383- الناسخ والمنسوخ (1)
الجمعة 12/4/2019م
(تقديم: حنان)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (383) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
عرض كتاب: The Reality of Islam according to Islamic Sources
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سأتكلم عن: الناسخ والمنسوخ في القرآن.
(5) المضيف: ما المقصود بالناسخ والمنسوخ في القرآن؟
أبونا:
النسخ له معنى لغوي وآخر إصطلاحي:
1- النسخ لغويا:
أ- [كلمة نَسَخَ] من معانيها: أزال، أو أبطل.
ب- الإمام جلال الدين السيوطي (كتاب الاتقان في علوم القرآن ج3 ص 55) "يرد النسخ بمعنى الإزالة ومنه قوله "فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته".
2- وإصطلاحا:
أ- قال الإمام النسفي (تفسير النسفي ج 1 ص 63) "تفسير النسخ لغة: هو التبديل، وشريعة: هو بيان انتهاء الحكم الشرعى".
ب- جاء في (تفسير ابن كثير ج 2 ص 520 نشر : دار الفكر – بيروت) "آية يمحو الله ما يشاء" قال: نُسِخَتْ كُلّهَا بِالْقُرْآنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّه عَلَى رَسُوله صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ".
ج- وقد علق على هذه الآية (الدكتور سيد القمني في كتابه الضخم الإسلاميات ص 568) قائلا: وهنا ما يشير ليس فقط إلى الاستبدال، بل إلى محو آيات بعينها.
د- ونقل (ابن كثير في تفسيره ج1 ص104) عن ابن جرير تعليقا على الآية: "[ما ننسخ من آية] قوله أي: أن نُحوِّل الحلالَ حراما، والحرامَ حلالا، والمباحَ محظورا، والمحظورَ مباحا."
هذا هو مفهوم الناسخ والمنسوخ أي إلغاء الآيات وتبديلها بآيات أخرى تجعل من الحلال حراما ومن الحرام حلالا.
(6) المضيف: ما أهمية موضوع الناسخ والمنسوخ بالنسبة للقرآن؟
أبونا:
- الواقع أن قضية الناسخ والمنسوخ بالنسبة للقرآن قضية جوهرية، فلا يمكن فهم أحكام القرآن ما لم يكن الإنسان ملما إلماما جيدا بالناسخ والمنسوخ، لأنه ربما يفهم الإنسان آية معينة ويتخذ منها قاعدة للحكم، ويفاجأ بأنها قد نسخت بآية أخرى.
- وفي هذا ذُكرت القصة التالية في كتاب الناسخ والمنسوخ لهبة الله البغدادي (ص 12) عن علي ابن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين: أنه دخل يوما مسجد الجامع بالكوفة، فرأى فيه رجلا يُعْرَف بعبد الرحمن بن داب، وكان صاحبا لأبي موسى الأشعري، وقد تحلق عليه الناس [أي اجتمعوا حوله في حلقات] يسألونه، وهو يخلط الأمر بالنهي والإباحة بالحظر، فقال له علي رضي الله عنه: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال له: هلكت وأهلكت. .. وأخذ أذنه وفتلها [أي فرك أذنه] وقال له: لا تقضي في مسجدنا بعد.
- من هنا كانت أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن.
(7) من أين جاءت فكرة الناسخ والمنسوخ في القرآن؟
أبونا:
مصدر فكرة الناسخ والمنسوخ في القرآن جاءت من الآيات التالية:
1ـ في سورة (البقرة2: 106) "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأتي بخير منها أو مثلها"
2ـ في سورة (النحل16: 101) "وإذا بدلنا آية مكان آية، والله أعلم بما ينزِّل، قالوا إنما أنت مفتر، بل أكثرهم لا يعلمون"
3ـ وفي سورة (الرعد13: 39) "ويمحو الله ما يشاء، ويثْبِت، وعنده أُمُّ [أصل] الكتاب"
4ـ وفي (سورة الحج22: 52) "فينسخ الله ما يُلْقي الشيطان"
(8) المضيف: ماذا يقصد بكلمة "ننسها"؟
أبونا:
1ـ جاء في صحيح البخارى (حديث رقم 5092) "عن عائشة قالت: "سَمِعَ رسول الله رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً كنت أُنْسِيتُها من سورة كذا وكذا"
2ـ وجاء في صحيح مسلم (حديث 1874) "عن عائشة قالت: كان النبي ص يستمع قراءة رجل في المسجد، فقال: رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنْسِيتها"
3ـ وكتب ابن كثير في (تفسيره ج1ص 104) نقلا:
أ ـ عن جرير عن الحسن قوله: "إن النبي قرأ قرآنا ثم نسيه".
ب ـ وعن ابن عباس قال: "كان مما ينزل على النبي الوحي بالليل وينساه بالنهار"
(9) المضيف: هل لك تعليق على ذلك؟
أبونا:
1- الواقع أن نصَّ الآية يخالف ما قاله ابن عباس هذا، فالآيه لا تقول أن النبي ينساها، ولكن الآية تقول: أن الله هو الذي يُنَسِّيها للنبي! هذا نص القرآن "نُنْسها".
2- وهذا ما ذكره ابن كثير أيضا في (تفسيره ج 1 ص 103) هذه الآية عينها نقلا عن قتادة الذي قال: كان الله عز وجل يُنْسي نبيه ما يشاء، وينسخ ما يشاء.
3- والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا إذاً أعطاه الآيات أصلا ثم يُنْسيَها له؟
(10) المضيف: ما المقصود من القول "خير منها"؟
أبونا:
1ـ تقول الآية القرآنية في سورة (البقرة2: 106): "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها" والمقصود بالقول " خير منها" أي أفضل أو أحسن منها، (انظر المعجم الوسيط ص264)
2ـ وهنا نسأل: هل وحي الله فيه مفاضلة؟
3ـ أي هل فيه شيء حسن وشيء أحسن؟
3ـ إذا كان الأمر كذلك فيمكن إذن أن يقال أن فيه كلام غير حسن أيضا، طالما هناك درجات.
(11) المضيف: بقية الآية تقول "نأتي بمثلها" ألا يشير ذلك إلى مساواة الآيات لبعضها؟
أبونا:
1ـ إن كان الله يأتي بمثلها، فلماذا محاها أو أنساها للرسول من أساسه؟
2ـ ولماذا لم يأت بالآية التي محيت أو أنسيت نفسها؟
3ـ وما قيمة أن يأتي بمثلها؟
4ـ أليس الله الذي يأتي بمثلها قادر على أن يوحي إلى نبيه بالآية نفسها من جديد؟
5ـ هل فات ذلك على صاحب الوحي؟
6ـ هناك إنة: وهي أنه عندما يسكر ينسى ماقاله ويأتي بكلام آخر وعندما اعترض الصحابة عليه ألف هذه الآية ليبرر أخطاءه.
(12) المضيف: هل يؤمن المسلمون حقيقة بأن النسخ موجود في القرآن؟
أبونا:
أنا لن أجيب من كلامي لئلا يقول أحد إني متجني على القرآن، ولكني أدع أئمة الإسلام يجيبون، فأنقل لك بعض أقوالهم:
1- الإمام الحافظ عماد الدين (ابن كثير في تفسيره للقرآن الجزء الأول صفحة 105) يقول: "المسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله ... وكلهم قال بوقوعه"
2- والإمام عبد الله ابن أحمد (النسفي في تفسير الجزء الأول صفحة 116) يقول: "يجوز النسخ في القرآن والسنة، متفقا ومختلفا ... مثل الزيادة على النص ... والإنساء أي أن يذهب بحفظها عن القلوب".
3- وجاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 31 ص 9900) "النسخ من الله عمل إرادي محكم مقدر منذ الأزل".
4- جاء في موقع الأزهر على الانترنيت للأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس: "أن أكثر أهل الفقه والأصول أجمعوا على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا".
5- جاء في مقدمة كتاب (الناسخ والمنسوخ في القرآن ص 6 لأبي جعفر النحاس): "النسخ في القرآن أمر واقع، اقتضته ضرورة التشريع، ... إن الشرائع السماوية ما هي إلا كالقوانين التي يضعها الناس لأنفسهم لتحقيق المصلحة العامة والخاصة للناس، وإن هذه القوانين تعدل وتغير حسب مقتضيات الزمن والتقدم البشري".
(13) المضيف: هل لك تعليقات على ذلك؟
أبونا:
- إذا أخذنا بهذا الكلام لوجب أن يتغير القرآن حسب مقتضيات القرن الحادي والعشرين بحسب التقدم البشري كما يقول أبوجعفر النحاس.
- أحبائي المسلمين الباحثين عن الحق ألا يحق أن تفكروا بحرية كأبناء القرن الحادي والعشرين، لتبحثوا عن خلاص أنفسكم من هذه الأوهام التي خدعتكم طيلة ما يقرب من 15 قرنا من الزمان.
- إمه من محبة الله لكم أن أرشدنا لكشف حقيقة الإسلام الخادعة ليتحرر جميع الباحثين عن الحق.
- الله ينتظر لجوءكم إليه وهو مستعد أن يخلصكم.
- فقط قل له: أيها الإله الخالق يام خلقتني ولازلت تحبني أنر عقلي بالمعرفة وأنر قلبي بالإيمان وخلصني. آمين.
- ثق أنه سمعك ويستجيب لك. آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(14) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
- بكل سرور.
- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(15) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.