365ـ الكلمات الأعجمية بالقرآن [1]
الجمعة 30/11/2018م
(تقديم: حنان)
(مأخوذة من برنامجنا حوار الحق حلقة 113، يوم الجمعة 10 إبريل 2009م)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (365) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها ... آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
- تكلمنا في الحلقة الماضية عن: تعدد قراءات القرآن،
- أي اختلاف ألفاظ الوحى فى الحروف بين المصاحف المختلفة.
- وذكرت 11 مثلا لهذه الاختلافات.
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سأتكلم عن الشبهة الرابعة من كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص54) بعنوان الكلام الأعجمي.
وسوف يشمل حديثي النقاط التالية:
1- أبعاد المشكلة
2- ردهم على المشكلة
3- تفنيد ردهم.
() المضيف: أولا ما هو قول حضرات الشيوخ بخصوص هذه الشبهة عن الكلام الأعجمي؟
أبونا:
- في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص55) يقولون: "لن نطيل الوقوف أمام هذه الشبهة، لأنها منهارة من أساسها"
- [وأضافوا في نفس الصفحة]: هذه هى شبهتهم [أي شبهة المشككين] الواهية، التى بنوا عليها دعوى ضخمة، ولكنها جوفاء.
() المضيف: وما هو تعليقك على هذا الكلام؟
أبونا:
1-[وتعليقي]: أقول أن هذا يعيد للذاكرة ما قلته في حلقة سابقة عمَّا جاء في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص183) تعليقا على إحدى الشبهات.
2- إذ يقولون: "هذه شبهة خفيفة الوزن".
- وكان تعليقي عليها وقتئذ، أليس معنى هذا أن هناك شبهات من الوزن الثقيل.
- وفي ردهم على هذه الشبهة يقولون: "ولن نطيل الوقوف أمام هذه الشبهة، لأنها منهارة من أساسها".
- إذن نراهم قد وضعوا مقاييس للإجابات، فالشبهة البسيطة لا يطيلون الوقوف أمامها،
- لهذا إذا رأينا وقوفا مطولا أمام شبهة أخرى نعرف أنها ليست سهلة، ولكنها تسبب لهم إحراجا، يحتاج إلى مزيد من التبريرات والتلفيق.
- والواقع أنه رغم قولهم عن هذه الشبهة أنها منهارة من أساسها، لكننا سنرى أنهم يحاولون صرف النظر عن وزنها الثقيل وعدم مقدرتهم على تبريرها.
(5) المضيف: حدثنا إذن عن أبعاد هذه المشكلة.
أبونا: بكل سرور.
البعد الأول من المشكلة هو ما جاء بالقرآن من آيات تؤكد أنه بلسان عربي مبين. وقد ذكر حضرات الشيوخ بعضا من تلك الآيات في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص54) عن اللسان العربي فيقولون:
- جاء فى (سورة الشعراء 193ـ195): "نزل به الروح الأمين .. بلسان عربى مبين".
- وجاء فى (سورة الزمر28): "قرآنا عربياً .."
- وجاء فى (سورة الدخان 58): "فإنما يسَّرناه بلسانك [أي بلسان عربي]"
- وجاء فى (سورة النحل 103): ".. لسان الذى يلحدون إليه أعجمى، وهذا لسان عربى مبين".
- وإني أضيف إلى ما ذكروه في كتابهم بعض الآيات الأخرى: (سورة يوسف2) "إنا أنزلناه قرآنا عربيا"
- (سورة طه 113) "أنزلناه قرآنا عربيا"
- (سورة فصلت 3) " قرآنا عربيا"
- (سورة الشورى 7) "أوحينا إليك قرآنا عربيا"
- (سورة الزخرف 3) "إنا جعلناه قرآنا عربيا"
- (سورة الأحقاف 12) "وهذا كتاب .. لسانا عربيا"
- وإني أعتقد أنكم لن تدركوا معنى أنه بلسان عربي مبين إلا إذا استمعنا ـ ولكن أرجو أولا أن تبعدوا الأطفال عن المشاهدة حتى لا ينزعجوا ـ لفضيلة (الشيخ عبد الله نهاري فيديو حوار الحق 113 لسنة 2009م ق 3:09 - ).
(6) المضيف: لقد وضحت بالآيات أن القرآن هو بلسان عربي مبين فما هي المشكلة مع ذلك؟
أبونا:
1- جاء في (تفسير القرطبي ج 10 ص 179) معنى "لسان عربي مبين" "أي أنه أَفْصَح مَا يَكُون مِنْ الْعَرَبِيَّة".
- ولكن المشكلة تكمن في أن القرآن يحتوي على كلمات ليست عربية بل أعجمية أي دخيلة من لغات أخرى
- وأكد ذلك ما جاء في (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص54) يقول المعترضون: "ونحن نسأل: "كيف يكون القرآن عربيًّا مبينًا، وبه كلمات أعجمية كثيرة، من فارسية، وآشورية، وسريانية، وعبرية، ويونانية، ومصرية، وحبشية، وغيرها؟
3- [وأضافوا] هذا نص الشبهة الواردة فى هذا الصدد.
- [واستكملوا حديثهم قائلين]: وتأكيدا لهذه الشبهة ذكروا الكلمات الأعجمية حسب زعمهم التى وردت فى القرآن الكريم وهى: آدم، أباريق، إبراهيم، أرائك، استبرق، .. وزكاة، زنجبيل، سبت، سجيل، سرادق، سورة، صراط، طاغوت ... إلخ"
(7) المضيف: لاحظت أنهم يقولون تعبير: "الكلمات الأعجمية حسب زعمهم" فهل هم ينكرون أنها أعجمية؟
أبونا:
- هذا بالفعل أمر عجيب، لأنهم بعد أسطر قليلة من قولهم هذا، يعترفون أنها أعجمية، بل يضيفون عليها كلمات أعجمية أخرى وردت بالقرآن
- ولنرى ما جاء في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص55) "إن وجود مفردات غير عربية الأصل فى القرآن أمر أقر به علماء المسلمين قديماً وحديثاً".
- [وأضافوا في نفس الصفحة قولهم]: "ونحن من اليسير علينا أن نذكر كلمات أخرى وردت فى القرآن غير عربية الأصل، مثل: مِنْسَأَة بمعنى عصى فى سورة "سبأ"، ومثل "اليم" بمعنى النهر فى سورة "القصص" وغيرها".
- إذن ليس ذلك ادعاء المعترضين يا حضات الأفاضل.
- وجاء في المراجع الإسلامية أن بالقرآن كلمات كثيرة أعجمية [أي غير عربية] مأخوذة من لغات أخرى.
(8) المضيف: ما هي تلك المراجع؟ هل يمكن أن تكلمنا عن ذلك بالتفصيل؟
أبونا:
جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 26 ص 8222ـ 8224) تحت عنوان "الكلمات الدخيلة" ما يلي:
1- لم يجد المفسرون الأوائل حرجا في الإقرار بوجود عدد كبير من الكلمات الأعجمية في القرآن.
2- [وأضافت] قد جاء في الأثر أن ابن عباس وأخرين كانوا يبدون اهتماما خاصا برصد أصولها وتحديد معانيها.
3- [وأضافوا] لكنه بعد ظهور المبدأ القائل بأن القرآن قديم [أي أزلي] ويتسم بالكمال، اتجه عدد من الفقهاء وعلماء الإلهيات، مثل الإمام الشافعي (القرن 2 الهجري) إلى الاعتقاد بأن لغة القرآن عربية نقية، ومن ثم إلى إنكار وجود أية كلمات معارة من لغات أخرى.
4- [وأضافوا] ولكن عددا من كبار علماء اللغة مثل أبي عبيد (قرن 3هجري) لم يكفوا عن القول بوجود كلمات دخيلة (أعجمية) في القرآن.
() المضيف: هل توجد مراجع أخرى تكلمت عن نفس الموضوع وهو الكلمات الأعجمية في القرآن؟
أبونا:
1- هناك عدد من العلماء المسلمين قد تحرروا تماما من الاعتبارات الدينية في بحث هذا الموضوع مثل جلال الدين السيوطي (ق 10هـ) الذي أبدى اهتماما خاصا بالكلمات الدخيلة في القرآن، إذ يخصص في كتابه (الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص 133ـ141): .. فصلا للكلمات التي ليست بلغة العرب.
2- وتضيف (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص8223) أنه في دراسة مستقلة (للمتوكلي)، يقدم تصنيفا لعدد كبير من الألفاظ باعتبارها كلمات مستعارة من اللغة الأثيوبية، والفارسية، واليونانية، والهندية، والسريانية، والعبرية، والنبطية، والقبطية، والتركية، والزنجية، والبربرية.
3- وتورد (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص8223) أمثلة ذكرها السيوطي عن العناصر الدخيلة في ألفاظ القرآن إذ قال: "الكلمات التي تعتبر غير عربية على الإطلاق ومن المحال ردها إلى جذور عربية مثل: أـ استبرق (الديباج الغليظ) ب- الزنجبيل. ج- الفردوس.
4- وتذكر (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص8224) أن هناك نحو (275) كلمة أعجمية بخلاف أسماء الأعلام الأجنبية.
(9) المضيف: هل من مزيد من مراجع أخرى تكلمت عن الكلمات الأعجمية في القرآن؟
أبونا:
أولا: توجد كتب كثيرة منها كما ذكرت سابقا: (كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي) وأضيف أيضا (كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي) و(كتاب تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان) و(تـأْريخ القرآن" للشيخ إبراهيم الابياري) وغيرها الكثير.
ثانيا: جاء في هذا الكتاب الأخير (تـأْريخ القرآن" للشيخ إبراهيم الابياري ص190) بعض الأمثلة للألفاظ الأعجمية في القرآن:
1- الطور: كلمة سريانية، معناها الجبل، وردت في (سورة البقرة 63) وغيرها "وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ"
2- طفِقا: كلمة رومية معناها: قصدا، (سورة الأعراف22) "وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ"
3- الرقيم: كلمة رومية، معناها: اللوح، (سورة الكهف9) "أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ"
4- هدنا: كلمة عبرية، معناها: تُبْنا (سورة الأعراف156) "إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ"
5- طه: كلمة عبرية، معناها: طأْ الأرض يا محمد (سورة طه1) "طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"
- سينين: كلمة عبرية، معناها: حسن، (سورة التين2) "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ"
- وجاء في الكتاب أمثلة أخرى كثيرة سوف نتناولها بالتفصيل في حلقاتنا القادمة بمشيئة لله.
- فقط أريد أن أنبه أحباءنا المسلمين الباحثين عن الحق أن يدرسوا هذه الأمور بكل تدقيق حتى يتبين لهم الحق من الباطل.
- وأنصحهم أن يطلبوا من الله الخالق أن يرشدهم إلى الحق الذي فيه خلاص أنفسهم. آمين.
(19) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نستمع إلى بعض إختبارات العابرين من ثمار خدمة القناة؟
إختبارات العابرين
عرض بعض اختبارات العابرين
المداخلات
(20) المضيف: نشكر الله على هذه الاختبارات. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(21) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.