قناة الفادى الفضائية

(510) تأمل الكاتب الكبير توفيق الحكيم عن الماء الحى

معرفة الحق (510)

الجمعة 17 سبتمبر 2021

الكاتب الكبير توفيق الحكيم

[3] تأمله عن الماء الحى

إعداد وتقديم القمص زكريا بطرس

510ـ تابع إختبار توفيق الحكيم

الجمعة 17/9/2021م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (510) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) كان موضوعنا في الحلقة الماضية عن: الأستاذ توفيق الحكيم ولقائي معه.

(4) واليوم نتابع الحديث عن أستاذنا العظيم توفيق الحكيم في مؤلفاته.

(5) وسوف يشمل حديثنا: تأمله عن الماء الحي:

من (كتاب "فن الأدب" ص 73 – 75)

  • وقد اقتبس قصة لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية والحديث الذي دار بينهما من بشارة يوحنا الحبيب إصحاح 4 من الآية 4 حتى الآية 14.
  • ثم تأمل في هذه القصة.
  • وسوف أقرأ معكم ما كتبه الأستاذ توفيق الحكيم، ثم أعلق على الموضوع.

******

(6) قصة الماء الحي:

  • سرد الأستاذ توفيق الحكيم القصة من إنجيل يوحنا (يو4: 4-14) التي تقول: "وكان لا بد له ان يجتاز السامرة. فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه. وكانت هناك بئر يعقوب فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع: اعطيني لاشرب. لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما. فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين. اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا. قالت له المراة يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة فمن اين لك الماء الحي. العلك اعظم من ابينا يعقوب الذي اعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه. اجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا. ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية."
  • ويعلق توفيق الحكيم على القصة قائلا: "طالعت هذا القول في إنجيل يوحنا ونحن على أعتاب عام جديد من مولد يسوع. وتساءلت: كم من البشر انطفأ فيه ذلك العطش ونبع فيه ذلك الماء الحي؟
  • ويستطرد قائلا: ما من ريب أن العدد قليل، ذلك أن ملايين العطشى كثيرون في كل جيل. إن لكل إنسان بين جنبية بئرا عميقة"، ولقد رأيت من الناس من يلقي في بئره دلوا من ذهب، فلا يجد الدلو في القرار غير نضوب وجفاف، ورأيت منهم من يقلي في بئره دلوا من الذكاء، فلا يجد الدلو في القرار غير حصى مرصع وحجارة مرصوفة ..
  • ثم يتساءل: أين الماء؟ .. وأي دلو يصل إليه؟
  • ويجيب قائلا: إنه موجود، ليس في كل النفوس، ولكنه ينبع في النفس التي تلقت بركات السماء .. وقد لا تشعر هي بوجوده، وقد لا يشعر بذلك أيضا الناس المحيطون بها، لأن هذه النعمة أسمى من أن تراها كل العيون.
  • ويضرب بعض الأمثلة على ذلك قائلا: هناك أمثلة كثيرة، ولكن أبسطها، وأقربها إلى فهم العامة، مثل ذلك النجار الذي كان يعمل في حانوته طول النهار، فإذا جاء المساء ذهب بربح يومه إلى داره، فتعشى هو وعياله، ثم رفع عقيرته بالغناء! فغنى، وأنس، وطرب بعض ليله، ثم نام بين أسرته نوما هنيئا هادئا لذيذا حتى الصباح. وكان له جار غني يري هذه الحال منه، ويتعب ويقول في نفسه: كيف يكون هذا النجار على فقره مثل هذا الصفاء .. وأنا الغني، لا أنام ولا أهمد، ولا يطفئ المال عطشي للثراء! ثم عزم أن يدبر للنجار أمرا .. فألقى في داره الحقيرة بكيس مملوء من الذهب، وجعل يترقب ما يحدث، وعندئذ حدث العجب، فقد انقطع الغناء الذي كان يرتفع مرحا من دار النجار، وسكت القلب المغرد السعيد، ولغط الذهن المفكر المكدود، وذهب النوم الهنئ، وحل السهاذ الطويل، وشغل النجار، نهاره وليله بأمر ذلك المال الذي هبط عليه، كيف ينتعفع به ويستغله وينميه؟ ومرت الأيام والليالي، وقد خيم على دار النجار ذلك السحاب الذي يخيم على دار جاره الغني! سحاب الهم الذي لا يزول، لقد بدأ الجري الدائم خلف السراب! لقد غاض النبع من البئر، وجاء العطش الذي لا ينطفئ أبدا!.
  • ويخرج بنتيجة هامة قائلا: درس "يسوع" ليس للأفراد وحدهم بل للدول أيضا .. هذه الحروب التي لا ينطفئ سعيرها، إنما هي علامة عطش! .. "متى تؤمن الدول القوية أن هذا العطش، لا يطفئه الطغيان ولا السيطرة؟ .. كل دولة تشرب من بئر السيطرة تعطش أيضا!
  • ثم يختم حديث قائلا: "أجراس الميلاد تدق في أديارك وكنائسك أيتها الدول الكبرى، فلا تغتري ولا تظني أن "القنابل الذرية" تطفئ عطشك، بل ثقي أن الذي يطفئه إلى آخر الأزمان هو ذلك الماء الحي الذي تحدث عنه السيد المسيح".

******

(7) تعليقي على ما كتبه الأستاذ توفيق الحكيم:

[1] التعليق الأول:

  • يقول: الحكيم "طالعت هذا القول في إنجيل يوحنا ونحن على أعتاب عام جديد من مولد يسوع"
  • هل ينشغل الأدباء عادة بقراءة إنجيل يوحنا بمناسبة عيد ميلاد المسيح؟
  • وما الذي دعى توفيق الحكيم لقراءة الإنجيل في عيد ميلاد المسيح؟
  • ألا يشير ذلك إلى العلاقة التي تربطه بالمسيح؟

[2] التعليق الثاني:

  • عن قوله: "كم من البشر انطفأ فيه ذلك العطش ونبع فيه ذلك الماء الحي؟"
  • سؤال عجيب: كيف يهتم توفيق الحكيم بإرتواء الناس من ينبوع الماء الحي؟
  • ولنسمع إجابته: ما من ريب أن العدد قليل،
  • ألا يدل ذلك على كونه من هذا العدد القليل الذي إرتوى من الماء الحي؟
  • ويكمل قائلا: ذلك أن ملايين العطشى كثيرون في كل جيل.
  • هذه حقيقة محزنة قال عنها المسيح في: (مت7: 13 و14) "واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ولكن ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه"

[3] التعليق الثالث:

  • على قوله: "إن لكل إنسان بين جنبية بئرا عميقة"، ويكمل قائلا: "لقد رأيت من الناس من يلقي في بئره دلوا من ذهب، فلا يجد الدلو في القرار غير نضوب وجفاف، ورأيت منهم من يقلي في بئره دلوا من الذكاء، فلا يجد الدلو في القرار غير حصى مرصع وحجارة مرصوفة".
  • ويعني بقوله هذا أنه لا الغنى ولا الذكاء يصلا إلى نبع الماء الحي.
  • ثم يطرح سؤالين هامين قائلا: "أين الماء؟ .. وأي دلو يصل إليه؟"
  • اسمعوا الإجابة أيها الأحباء، كم هي مذهلة بحق!
  • قال: إن هذا الماء موجود، ليس في كل النفوس، ولكنه ينبع في النفس التي تلقت بركات السماء"
  • لابد وأن يكون الأستاذ توفيق الحكيم من هؤلاء الناس الذين تلقوا بركات السماء.

[4] التعليق الرابع:

  • على قوله الرائع: "قد لا تشعر النفس بوجود هذا النبع فيها، وقد لا يشعر بذلك أيضا الناس المحيطون بها،
  • ويبرز السبب الرائع قائلا: لأن هذه النعمة أسمى من أن تراها كل العيون."
  • نعم النعمة لا ترى بالعيون البشرية، ولكن تدرك وتختبر بالإيمان القلبي.
  • فهل اختبرت عزيزي المشاهد وإبنتي المشاهدة هذه النعمة؟
  • اطلبوها الآن والرب مستعد أن يعطيها لكل من يطلب.
  • فهو القائل في: (مت7: 7) "اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم"

[5] التعليق الخامس:

  • على المثل التي ذكره ليوضح عمل النعمة.
  • مثل النجار البسيط، رغم محدودية دخله كان يغني أو يرنم في سعادة.
  • فأعطاه جاره الغني كيسا من ذهب.
  • فانقطع غناء الرجل وذهبت سعادته إذ انشغل بالمال.
  • ويعلق الحكيم على ذلك قائلا: لقد جف ماء النبع، وجاء العطش الذي لا ينطفئ أبدا.
  • أحبائي المشاهدين هل تروون ظمأكم من نبع بئر النعمة؟ أم تلهثون وراء سراب الدنيا الخادع؟

[6] التعليق السادس:

  • على قوله: درس "يسوع" ليس للأفراد وحدهم بل للدول أيضا ..
  • توفيق الحكيم يرى أن هذا الماء الحي يحتاج إلية الناس، بل وتحتاج إليه الدول أيضا.
  • ويوضح ذلك قائلا: هذه الحروب التي لا ينطفئ سعيرها، إنما هي علامة عطش!
  • ويوجه نصيحته للدول قائلا: "متى تؤمن الدول القوية أن هذا العطش، لا يطفئه الطغيان ولا السيطرة؟
  • ويضيف: كل دولة تشرب من بئر السيطرة تعطش أيضا.
  • ويختم حديثه قائلا: "أجراس الميلاد تدق في أديارك وكنائسك أيتها الدول الكبرى، فلا تغتري ولا تظني أن "القنابل الذرية" تطفئ عطشك، بل ثقي أن الذي يطفئه إلى آخر الأزمان هو ذلك الماء الحي الذي تحدث عنه السيد المسيح.
  • يا للروعة، روعة الاختبار والارتواء من نبع الماء الحي الذي هو يسوع نفسه.
  • مبارك اسم الرب.
  • ألا نتأكد بذلك من أن توفيق الحكيم قد نهل هو نفسه من هذا الماء الحي، فنادى مع داود الني قائلا: "ذوقوا و انظروا ما اطيب الرب" (مز34: 8).

******

** سوف نستكمل الحديث عن روائع اختبار الأستاذ الكبير توفيق الحكيم في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.

** يا ليت كل مسلم باحث عن الحق يعطي للروح القدس المجال لينير ذهنه وقلبه ليعرف الرب ويشرب من نبع مائه الحي. آمين.

*****

(8) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

إختبارات العابرين والعابرات

(9) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(10) اسموا لي لظروف سفري أن نرجئ مداخلاتكم للسبوع القادم بمشيئة الرب.

الختام

(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(12) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

إقرأ 1186 مرات

شاهد الفيديو

أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...