619ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [57]
(صلب المسيح)
تابع: الاعتراضات والرد عليها
الجمعة 29/12/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (619) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) تحدثت في الحلقة الماضية عن الاعتراضات والرد عليها.
(5) وتشتمل إعتراضات المسلمين على ما يلي:
1- وما صلبوه.
2- ولكن شبه لهم.
3- بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
4- وقولهم: ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
5- وأيضا: ما ذنب إنسان برئ ليصلب عن الناس؟
6- وكذلك قولهم: هل تعبدون إلها مصلوبا؟
7- فمن كان يحكم الكون عندما صلب المسيح؟
*******
(6) وقد ناقشنا في الحلقة الماضية الاعتراض الأول، وجزءا من الاعتراض الثاني وهو ما جاء في: (سورة النساء آية 157) "وقولهم [أي اليهود] إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا ولكن شبـه لهـم"
(7) وأوردنا بعض الآراء في هذه الآية.
(8) وسوف نستكمل اليوم بعض الآراء الأخرى:
(9) الرأي الثالث:
بقي رأي آخر لجماعة من علماء المسلمين يقولون: أن آية النساء هذه تنسخ بقية آيات وفاة المسيح.
ومعنى كلمة تنسخ أي تلغي. فكأن آية سورة النساء بحسب رأيهم قد ألغت الآيات الأخرى الخاصة بوفاة المسيح أو موته. معتمدين على ما جاء في (سورة البقرة 106): "وما ننسخ من آية أو ننسها، نأتي بأحسن منها أو مثلها"
(10) وللرد على هذا الرأي نقول:
[1] السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هو: كيف أن الله يغير كلامه؟
- علما بأن هناك آيات قرآنية أخرى تقول "لا تبديل لكلمات الله" (سورة يونس 64)،
- وأيضا "لا مبدل لكلمات الله" (سورة الأنعام 34).
[2] وكيف أن الله يجعل الرسول ينسى كلامه؟
- وهو الأوْلى بأن يحفظه في صدره،
- فقد جاء في: (سورة العنكبوت 49) "بل هو آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم" فكم يكون في صدر الرسول؟
[3] وكيف يمكن لكلام الله أن ينسخ أو يتغير وهو مكتوب في لوح محفوظ؟
- كما جاء في: (سورة البروج 22) "بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ"
[4] ثم كيف يأتي الله بأحسن منها؟
- هل عند الله كلام حسن وكلام غير حسن، حتى تكون هناك مفاضلة بين حسن وأحسن؟
(11) ما علينا من كل هذا الكلام فليس هذا موضوع بحثنا، ولكن ما أريد أن أوضحه هو:
[1] أن مبدأ الناسخ والمنسوخ في القرآن لا يقع إلا في الأحكام التشريعية فقط، وليس على الأخبار التاريخية، فلا يستطيع أحد أن يلغي أحداث التاريخ الثابتة.
[2] جاء في موقع منتديات حراس العقيدة:
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=7634
"لابد فى تحقيق النسخ عند جمهور الاصوليين من شروط اربعة:
1ـ ان يكون المنسوخ حكما شرعيا
2ـ ان يكون دليل رفع الحكم دليلا شرعيا
3ـ ان يكون الدليل الناسخ- النص- متاخرا فى النزول عن المنسوخ
4ـ ان يكون بين هذين النصين تعارض"
[3] فالواقع أن موت المسيح هو واقعة تاريخية وليست حكما تشريعيا حتى ينسخ بآيات أخرى.
وبحسب الآيات القرآنية يتضح أن المسيح قد مات فعلا قبل أن يرتفع إلى السماء منها:
- كما هو واضح من: (سورة آل عمران 55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة".
فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.
- (سورة مريم 33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"
ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.
- (سورة المائدة 117): "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد"
ومن هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.
[4] ثم إن مبدأ الناسخ والمنسوخ في القرآن:
- يفيد أن الآيات التي تأتي في الآخر تلغي الآيات السابقة لها، كما يتضح من المرجع السابق في شروط النسخ. وليس العكس أي لا يصح أن الآيات القديمة تلغي الآيات التي أتت بعدها.
- ولو نظرنا إلى سورة النساء التي تقول (وما صلبوه وما قتلوه) نجد أنها قد أتت [سنة 3 هجرية]
- أي قبل سورة المائدة [التي أتت سنة 10هجرية] "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد"
(انظر تفسير القرآن للشيخ عبد الله يوسف علي بالإنجليزية ص125 و242).
- فلو جاز تطبيق مبدأ الناسخ والمنسوخ على واقعة موت المسيح، فإن الآية الواردة في سورة المائدة بخصوص موت المسيح تلغي الآية الواردة في سورة النساء،
- وبهذا يتأكد أن المسيح قد مات حقا.
(12) كان هذا بخصوص الرد على الرأي القائل بأن آية (سورة النساء 157) "وما صلبوه، وما قتلوه" قد نسخت آيات الوفاة في (سورة آل عمران) و (سورة مريم) و(سورة المائدة).
# للموضوع بقية فلنا عود في الحلقات القدمة بمشيئة الرب.
*****
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.