قناة الفادى الفضائية

605ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [45]

(تجسد الله في المسيح)

المسيح هو  ابن الله المتجسد.

الجمعة 8/9/2023م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (605) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

******

* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة بتبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.

* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي، أو The Reality of Islam للتبرعات السخية.

(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.

(4) في الحلقات الماضية تكلمت عن: المسيح هو كلمة المتجسد في المسيحية والإسلام.

(5) واليوم سوف أستكمل الحديث عن: المسيح هو  ابن الله المتجسد.

• في العقيدة المسيحية.
• وشهادة الإسلام لذلك.

******

(6) أولا: المسيح هو ابن الله المتجسد في العقيدة المسيحية:

لقد ورد لقب السيد المسيح في الكتاب المقدس أنه "ابن الله" مرارا كثيرة. وسوف أورد بعض الآيات التي تذكر ذلك ثم أستعرض مفهوم هذا اللقب.

• في (مت3: 17) وقت العماد سُمع صوت من السماوات قائلا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
• وفي (مت17: 5) يوم تجلي المسيح على الجبل "إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا".
• وأيضا مكتوب في (مر9: 7): "وكانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا".
• وفي رسالة بطرس الرسول الثانية: (2بط1: 17) "أقبل عليه صوت كهذا من امجد الأسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به".
• وفي (لو3: 22) "ونزل عليه الروح بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا أنت ابني الحبيب بك سررت".
• وفي (يو1: 18) "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر".
• وأيضا في (يو3: 35و36) "الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده، الذي يؤمن الابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن ير حياة بل يمكث عليه غضب الله".
• وكذلك في (1يو4: 14و15) "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم من اعترف أن يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه وهو في الله".

# هذه الآيات وغيرها الكثير في الكتاب المقدس توضح أن لقب المسيح أيضا هو ابن الله.

*****

(7) ثانيا: شهادة الإسلام بأن المسيح هو ابن الله المتجسد:

الواقع أن المسلم يتعثر في هذه الحقيقة، لذلك لا يقبل تعبير أن "الله له ولد". ويتساءل:

    1- كيف يكون لله ولد؟

    2- كيف يقول النصارى أن المسيح ابن الله؟

• معني المسيح ابن الله؟
• القرآن وإمكانية اتخاذ الله ولدا؟

******

[1] كيف يكون لله ولد؟:

* لقد انتقد القرآن أن يكون لله ولد جاء ذلك في الكثير من الآيات القرآنية منها:

1ـ (سورة النساء 171) "إنما الله إله واحد سبحانه أنا يكون له ولد".

2ـ (سورة الأنعام 101) "أنى (أي كيف) يكون له ولد ولم تكن له صاحبة (أي زوجة) وخلق كل شيء".

3ـ (سورة مريم 35) "ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه".

4ـ (سورة المؤمنون91) "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله".

5ـ وآيات أخرى كثيرة بنفس المعنى.

[2] كيف يقول النصارى أن المسيح ابن الله؟

الإجابة: إن الإيمان المسيحي لا يقصد بتعبير "ابن الله" وجود أية علاقة جسدية أو تناسلية، أو أن الله سبحانه كان له صاحبة (أي زوجة)، ولهذا فإن الآيات القرآنية السابقة لا تتعارض مع عقيدة المسيحية على الإطلاق.

[3] معني المسيح ابن الله؟

الواقع أن هناك عدة مدلولات لكلمة (ابن):

1- كلمة (ابن) تفيد ذات الطبيعة والجوهر:

فمثلا (ابن الإنسان) هو إنسان له طبيعة بشرية، أي أن له لحم ودم مماثل لأبيه، فهو من طبيعة الإنسان ومن جوهره. فلكي يوضح لنا الله أن كلمته المتجسد في المسيح له نفس طبيعة وجوهر (الله) عبر عن ذلك بالقول (ابن الله).

2- وأيضا كلمة (ابن) تفيد تأكيد المعنى:

فإذا قلنا (فلان عربي ابن عربي) فإننا نريد أن نؤكد أصالة العروبة في هذا الشخص أي أنه عربي حقاً. وعلى هذا القياس فقولنا (المسيح ابن الله) هو تأكيد أن المسيح من جهة طبيعته اللاهوتية هو من طبيعة الله حقاً.

3- كما أن كلمة "ابن" تفيد المساواة:

فإذا قلنا (فلان ابن عشر سنوات) نقصد أن عمره مساو لعشر سنوات. وعلى هذا القياس فقولنا (المسيح ابن الله) تفيد أن المسيح من جهة لاهوته هو مساو لله.

4- كذلك كلمة "ابن" تفيد ذات الشيء  معلناً (أي ظاهراً):

فقولنا (بنات الفكر) نقصد الفكر ذاته معلنا أو ظاهراً. وعلى هذا القياس فقولنا (المسيح ابن الله) يفيد أن المسيح من جهة لاهوته هو ذات الله معلناً أو ظاهراً في صورة إنسان ولهذا يقول الكتاب المقدس عن المسيح أنه "صورة الله غير المنظور" (كو 1 : 15)

ويقول أيضاً "هو بهاء مجده (أي مجد الله) ورسم جوهره" (عب 1 : 3) .وهذا يوافق قول الشيخ محي الدين العربي في (كتاب فصوص الحكم جزء 1 ص 35) "الكلمة هي الله متجلياً... وأنها عين الذات الإلهية لا غيرها".

5- بالإضافة إلى ذلك فإن كلمة "ابن" تفيد الملازمة وعدم الانفصال:

ففي (سـورة البقرة 177) "وآتي المال على حبة ذوي القربى (أي الأقرباء) واليتامى والمساكين وابن السبيل". ويفسر الإمام المناوي في كتابه (فيض القدير شرح الجامع الصغير ج 1 ص 88) كلمة (ابن السبيل) فيقول: "ابن السبيل هو المسافر، ودعي ابن السبيل لملازمته للطريق".

وعلى هذا القياس فقولنا (المسيح ابن الله) نقصد أن المسيح من جهة لاهوته ملازم لله ولم ينفصل عنه رغم أنه كان في الجسد.

** من هذا تتضح عقيدة المسيحية أن المسيح ابن الله لا تقصد المعنى الذي يحاربه القرآن وهو العلاقة الجسدية التناسلية نتيجة الزواج.

(9) وسوف نستكمل الموضوع الحلقة القادمة بمشيئة الرب.

*****

(10) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

إختبارات العابرين والعابرات

(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

******

المداخلات

(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

الختام

(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(14) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.