمنا يدوس اثامنا وتطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم".
(5) والواقع حكمة مقولة القديس أنطونيوس عن تذكر خطايانا أن لها أهدافا سامية منها:
1- أنه عندما نذكر كَمْ كنا خطاة، إنما نذكر فضل الله وإحساناته، ونعمة خلاصه الغنية التي افتقدتنا. [كما قال المرنم: بقى أنا أستاهل اللي عملته من أجلي. وإنت بجلالك واقف مكاني وحامل ذنبي. مين أنا مين يمكن نسيت أنا مين، أنا التراب افتكري يا نفسي، أنا التراب إياك تنسي].
2- وعندما نذكر خطايانا نتحفظ من السقوط ثانية فيها، كما حذر المسيح المريض الذي شفاه قائلا (يو5: 14): "ها انت قد برئت فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشر".
(6) وهكذا ينبغي أن يكون لدينا نحن الخدام نعمة الإفراز والتمييز بين الأمور حتى لا نضع معثرة أمام المخدومين، وأن نستخدم الآيات المقدسة وأقول القديسين الحكيمة في الهدف السليم التي قيلت لأجله.
(8) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نخرج فاصلا قصيرا ونعود؟
(فاصل)
(9) المضيف: مرحبا بكم من جديد، ونأتي إلى الخبر الثاني عن: "البابا يقول إن من الخطأ وصم الإسلام بالعنف". ما هو تعليقك؟
http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARAKCN10B0ZW
أبونا: لنقرأ الخبر ثم نعلق عليه:
أولا: "قال البابا فرنسيس يوم الأحد 31 يوليو 2016م إن من الخطأ وصم الإسلام بالعنف.
[تعليقي]: (1) على أي أساس تقول هذا أيها الحبر الجليل؟
(2) هل هذا هو رأيك الشخصي؟ إن كان كذلك فأنت حر فيما تقول. ولكنك لا تستطيع أن تقول ذلك كممثل للكنيسة إلا إذا وثَّقْت ما تقوله بالأدلة والبراهين.
(3) وكم صدمت يا قداسة البابا عندما قرأت في نفس الخبر قولك: "إن قتل القس، وسلسلة من الهجمات الأخرى دليل على أن "العالم في حرب" ولكن هذا لم يسببه الدين".
(4) كيف تقول ذلك يا سيدنا؟ ربما لعدم معرفة قداستكم بالقرآن، بما فيه من آيات العنف والإرهاب والقتل.
(5) أسوق لغبطتكم بعض ما قاله القرآن عن العنف لعلكم تغيرون رأيكم، حتى لا يظن إخواننا المسلمون أن تصريحكم هو من باب الكذب لا سمح الله.
1- (سورة التوبة 5) "اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"
2- (سورة الأنفال60) "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ"
3- (سورة الأنفال12) "سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ، فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"
4ـ ومن أحاديث محمد: في (صحيح البخارى باب الإيمان حديث 25) "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ».
* وهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث المحمدية، والأعمال التي فعلها محمد من قتل وحروب وإرهاب،
* أرجو أن تكوِّن لجنة لدراسة الدين الإسلامي، إن لم تكن مثل هذه اللجنة موجودة بالفاتيكان.
(7) سيدي أنا أعرف ضآلة حجمي بالقياس مع رفيع رتبتكم الكهنوتية. وما يصح أن أعدِّل على تصريحاتكم، ولكني أعمل بقول الكتاب االمقدس في (يع4: 17) "من يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له".
(10) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(11) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.