الصلب والقيامة
(معايدة عام 2013م)
الجمعة 3/5/13م
(1) سلام ونعمة لكم أيها الأحباء المشاهدين في كل المسكونة.
(2) كل سنة وأنتم بخير متمتعين بشركة الرب والاتحاد به في صلبه وقيامته.
(3) اليوم تحتفل الكنيسة الشرقية بكل طوائفها بعيد الصلب والفداء، ومن خلف ظلال الصليب نرى نور القيامة المجيد.
(4) فالصلب والقيامة في إيماننا المسيحي هما توأم غير منفصل.
(5) وفي صميم إيماننا أن:
* الصلب بلا قيامة هو دراما مأسوية،
* وقيامة بلا صلب هي ملهاة كوميدية.
(6) لذلك فإن المعادلة الإيمانية، من وجهة النظر الإلهية، تتمحور حول هذه الآية الذهبية، من رسالة (رو4: 25) "الذي أسلم من اجل خطايانا واقيم لاجل تبريرنا"
(7) وبتطبيق هذه المعادلة الجوهرية نحصل على هذه النتيجة الإيمانية التي أجملها بولس الرسول بقوله في (غل2: 20) "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ"
(8) وهكذا نشترك في هذا الامتياز المزدوج الذي تكلم عنه بولس الرسول أيضا في رسالته إلى (في3: 10) قائلا: "لاعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته"
(9) فدعونا نركز على قيمة الصلب، وفعل القيامة في حياتنا العملية:
أولا: عمل الصليبب في حياتنا
(1) في الصليب تبرير وفداء: (رو3: 24) "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح"
(2) وفي الصليب غفران: 1ـ (كو1: 14) "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" 2ـ ألم يطلب المسيح وهو على الصليب غفرانا لصالبيه قائلا: (لو23: 34) "يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون"
(3) وفي الصليب حسبان بر المسيح لنا: (1كو1: 30) "ومنه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء"
(4) وفي الصليب أيضا مصالحة: (2كو5: 19) "أي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة"
(5) وفي الصليب أيضا مسامحة: (كو2: 13) "واذ كنتم امواتا في الخطايا .. احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا" 2ـ وكلنا يذكر مسامحته للمرأة التي أمسكت في ذات الفعل قائلا لها: .............
(6) وفي الصليب كذلكشركة آلامه: 1ـ (في3: 10) "لأعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته" 2ـ وقد أوصى تابعيه بحمل الصليب وقال لهم: (لو14: 27) "من لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا"
(7) كان هذا عن عمل الصليب لأجل خلاصنا جميعا.
(8) ونأتي إلى:
ثانيا: فعل القيامة في حياتنا
(1) بالقيامة صارت لنا قوة جديدة: بولس الرسول يقول في رسالة (في3: 10) "لأعرفه وقوة قيامته"
(2) وبالقيامة إتحاد بالمسيح المقام: (رو6: 5) "لأنه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته"
(3) وبالقيامة تغيير لطبيعتنا: 1ـ(رو6: 4) "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة" 2ـ (2كو5: 17) ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا"
(4) وبالقيامة شركة مع أعضاء جسد المسيح: 1ـ (1كو12: 27) "واما انتم فجسد المسيح واعضاؤه افرادا"
2ـ (أف4: 11 ـ 16) "وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا والبعض انبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين. لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح. الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح. .. صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة".
خاتمة:
(1) هذا هو فعل الصليب والقيامة في حياتنا العملية.
(2) فليتنا نعيد باقتناء هذه المفاعيل في حياتنا.
(3) ولا يكون إحتفالنا كما لقوم عادة.
(4) أو إحتفال أطعمة شهية وثياب جديدة كالأطفال.
(5) بل إحتفال ناضج لتجديد فعل الصلب والقيامة في واقع نحياه مع المسيح، الذي صلب وقام لأجلنا لننعم بهذه البركات الروحية. آمين.
(6) كل سنة وأنتم متمتعين بالصحة الجسدية والنفسية والروحية آمين. سلام، وإلى اللقاء.