429ـ صفقة القرن [6]
الجمعة 28/2/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (429) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) كنا نتكلم في سلسلة عن: صفقة القرن ووصلنا فيها للحديث عن: قصة الإسراء والمعراج بالقدس أم بالجعرانة في الجزيرة العربية؟
(4) وسوف أستكمل الحديث في هذه الحلقة عن الإسراء أيضا بخصوص النقاط التالية:
1- من أين بدأ الإسراء؟
2- هل دخل محمد المسجد الأقصى في الإسراء؟
3- متى حدث الإسراء؟
أولا: ماذا تقول الكتب الإسلامية عن المكان الذي أُسْرِي منه بمحمد؟
الإجابة: لقد اختلفوا في الموضع الذي منه بدأ الإسراء اختلافا كثيرا.
1- فقيل أنه كان في الحِجْر، جاء في كتاب: (جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري ج 15 ص 3) "عن الحسن بن أبي الحسن، قال رسول الله: بينما أنا نائم في الحِجْر جاءني جبريل فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئا، فعدت لمضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئا، فعدت لمضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلست فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة بيضاء بين الحمار والبغل ... إلخ"
2- وهناك قول آخر: أن محمدا ليلة الإسراء كان عند أم هاني، كما جاء في كتاب (جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري ج 15 ص 2) "قد ذكر لنا أن النبي كان ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان نائما في بيت أم هانئ ابنة أبي طالب، ذكر عن أم هانئ بنت أبي طالب في مسرى النبي أنها كانت تقول ما أسري برسول الله إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة".
3- وجاء في كتاب (تفسير البغوي ج 3 ص 93) "عن أنس بن مالك قال أبو ذر: إن رسول الله قال: فُرِّج عني سقف بيتي وأنا بمكة .. وقال مالك بن صعصعة إن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر بين النائم واليقظان"
4- وجاء في كتاب: (المهذب في فقه الإمام الشافعي ج 2 ص 258، اسم المؤلف: إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق، نشر : دار الفكر – بيروت) "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ( وأراد به مكة لانه أسرى به من منزل خديجة"
5- وجاء في كتاب: (الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة للأصبهاني ج 1 ص 535) "المعترضون قالوا: لم يأت ذكر العروج في القرآن، وإنما أتى فيه ذكر الإسراء إلى المسجد الأقصى، وقالوا: روي في بعض الأخبار أنه حين أسري به كان في بيت أم هانئ وفي بعضها أنه كان بين الصفا والمروة. وفي حديث أبي ذر: فُـرِّج سقف بيتي وأنا بمكة. وفي حديث أنس: أسري برسول الله من مسجد الكعبة. وفي حديث مالك بن صعصعة قال: قال النبي بينما أنا نائم عند البيت الحرام"
(5) [تعليقي] انظر مدى الاختلافات الكثيرة، هل كان في:
1- الحِجْر؟
2- أم في: في بيت أم هانئ؟
3- أم بمكة؟
4- أم في الحطيم؟
5- أم بمنزل خديجة؟
6- أم بين الصفا والمروة؟
7- أم من مسجد الكعبة؟
8- أم عند البيت الحرام؟
** الواقع أن هذه الاختلافات المتباينة، وعدم اليقين يدعو إلى الشك في حقيقة الإسراء أساسا، فهناك قاعدة تقول: إذا تضاربت الأقوال حول أمر دلَّ ذلك على فقدان مصداقيته.
(6) ثانيا: هل دخل محمد المسجد الأقصى بالقدس وصلى به في الإسراء؟
الإجابة: هذه أيضا نقطة مثيرة:
1- فقد جاء في كتاب: (سنن الترمزي ج5 ص 307)
2- وأيضا في كتاب: (سنن النسائي الكبرى ج 6 ص 376)
3- وكذلك في كتاب: (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي ج 2 ص 102) "عن زر قال: قلت لحذيفة [واحد من الصحابة] هل صلى رسول الله في بيت المقدس؟ قال: لا. قلت بلى. قال: أنت تقول ذلك يا أصلع؟ قلت: القرآن بيني وبينك، فقال حذيفة: هات ما في القرآن. فقرأت "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" قال: [هل ورد في هذه الآية أنه] صلى فيه؟ قلت: لا. قال: لو صلى فيه لكتب عليكم الصلاة فيه، كما كتب عليكم الصلاة في المسجد الحرام"
4- [وجاء في] كتاب: (الرد على الجهمية للدارمي ج 1 ص 110) قائلا: فلم يصلِّ فيه ولو صلى فيه لكانت سنَّة. [وأكمل قائلا: إسناده حسن]"
5- وجاء أيضا في كتاب: (تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 445) "قرأ حذيفة: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" وقال: يقولون إنه دخل المسجد فصلى فيه ثم دخل فربط دابته. قلت: والله قد دخله. قال: من أنت؟ فإنى أعرف وجهك ولا أدرى ما اسمك؟ قلت زر بن حبيش. قال: ما علَّمك بهذا؟ قلت من القرآن، وقلت "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. فنظر إلى فقال: يا أصلع هل ترى دخله؟ قلت: لا والله. قال حذيفة: أجل والله الذى لا إله إلا هو ما دخله ولو دخله لوجبت عليكم الصلاة فيه".
6- وكذلك جاء في (تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار الطبري تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 447) "وذلك أنه لا ذكر فى القرآن أن رسول الله صلى فى المسجد الأقصى"
(7) هذه هي الحقيقة، لا أحد يعرف عن هذه الحقائق ولا هذه المراجع من عامة المسلمين شيئا، لهذا سوف أذكر المزيد من المراجع عن: نفي دخول محمد للمسجد الأقصى أو الصلاة فيه.
1- جاء في كتاب: (تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار للطبري ـ تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 448) "أنه لا خبر فيه من الله تعالى عن رسوله على أنه صلى فيه". [تعليقي: وعلى هذا القياس لم يحدد القرآن أيضا مكان المسجد الأقصى هل في القدس أم في الجعرانة؟
2- وجاء أيضا في كتاب: (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ج 20 ص 59) "أنه وصل إلى حد الْمَسْجِدِ الاْقْصَى، فأما أنه دخل ذلك المسجد أم لا فليس في اللفظ دلالة عليه".
3- وجاء عن ربط الدابة في (شرح مشكل الآثار لابن سلامة الطحاوي ج 12 ص 543) "قال حذيفة: قيل أنه ربط الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء. قال حذيفة أوَ كان يخاف أن تذهب؟ وقد أتاه الله بها؟"
(8) ثالثا: هل تعرض المؤرخون المسلمون لتحديد تاريخ الإسراء أي متى حدث الإسراء؟
الإجابة: نعم تعرضوا لذلك وكعادتهم في كل شيء فقد اختلفوا أيضا في تحديد تاريخ ما يسمى بالإسراء.
[1] فقد جاء في كتاب: (دلائل النبوة للبيهقي ج 2 ص 354) "عن ابن شهاب قال أُسْرِي برسول الله إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة"
[2] وفي كتاب: (تفسير القرطبي ج 10 ص 210) "قد اختلف العلماء في تاريخ الإسراء أيضا وقال بن شهاب:
1ـ كان ذلك بعد مبعث النبي بسبعة أعوام.
2ـ ورَوى الوقاصي قال: أُسْرِي به بعد مبعثه بخمس سنين،
3ـ ورَوى عنه يونس بن بكير قال: صلت خديجة مع النبي [على اعتبار فرض الصلاة قد تحدد في قصة الإسراء والمعراج، فيكمل المرجع قائلا]: وهذا يدلك على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام لأن خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بثلاث وقيل بأربع.
4ـ وقال أبو بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي في تاريخه: أسري به .. بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا"
(9) وكالعادة نرى الاختلافات والتضارب في كل شيء، مما يفقد القصة مصداقيتها.
(10) وصلاتي وطلبتي أن يكشف الرب عن العيون المعصوبة لتبصر الحقيقة ويطلبوا الخلاص من هذا الظلام قبل فوات الأوان.
(11) نأتي فقرة إختبارات العابرين. تفضل عزيزي المخرج اعرض لنا بعض هذه الاختبارات.
إختبارات العابرين والعابرات
أ- نأتي الآن إلى تمجيد الله من خللا الاستماع إلى اختبارات العابرين.
ب- تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(12) نمجد الله في خلاص الكثيرين والكثيرات،
ويسعدنا الآن إلى مداخلاتكم التي يسعدني سماعها.
ختام
(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
1- شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
2- اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
3- واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
4- واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
5- اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.